عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الأسماء الإلهية ثلاثة أقسام (1)



"الأسماء الحسنى تسعة وتسعون، منها:-‏


عشرة أسماء ذاتية كمالية (2)‏: وهي التي منها اسم"الله"، ‏واسم"النور"، واسم"القدوس".‏


ومنها: تسعة عشر اسماً جلالية (3) ‏: وهي التي منها: اسمه"القهار"، "الجبار"، المنتقم". ‏


ومنها: سبعون جمالية (4) ‏: منها"الرحيم"، "الكريم"، ‏‏"الحليم".‏


فالأسماء الذاتية الكمالية: ليس للعبد حظٌّ في التخلُّق بها، ‏لأنها من خواصِّ الحضرة العليَّة، وما عدا ذلكمن الأسماء ‏التسعة والثمانين ، يكون للعبد حظٌّ في التخلُّق بها، والتحقُّق ‏بسرِّها.‏


فمثلاً اسمه تعالى"المنتقم": يتخلَّق به الوليُّ فينتقم من الظالم ‏انتصاراً للحق والشرع (5) ‏.‏


واسمه "الشديد" : يتخلَّق به المؤمن تشديداً على الكفار (6) ‏. ‏


======================================


(1) ‎ ‎‏: تنقسم الأسماء باعتبار الذات والصفات والأفعال إلى: ذاتية كـ"الله". ‏والصفاتية:كـ:"العليم". والأفعالية: كـ:"الخالق". وتنحصر باعتبار الأنس والهيبة ‏عند مطالعتها في الجمالية كاللطيف، والجلالية كالقهار. ‏

‏ والصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلى: ذاتية وهي سبعة: " العلم، والحياة، ‏والإرادة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام". وباعتبار تعلقها بالخلق إلى أفعالية، ‏وهي ما عدا السبع. ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء، دون الكلّ ، ‏كحظِّ الملائكة من اسم "السبُّوح، والقدُّوس" ولذا قالوا:‏‎{نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ‏وَنُقَدِّسُ لَك ‏}. وحظ الشيطان من اسم "الجبار، والمتكبر"، ولذلك عصى واستكبر.

‏ واختصّ الإنسان بالحظ من جميعها، ولذلك أطاع تارة، وعصى أخرى. وقوله تعالى:‏‎ ‎{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} ، أي: ركَّب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة، ‏وهيَّأه بتلك اللطائف للتحقُّق بكل الأسماء الجلالية، والجمالية. انظر: التهانوي 4/60.‏


(2)‎ ‎‏: الأسماء الذاتية: هي التي لا يتوقف وجودها على وجود الغير، وإن توقف على اعتباره ‏وتعقُّله، كالعليم، والقدير، وتسمى الأسماء الأولية، مفاتيح الغيب، وأئمة الأسماء. ‏ذكره القاشاني في معجم اصطلاحات الصوفية 28.

(3) ‎ ‎‏: ومراتب الوجود هي حضرة الأسماء الجلالية كاسمه "الكبير، والعزيز، والعظيم، ‏والجليل، والماجد" إلى غير ذلك من الأسماء الجلالية،ذكره سيدي عبد الكريم الجيلي في ‏مراتب الوجود 19، وقال: وقد ذكرنا جميع الأسماء والصفات في كتاب: شمس ‏ظهرت لبدر قرهي" وهو المجزوء الرابع من أربعين من كتاب القاموس الأعظم ‏والناموس الأقدم.

(4)‎ ‎‏: قال سيدي عبد الكريم الجيلي في مراتب الوجود: " من مراتب الوجود وهي حضرة ‏الأسماء الجمالية كاسمه "الرحيم، والسلام، والمؤمن، واللطيف" إلى غير ذلك من الأسماء ‏الجمالة، ويلحق بها الأسماء الإضافية وهي:"الأول والآخر، والظاهر، والباطن، ‏والقريب، والبعيد". انظر: المرجع السابق 20. ‏

(5) ‎ ‎‏: وأول ما تنتقم منه نفسك وهواك، ومن كل من يقطعك عن مولاك.‏

(6) ‎ ‎‏: ويحب للناس ما يحبه لنفسه من العفو وغفران الزلَّة، وأن يكون عوناً للتوبة والإصلاح ‏وأن يقبل ممن أساء إليه التوبة فيكون من أهل الرحمة بعباده المؤمنين، وعلى العبد ‏بمقابل ذلك أن يكون شديداً في مواطن البأس والشدة، على نحو ما وصف به تعالى ‏عباده المؤمنين بأنهم:‏‎ {أشداء على الكفار رحماء بينهم }، وأن يلتزم الأسوة بالرؤوف ‏الرحيم بالمؤمنين - صلى الله عليه وآله وسلم - فإنه كان حليماً لا يغضب إلا لله كما ‏كان لا يقبل الشفاعة عند قيام البينة علي حد من حدود الله على الخطة التي أمر الله بها ‏في عقاب أهل الزنا" {وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ‏} {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ ‏مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} ‏ وذلك زجراً بالشدة في مواقف الشدة، وقمعاً للفساد وأهله. وبهذا ‏عميم الرحمة لما ينفع الناس ويحييهم، كما قال تعالى:‏‎ {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ ‏أُولِيْ الأَلْبَابِ} - البقرة 179 - ويلتزم العبد في كلا الحالين الميزان الذي وضعه الله ‏تعالى للرأفة والرحمة بما وصف به سبحانه وتعالى نفسه بقوله:‏‎ {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ ‏التَّوْبِ ‏}‏ بمقابل:‏‎ {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} فإن حياة الإنسان وهو يتأرجح بين ‏النجدين من الخير والشر تقابل بهذه الموازين من أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين، ‏شديد العقاب، الذي رفع السماء و{ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا ‏الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ولا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا للأَنَامِ} ‏ ليتعارفوا ويتعاونوا ‏ويجاهدوا أهل الفساد والإفساد.‏‎ {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ‏} وإذا أمهل للتوبة أهل ‏الإصلاح فإنه مع أهل البغي والطغيان والفساد :‏‎ {شَدِيدِ الْعِقَابِ}‏.‏" اهـ69



(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس