عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الحياة الاجتماعية في الحسكة

الحياة الاجتماعية في الحسكة ...صورة جميلة و دليل للتمسك بالاصالة .. و جذور ثابتة للعادات و التقاليد ..


دحام السلطان
لا يزال سكان محافظة الحسكة بمختلف اطيافهم و ألوانهم و معتقداتهم على ارتباط وثيق بالاصالة و على صلة قوية بها ، و شكلت حالة الارتباط وشائج متجذرة وعرى متينة ارخت للتمسك و المحافظة
على عادات و تقاليد اشتهرت بها المنطقة منذ سالف الازل على الرغم من اقتحام المدينة وصخب الحياة المعاصرة وتأثيرها المباشر على سلوكيات ابنائها .. و اضفت جمالية حاضرة على الحياة الاجتماعية في المحافظة تجلت بوضوح في مراسم الزواج و الختان ( الطهور ) و اقراء الضيف و اغاثة الملهوف و اجارة الدخيل و الشهامة و النخوة .. و طقوس الاعياد و الافراح و التعازي ... كما ان رواسب ايضاً باتت من المسلمات بها اخذت في طريقها الى الانحسار نتيجة للوعي كالحيار و الاخذ بالثأر و تعدد الزوجات دون الحاجة لذلك ..‏


و من المعالم الاجتماعية البارزة التي تكرست لدى ابناء الجزيرة في مدنهم و بلدانهم ، ريفهم و باديتهم و التي تشبثوا بها للحفاظ عليها و اظهارها في مناسبات عديدة شدتهم لتكون جزءاً لا يتجزأ من وجودهم و هويتهم و ثقافتهم الحضارية يمكن ان تتجلى في بعض العناوين نذكر منها الآن :‏


الفنون و التراث الشعبي ..‏


في المحافظة ألوان تشتهر بها و تعد فلكلورا تعتز به و يتألف ظهوره في الاعراس و المضايف و المهرجانات الثقافية و الفنية و منها ( القصيدة ، الهوسة ، التعابا ، النايل ، السويحلي ، الزهيري ، الحداء .. و النعاء ) و هذا الاخير هو نوع من الرثاء يقال في الاموات اصحاب الشأن العظيم و المكانة المتميزة داخل محيطهم ، اضافة الى غناء الدبكات المرتبط بلون الرقصات الشعبية التي تبرز لون الطيف الاجتماعي كما ان لكل رقصة عدة اقسام تتفرع عنها ، و هناك ألوان غنائية تتعلق بالنشاط الانساني للمحافظة كالرعي و العمل و الفلاحة و الحصاد و اعادة الصفاء و الوفاق للعلاقات الاجتماعية بين الناس ولعل اهزوجة ( ام الغيث ، غيثينا ، حنطة شعير ، اعطينا .. ) لا تزال منتشرة في ريف المحافظة و هي دعاء فطري للبارئ عز وجل يتضرع فيها القرويون نساء ورجالاً شيوخاً و اطفالاً رحمة بطلب بركة السماء جراء انحباس المطر عن حقولهم في طقس جميل و معبر ..‏


كما ان هناك ايضاً فنونا شائعة كالحكم و الامثال و القصص الشعبية منها الواقعية و منها الخرافية و الاسطورية ( قصة الحنفيش و السعلوة مثلاً ..) و من الدبكات الشعبية الشائعة بحسب كل بيئة اجتماعية ( الجوبي ، جرن و معضد .. الدحة ، الشيخاني ، الهلايا ، الهمدان ، الكوفندي ، الباكية ، الكولة ، اربانو ، حصادي ، تنزارة ، باسو ، صيادا ، تولاصا ، و اشهر الآلات الموسيقية المستخدمة في الدبكات ( الزمارة او المأصولة ، المطبق ( المجوز ) ، الطنبورة ، البزق ، الطبل و الزرناية ..) و هناك آلة الربابة التي لا يزال بريقها في المضايف البدوية و الريفية و المهرجانات و الجلسات التراثية يرافقها العازف بالقصيد و العتابا و النايل و يبرز من خلالها مفاخر القوم و مآثرهم لايام خلت بأسلوب تعبيري جميل يسلب الالباب و يهيج خبايا النفس و يحرك شجونها ..‏


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس