عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #13
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وصية:

وعليك بحسن الخلق وإتيان مكارمها وتجنب سفاسفها فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وأنه صلى الله عليه وسلم قد ضمن بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ولما كانت الأخلاق الحسنة عبارة عن أن نفعل مع المتخلق معه الذي يصرف أخلاقه معه في معاملته إياه وعلمنا أن أغراض الخلق متقابلة وأنه إن أرضى زيداً اسخط عدوه عمراً ولا بد من ذلك فمن المحال أن يقوم في خلق كريم يرضى جميع الخلائق ولما رأينا أن الأمر على هذا الحد وأدخل الله نفسه مع عباده في الصحبة كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لربه ( أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) وقال تعالى (( وهو معكم أينما كنتم )) وقال تعالى (( إذ يقول لصاحبه لا تخزن إن الله معنا )) وقال تعالى (( إنني معكما أسمع وأرى )) قلنا فلا تصرف مكارم الأخلاق إلا في صحبة الله خاصة فكل ما يرضي الله نأتيه وكل ما لا يرضيه نجتنبه وسواء كانت المعاملة والخلق مما يخص جانب الحق أو تتعدى إلى الغير وأنها وإن تعدت إلى الغير فإنها مما يرضى الله وسواء عندك سخط ذلك الغير أو رضي فإنه إن كان مؤمناً رضي بما يرضي الله وإن كان عدواً لله فلا اعتبار له عندنا فإن الله يقول (( إنما المؤمنون أخوة )) وقال تعالى (( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) فحسن الخلق إنما هو فيا يرضي الله فلا تصرفه إلا مع الله سواء كان ذلك في الخلق أو بما يختص بجناب الله فمن راعي جناب الله انتفع به جميع المؤمنين وأهل الذمة فإن لله حقا على كل مؤمن في معاملة كل أحد من خلق الله على الإطلاق من كل صنف من ملك وجان وإنسان وحيوان ونبات ومعدن وجماد ومؤمن وغير مؤمن وقد ذكرنا ذلك في رسالة الأخلاق لنا كتبنا بها إلى بعض إخواننا سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وهي جزء لطيف غريب في معناه فيه معاملة جميع الخلق بالخلق الحسن الذي يليق به وحسن الخلق بحسب أحوال من تصرفها فيه ومعه هذا أمر عام والتفصيل فيه لك بالواقع فانظر فيه فإنه أكثر من أن تحصى آحاده لما في ذلك من التطويل والله الموفق لا رب غيره وكذلك تجنب سفساف الأخلاق ولا نعرف مكارم الأخلاق من سفسافها إلا حتى تعرف مصارفها فإذا علمت مصارفها علمت مكارمها وسفسافها وهو علم خفي شريف فلا يفوتنك علم مصارف الأخلاق فإن ذلك يختلف باختلاف الوجوه .]



وصية:وعليك بالهجرة ولا تقم بين أظهر الكفار فإن في ذلك إهانة دين الإسلام وإعلاء كلمة الكفر على كلمة الله فإن الله ما أمر بالقتال إلا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وإياك والإقامة أو الدخول تحت ذمة كافر ما استطعت واعلم أن المقيم بين أظهر الكفار مع تمكنه من الخروج من بين ظهرانيهم لا حظ له في الإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد تبرأ منه ولا يتبرأ رسول الله عليه وسلم من مسلم وقد ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال ( أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين ) فما اعتبر له كملة الإسلام وقال الله تعالى فيمن مات وهو بين أظهر المشركين (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً )) النساء آية 97 - فلهذا حجرنا عليهم في هذا الزمان على الناس زيارة بيت المقدس والإقامة فيه لكونه بيد الكفار فالولاية لهم والتحكم في المسلمين , والمسلمون معهم على أسوأ حال نعوذ بالله من تحكم الأهواء فالزائرون اليوم البيت المقدس والمقيمون فيه من المسلمين هم من الذين قال الله فيهم (( ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون )) الكهف آية 104- وكذلك فلتهاجر عن كل خلق مذموم شرعاً قد ذمه الحق في كتابه أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .]



وصية:وعليك باستعمال العلم في جميع حركاتك وسكناتك فإن السخي الكامل السخاء من سخي بنفسه على العلم فكان بحكم ما شرع الله له فعلم وعمل وعلم من لم يعلم وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قبل العلم وعمل به وعلمه وذم نقيض ذلك فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وكذلك من فقه في دين الله نفعه الله بما بعثني به فعلم وعمل وعلم ومثل من يرفع بذلك رأساً مثل القيعان التي لم تمسك ماء ولا أنبتت كلأ ) فكن يا أخي ممن علم وعمل ولا تكن ممن علم وترك العمل فتكون كالسراج أو كالشمعة تضيء للناس وتحرق نفسك فإنك إذا عملت بما علمت جعل الله لك فرقاناً ونوراً وورثك ذلك العلم علماً آخر لم تكن تعلمه من العلم بالله وبما لك فيه منفعة عند الله في آخرتك فاجهد أن تكون من العلماء العاملين المرشدين .]

يتبع بعون الله......
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس