عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

معجزة إلهية

ثم دعا الطفيل دوسا إلى الإسلام فأبطأوا عليه أي تأخروا في الاستجابة له فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وقال له
يا نبي الله، إنه غلبني على دوس اللهم فادع الله عليهم

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهد دوسا
ثم أمره أن يعود إليهم ويدعوهم برفق ففعل وكان ممن استجابوا لهذه الدعوة أبو هريرة رضي الله عنه وأبو العكر زوج غزية بنت جابر الدوسية. وهو سلمة بن سلمى من الأزد. وهاجر الرجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بينما بقيت غزية في بيتها تقوم بواجبها وتعبد ربها فجاءها أهل زوجها ولم يكونوا قد أسلموا بعد فقالوا

لعلك على دينه
قالت: “أي والله إني لعلى دينه
قالوا: “لا جهر.. والله لنعذبنك عذابا شديدا
تقول أم شريك: فارتحلوا بنا من دارنا ونحن كنا بذي الخلصة وهي مكان بين مكة واليمن وساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثقال أي ثقيل بطيء الحركة شر ركابهم وأغلظه يطعمونني الخبز بالعسل ولا يسقونني شربة ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه
فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة فأشير بأصبعي إلى السماء بالتوحيد. فوالله إني لعلى ذلك وقد بلغني الجهد إذا بأثر شيء على برد منه ثم عاد فتناولته فإذا هو دلو ماء فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني. فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه. ثم ولى إليّ ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع ثم ولي إليّ الثالثة فشربت منه حتى ارتويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي فخرجوا ونظروا فقالوا
من اين لك هذا يا عدوة الله”؟
قالت: “إن عدو الله غيري. من خالف دينه، وأما قولكم: من أين لك هذا فمن عند الله رزق رزقنيه الله فانطلقوا إسراعا إلى قربهم وأدواتهم فوجدوها كما هي لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا، وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام
فأسلموا جميعا وهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهم وهجرتهم عندما رأوا بأمهات أعينهم كيف استطاعت امرأة وحيدة ضعيفة أن تقاوم العذاب وأن تتحمل الأذى فتفتحت قلوبهم وأضاءت أبصارهم لما رأوا الهدى ووضح لهم نور الإيمان فانتقلوا من حال إلى حال
حوار طريف

أما في ما يخص نزول الآية الكريمة في شأنها فتقول مراجع السير والطبقات إن أم شريك كانت على جمال ولما أسنت بقي فيها ملاحة ورونق وعندما وجدت نفسها مخلية بوفاة أبي العكر أو طلاقها عرضت نفسها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له
إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك
وتسجل أم شريك حوارا طريفا ذكرته كتب السيرة دار بينها وبين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي قالت ما في امرأة تهب نفسها لرجل خير
فقالت أم شريك، فأنا تلك فسماني الله مؤمنة بقوله: “وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ” (الأحزاب: 5

وقد اختلف في دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها وعدمه إذ يقول ابن حجر: فقبلها ودخل عليها فلما رأى عليها كبرة أي شيخوخة طلقها، ويقول أبو نعيم: وأقبلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها. ودخل عليها
وكانت أم شريك امرأة غنية تنفق من أموالها على المحتاجين وتنفق في سبيل الله عز وجل وتفتح بيتها لكل عابر سبيل ولأنها ثرية مضيافة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس بن خالد أخت الصحابي الضحاك بن قيس أن تقضي عندها فترة عدتها من طلاقها من زوجها أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، وقد روت أم شريك بضعة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرضي الله عنها وأرضاها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس