عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2008
  #1
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب

استأذن أبو الدرداء عمر في أن يأتي الشام ، فقال : لا آذن لك إلا أن تعمل ، قال : فاني لا أعمل ، قال : فاني لا آذن لك ، قال : فأنطلق فأعلم الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأصلي بهم ، فأذن له ، فخرج عمر إلى الشام فلما كان قريبا منهم أقام حتى أمسى ، فلما جنه الليل قال : يا يرفأ ! إنطلق إلى يزيد بن أبي سفيان أبصره عنده سمار ومصباح مفترشا ديباجا وحريرا من فئ المسلمين فتسلم عليه فيرد عليك السلام وتستأذن فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت ، فانطلقنا حتى انتهينا إلى بابه فقال : السلام عليكم ، فقال وعليكم السلام ، قال : أدخل ؟ قال : ومن أنت ؟ قال يرفأ : هذا من يسؤك ، هذا أمير المؤمنين ! ففتح الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا فقال : يا يرفأ ! الباب الباب ! ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا ،وكور المتاع فوضعه وسط البيت ، ثم قال للقوم : لا يبرح منكم أحد حتى أرجع إليكم ، ثم خرجا من عنده ، ثم قال : يا يرفأ ؟ انطلق بنا إلى عمرو بن العاص أبصره عنده سمار ومصباح ، مفترش ديباجا من فئ المسلمين ، فتسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت ، فانتهينا إلى بابه فقال عمر : السلام عليكم ، قال : وعليكم السلام ، قال : أدخل ! قال : ومن أنت ؟ قال يرفأ : هذا من يسوءك هذا أمير المؤمنين ! ففتح الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا ، يا يرفأ ! الباب الباب ! ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا ، ثم كور المتاع فوضعه في وسوط البيت ، ثم قال للقوم : لا تبرحن حتى أعود إليكم ، فخرجا من عنده فقال : يا يرفأ ! انطلق بنا إلى أبي موسى أبصره عنده سمار ومصباح مفترشا صوفا من مال فئ المسلمين فتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت ، فانطلقنا إليه وعنده سمار ومصباح مفترشا صوفا فوضع الدرة بين أذنيه ضربا وقال : أنت أيضا يا أبا موسى ! فقال : يا أمير المؤمنين ! هذا وقد رأيت ما صنع أصحابي ، أما والله لقد أصبت مثل ما أصابوا ، قال : فما هذا ؟ قال : زعم أهل البلد أنه لا صلح إذا هذا ، فكور المتاع فوضعه في وسط البيت ، وقال للقوم : لا يخرجن منكم أحد حتى أعود إليكم ، فلما خرجنا من عنده قال : يا يرفأ ! انطلق بنا أخي لنبصرنه ليس عنده سمار ولا مصباح وليس لبابه غلق , مفترشا بطحاء متوسدا بردعة , عليه كساء رقيق قد أذاقه البرد فتسلم عليه فيرد عليك السلام وتستأذن فيأذن لك من قبل أن يعلم من أنت ، فانطلقنا حتى إذا قمنا على بابه قال : السلام عليكم ، قال : وعليك السلام ، قال : أأدخل ؟ قال : ادخل ، فدفع الباب فإذا ليس له غلق ، فدخلنا إلى بيت مظلم فجعل عمر يلمس حتى وقع عليه ، فجس وسادة فإذا بردعة ، وجس فراشه فإذا بطحاء ، وجس دثاره فإذا كساء رقيق ، فقال أبو الدرداء : من هذا ؟ أمير المؤمنين ؟ قال : نعم ، قال : أما والله لقد استبطأتك منذ العام ، قال عمر : رحمك الله ألم أوسع عليك ؟ ألم أفعل بك ؟ فقال له أبو الدرداء ، أتذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ! قال : أي حديث ؟ قال : ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ، قال : نعم ، قال : فماذا فعلنا بعده يا عمر ؟ قال : فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا .

كنز العمال -
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس