عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي أسئلةٌ محرجةٌ وأجوبةٌ مفرِّجةٌ

أسئلةٌ محرجةٌ وأجوبةٌ مفرِّجةٌ

يُبتلى بعض العلماء بأسئلة محرجة ، لها دوافع وغايات عند السائل ؛
فإن سكت العالم كان كاتماً للعلم .
وإن أجاب أهلك نفسه .
وإن كذب أضاع آخرته .
فيلجأ إلى المعاريض في الكلام ، بحيث يظهر لجوابه وجوه ، يظن السائل أن الوجه الذي يراه هو المقصود بالكلام ، وبذلك ينجي الله عباده من كيد الكائدين .

ومن أدلة جواز هذا الأمر :
ما روي في غزوة بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سائراً بأصحابه يقصد بدراً، فلقيهم رجل من العرب فقال: ممن القوم؟
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : (( نَحْنُ مِنْ مَاءٍ )) ثُمّ انْصَرَفَ عَنْهُ ، قَالَ : يَقُولُ الشّيْخُ مَا مِنْ مَاءٍ أَمِنْ مَاءِ الْعِرَاقِ ؟
(( بتصرف من سيرة ابن هشام ))

وكما روي عن أبي بكرالصديق رضي الله عنه أنه قال للكافر الذي سأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت ذهابهما إلى الغار: هو رجل يهديني السبيل، وقد صدق فيما قال رضي اله عنه، فقد هداه الله وهدانا السبيل، ولا سبيل أوضح ولا أقوم من الإسلام.

(( المستطرف : للأبشيهي ))

وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
أيام محنة خلق القرآن :
لما ولي الواثقُ وأَقعد للناس أحمدَ بن أبي دُوَاد للمحنة في القُرآن ودعا إليه الفُقهاء، أُتي فيهم بالحارث بن مِسْكين، فقيل له: أتَشهد أنّ القرآن مخلوق؟ قال: أشهدُ أنّ التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن، هذه الأربعة مخلوقة، ومَدّ أصابعه الأربع، فعرض بها وكنّى عن خلق القرآن وخلِّص مُهْجَته من القَتل .

(( العقد الفريد : لابن عبد ربه ))

فطنة ابن الجوزي :
وقع النزاع ببغداد بين السنية والشيعية في المفاضلة بين أبي بكر وعلي-رضي الله تعالى عنهما-فرضي الكل بما يجيب عنه الشيخ أبو الفرج، وأقاما شخصاً سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته، ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك، فقالت السنية: هو أبو بكر-رضي الله تعالى عنه-لأن ابنته عائشة تحت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وقالت الشيعة: هو علي، لان فاطمة ابنة رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-تحته.

(( مرآة الجنان : لليافعي ))

الكشك والاشتراكية :
حدثني بعض الأخوة عن الشيخ عبد الحميد الكشك رحمه الله أنه سُئِل { أيام ما كانت سوق الشيوعية والاشتراكية رائجة } عن حكم الإسلام بالاشتراكية ؟
فقال رحمه الله تعالى: الاشتراكية نظام اقتصادي ، والإسلام كُلٌّ لا يتجزأ.
وبذلك خلّص نفسه من كيد السائل الذي حاول توريط الشيخ بهذا السؤال .
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا

التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 01-30-2009 الساعة 12:29 PM
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس