عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2013
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي القاضي شُريح وزوجته

القاضي شُريح هذا القاضي التابعي الجليل سأله مرة الفضيل : يا شُريح كيف حالك في بيتك ؟ قال : والله منذ عشرين عاماً لم أجد من زوجتي ما يعكر صفائي ، قال : وكيف ذلك يا شُريح ؟ قال : خطبت امرأة من أسرة صالحة فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً ، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة، فلما سلّمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلّم بسلامي ، وتشكر شكري ، فلما خلا البيت من الأحباب دنوت من زوجتي فقالت : على رِسلِك يا أبا أمية ثم قامت فخطبت .
قالت : أما بعد فيا أبا أمية إنني امرأة غريبة لا أعرف ما تحب ولا ما تكره ، فقل ما تحبه حتى آتيه وما تكره حتى أجتنبه ، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك ، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي ، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسولي ، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فاتق الله فيّ وامتثل قوله تعالى : "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " ثم قعدت ، قال شريح فألجأتني إلى أن أخطب في هذا الوقت الحرج فقال : أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً وإن تدعيه يكن حُجة عليك ، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا ، وما وجدت من حسنة فانشريها وما وجدت من سيئة فاستريها .
النبي عليه الصلاة والسلام يقول : "إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها " ، قالت كيف نزور أهلي وأهلك ؟ قال شُريح : نزورهم غباً مع انقطاع بين الحين والحين لئلا يملونا ، وفي الحديث الشريف : " زر غِبّاً تزدد حباً " قالت : فمن من الجيران تحب أن أسمح لهن بدخول بيتك ومن تكره ؟ قال : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم غير ذلك ، قال : ومضى عليّ عام عدت فيه إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا فرحبت بها أجمل ترحيب ، وكانت قد علمت من ابنتها أنها في أهنأ حال ، قالت : يا أبا أمية كيف وجدت زوجتك ؟ قال : والله هي خير زوجة ، قالت : يا أبا أمية ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدللة فوق الحدود فأدّب ما شئت أن تؤدّب ، وهذّب ما شئت أن تُهذّب ، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة ، ومضى عليّ عشرون عاما لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت فيها أنا الظالم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس