عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: النصيحة الكافية

قال العلماء: إذا أوصى به أو كان من عادته، ولم يوص بتركه. وقال: ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعى بدعوى الجاهلية ) وقال: ( إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء ) وهو الذي يظهر ما يكني الناس عنه وقال: ( احثوا التراب في وجوه المداحين ) وقال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى وقولوا عبد الله ورسوله ) وقال: ( لا تخيروا بين الأنبياء ) يعين بالخصائص والأقيسة، إذ التفضيل لا تقتضيه الخصائص بل هو بأمر من الله. وقال: ( من حق المسلم على المسلم أن يبر قسمه ويجيب دعوته ) وقال: ( لا تقولوا قوس قزح ولكن قولوا: قوس الله فإن قزح اسم الشيطان لعنه الله ) ، وقال: ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ شاتمه أو سابه فليقل: إني صائم ) وقال: ( إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب أنصت فقد لغوت ومن لغى فلا جمعة له ) وقال: ( من سئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار ) وقال: ( لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموهم ) وقال في أمراء الجور فيمن دخل عليهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم: ( عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) وقال: ( البخيل كل البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) وقال: ( من سمع الأذان ولم يجب فقد جفا ) وقال فيما يروى عن ربه: ( من أحدث فلم يتوضأ فقد جفاني ومن أحدث فتوضأ ولم يصل فقد جفاني، ومن أحدث فتوضأ فصلى فدعة ولم يستجب له فقد جفوته ولست برب جاف ) وقال: ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) وقال: ( إذا سألتم الله فاعظموا المسألة فإن الله لا يتعاظمه شيء قالوا: إذا نكثر يا رسول الله قال: الله أكثر ) وقال: ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي ) وقال مولانا جلت قدرته، ذاما للألداء في الخصومة والتفيهق في الكلام والتعزز بالإثم: ( وَمِنَ الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ في الحَياةِ الدُّنيا ) الآية. وذم عليه السلام الثرثارين، والمتفيهقين والمتحذلقين في الكلام، ونهى عليه السلام عن النعي وعن قول الرجل ابتداءً: عليك، ونهى عمر رضي الله عنه عن رطانة الأعاجم،وقال: إنها خب.
وأما النهي عما يخص بجانبه عليه السلام، كرفع الصوت عليه، وقول: راعنا، وندائه من وراء الحجرات، ودعائه كدعائنا، فقد ارتفعت أحكامه بوفاته. نعم بقي توجه الطلب بذلك في مسجده، وبين يدي قبره، لأن حرمته ميتا كحرمته حيا. وينبغي أن يتأدب بأدبه مع من كان من نسبته من عالم أو ولي أو صالح ونحوه، بهذه الآداب. وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من قوم يجلسون مجلسا لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ) .
وفرائض اللسان المجردة عن الأفعال خمسة: الشهادتان، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرة في العمر، والقول بالحق، والقضاء بالعدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرط ذلك، لا رماية في عماية، كما يفعله بعض أهل هذا الزمان، فنسأل الله العافية والسلامة بمنه وكرمه.
ويستعان على حفظ اللسان بثلاث أشياء: شغله بالذكر الدائم، والخلوة عن الخلق، وقلة المطعم.
ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه، وكان بعض السلف، يضع في فمه حجرا، وبعضهم يكتب كلامه، وذكر النسائي رحمه الله تعالى عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه دخل على سيدنا عمر بن الخطاب فوجده يجذب لسانه فكلمه في ذلك فقال: مده يا عمر، هذا أوردك المهالك، وقال عليه الصلاة والسلام: ( وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) وقال: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وقال بعض السلف: لو كان الكلام فضة لكان الصمت ذهبا، وفي الخبر: ( النجاة في الصمت ) .
قال العلماء رضي الله عنهم: وإذا استوى الكلام والصمت في المصلحة فالمقدم الصمت وقتل شهيد في المعترك فقال قائل: هنيئا لك الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: ( وما يدريك لعله كان يبخل بما يعنيه ويتكلم فيما لا يعنيه ) ومن أراد السلامة من آفات اللسان فليكثر من قراءة: قل أعوذ برب الناس، وسورة القدر، وسورة القدر، إلى غير ذلك مما ذكر أصحاب الخواص من السماء القهرية، ونحوها.
الغصن الثاني المحارم السمعية
والمحارم السمعية هي غير اللسانية، فكل ما لا يجوز اللغو به لا يجوز سماعه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( المستمع شريك القائل ) ، وقال في السامع للغيبة إنه أحد المغتابين وقال: ( من تسمع حديث قوم من غير إذنهم صب في أذنه الآنك يوم القيامة ) ، وقال مولانا جلت قدرته ( فَبَشِر عِبادِ، الَّذَينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَبِعون أَحسنَنَهُ ) وقال: ( خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ ) الآية، وقال في وصف عباده المخلصين: ( وَإِذا مَروا بِاللَغوِ مَروا كِراماً وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً ) ( وَإِذا سَمِعوا الَلغوَ أَعرَضُوا عَنهُ ) الآية، وقال: ( وَالَّذَينَ هُم عَنِ اللَغوِ مُعرِضون ) .
وفي هذا المعنى لبعض الشعراء:

تَحَرَّ مِن الطُّرقِ أَوساطِـهـا وَعدِّعَن الجانِبِ المُشتَـبِـه


وَسَمعُكَ صُن عَن سَماعِ القَبيحِ كَصونِ اللِسانِ عَنِ النُّطقِ بِه


فَإِنَّكَ عِندَ سَمـاعِ الـقَـبـيحِ شَريكٌ لِقائِلِـهِ فـانـتَـبِـه


الغصن الثالث المحارم النظرية
والمحارم النظرية كثيرة: ومنها: النظر للمرأة أو الصبي بشهوة نفس.
ومنها: النظر في كتاب الرجل من غير إذنه.
ومنها: التطلع إلى ما ستر عنك من حاجة أو غيرها.
ومنها: إجالة النظر، فيما أذن لك في دخوله، من بيت ونحوه بغير إذن.
ومنها: التطلع إلى عورة أحد من الخلق، ومنها الفخذان، إلا أن أمرهما خفيف.
ومنها: نظر الرجل إلى عورة نفسه لغير ضرورة وفي تحريمه وكراهته قولان حكاهما ابن القطان في أحكام النظر، ويقال: إن فاعله يبتلى بالزنا ونحوه وقد جرب.
ومنها: النظر إلى الجبابرة بعين التعظيم، والرضا بأحوالهم، واتباعهم البصر تعظيما.
ومنها: النظر بالاحتقار لأحد من الخلق، وكيف تحتقر من لا تقطع بأنك خيرا منه.
ومنها: النظر بالشزر لغير متكبر ولا ظالم لقصد زجره.
ومنها: النظر إلى الضعفاء من المؤمنين بعين السخرية والاستهزاء.
ومنها: الغمز، وهو كسر مؤخرة العين إشارة إلى احتقار، أو إيقاع فعل، أو إشعار بشيء.
ومنها: النظر فيما لا يحل كتبه ولا تعلمه لقصد ذلك.ويكره نظر أحد الزوجين لفرج صاحبه، لأنه يؤذي البصر، ويذهب بالحياء، وقد يرى ما يكره فيؤدي إلى البغضاء- وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ولا رأى ذلك مني، وإن كنا نغتسل من إناء واحد تختلف أيدينا فيه.
وسئل سفيان الثوري عن النظر إلى أبواب أهل الدنيا المزوقة فقال: إنما صنعوها لينظر إليها ولو لم ينظر إليها لما صنعوها.
وقال بعض السلف: اللوطيون ثلاثدة، قوم بالفعل، وقوم بالنظر، وقوم بالمصافحة.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما نظر في جمر جهنم ) ، وقال: ( إنما جعل الإذن من أجل البصر ) وجاء في تفسير قوله تعالى: ( يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعين ) ، هو الرجل يكون بين قوم، فتجوز عليه المرأة فيسارقها النظر، وفي قوله تعالى: ( قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضوا مِن أَبصارِهِم ) الآية، أمر، وتعليل، وتهديد.
ولا يجوز الخلوة بالصبي الجميل، وإن أمنت فتنته، قاله الشافعي، رضي الله عنه، ولا بالمرأة الأجنبية، بوجه، ولا بحال، فإن النساء حبائل الشيطان.
والنظر بالعين هو سبب الحين، وهو قوس إبليس، الذي إذا ضرب به لم يخطيء.
ثم الأمر كما قال بعض الشعراء وأحسن:
وَأًنتَإِذا أرسَلتَ طَرفَـكَ رائِداًلِقَلبِكَيَوماً أَتعَبتُكَ المَنـاظِـرُ
رَأَيتُالَّذي لا كُلَّهُ أَنـتَ قـادرُعَليهِوَلا عَن بَعضِهِ أَنتَ صابِرُ
وماحفظ أحد بصره إلا حفظ الله قلبه.
ومن أعظم الآفات، صحبة المردان، وتتبع الرخص، والتأويلات ولا يجوز لذي مروءة كشف راسه، ولا مشيه حافيا، إلا أن يكون عادة في بلاده لا يقبح، وأما كشف الكتفين ونحوهما فمطلقا إلا من ضرورة.
ويجوز للطبيب، والشاهد نظر وجه المرأة، وما لا بد له في ذلك منه من عورة، وغيرها بعذر الضرورة، لا ما وراء ذلك.
كما يجوز للخاطب نظر الوجه ونحوه.
وأحكام النظر كثيرة لابن القطان عليها تأليف نحو خمسة عشر كراسة، فليطالعه من أراد استيفاء أحكامه.
الغصن الرابع المحارم الفرجية

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-02-2009 الساعة 05:38 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس