عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: النصيحة الكافية

ومن ذلك، قول بعضهم لمن يسأله عن حاله: بخير من الله، بشر من نفسي، وهذا إشعار باعتقاد الفاعلية، وإن كان أدبا، والاكتشافء بقوله: بخير كاف في الجواب، والمؤمن بخير على كل حال، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك قول بعضهم لمن يسأله عن حاله:


أقولُ بِخَيرٍ وَلَـكِـنّـهُ كَلامٌ يَدورُ عَلى الأَلسنِ


وهذا أيضا جمع إساءة الأدب مع الله بعدم الرضا بما آتاه، والتعرض للشكوى بما يرد عليه منه. وتتبع ذلك يطول، وقد شفا فيه الغليل ابن خليل السكوني، وأبو إسحاق بن دهاق في جزئيهما في لحن العامة، فمن أراد ذلك ليطالع كلامها، لكن بشروط ثلاثة: أحدهما: أن ينظر ذلك لنفسه، لا لينتقص به غيره.
والثاني: أن يكون ذلك بعد إحكامه الاعتقاد، في جميع أموره.
الثالث: ألا يكثر القلقلة بذلك، فيشوش على عوام المؤمنين، وخاصتهم.
وهذه الشروط لازمة، لمن أراد مطالعة كتاب تلبيس إبليس على الصوفية.
ويزاد عليها: تحسين الظن بهم، بنفي ذلك مرة، وتأويله أخرى، والتسليم للقائل فيهم، إذ لم يتكلم إلا بعلم، واحترامهم إذا كانوا على قدم الصدق مع الحق.
ولا يبعد أن يكون للولي الهفوة والهفوات، والزلة والزلات، وإنما العظيم عند الله الاغترار والعناد والخروج عن الحق إلى ضد المراد، فليسأل الله العافية.
ومن العظائم، الكلام في تفسير القرآن بالرأي، من غير استناد إلى علم، وهو تحريف إن خالف، وإثم إن صادف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال في القرآن برأيه فصادف فقد أخطأ، وإن أخطأ فقد كفر ) .
ومن تحريفه: ترقيعه بالألحان، كالغناء، والهذ في قراءته، حتى يسقط الحروف ويخل بها، وكل ذلك حرام إجماعا.
ومن الباطل: الغناء، والشعر المذكور في القدود، والخدود، والشعور، والخمور، وما يرجع إلى ذلك، والزمر، والطبل والشبابة، ونحو ذلك، وإن قيل بجواز بعض ذلك، فقول من لا يعتد قوله.
فقد جاء في تفسير قوله تعالى: ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ ) أنه الغناء، وسئل مالك عنه فقال: أمن الحق هو قالوا: لا، قال: ( فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلال ) وقال ابن المبارك: السماع ينبت النفاق في القلب وقال بعض السلف: السماع مرقاة الزنا.
وقال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: من كان من فقراء هذا الزمان آكلا لأموال الظلمة، مؤثرا للسماع ففيه نزعة يهودية، قال سبحانه: ( سَمَّاعونَ لِلكَذِبِ أَكَّالونَ لِلسُّحتِ ) .
وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: سألت أستاذي عن السماع فأجابني بقوله تعالى: ( إِنَّهُم أَلفَوا ءاباءَهُم ضالِّينَ ) وقال ابن العربي: السماع في هذا الزمان لا يحل أن يقول به مسلم.
وقال أيضا: السماع كله بطر، وما سمع الشيوخ الأتقياء إلا تنازلا، لإصلاح أبدانهم لألاّ تنتهك، أو لإخوانهم، حتى يلقوا إليهم الحق في قالب الباطل، مع أنه لا نص من الشارع، بجواز ولا منع، عند توفر الشروط.
وقال ابن مسعود لقوم وجدهم يذكرون جماعة. والله لقد جئتم ببدعة ظلما، أو لقد فقتم أصحاب محمد علما.
ويقال: إن الرقص أحدثه أصحاب السامري لما لقوا العجل. وما ينسبونه للنبي صلى الله عليه وسلم من التواجد عند إنشاده: لسعت حية الهوى كبدي....
فباطل، وكذا كل الأحاديث التي يستشهدون بها في هذا النوع.
وسئل مالك عن جماعة، يأكلون كثيرا، وذكرت له أحولهم، فضحك، ثم قال: مجانين هم ومن قال بجواز السماع، فإنما قال ذلك عند توفر شروطه الثلاثة التي هي: وجود الزيادة به في الإيمان، والنشاط به في العبادة.
الثاني: السلامة مما ينكره ظاهر الشرع، كالاجتماع مع النساء، وسماعهن، مما يوجب تحريك الشهوة عندهم، وكذا الأحداث.
والثالث: ألاّ يكون مقصودا غيره على وضعه، من غير رقص، ولا صراخ، ولا إساءة أدب في الذكر، وغيره، مع كون ذلك مرة في العمر، ولا يحضره مقتدى به، إلا مختفيا، والله أعلم.
والصواب لك أن تتكلم، حيث تعلم أنه يشتهى كلامك، إلا لضرورة فادحة بقدرها، كنت في هذا كله كبيرا أو صغيرا، كان المشتهى ذكرا أو أنثى.
ويحرم الإطراء بالمدح، والمدح بالمحرم، كالظلم بما يقوي عليه، أو يرجع إليه، كالشجاعة فيه، والثناء على أهل البدع، والأهواء كالزمخشري وكتابه، إذ في ذلك حط لأهل السنة، وترفيع له عليهم، ودلالة للخلق على ما فيه مهلكة، وإن سلم منها، فلا يسلم منها غيره، وربما كان سبب تورطه ثناؤه، وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقولوا لمنافق سيد فإنه إن كان سيدا فقد أسخطتهم الله تعالى ) وقال لرجل مدح عنده رجلا: ( قطعت عنق صاحبك ) وقال: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) يعني مع اعتقاد إباحته، وقال ( ملعون من سب والديه، قالوا: يا رسول الله كيف يسب والديه؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) وقال لامرأة لعنت ناقة لها: ( لا تصحبنا ناقة ملعونة ) وقال: ( من قال لمؤمن: يا كافر، إن كان كما قال وإلا فقد باء فيها ) وقال: ( إذا دعى العبد على ظالمه قال الله تعالى: عبدي أنت تدعو على من ظلمك ومن ظلمت يدعو عليك، فإن اردت أن أستجب لك أستجب عليك ) وقال: ( من حلف بغير دين الاسلام فهو كما قال ) يعني إن كان معتقدا تعظيمه، وقال ( من حلف بالأمانة فليس منا ) وقال: ( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) وقال: ( لا تحلفوا بطلاق ولا عتاق فإنها من أيمان الفساق ) . وقال ( ويل للصانع من غد وبعد غد، والتاجر من لا والله وبلى والله ) وقال: ( إن الله يحب أن يحلف به فاحلفوا به فاحلفوا بالله وبروا واصدقوا ) وقال: ( من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله ) وقال: ( من قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ) .

وقال: ( كل يمين وإن عظمت فكفارتها كفارة اليمين بالله ما لم يكن طلاقا أو عتاقا ) وبه أخذ الليث وجماعة من العلماء، وقالت عائشة: لغو اليمين لا والله وبلى والله الجاري على الألسن. ونهى سبحانه وتعالى عن كثرة الحلف وعدم التثبت فيه فقال الله تعالى: ( وَلا تَجعَلوا اللَهَ عُرضَةً لأَِيمانِكُم ) وثبت عنه عليه السلام أنه آلى من نسائه شهران وكان أكثر أيمانه: ( لا ومقلب القلوب ) .
فخرج من مجموع الأحاديث، والآيات أنه لا ينبغي كثرة الأيمان، ولا فقدها رأسا، لما في ذلك من عدم التعظيم في الجانبين.
وقال الله تعالى في الظهار ( وَإِنَّهُم لَيَقولونَ مُنكَراً مِنَ القَولِ وَزورا ) وقال عز من قائل: ( وَلا تَنابَزوا بِالأَلقاب ) وقال سبحانه: ( لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ ) الآية وقال: ( وَلا تَجَسَّسوا ) والتجسس: السؤال عن أحوال الأشخاص من حيث القبائح. وقال تعالى: ( وَقولوا لِلنّاسِ حُسناً ) وقال عز وعلا: ( وَلا تَسُبوا الَّذَينَ يَدعونَ مِن دُونِ اللَهِ فَيَسُبوا اللَهَ عَدوا بِغَيرِ عِلم ) الآية، وقال جل جلاله: ( ياأَيُها الَّذَينَ ءامَنوا اتَّقوا اللَهَ وَقولوا قَولاً سَديداً، يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم ) وقال تعالى: ( لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى ) .
وقال تعالى: ( وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً ) ثم أجمل الكل في قوله: ( لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلاّ مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعروفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ الناسِ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ اِبتِغاءَ مَرضاتِ اللَهِ فَسوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَطيما ) فحصر الشر بذكر الخير ونهى سبحانه عن النجوى ( إِنَّما النَّجوى مِنَ الشَيطانِ لَيَحزُنَ الَّذَينَ ءامنوا وَلَيسَ بِِضارِّهِم شَيئاً إِلاَّ بِإِذنِ اللَهِ ) وقال: ( فَلا تَتَناجَوا بِالإِثمِ وَالعُدوان ) وقال عليه السلام: ( لا يتناجى اثنان دون واحد ) .
قال العلماء: وكذلك الجماعة إذا أفردوا واحدا منهم، ولا بأس باثنين دون اثنين وجماعة دون جماعة إن أمنت الفتنى. وقال عليه السلام: ( من ترك المراء وهو محق بنيت له بيتا في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بنيت له بيتا في ربض الجتة ) وقال: ( إن الله يبغض الألد الخصم ) وقال: ( آية المنافق ثلاثة: إذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر وإذا ائتمن خان ) .
وقال عليه السلام: ( إن الله رفع عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ) . وقال ( أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ) وقال: ( أحب الأسماء إلى الله ما عبد وما حمد وأصدقها الحارث وهمام ) وقال: ( سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) قيل: ذلك خاص بزمانه عليه السلام. وقال: ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) ، وقال: ( لا تسبوا البرغوث فإنه أيقظ نبيا للصلاة ) وقال: ( لا تسبوا الريح فإنها مسخرة ) وقال: ( لا تسبوا الديكة فإنها توقظ للصلاة ) ، وقال: ( ما سبَّ قوم أميرهم إلا حرموا خيره ) وقال: ( الكلام في الفتنة دم يقطر ) وقال: ( من يرد هوان قريش أهانه الله ) وقال: ( إياكم والنذر فإنما يستخرج به من البخيل ) وقال: ( لا يقل أحدكم: أعطني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا مكره له ) وقال: ( لا يقل أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان وليقل: ما شاء الله ثم شاء فلان ) وقال: ( حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) وقال: ( لا يقل أحدكم: عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي ) وقال: ( إياكم ولو فإن لو تفتح عمل الشيطان ) وقال: ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وأمتني ما كانت الوفاة خيرا لي ) وقال: ( اذكروا موتاكم بخير فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) ، وقال: ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ) وقال: ( إن الله ينهاكم عن وأد البنات وعقوق الأمهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) .
وقال: ( المؤمن يعذب ببكاء أهله عليه ) .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس