عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2009
  #16
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )


2ـ قال الإمام يوسف الدجوي رحمه الله تعالى .(1287هـ - 1365 هـ)
كما في فتاوى الشّيخ يوسف الدّجوي" ط دار البصائر] 1/232]وقد عُزِيَ إلى مجلة الأزهر - العدد الثالث - المجلد الثاني - ربيع الأولسنة 1350 هـوهو مقال طويل قال في خلاصته ما نصه: (الخلاصة :أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والإيجاد لغير الله تعالى ،والتّفرقة بين الأحياء والأموات لا معنى لها ، فإنه إن اعتقد الإيجاد لغير الله كفر، على خلاف للمعتزلة في خلق الأفعال ، وإن اعتقد التسبب والاكتساب لم يكفر.
وأنتتعلم أن غاية ما يعتقد الناس في الأموات ، هو أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء ، لاأنهم خالقون مُوجِودون كالإله ؛ إذ لا يعقل أن يعتقد فيهم الناس أكثر من الأحياء ،وهم لا يعتقدون في الأحياء إلا الكسب والتّسبّب ، فإذا كان هناك غلط فليكن فياعتقاد التّسبّب والاكتساب ؛ لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن في المخلوق كما قلنا، وإلا لم يكن مؤمنًا ، والغلط في ذلك ليس كفرًا ، ولا شركًا .
ولانزال نكرر على مسامعك أنه لا يعقل أن يعتقد في الميت أكثر مما يعتقد في الحي ،فيثبت الأفعال للحي على سبيل التّسبّب ، ويثبتها للميت على سبيل التأثير الذّاتيوالإيجاد الحقيقي ، فإنه لا شك أن هذا مما لا يعقل.فغايةأمر هذا المستغيث بالميت -بعد كل تنزل- أن يكون كمن يطلب العون من المُقعد غير عالمأنّه مقعد ، ومن يستطيع أن يقول إن ذلك شرك ؟! على أن التّسبّب مقدور للميت وفيإمكانه أن يكتسبه كالحي بالدعاء لنا ، فإن الأرواح تدعو لأقاربهم ، كما في الحديثالشريف إذا بلغهم عنهم ما يسوؤهم ، فيقولون((اللهم راجعبهم أو لا تميتهم حتى تهديهم))[1]

بل الأرواح يمكنها المعاونة بنفسهاكالأحياء ، ويمكنها أن تلهمك وترشدك كالملائكة ، إلى غير ذلك على ماشرحناه ،وكثيرًا ما انتفع الناس برؤيا الأرواح في المنام . ولعلّنا نعودإليه.انتهى
قال أيضًا الإمام يوسفالدّجوي رحمه الله تعالى:
ولا أدري كيف يُكَفِّرون بالاستغاثة ونحوها؛ فإنّ المستغيث إن كان طالبًا من الله بكرامة هذا الميّت لديه ، فالأمر واضح ، وإنكان طالبًا من الولي نفسه فإنّما يطلب منه على اعتقاد أنّ الله أعطاه قوّة روحانيّةتشبه قوّة الملائكة فهو يفعل بها بإذن الله ، فهل في ذلك تأليه له ؟! ولو فرضناجدلاً أنّنا مخطئون في ذلك ، لم يكن فيه شرك ولا كفر ، بل نكون كمن طلب من المقعدالمعونة معتقدًا أنّه صحيح غير مقعد ، مع أنّ عمل الأرواح ومواهب الأنبياءوالأولياء ثابتة في الدّلائل القطعيّة .
وصفوة القول أنّنا نقول :هؤلاء المستغيثون يعتقدون أنّ الله أعطى هؤلاء الأولياءمواهب لم يعطها لغيرهم ، وذلك جائز لا يمكنهم منعه . وهم يقولون : "إنّهم اعتقدوا فيهم الألوهيّة" ! مع أنّ ذلك لا يقول به أحد ،إلاَّ عند من أساء الظّن بالمسلمين ظلمًا وعنادًا . ولو فرضنا أنّ ذلك مشكوك فيه ،فهل يجوز التّكفير والقتل بمجرّد الشّك ؟!
فالاستغاثة مبنيّة عندنا على أنّالأنبياء والأولياء أحياءٌ في قبورهم كالشّهداءِ ، بل أعلى من الشّهداء ، ويمكنهمأن يدعو الله تعالى للمستغيث بهم ، بل يمكنهم أن يعاونوه بأنفسهم كما تعاونالملائكة بني آدم ،وللأرواح تصرّف كبير في البرزخ . وعلى ذلكدلائل كثيرة أطنب فيها ابن القيّم،[2] وهو من أئمّة هؤلاء ، وأثبت ابن تيميّةسماع الأموات وردّهم السّلام في فتاويه وغيرها ، مستندًا إلى الأحاديث الصّحيحة فيذلك ، وذكر سماع سعيد بن المسيب الأذان من قبرهrأيّام الحرّة في كتبه ، فإذا استغاث بهم كان كمن يستغيثبالحي سواء بسواءٍ ؛ لأنّهم عندنا أحياءٌ ، بل أعظم نفوذًا ، وأوسع تصرّفًا منالأحياءِ.
ولو تنزّلنا غاية التنزّل ، وفرضنا أنّنا مخطئون في ذلك ،لم يكن هناك وجه للتّكفير، وإنّما يقال للمستغيثين : إنّكمأخطأْتم في ذلك ،فإنّهم ليسوا أحياء ولا قادرين على ما سبقلنا.
فإذًا يكون الخلاف بيننا وبينهم مبنيًّا علىأنّ الأمواتَ يسمعون ويعقلون ويدعون، أم همكالجماد لا يستطيعون شيئًا من ذلك،فنحننقول بالأوّل، مستندين في ذلك إلى الكتاب والسّنّة ، والأخبار المتواترة عنكرامات الأولياء ، ومرائي الصّالحين ، وبركات النّبيrالّتي حصلت للمستغيثين به ، والاستشفاع به عند زيارتهr،وقد نصّت على ذلك كتب المذاهب الأربعة ، حتّى الحنابلة عند ذكر آداب الزّيارة لهr.انتهى
وبه أنهي ما أردت نقله من فتاويهم التي تدل على ماذهبوا إليه .

[1] قدمت في المبحث السادس والسابع أدلة كثيرة على حياتهم فراجعها.

[2] في كتاب الروح لابن القيم.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس