عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #13
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وإن ظهر لك اسمه:"المقيت، الرزَّاق"رأيت كل الأسباب ضعيفة في محاق ...(1)


وإن تجلَّى لك نور اسمه:"التوَّاب" رأيت التوبة منه - سبحانه وتعالى - وهو الذي يفتح الأبواب (2) .


وإن تجلَّى لك باسمه "الستَّار" أخفاك في ظلال أنواره عنك، وعن الآثار، فمتى ظلَّلتك أنوار أسماء الحق ، رفعك إلى مراتب أهل الصدق، فلا يقع بصرك إلا على ظلٍّ إلهي، ولا تشهد بصيرتك إلا حضرة الجمال الباهي، وعندها تدخل في رياض الشهود، ولا يراك إلا أهل التسليم للودود... .


ماهي الأمانة التي حملها الإنسان؟


خلق الله كل حقيقة في الوجود على استعداد وفطرة خاصة:

فالجبال مظهر لاسمه: "القوي، المتين".
والسماء مظهر لاسمه:" العلي، اللطيف".
والماء مظهر لاسمه: "المحيي".
والكواكب مظهر لاسمه: "النور الهادي".
والعرش مظهر لاسمه:"الواسع".
واللوح مظهر لاسمه:"العليم".
والملائكة مظهر لاسمه:"الحي، النور، اللطيف".


فما من مرتبة من رتب الوجود إلا وقد اختصَّت بظهور اسم أو اسمين أو ثلاثة، بحسب استعدادها... .


فقدر الحق سبحانه وتعالى أن يخلق حقيقة تحمل ظهور كل تلك المعاني، وتكون مظهراً للقادر الحكيم، الخبير العليم. فكان ذلك هو الإنسان الجامع الواسع، وكوَّنَه الله من حقيقتين: أرض وسماء. وطوى فيه معاني الملك والملكوت، وجعله كنـزاً للحي الذي لا يموت... .


خلقه باليدين، وجمع فيه الضدين، أنوار الروح، وظلام الجسم.. صفاء النفس، وكثافة الشبح، ففيه الاستعداد للخير والشر، والضر والنفع. قال تعالى: { إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . (3)


الأمانة: هي معاني الأسماء والصفات.ومن حملها صار عبداً للذات، وقد عرض الله تلك المعاني على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها (4) ، لأن حقيقتها لا تتحمل، وحملها الإنسان لأن حقيقته أكمل، ويا ليته صبر حتى حملها له الحق قهراً، فينجو من المسئولية، ولا يخالف أمرا، فحملها طائعاً مختاراً لذلك استحق جنةً أو نارا.


قال تعالى: { وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} . (5)

وقال سبحانه: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} .

يعني: ظلوماً لنفسه بحمل الأمانة، جهولاً بالعواقب، وذلّ المسئولية والإهانة، ولو صبر لحملها له الحقُّ، ورفع عنه الحرج، ومنحه الوسعة من الضيق بالفرج، ولكن قضاء الله محتوم، وسرّ قدره غير معلوم." اهـ 62


==================== الحاشية ====================

(1) : كما جاء في الأثر:" لو ركب ابن آدم الريح هرباً من رزقه، لركب الرزق البرق حتى يقع في فم ابن آدم!". فسبحان مالك الملك، الخالق الرازق، الحنان، المنّان، أرحم الراحمين.


(2) : فكنت "عبد التوَّاب" والتواب هو الرجَّاع إلى الله دائماً عن نفسه، وعن جميع ما سوى الحق سبحانه، حتى شهد التوحيد الحقيقي.


(3) : سورة البقرة – الآية 20.


(4) : إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} سورة الأحزاب - الآية 72.


(5) : سورة الإسراء – الآية 11.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع "آدم والأسماء الحسنى" .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس