عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

قال الاديب الشاعر اسماعيل الخلف في العشارة قصائد جميلة جدا" أذكر منها :
العودة إلى العشارة

أعودُ إليكِ ، تضجُّ الثغورُ : حبيبُكِ جاءْ


فأشخصُ نحوكِ طفلاً إلى المُرضِعةْ

و أهمسُ : ترقا .. أتيتُ من الغربةِ الموجعةْ


و بي كلُّ شوقِ البراري لرشفةِ ماءْ


أَما زِلْتِ تغتسلين بماءِ الفراتِ ؟

و تحكينَ عن عطشِ الباديةْ

أّما زِلْتِ يا غاليةْ

تمدّينَ جسراً لكلِّ الجهاتِ


أعودُ إليكِ و كلّي اشتهاءْ

كخصلةِ طرفا لحضنِ الغَرَبْ


أعودُ و ما لي سوى طيفِ حبْ


أعودُ لأنّي ، بعيداً ، فقدْتُ الهواءْ


تظلّينَ أنتِ الأميرةْ


برغمِ افتقادِكِ تاجَ الإمارةْ


تظلّينَ نبعَ الهوى يا عشارةْ

و تاجُكِ شمسُ الظهيرةْ




و هذي النقوشُ الأثيرةْ


تشيرُ بأنّكِ أمُّ الحضارةْ

و أنَّكِ كنتِ المنارةْ


لبرِّ الشآمِ و برِّ الجزيرةْ

أتاكِ الغزاةُ و شبّوا الحرائقْ


فصرْتِ بوجهِ التوحّشِ سيفْ

و كنتِ الكريمةَ إنْ حلَّ ضيفْ



و ما لِنْتِ يوماً بوجهِ الصواعقْ




فكنتِ إذا هدَّمَ الغزوُ كلَّ الديارْ

تعودينَ بعدَ انزياحِ الظلامْ

و تبنينَ فوقَ الركامْ

عُلُوّاً يُشكِّلُ أحكمَ ثارْ

تعودينَ أقوى و أعلى جديلةْ

فيرتفعُ التاجُ فوقَ الغيومْ

و يلهبُ غيظَ الخصومْ

فيتَّفقونَ على قتلِكِ غيلةْ

عشقْتِ الغيومَ و آخيتِ لحنَ المطرْ

و رُمْتِ النجومَ فكانتْ قريبةْ

و كانَ الفراتُ يريدُ حبيبةْ


فكنْتِ الحبيبةَ ذاتَ الخفرْ

و مازلْتِ أغلى أماني الفراتِ


يناديكِ دوماً بمثلِ الحفيفِ

و يمشي إليكِ بمدٍّ لطيفِ

و يلثمُ شطَّكِ في الأمسياتِ


أعودُ إليكِ لأنَّكِ ذاتي

و إنْ غبتِ غابَ اخضرارُ الحياةْ

و صارَ الفراتُ كمثلِ سواهْ


فأُمسي طريدَ الجهاتِ

أميرةَ قلبي : أتيتُ


فهلْ تأْذنينَ بلثمِ الترابِ


لعلّي أُبدِّدُ طعمَ اغترابي

و أوقنُ أنّي نجوتُ ؛؛؛


قبلة الأطيار


قفْ بترقا تسمعْ نشيدَ العُشاري == أنا ممّنْ صــــانوا حدودَ الديارِ
أنا مِــــــن حِمْيَرٍ و أهــلي كُماةٌ == يُصلحونَ المعْوجَّ بالبتَّارِ
قـفْ بترقا و انصتْ قليـلاً لجرفٍ == يتغنّى شـــوقاً إلى عشتـــــارِ
قفْ فهذي الآثارُ ليستْ حجاراً == هيَ نبضُ الجــدودِ في الفخَّارِ
و اقرأِ المسماريَّ تلـــــقَ أساساً == لعــــــــــلومِ الدنى بذي الآثارِ
فهنا قامتْ أوَّلُ الدورِ للعلــــــــ == ـمِ و كانتْ منــارةُ الأمصارِ


هذه ترقا لم تشبْ رغمَ طـــــول الــ == ــعهدِ ، مازالتْ قبـلةَ الأطيـارِ
يتغنَّى في أيكِها الطيرُ مفتو... == ناً بماءٍ تحتَ العرائش جـارِ
كلَّما زارَ موطناً طارَ عنهُ == عائداً يشدو: في العشارةِ داري
إيــهِ ترقا ، إنّي أطيرُ بشوقٍ == فاسمعي سرَّ جـولتي و قراري
كنتُ تـــوَّاقاً لاكتشافِ الخفايا == و ظننتُ الديـارَ مثلَ دياري
لمْ أجــــــدْ جنَّةً تشابهُ ترقا == تتباهى بالسلمِ و الإعمــــــارِ
لمْ أجــــدْ ربوةً كمثــلِ رباها == تزدهي بالـــورودِ و الأزهارِ
هيَ نبضُ الحيــاةِ في كلِّ لحنٍ == هيَ سرُّ الغنــــاءِ و الأشعارِ
كمْ تمنَّيتُ أنْ أكــــونَ سحاباً == لأُلبّي لها هــــوى الإمطالارِ
لعروسٍ حبا الفراتُ إليـــــها == كرضيعٍ يهمَّ بلإفطــــــــــارِ
فأتى يلثمُ الضفــــافَ بلطفٍ == عـلَّهُ يدنو من ربوعِ العُشاري


آهِ يا نهرَ الخيرِ إنّـــــــا ركبنا == لذرى المجـدِ صهوةَ الإعصارِ
و نذرْنا أرواحَنا لافتــــــــــداءِ == الأرضِ من وطءِ الحــاقدِ الغدَّارِ
هذه الأرضُ كــــمْ غزاها ظَلومٌ == فأطاحتْ به إلى الأغـــــوارِ
إنّها مُهرةٌ تُجيـــــــــــبُ فتاها == تتسامى به إلى الأقمـــــــــارِ
هيَ للأهلِ جنّــــــــــــــَةٌ مشتهاةٌ == و على البـــــاغي قلعةٌ من نارِ
و بها الجرفُ صفحةٌ مــــن سجلٍّ == كلَّلَ الدنيــــــــــــــا بالعُلا و الغارِ






وختاما" دعاءنا لأديبنا وشاعرنا الاستاذ اسماعيل ابراهيم الخلف أبا المجد بطول العمر وتقديم المزيد من العطاءات
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس