عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق امير داغ الثاني

الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 390
بل الحقيقة عينها والادب المحض والاحترام اللائق هو أن يحصل ما حصل للافذاذ من امثال جلال الدين السيوطي وجلال الدين الرومي والامام الرباني بالسمو الروحاني - بالسير والسلوك - الى مرتبة القربية لاولئك الاشخاص السامين والاستفاضة منهم.
ان الشيطان والارواح الخبيثة لا تتمثل في الرؤى الصادقة، بينما في تحضير الارواح يمكن ان تتكلم الارواح الخبيثة باسم نبي من الانبياء مقلدةً له خلافاً للاحكام الشرعية والسنة النبوية الشريفة.
فان كان هذا التكلم مخالفاً للاحكام الشرعية والسنة النبوية فهو دليل قاطع على ان المتكلم ليس هو من الارواح الطيبة وليس حنيفاً مسلماً ومؤمناً، بل هو من الارواح الخبيثة، يقلّد على هذه الصورة.
ثانياً:
ان طلاب النور ليسوا بحاجة الى مزيد من الارشادات في مثل هذه الامور حالياً، اذ رسائل النور قد بيّنت حقيقة كل شئ، ولم تعد هناك حاجة الى ايضاحات اخرى. فحسبهم رسائل النور. وعلى الذين هم خارج طلاب رسائل النور الاّ يعيروا سمعاً الى مثل هذه التلقينات المخالفة للاحكام الشرعية والسنة النبوية، سواء عن طريق تحضير الارواح، او عن غيرها. وهذا هو الالزم لهم. وبخلافه يحدث خطأ جسيم.
تنبيه:
ان هذا النقد الشديد الوارد في هذه الرسالة حول المحاورة مع الارواح منصبّ على تلك الحركة النابعة من الفلسفة والعلم والتى تسمى تحضير الارواح والتنويم المغناطيسي والتنبؤ بالمستقبل، والتي اتخذت شكل الامور الروحية والمعنوية. بمعنى ان هذا النقد القوي ليس موجهاً الى التصوف واهل الطريقة والنابع من الاسلام، وفيه ما يشبه المخابرة مع الارواح،التي اسئ استعمالها - الى حد ما - بدخول من ليس اهلاً فيها، ومع هذا ربما يكون لتلك المخابرة ضرر من جهة البعض الاّ انها ليست خادعة ولا يقصد منها الإضرار بالاسلام. فضلاً عن هذا ان هذا المشرب الآتي من الاجانب هو مناف للطريقة الصوفية ويخالف الاسلام ايضاً كما انه يحاول هدم مسلك التصوف، ويهوّن من شأنه حتى يجعله امراً اعتيادياً.


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 391
ألا فليحذر اولئك المتصوفة الذين لم يحظوا بعد - لضعفهم - باتباع السنة النبوية اتباعاً كاملاً، فلا يحاولوا التشبه باولئك.
سعيد النورسي
***

حقيقة تخص حياتنا الاجتماعية أُخطرت على القلب:
توجد على ارض الوطن اربعة احزاب : الاول : حزب الشعب الجمهوري والآخر: الحزب الديمقراطي 1، والآخر حزب الأمة 2، وآخر حزب الاتحاد الاسلامي.
ان حزب الاتحاد الاسلامي يستطيع أن يأخذ بناصية الحكم متى ما كان ستون الى سبعين بالمئة منه تام التدين لئلا يحاول جعل الدين اداة للسياسة. بل ربما يُسخّر السياسة في سبيل الدين. ولكن يلزم الاّ يتولى هذا الحزب الحكم حالياً، لانه سيضطر الى استغلال الدين في إمرة السياسة لمجابهة جرائم السياسة الحالية وشرورها. حيث ان التربية الاسلامية قد أصابها الوهن والخلل منذ زمن بعيد. 3
اما حزب الشعب الجمهوري: فان جميع الجرائم التي اقترفها طوال ثمان وعشرين سنة، وجرائم غيره، علاوة على سيئات الاتحاد والترقي والماسونيين منهم، قد حُمّلت على هذا الحزب. فعلى الرغم من جميع هذه السيئات فانه في حكم الغالب
_____________________
1 انفصل عن حزب الشعب الجمهوري سنة 1946، تولّى السلطة في سنة 1950 بعد احرازه الاغلبية العظمى في البرلمان 408 نائباً من بين 450 نائباً فاصبح جلال بايار رئيس الحزب رئيساً للجمهورية وعدنان مندرس رئيساً للوزراء. ومن منجزاته اعادة الاذان الشرعي وادخال دروس الدين في المدارس واذاعة برامج دينية مع اعطاء الحرية النسبية في النشر. استمر في الحكم عشر سنوات حتى ازيح عنه بانقلاب عسكري سنة 1960 وحوكم عدنان مندرس ورفقاءه بالاعدام.
2 تأسس سنة 1948 منفصلاً عن الحزب الديمقراطي، لم يحز في الانتخابات سوى نائباً واحداً. اُغلق سنة 1954 بحجة استغلاله الدين لاغراض سياسية. ثم تأسس تحت اسماء مختلفة حتى فسخ نفسه سنة 1977 .
3 لم يتأسس هذا الحزب وانما هو الشعور العام لدى الشعب المسلم ولدى اشخاص من احزاب محافظة، بعد ان اصبح لهم شئ من الحرية في النشاط، علماً ان بعضاً من الغيارى" على الاسلام حاولوا انشاءه الاّ انهم لم يفلحوا. والنسبة المئوية تخص الذين يتولون ادارة الامور في الدولة. ولعل المقصود من تام التدين هو عدم تجزئة شمولية الاسلام، لئلا يكون اداة للسياسة.
المترجم



الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 392
على الديمقراطيين من جهة، ذلك لانه يرشي بعض الموظفين - تحت ستار القانون - رشوة عجيبة ولذيذة حقاً، لان الانانية تتقوى بنقصان العبادة، فيزداد الداعون الى فرعونية النفس. ففي مثل هذا الزمان الذي طغت فرعونية النفس، فاصبحت الوظيفة الحكومية تورث النفس روح التسلط والسيادة والفرعونية علماً انها مجرد قيام بخدمة الآخرين، وقد شعرتُ من طريقة التعامل التي يعاملونني بها، ان هذا الحزب يعطي مرتبة الحاكمية ذات المشاعر اللذيذة العجيبة الى نفوس قسم من الموظفين، رشوة لهم، فيغلب - في جهة - الديمقراطيين. على الرغم من جميع الجنايات المريعة ومن وجود نشريات الصحف التي لا تنتمي اليه. بينما الوظيفة هي خدمة الآخرين ليس الاّ، حسب الدستور الوارد في الحديث الشريف (سيد القوم خادمهم) 1 اذ القوة إن لم تكن في القانون فانها تسري الى الاشخاص، فالاستبداد يكون اعتباطياً بمعنى الكلمة. فلا مناص من ان تستند الديمقراطية وحرية الوجدان الى هذا الدستور الاسلامي.
أما حزب الامة: فإن كان المقصود بالامة، فكرة الامة الاسلامية التي هي الاساس في الوحدة الاسلامية - والقومية التركية ممتزجة بها - فهي موجودة في معنى الحزب الديمقراطي، وسيضطر هذا الحزب الى الالتحاق بالديمقراطيين المتدينين.
بيد ان العنصرية التي نعدّها داء السيلان الغربي، قد سرت فينا سريان الوباء من الغرب ولقحته اوروبا فينا كي تستطيع ان تمزق العالم الاسلامي. هذا الداء الوبيل يورث حالة روحية جاذبة. حتى ان كل امة تحمل رغبة وشوقاً بشكل كلي أو جزئي نحوها على الرغم من اضرارها الوخيمة ومهالكها المدمرة.
فلو أحرز هذا الحزب بسبب استحواذ المدنية الغربية وضعف التربية الاسلامية نصراً فان العناصر غير التركية التي تمثل سبعين بالمائة من الامة ستضطر الى اتخاذ جبهة مضادة للاتراك الحقيقيين - الذين لا يتجاوزون الثلاثين بالمائة - معارضة لسيادة الاسلام.
حيث ان من اسس القوانين الاسلامية
(ولا تزر وازرة وزر اخرى) (فاطر: 18) اى لا يؤاخذ الشخص بجريرة غيره، بينما في العنصرية يجد الشخص نفسه محقاً
_____________________
1 رواه عبدالرحمن السلمي في آداب الصحبة، ورواه الخطيب، واخرجه الديلمي، ورواه الطبراني ما بمعناه.. فالحديث ضعيف كما علمت. على انه قد يقال انه حسن لغيره لتعدد طرقه كما مرّ فتدبر (باختصار عن كشف الخفاء 2 / 463) - المترجم.



الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 393
في قتل شقيق الجاني، بل اقاربه، بل حتى افراد عشيرته. فمثلما لا يحقق هذا عدالة، يفتح سبيلاً الى ارتكاب مظالم شنيعة، علماً ان الدستور الاسلامي يقرر انه لا يُضحّى ببرئ واحد لأجل مائة جانٍ. فهذه مسألة مهمة من مسائل البلاد، وخطرة تجاه السيادة الاسلامية.
فمادامت هذه هي الحقيقة. فيا ايها الديمقراطيون المتدينون والذين يحترمون القيم الدينية! انتم مضطرون الى جعل الحقائق الاسلامية ركيزة لكم فهي اقوى من ناحية جاذبيتها المعنوية والمادية تجاه جاذبية ركائز هذين الحزبين واغرائها. وبخلافه فان الجرائم التي اُرتكبت بحق هذه الامة منذ القدم تُحمَّل عليكم وإن لم تكونوا قد اقترفتموها، مثلما تُحمَّل على الحزب السابق. وعند ذاك يستغل الحزب الشعب الجمهوري العنصرية، فيغلبونكم. وهذا احتمال قوى، كما شعرت به. لذا فاننى قلق باسم الاسلام من هذا الوضع. 1
***
_____________________
1 لقد ظهرت نتيجة سن القوانين الاعتباطية وتطبيقها السئ في عهد الحزب السابق، مسألة التيجانية(*)، فضلاً عن تحريضهم واثارتهم الناس. فلكي لا تقع مغبة هذه المسألة على الديمقراطيين المتدينين، وللحيلولة دون سقوطهم في نظر العالم الاسلامي ارى ان السبيل الوحيد هي:
مثلما احرز الديمقراطيون عشرة اضعاف قوتهم باعادة الاذان الشرعى، فان تحويل »اياصوفيا« الى وضعه العبادي السابق سيؤثر تأثيراً حسناً جداً في العالم الاسلامي، ويكسب لأهل هذه البلاد اهتمام العالم الاسلامي وودّهم.. وكذا على الديمقراطيين المتدينين الاعلان رسمياً عن حرية نشر رسائل النور التي لم تجد المحاكم فيها طوال عشرين سنة شيئاً ضاراً للبلاد، وقضت خمس محاكم ببراءتها. وبهذا تضمدون هذا الجرح فتكسبون اهتمام العالم الاسلامي فضلاً عن عدم تحميلكم جرائم ظالمة لغيركم.
في غضون يوم أو يومين نظرت الى الامور السياسية رغم اني تركتها منذ خمس وثلاثين سنة، وذلك لأجل الديمقراطيين المتدينين ولاسيما الافاضل من امثال عدنان مندرس.
سعيد النورسي
نحن طلاب النور شهود على هذه الحقيقة ومصدّقون لها.
جيلان، خليل، عثمان، حمزة، وغيرهم.
-------------------
(*) وهى ان متنسبي الطريقة التيجانية قد قاموا بحملة كسر هياكل مصطفى كمال في شتى انحاء تركيا (1950 - 1952) وحوكموا من جرائها، وعلى إثرها سُنّ قانون صيانه مصطفى كمال وانقلاباته. ونفي زعيمهم محمد كمال بلاو اوغلو بعد انتهاء محكوميته الى جزيرة »بوزجا« للاقامة الاجبارية حتى وفاته سنة 1977 . - المترجم.



الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 394
[مواجهة الاستاذ ]
باسمه سبحانه
يقول استاذنا:
"الى جميع اخوتي الاعزاء الراغبين في مقابلتي وزيارتي ابيّن لهم الآتي:
انني لا اطيق مقابلة الناس ما لم تكن هناك ضرورة، اِذ التسمم الحالي، والضعف الذي اعترى جسمي، وكذا الشيخوخة والمرض.. كل ذلك جعلني عاجزاً عن التحدث كثيراً. ولأجل هذا ابلّغكم يقيناً ان كل كتاب من رسائل النور انما هو "سعيد".
فما من رسالة تطالعونها إلاّ وتستفيدون فوائد افضل من مواجهتي بعشرة اضعاف، بل تواجهونني مواجهة حقيقية. فلقد قررت ان اذكر في دعواتي وقراءاتي صباح كل يوم اولئك الراغبين في لقائي لوجه الله بديلاً عن عدم استطاعتهم اللقاء، وسأستمر على هذا القرار".
ومنذ شهرين لا يستطيع استاذنا الكلام حتى مع من يعاونه في اموره، حيث ترتفع حرارته متى ما بدأ بالتكلم. وقد قال بناء على إخطار قلبى: "أن حكمة هذا هى: ان رسائل النور لا تدع حاجة اليّ. فلا داعي للكلام. فضلاً عن انني قد لا اتكلم الاّ مع عشرين او ثلاثين من احبتي فلربما منعت من الكلام لئلا يجرح شعور أُلوف الاحبة الآخرين. فليعذرني الاخوة عن اللقاءات الخاصة".
***

[اهمية مدرسة الزهراء]
"قبل اربع سنوات حينما وكّلني استاذنا - بسبب مرضه - لمتابعة شؤون رسائل النور في المحاكم بآنقرة، قدّمنا الى النواب الافاضل الرسالة المرفقة ادناه ونقدمها الآن لكم ولحضرات النواب الافاضل مجدداً. والداعي لهذا هو استمرار المسألة نفسها ولاسيما المحاولات الجارية في الشهور الاخيرة لإنشاء الجامعة الجديدة في الولايات الشرقية".


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 395
ان الانتشار الواسع لرسائل النور في السنين الثلاثين الماضية، سواءً في الداخل أو في الخارج وتأثيرها الجيد في الناس، والسعي المتواصل لإنشاء دار الفنون (الجامعة) في الولايات الشرقية قبل خمس وخمسين سنة، مسألتان مهمتان متعاقبتان متممتان احداهما للاخرى، وهما موضع اهتمام العالم الاسلامي.
فهذه الامة ولاسيما اهل الولايات الشرقية واربعمائة مليوناً من الامة الاسلامية وعالم النصرانية المحتاج الى السلام العالمي تهتم بهاتين النتيجتين العظيمتين والحادثتين الجليلتين. حيث انهما مصدران واسعان لإعلان الاسلام ونشر حقائق القرآن.
ولقد بذل استادنا المحترم منذ خمس وخمسين سنة جهوده وبهمة فائقة متوسلاً بوسائل شتى لإنشاء جامعة اسلامية باسم مدرسة الزهراء في شرقي الاناضول على غرار الجامع الازهر، ودعا الى الحاجة الماسة اليها. مثلما ورد في تهنئته لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الخصوص حيث قال: ان جامعة الشرق ستحرز مقاماً مرموقاً بين المسلمين بفضل ما تتمتع به من موقع مركزي في العالم الاسلامي. اذ ستبعث وتتجسم فيها الخدمات الدينية الجليلة السامية السابقة والخصال المعنوية الخالدة لألوف العلماء والعارفين والشهداء والمحققين من اجدادنا الراقدين في تلك الولايات، فيؤدون وظائفهم الايمانية في أوسع ميدان.
أما الدرس الاساس الجدير بأن يكون منهجاً وبرنامجاً لجامعة الشرق فهو رسائل النور التي تفسّر الحقائق الايمانية للقرآن الكريم والتي تقيم البراهين العقلية والدلائل المنطقية الايمانية لإثبات مسائل القرآن العظيم. فقمين بهذه الرسائل ان تكون موضع دراسة في الجامعات والمدارس الحديثة.
ان رسائل النور ظهرت بوساطة طالب من طلاب اساتذة الشرق ومدارسها الدينية المنتشرة في ارجائه كافة والتي فجّرت الينابيع المعنوية الباعثة على الحياة.
فنحن نرجو ونتمنى من الرحمة الإلهية بكل ارواحنا وكياننا ان يتسنم اولئك الاساتذة الافاضل وظائفهم السابقة مجدداً فيوسعوا من دائرة اعمالهم الفكرية وخدماتهم القرآنية بالثمار اليانعة المنورة الحالية لجهودهم فتتهيأ الظروف الحياتية الزمانية والمكانية والسلام العام لتحقيق امانينا هذه.


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 396
نعم ان رسائل النور التي هي ثمرة واحدة ونتيجة عظيمة كلية لنشاط العلم والمعرفة في الشرق جديرة بأن تلقى اهتمام العاملين للاسلام وهذه الامة والعالم الاسلامي.
هذا وان الاقبال على رسائل النور وطلبها في كل من امريكا واوروبا وانتشارها هناك تبين اهمية دعوانا هذه.
مصطفى صونغور
***

[الحيلولة دون وصول حزب الشعب الى السلطة]
سألنا استاذنا:
لماذا تعمل على الحفاظ على الحزب الديمقراطي؟ فأجابنا بالآتي:
اذا سقطت حكومة الحزب الديمقراطي، فسيتولى السلطة حزب الشعب الجمهوري، او حزب الامة. والحال ان الجنايات التي ارتكبها الفاسدون من الاتحاد والترقي والقسم الاعظم من الاجراءات التي نفّذها رئيس الجمهورية الاول بموجب معاهدة سيفر، طوال خمس عشرة سنة تحت ضغوط ومكايد سياسية كثيرة، كل هذه الامور حُمّلت على حزب الشعب الجمهوري، لذا فان هذه الامة التركية العريقة لن تمكّن بارادتها ليتولى حزب الشعب السلطة، ذلك لأن حزب الشعب اذا تولى السلطة فان القوةالشيوعية ستحكم في البلاد تحت اسم الحزب نفسه، علماً ان المسلم يستحيل علىه ان يكون شيوعياً، بل يصبح ارهابياً فوضوياً، ولا موضع لمقارنة المسلم بالأجنبي.
ولأجل الحيلولة دون وصول حزب الشعب الى السلطة والذي يشكل خطراً رهيباً على حياتنا الاجتماعية وعلى الوطن، اعمل على المحافظة على الحزب الديمقراطي باسم القرآن والوطن والسلام.
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 397
[لذة الجنة في الدنيا]
باسمه سبحانه
"هذه الرسـالة تخص مـا يحققه الايمان
فى حياتي من لذة الجنة حتى فى الدنيا".
انني لم اشاهد والدتي الرؤوفة منذ التاسعة من عمري، فلم احظ بتبادل الحوار اللطيف معها فى جلساتها. فبت محروماً من تلك المحبة الرفيعة.
ولم اتمكن من مشاهدة اخواتي الثلاث منذ الخامسة عشرة من عمري، حيث ذهبن مع والدتي الى عالم البرزخ. فبت محروماً من كثير من ألطاف الرحمة والاحترام التي تنثر فى الجلسات الاخوية الطيبة اللذيذة فى الدنيا.
ولم اشاهد ايضاً اخويّ - من ثلاثة اخوة - منذ خمسين سنة - رحمهم الله - فبت محروماً من السرور المنبثق من الاخوة الودودة والشفقة العطوفة في مجالسة اولئك الاعزاء المتقين العلماء.
وعندما كنت اتجول اليوم مع ابنائى المعنويين الاربعة الذين يعاونونني في شؤوني، اُخطر على قلبي بيقين جزءٌ من بذرة الجنة التي ينطوي عليها الايمان، مثلما أظهرتها رسائل النور.
وحيث اننى قضيت حياتى اعزباً فلم انجب الاولاد. لذا بت محروماً من اذواقهم البريئة ومن ابتهاجهم وانشراحهم.
ومع كل هذا ما كنت اشعر بهذا النقص قط، حيث انعم سبحانه وتعالى عليّ فى هذا اليوم معنىً في منتهى الذوق واللذة فضمد جراحاتي الاربعة المذكورة من جهات ثلاث:
الاولى: انه عوضاً عن اللذة الآتية من العطف الخاص لوالدتي، احسن الرحيم سبحانه وتعالى عليّ، اُلوفاً من الوالدات اللائي يستفدن من رسائل النور استفادة تفوق المعتاد ويتذوقن منها اذواقاً روحية خالصة، بمثل ما جاء في الحديث الشريف (عليكم بدين العجائز) المذكور في رسائل النور.
وعوضاً عن السرور والبهجة والعطف الاخوي الناشئ من مجالسة اخواتي الثلاث - رحمهن الله - أحسن المولى الكريم عليّ الالوف من السيدات والشابات،


الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 398
وجعلهن سبحانه و تعالى في موضع اخوات لي، فاستفيد من دعواتهن وتعلقهن برسائل النور الوفاً من الفوائد والثمرات المعنوية والمسرات الروحية، وهناك امارات عديدة على صدق هذا القسم الثاني يعرفها اخوتي.
وعوضاً عن حرماني من العون المادي والمعنوي الذي كان يمدانني به فى الدنيا اخوايّ المرحومان ومن عطفهما ورأفتهما، فقد احسن سبحانه وتعالى برحمته عليّ مئات الالوف من اخوة حقيقيين مضحين في خدمة رسائل النور يحملون عطفاً خالصاً ويمدّون اليّ يد العون بل يفدون رأسمال حياتهم الاخروية فضلاً عن حياتهم الدنيوية.
وعوضاً عن حرماني من اذواق العطف والحنان النابعة من الاولاد - حيث لا اولاد لي فى الدنيا - انعم سبحانه وتعالى عليّّ مئات الالوف من الاولاد الابرياء، من حيث استفادتهم من رسائل النور مستقبلاً. فحوّل سبحانه وتعالى هذه العواطف الثلاث والشفقة الرؤوفة الجزئية الى مئات الالوف منها.
وفيما يخص هذا القسم هناك امارات كثيرة جداً. حتى يعلم من يعاونني في اموري من الاخوة. أن الاطفال فى "اميرداغ" و"بولفادين" 1 يتعلقون بي ويبدون من الاحترام والارتباط اكثر مما يبدونها لوالديهم. فأمثلة هذا كثيرة جداً بتحويله سبحانه وتعالى هذا الذوق واللذة والاحترام المتسم بالرأفة من هذا العطف الجزئي الشخصي الى صور الالوف من العواطف الكلية والرأفة العمومية.
فلقد استشعرتْ ارواح هؤلاء الاطفال الابرياء بحس مسبق - كما هو في بعض ذوي الارواح المباركة - ان رسائل النور ستربيهم تربية الوالدين في الدنيا وستصونهم من البلايا.. لذا يظهرون احتراماً وتوقيراً لخادم النور اكثر مما يظهرونه لوالديهم. حتى ان طفلة لا تتجاوز عمرها ثلاث سنوات اتتني مهرولة اليّ مخترقة الاشواك، علماً انني لا اعرفها. ولكثرة ما في "بولفادين" من الاطفال الابرياء المحبوبين ما كنا نخلص منهم ونحن نقطعها بالسيارة. بل حتى فى كل مكان رغم انهم لم يسمعوا عني شيئاً ولم يشاهدوني. فان اظهارهم هذا العطف والحنان نحوي اكثر مما يبدونه لوالديهم

_____________________
1 قصبة تابعة لولاية آفيون. - المترجم.



الملاحق - ملحق أميرداغ/2، ص: 399
جعلني ارى فى الايمان بذرة الجنة حقاً - بالنسبة لي - حتى من حيث جسمي وهواي.
***

اشارة قصيرة الى حقيقة مهمة
هناك اشارات لقسم من الاحاديث الشريفة:
أن حقائق الايمان تبدو بوضوح اكثر لدى النساء في آخر الزمان، حتى يتمكنّ من وقاية انفسهن - الى حد - من مهالك الضلالة في ذلك الوقت. كما ان هناك حثاً على الاقتداء بالعجائز في آخر الزمان، كما هو في الحديث (عليكم بدين العجائز).
وهذا يعنى ان النساء اللاتي هن بطلات الشفقة ورائدات الحنان والعطف، يحُول اخلاصهن النابع من تلك السجية دون مهالك الضلالة المتمرغة بالتصنع والرياء في ذلك الوقت، فيظللن محتفظات باسلامهن.
وهناك حديث آخر فيه:
ان أبا البنات مرزوق، بمعنى أن في آخر الزمان، يكثر الاناث من الاطفال، ويكنّ طيبات، يبارك الله في أرزاقهّن.
كنت أجهل في السابق سر هذا الحديث الشريف وأمثاله، ولكني ولله الحمد فهمت مؤخراً شيئاً من أسراره، أشير اليه في غاية الاختصار:
ان اطفال الانسان ليسوا كصغار الحيوانات، اذ بينما تقدر هذه الصغار على الاعتماد على انفسها في غضون شهرين او ثلاثة، يحتاج طفل الانسان الى حماية ورعاية مكللة بالرحمة والرأفة، تستغرق عشر سنوات أو اكثر.
وبناء على هذا، لزم دوام شفقة الوالدات على اطفالهن وحمايتهم حماية جادة، وهي سجية فطرية مغروزة في الانسان خلافاً للحيوان. أما في الرجال فقد درجت الحكمة الالهية في فطرتهم سجية الشرف والغيرة، ليتمكنوا من القيام بمعاونة الوالدات الضعيفات والاطفال العاجزين.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس