عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي سَوْرَة ومُساورة

إسماعيل ديب

يُقال للشيء حين يأخذ أقصاه أو حدته بلغت سَوْرته، وسَوْرَةُ الخمرِ وغيرها وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ والسَّوْرَةُ في الشراب: تناول الشراب للرأس، وسَوْرَةُ الشراب وُثُوبُه في الرأس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها.

وسَوْرَةُ السلطان: سطوته واعتداؤه.

وفي حديث الحسن: ما من أحد عمِل عملاً إِلا سار في قلبه سَوْرَتانِ. وسارَ الشَّرَابُ في رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً على الأَصل: دار وارتفع.




والسَّوْرَةُ: البَرْدُ الشديد، وسَوْرَةُ المَجْد: أثَرُه وعلامته ارتفاعه؛ وسار يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً: وَثَبَ وثارَ؛
وفلانٌ ذو سَوْرَةٍ في الحرب أي ذو نظر سديد.

والسَّوَّارُ: الذي يواثب نديمه إذا شرب، والسَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ.

وقد سُرْتُ إليه أي وثَبْتُ إليه، ويقال: إن لغضبه لسَوْرَةً.

وهو سَوَّارٌ أي وثَّابٌ مُعَرْبِد.

وفي حديث عمر: فكِدْتُ أساوِرُه في الصلاة أي أُواثبه وأُقاتله؛ والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ. وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إذا عَلَوْتَهُ. وتَسَوَّرَ الحائطَ: تسلَّقَه، وتَسَوَّرَ الحائط: هجم مثل اللص؛ وفي الحديث: فَتَساوَرْتُ لها؛ أي رَفَعْتُ لها شخصي. يقال: تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه.

وفي التنزيل العزيز: “إذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ”، والسُّورَةُ من البناء: ما حَسُنَ وطال.

والسُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة وبُسْرٍ، وهي كل منزلة من البناء؛ ومنه سُورَةُ القرآن لأنها منزلة بعد منزلة مقطوعة عن الأخرى والجمع سُوَرٌ بفتح الواو ، وسُوْرَةُ البناء وسُوْرُهُ، فالسُّورُ جمع.

قال الله عز وجل: “فضرب بينهم بسُورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيه الرحمةُ”؛ والسّور عند العرب حائط المدينة، وهو أشرف الحيطان، وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أهل النار وأهل الجنة بأشرف حائط عرفناه في الدنيا، وهو اسم واحد لشيء واحد، وأما سُورَةُ القرآن فإن الله، جل ثناؤه، جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَب وزُلْفَة وزُلَف، فدل على أنه لم يجعلها من سُور البناء لأنها لو كانت من سُور البناء لقال: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله، ولم يقل: بعشر سُوَر، والقراء مجتمعون على سُوَرٍ، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُوْرٍ في قوله: فضرب بينهم بسور، ولم يقرأْ أحد: بِسُوَرٍ، فدل ذلك على تميز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء.

إبراهيم ناجي:

تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت

كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ

ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها

وما وعت ولقلبي منك إغناءُ

أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني

وانثني ولطرفي عنك إغفاءُ

وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ

والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس