عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2009
  #8
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي رد: البطاقة العائلية لسيدنا النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا
من باب النصيحة في الدين أنقل نص فتوى الشيخ أحمد نعسان حول البطاقة العائلية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال :
سمعنا مؤخراً عن صدور كتيب على شكل جواز سفر يحمل تعريفاً بالنبي صلى الله عليه وسلم, وأفراد عائلته. أعجبني شكل الكتيب, إلا أني قرأت في مقال لقناة العربية عن عدم جواز طبع هذا الكتاب؟ فما هو حكم هذا الكتيب؟
2007-04-16

الاجابة :
الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فبعد الاطلاع على هذا الكتيِّب الذي كتب عليه البطاقة العائلية, واسم النبي صلى الله عليه وسلم, رأيت فيه قلة الاحترام والتعظيم لجناب المصطفى سيدنا ومولانا وسندنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ورأيت العجب في جرأة المخترع أو المبتكر لهذا الكتيِّب, عندما يكتب معرِّفاً على شخصية الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: الجنس ـ الديانة ـ العنوان المختار ـ المهنة ـ طبيعة العمل ـ زمرة الدم ـ إصدار البطاقة ـ ومسؤول الإحصاء.
أقول لهذا الأخ الذي كتب ذلك:
أولاً: يا أخي نحن الذين عُرِفنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذه البطاقة التي جعلتها للتعريف بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل وبتلك العناوين لا تليق بمقامه الشريف صلى الله عليه وسلم.
يا أخي: لا أرى هذا من التعظيم لشأن نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله بتعظيمه, ثم قال لنا: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب}.
حق رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا عظيم, والذي من جملته تعظيمه, لقول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}, ولقوله تعالى: {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا}. إذا كان توجيه الله لنا في حق النبي صلى الله عليه وسلم هكذا, فكيف تجعل بطاقة عائلية لهذا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: لو أنك يا أخي كتبت كتيِّباً في نسب النبي صلى الله عليه وسلم, وفي نسائه الطاهرات, وأولاده الكرام رضي الله عنهم, لكان ذلك شرفاً عظيماً لك, وتكون بذلك قمت بشيء من الواجب الذي عليك نحو الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: هل تدري يا أخي من هو سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي قلت عنه: مسؤول الإحصاء؟ إن كنت لا تدري من هو رضي الله عنه فتلك مصيبة, وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
أما تعلم يا أخي أن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم, حيث كان يودع عنده أسماء المنافقين. سامحك الله يا أخي على ما فعلت, وأرجو الله تعالى بحسن نيتك أن يغفر لك ولنا.
رابعاً: أنصحك يا أخي ألا تجعل من ذلك الكُتيِّب سبباً للتجارة وربح المال من خلال هذه البطاقة.

وبناء على ذلك:
فإني أرى عدم جواز طبع هذه البطاقة, لأن تعظيم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوب منا, وما أرى هذه البطاقة هكذا. هذا, والله تعالى أعلم.


وقد تم إرسال هذه الفتوى بحروفها إلى فضيلة أستاذنا الدكتور أحمد الحجي الكردي حفظه الله تعالى, فجاء جوابه عليها كما يلي:
موضوع بطاقة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أبلغتكم سابقاً أنني موافق على فتواكم، وأشارككم فيها، وأنني سوف أعرض الموضوع على هيئة الفتوى في الكويت، وقد عرضته فعلاً وهذا هو نص الفتوى التي صدرت عن لجنة الفتوى في الكويت بخصوص هذا الموضوع:
لا يتناسب مع مقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يصدر مثل هذا الكتيب للتعريف به، تحت عنوان البطاقة العائلية (محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم) وعلى النحو الوارد بهذا الإصدار، فقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه وتفخيمه وتوقيره ونصرته، وأن ندعوه بالرسالة، قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 9].
هذا فضلاً عما يحتوي عليه هذا الكتيب من معلومات بعضها فيه نظر، ومن أراد التعريف به صلى الله تعالى عليه وسلم فليسلك مسلك من سبقه من العلماء بإصدار كتاب عن سيرته وشمائله وهديه صلى الله تعالى عليه وسلم، سواء كان مختصراً أو مطولاً.
وعليه فلا يجوز طبع هذه البطاقة العائلية ولا نشرها ولا تداولها، والله تعالى أعلم، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

2008-05-05

(( الفتاوى الشرعية ،ج2 ))
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس