عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حجة الإسلام الغزالي

)- عمه: هو الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد، الغزالي القديم الكبير، كان عالماً مقدماً مناظراً، ألف في الجدل والخلافيات ورؤوس المسائل توفي سنة 435هـ، قال ابن السبكي وقد وافق هذا الشيخ حجة الإسلام في النسبة الغريبة والكنية واسم الأب، ثم بلغني أنه عمه، فقيل لي: أخو أبيه، وقيل: عم أبيه أخو جده)
3)- أخوه: هو أبو الفتوح مجد الدين أحمد، كان واعظاً مليح الوعظ وكان من الفقهاء غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، ودرس بالمدرسة النظامية نيابة عن أخيه أبي حامد لما ترك التدريس زهادة فيه، طاف البلاد، وكان مائلاً إلى الانقطاع والعزلة، توفي بقزوين سنة 520هـ.
ومن مؤلفاته: الذخيرة في علم البصيرة - ومختصر الإحياء (






المطلب الثاني: ( نشأته – طلبه – تحصيله ):
مرَّت حياة الغزالي بعدة مراحل هي:

المرحلة الأولى: مرحلة تربيته الأولى على يد أحد المتصوفة.
المرحلة الثانية: دراسته وتلمذته على يد الإمام الجويني المجدد في المذهب الأشعري ( مضموناً ومنهجاً ).
المرحلة الثالثة: اتصاله بنظام الملك السلجوقي وتدرسيه في نظامية بغداد التي أنشأت خصيصاً للدفاع عن مذهب أهل السنة.
المرحلة الرابعة: خروجه من بغداد بعد الأزمة الروحية التي تعرض لها.
المرحلة الخامسة: عودته إلى التدريس في نيسابور حتى وفاته عــــام
( 505هـ - 1111م ).
أولاً: مرحلة تربيته على يد أحد المتصوفة ( بدايات طلبه العلم ):
لما حضرت والد الغزالي الوفاة وابناه صغيران أوصى بهما إلى صديق له متصوف من أهل الخير، وقال له: إن لي لتأسفاً عظيماً على تعلم الخط، وأشتهي استدراك ما فاتني في ولدي هذين فعلمهما, ولا عليك أن تنفق في ذلك جميع ما أخلفه لهما
ولما مات الأب أقبل الوصي على تعليمهما إلى أن فني ذلك النذر اليسير الذي خلفه لهما أبوهما، وتعذر على الوصي القيام بقوتهما فقال لهما: ( اعلما أني أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به، و أصلح ما أرى لكما أن تلجآ إلى مدرسة – كأنكما من طلبة العلم – فيحصل لكما قوت يعينكما على
وقتكما، ففعلا ذلك، وكان الغزالي يحكي عن هذا ويقول: ( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ) (
ثم إن الغزالي قرأ طرفاً من الفقه ببلده على أبي حامد أحمد بن محمد الطوسي الراذكاني(
ودفعته همته العالية إلى طلب العلم في آفاق أوسع فسافر إلى جرجان، وهناك تتلمذ على أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وعلق عنه (التعليقة) ثم عاد إلى طوس وفي طريق العودة قطع عليه الطريق.
يقول الإمام أسعد الميهني: فسمعته يقول: قطعت علينا الطريق وأخذ العيارون جميع ما معي ومضوا، فتبعتهم، فالتفت إلى مقدمهم وقال: ارجع ويحك وإلا هلكت.
فقلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علي تعليقتي فقط، فما هي بشيء تنتفعون به؟ .
فقال لي : وما هي تعليقتك ؟
فقلت: كتب في تلك المخلاة، هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال: كيف تدعي أنك عرفت علمها، وقد أخذناها منك فتجردت من معرفتها، وبقيت بلا علم، ثم أمر بعض أصحابه فسلم إلى المخلاة.
قال الغزالي: فقلت هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني به في أمري، فلما وافيت طوس، أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين، حتى حفظت جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قطع علي الطريق لم أتجرد من علمي
ثانياً: مرحلة تلمذته على الإمام الجويني مجدد المذهب الأشعري:
ولم تقف طموحات الغزالي العملية، عندما حصله، فسافر إلى نيسابور، وهناك تتلمذ على إمام الحرمين الجويني ولازمه، وجد واجتهد حتى برع في المذهب والخلاف والجدل، والأصلين والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، و أحكم كل ذلك، وفهم كلام أرباب هذه العلوم، وصنف في كل فن من هذه العلوم كتباً أحسن تأليفها وأجاد وضعها.
قال إمام الحرمين يصف تلامذته: ( الغزالي بحر مغدق، وإلكيا أسد مخرق، والخوافي نار تحرق ).
واستمر الغزالي ملازماً لإمام الحرمين حتى مات سنة 478هـ
يقول الدكتور ماجد عرسان الكيلاني: ( والتحاق الغزالي بإمام الحرمين لا يمكن فصله عن طبيعة الغزالي نفسه وعن التيارات الفكرية آنذاك، فإمام الحرمين أشعري شافعي، والأشاعرة كانوا يتصدرون الاتجاهات الفكرية، ولذلك كانوا أكثر جاذبية لنفس الغزالي الشاب، ولعقله المتطلع إلى المعرفة والانتماء ) (

ثالثاً: اتصاله بنظام الملك السلجوقي وتدريسه في نظامية بغداد التي أنشأت خصيصاً للدفاع عن مذهب أهل السنة:
لما مات إمام الحرمين رحمه الله خرج الغزالي إلى المعسكر قاصداً للوزير نظام الملك، إذ كان مجلسه مجمع أهل العلم، فناظر الأئمة في مجلسه وقهر الخصوم وظهر عليهم، فاعترفوا بفضله وتلقاه الصاحب بالعظيم، وولاه تدريس مدرسته ببغداد فقدم بغداد سنة 484 ودرس بالنظامية فأعجب الخلق علمه وكماله وفضله
وفي بغداد انصرف إلى دراسة الفلسفة دراسة عميقة، فطالع كتب الفارابي وابن سينا بصورة خاصة، وألف على إثر ذلك كتابه (مقاصد الفلاسفة) ، الذي يدل على إطلاعه وسعة علمه بالفلسفة ثم صنف بعد ذلك كتابه (تهافت الفلاسفة) فأبطل مذاهبهم.
وصنف في هذه الفترة أيضاً كتباً في شتى الفنون، فصنف في الأصول والفقه والخلاف.
رابعاً: مرحلة خروجه من بغداد بعد أزمته الروحية التي تعرض لها (488هـ).
ثم إن الغزالي بعدما علا صيته في بغداد وبزَّ الأقران وصار مطمع طلاب العلم، وملجأ أهل السنة في رد ضلالات الفلاسفة الباطنية، عزف عن الدنيا وأبهتها وخرج من بغداد سنة 488هـ إلى الحج بعد أن استناب أخاه في التدريس .
ثم دخل دمشق سنة 489هـ، فأقام بها أياماً، ومن ثم توجه إلى بيت المقدس فجاور به مدة، ثم عاد إلى دمشق واعتكف بالمنارة الغربية من الجامع،وبها كانت إقامته، فقام بالشام مدة، وهو معتكف على العبادة، وألف في هذه المرحلة (إحياء علوم الدين ) و(الأربعين في أصول الدين)
و أما مدة إقامته في دمشق فقد قال في المنقذ من الضلال: ( ثم دخلت الشام و أقمت فيها قريباً من سنتين )
ثم قال: ( ثم رحلت منها إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة وأغلق بابها على نفسي )
ثم يقول: ( ودمت على ذلك مقدار عشر سنين )
أي متنقلاً بين دمشق والقدس والحجاز ومصر والإسكندرية وغيرها.
@ ثم ترك الغزالي دمشق و أخذ يجول في البلاد، فقصد مصر و أقام بالإسكندرية مدة، واصل بعدها تجواله.
@ والتقى الغزالي في دمشق الفقيه نصر ابن إبراهيم المقدسي سنة 489هـ و أخذ عنه


.................................................. .........

يتبع ان شاء الله مع عودة الغزالي من عزلته حتى وفاته

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-16-2008 الساعة 06:51 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس