الموضوع: شرح البردة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2010
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

شرح بردة البوصيري

الأستاذ محمد رضوان أحمد





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وبعد:

يقول الشارح الأستاذ محمد رضوان أحمد:









مقدمة شرح بُردة الأُستاذ البوصيري



الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الوجود. وشرفنا بإتباع صاحب الركوع والسجود. فكنا بهذه التبعية من الغُر المحجلين. شرفاً وتميزا لنا عن سائر الأمم يوم الدين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين النبي الأمي القرشي الهاشمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه التابعين أما بعد:

فقد اطلعت على شرح بردة الأستاذ البوصيري. للأستاذ الشيخ عبد الحميد حسين. فأعجبتني طريقته وسرني اختصاره غير أنني وجدت فيه إبهاما في العبارة لجنوحه إلى حسن التركيب وبلاغة التشبيه مما يعسر على البسطاء فهمه. ويبعد على قليل الإدراك علمه. فدفعني هذا إلى كتابة شرح سهل العبارة قريب المعنى بعيد عن التعطيل.

فشرعت في هذا الشرح مستمدا من الفيض الإلهي والعطف النبوي فجاء بحمد الله موافقا للمرام، دالا على أن مثلي مع ما به من عجز لا يكتبه إلا بالهام. والدليل على أن هذا الشرح كان بالهام انجازه في أوقات فراغي في يومين كاملين وبإحدى عيني رمَدٌ حُجبَ ضوئها مدة شهرين. والدليل على قبوله إن شاء الله عود الشفاء لعيني المريضة عقب الانتهاء من كتابته مع موافقة فراغي منها أذان عصر يوم الخميس الموافق 27 من رمضان سنة 1350 للهجرة بقول المؤذن الله أكبر الله أكبر. فكان فألاً حسناً وبشرى مُعجلة ولا شك عندي في أن هذا من توفيق الله ورعاية رسوله. جعله الله أثراً صالحاً وخلد ذكره كما خلد ذكر البردة بجاه الممدوح وبركة المادح حتى لا أُحرم من دعوة صالحة من فَم طاهر.

وقد اهتم بتصحيحه أخي في الله الأستاذ عبد الرزاق أفندي منصور، بلغه الله مراده وكافأه بالقبول والله تعالى أسأل أن لا يحرم أحداً ممن يعمل على نشره بين العباد من جزيل تعطف وعظيم عطيات وواسع رحماته آمين.



ترجمة الأستاذ محمد بن سعيد البوصيري رضي الله عنه



هو الإمام العلامة العارف بالله الصادق في محبة رسول الله. سيدي محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي (نسبة إلى صنهاجه بلدة ببلاد البربر بالمغرب الأقصى) كان أحد أبويه من دلاص والآخر من بوصير. وهما قريتان من قرى صعيد مصر فنسب إليهما فقيل له الدلاصيري ولكنه شُهر بعد ذلك بالبوصيري.

وكان مولده في الأولى ومرباه في الثانية. ولد رحمه الله بدلاص في أول شوال سنة 608 هجرية وتوفي سنة 695 ودفن بالإسكندرية فكان عمره حين وفاته 87 سنة. تعلم في صباه الكتابة والقراءة وحفظ القرءان الكريم وتلقى مبادئ العلوم وتدرج في علم الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزا حببه إلى حكام مصر فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وقد كان في أول عهده يسلك في شعره مسالك الشعراء من مدح وذم وشكوى. ولكنه في كهولته تزهد واتصل بالإمام الواصل العارف بالله سيدي أبي العباس أحمد بن عمر المرسي الأنصاري مريد سيدي عبد السلام بن مشيش الحسني فصفت نفسه وصلح أمره وخلص لعبادة ربه. وفُتحَ عليه في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فمدحه بقصائد تزهو على شعر الفحول بالسهولة والجمال والجلال طار بها صيته وخلد بها ذكره.

فمنها البردة وهي (القصيدة الميمية) التي نحن بصدد شرحها والتي نظمها في علة أصابته فبريء منها بسببها إذ أنشدها على رسول الله في المنام فخلع عليه بردته الشريفة ومسح على جسده فعوفي لوقته ومنها الهمزية التي جمعت سيرة النبي مفصلة وغيرهما مما هو مشهورٌ معروف لدى الخاص والعام نفعنا الله بالممدوح والمادح في دار الدنيا ودار السلام... آمين.







مدخل





إن المحب الصادق في محبته لا يُسرُ بشيء، سروره بذكر محبوبه ولا يرتاح لحديث، راحته لمن يتحدث إليه في شأن من شؤون هذا المحبوب ولو كان هذا الحديث من فم ناصح أو لائم كما قال القائل:

أعد ذكر من أهوى ولو بملام **** فإن أحاديث الحبيب مُدامي

والأستاذ البوصيري محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم صادق في محبته. وشاعرٌ قوي الوجدان لا يضارعه غيره في شاعريته. أخذ قلمه وكتب يتغنى بذكر محبوبه الأعظم صلى الله عليه وسلم. ينوع الذكر فقال: وقد سالت دموعه وزاد لهيب شوقه يُسائل نفسه أو متصورا شخصاً يسأله عن داعي حزنه وبكائه. أمن تذكر الخ...



أمنْ تذكر جيرانٍ بذي سلمٍ *** مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بدمِ



أتذكرت أملك ومنتهى ما تصبو إليه نفسك بتلك الأماكن النائية التي عجزت عن الوصول إليها فبكيت هذا البكاء الحار الذي امتزج فيه دمعك بدمك؟



أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ *** وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ





أم هبت الريح من جهة هذه الديار فشممت شذا أنفاس الحبيب. أومض البرق فذكرت بريق ثغر. فيه ماء حياتك ومنبع ارتوائك؟



فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتا *** وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ





ما لك لا تجيب، أتظن أن سكوتك هذا يخفي ما عندك من حب. وإذا سلمنا أنك غير محب فما لعينيك أن زجرتهما عن البُكاء لا تكفان. وما لقلبك إن قلت له ارجع إلى طريق الهدى يعصك ويظل هيمان؟



أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتمٌ *** ما بين منسجم منه ومضْطَّرمِ



أحسبت أن حبك يخفى على الناس، وقد ظهر بهذا الدمع المُنسكب والقلب المُلتهب؟



لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ *** ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلمِ



لولا الهوى يا صاح لم ترق هذه الدموع ، ولا حُرمت لذيذ النوم لذكرى ديار نائية ليست لك بوطن، ولا كنت في واد وعقلك في واد.



فكيف تنكر حباً بعد ما شهدتْ *** به عليك عدول الدمع والسقمِ



فيا عجباً من إنكارك الحب، وقد شهد به عليك شاهد عدل إن أصررتَ على الكتمان، كان فيهما ما ينفي كل شك، هما الدمع والسقم، وفوق هذا لدينا حجة أُخرى، هي أن دمعك سبق سقمك، ولو سبق الضعف الدمع لتوهمنا أن الدمع نتيجة الألم، فما فائدة كتمانك وقد قامت عليك الحجة ولزمك الدليل؟.





وأثبت الوجد خطى عبرة وضنى *** مثل البَهار على خديك والعنم



وزيادة عن كلّ ما تقدم من أدلة فقد أكد لنا وجدَك علامتان محسوستان هما اصفرار وجهك واحمرار دمعك وهما من علامات العشاق، فأولى بك الاعتراف لعل الله الذي ابتلاك أن يهدينا إلى مداواتك بما يزيل علاتك.



نعم سرى طيف من أهوى فأرَّقني *** والحبُّ يعتَرضُ اللّذات بالألم





أما وقد ظهر حبي بما لا سبيل معه إلى الإنكار، فنعم يا صاح، سرى خيال حبيبي فنبهني من سبات الفكر فيه إلى يقظة الحرمان منه إذ فرحتُ بإقباله فأسرعت للقائه، فإذا أنا في مكاني وهو حيث أعلم فما أشأم عجلتي التي قطعت لذيذ أحلامي ولكن هي سنة الحب فإن من طبعه أن يقطع أسباب اللذات بسيف الألم، وهكذا كان معي إذ حرصت على التَّمتُّع بجماله، فحال بيني وبين خياله.



يا لائمي في الهوى العُذري معذرة *** مني إليك ولو أنصفت لم تَلُم



لما أقر بحبه أحس بخطئه في إذاعته سره فوجه معذرته إلى من يتوقع منه اللوم على الحب فقال يا لائمي في اعترافي بهواي البريء من كل شين إني أعتذر إليك فيما فرط مني. ولو أنصفتني ما وجهت إلي أي لوم.





عدتك حالي لا سرّي بمُستَتر *** عن الوُشاة ولا دائي بمُنحَسم



لأن سري قد أفشاه الدمع، ودائي لا دواء له إلا بالوَصل، وهو بعيد الحصول لعُلُو مقام المحبوب وبعد داره، فحالي تتطلب الرحمة.



محضتَني النُّصحَ لكنْ لستُ أسمعه *** إنَّ المُحبَ عن العُذّال في صَمَم



أنت أخلصت لي النصيحة إذ خطأتني في اعترافي بحبي، أو استرسالي في طريق هلاكي ، غير أنني مع علمي بحُسن نيتك أعتبر نُصحك عذلاً ما دام ينهاني عن التَّفوه بذكر من أحببت فلن اسمع لك لأنني محب وأُذُن المحب عن العُذال صمَّاء .



إنّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّيب في عَذل *** والشَّيبُ أبعدُ في نُصح عن التُّهَم



فلا يسؤك إعراضي عن نُصحك فقد اتهمت ما هو بعيد عن كل شبهة في نصيحة منك وهو الشيب فقد أنذرني بقرب الأجل وحثني على ترك الأمل ورغَّبني في صالح العمل فتماديت في الغرور ولازمت الشرور اعتمادا على أن الله غفور.





في التحذير من هوى النفس





فإنَّ أمَّارتي بِالسّوءِ ما اتَّعَظَتْ *** مِنْ جَهلِها بِنَذيرِ الشَّيْبِ والهَرَمِ



وماذا أصنع بنفسي التي تأمر بالشرّ وتنهى عن الخير حتى مع تذكيرها بالموت ببياض الشعر. وضعف الجسم والبصر.



ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعل الجَميلِ قِرى *** ضيْفٍ ألمَّ بِرأسي غيرَ مُحتَشِمِ



فها هي لم ترجع عن المحرمات، ولم تَرعَوِ لقرب الممات ولا أعدّت من فعل الخير والطاعة ما يليق بإكرام هذا الضيف الذي نزل برأسي بغير استئذان.



لو كنتُ أعلمُ أنّي ما أُوَقِّرُهُ *** كَتَمْتُ سِرّاً بدا لي منهُ بالكَتمِ



ولو كنت أعلم أنني سأهينه هذه الإهانة، ولا أحترمه بالإقبال على الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه لواريته عن العيون بالسواد احتراماً له وحفظاً لِكرامته، ولكنه عمي الشباب وضلال الغرور.



من لي بِردِّ جِمَاحٍٍ مِن غَوايَتِها *** كما يُرَدُّ جِماحُ الخَيْلِ باللُّجُمِ

فلا تَرُم بالمَعاصي كَسْرَ شَهْوَتِها *** إنَّ الطّعامَ يُقَوّي شَهوَةَ النَّهِمِ



فمن هذا الذي يرشدني إلى من يرد نفسي عن فيافي الظلم إلى حظيرة الهدى ولو استعمل في سبيل ذلك ما يستعمله الفارس في إزالة اعوجاج فرسه من العُنف والشِّدة. من هذا الذي يفعل ذلك حتى ألجأ إليه وألقي أزمتي بين يديه؟ أأتركها تهيم في وادي المعاصي حتى تسأمها فتعود إلى الطاعة مستعذبة موردها غير منحرفة عنها أمّاذا أفعل؟ ومن يضمن لي رجوعها والطعام يقوي شهوة الشره إلى الإكثار منه؟



والنُّفس كالطِّفلِ إن تُهملهُ شَبَّ على *** حُبِّ الرَّضاعِ وإن تَفطِمهُ ينفطِمِ



وما ذلك إلا لأن نفس الإنسان كالطفل الصغير إن أهملتَها سارت في طريق الشَّر الذي يُلائم طبعها وإن زجرتها ومنعتها امتنعت كما أنك إذا طاوعت الطفل كلما طلب الرضاع كبر وهو مُكِبٌّ عليه وإن فطمته انفطم ورجع.



فاصرِفْ هواها وحاذِر أن تُوَلّيَهُ *** إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِمِ



فلا تُجِب طلباتها فمن سار وراء هوى نفسه هلك أو ضاع شرفه وكلاهما أمرٌ عظيم وخطبٌ جسيم.



وراعِها وهي في الأعمال سائمةٌ *** وإنْ هي استَحلَتِ المرعى فلا تسمِ



وكن معها على الدوام كالراعي مع ماشيته بمنعها عن أكل ما لا يُباح، وإن هي استحلَت الشَّرّ فلا تُطل لها الحبل بل قيدها بقيد من قيود خوف الله الحديدية.



كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً للمرءِ قاتلةً *** من حيثُ لَم يَدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ



ولا تغتر ببلاغتها وقوة حجتها عند مخاصمتها فكم حسنت القبيح وقبحت الحسن حتى وقع في هاوية الهلاك من غره معسول قولها وعظيم دهائها.



واخَش الدَّسائِس مِن جوعٍ ومن شبَعٍ *** فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ من التُّخَمِ



وهي ماكرة مخادعة إذا رأت منك الشدة عليها دسّت لك ما يُخادعك ويلين من شدتك كالجوع الداعي إلى الإقدام على ارتكاب المحرمات كالسرقة والغدر، والشبع المؤدي إلى البطر والكبر والزنا وشرب الخمر.



واستَفرِغ الدَّمعَ من عين قد امتَلأت *** مِنَ المَحارِمٍ والزَمْ حِميَةَ النَّدَمِ



فإذا غلبت النفس وقهرت دسائسها فارجع إلى الله بالتوبة واذرف الدمع من عين طالما نظرت إلى المحرمات ولم تخش بارئ السماوات.



وخالف النَّفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محَّضاك النُّصح فاتّهِمِ





ولا تنسى شريك النفسِ الذي يُغريها إذا تهاونت، ويحثها إذا تباطأت وهو الشيطان. فنصيحتي إليك أن لا تركن إلى واحدٍ منهما وأن تهمهما في كلِّ نصيحةٍ يُقدمانها إليك مهما ظهر لك صلاحها.



ولا تُطِع منهما خصماً ولا حكما *** فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحَكَمِ



وأسيء الظنَّ بهما على الدوام، سواء من ظهر منهما بمظهر الخصومة لك ومن تظاهر بالورع والتقوى واحتلال منصة العدالة، فكلاهما غير مؤتمن، لأنهما تحالفا على الإيقاع بك.



أستغفرُ الله من قولٍ بِلا عملٍ *** لقد نَسَبتُ به نسلاً لِذي عُقُم ِ



هنا يتذكَّر النَّاظم رحمه الله تعالى قوله تعالى {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أنْ تَقولوا ما لا تَفْعَلون} فأستغفر الله وقال ما نسبة هذه النَّصائح الغالية والأقوال الجميلةِ إليّ إلا كنسبة ولدٍ لِعَقيم لا يلد وكبر مقتاً عند الله أن يلحق الإنسان ولدا بغير أبيه وأمه.



أمرتُكَ الخير لكن ما ائتمرتُ به *** وما استقمتُ فما قولي لك استقِمِ



وكيف لا أستغفر الله وقد أمرتك بفعل الخير وأنا بعيد عنه، وحثثتك على لزوم الاستقامة وأنا لم أستقم بعد، وما زلت حائداً عن سبيل الرَّشاد.



ولا تزوَّدتُ قبل الموت نافلةً *** ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم أصُمِ



وأين أنا من الاستقامة وما تزودت قبل موتي بِنافلةٍ من الصلاة والصيام، إذ لم أصلِّ ولم أصُم سوى ما فرض الله عليَّ.





في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلم





ظَلَمْتُ سنةَ من أحيَى الظلامَ إلى *** أنِ اشتكَت قدماهُ الضُّرَّ من وَرَمِ



يقول: نعم ما صليت ولا صمت سوى ما فرضه الله علي، فظلمت سنَّة من أحيى الظلام راكعاً ساجداً إلى أن اشتكت قدماه ضر الورم، مع أنه منزه عن النقائص محلى بالنفائس ومع هذا أدعي محبته صلى الله عليه وسلم وأرجو شفاعته.


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس