عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009
  #12
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: النصيحة الكافية

الفصل الثاني : إكرام قرابته

وأما إكرام قرابته صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى: ( قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُربى ) ، قال ابن عباس: يعني لا تؤذوا قرابتي.
وقال عز من قائل: ( إِنَّما يُريدُ اللَهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرا ) قال بعض العلماء رضي الله عنهم: يعتقد في أهل البيت أن الله تجاوز عن جميع سيئاتهم، لا بعمل عملوه ولا بصالح قدموه، بل بسابق عناية من الله، فلا يحل لمسلم أن يشنأ، ولا أن ينتقص عرض من شهد الله بتطهيره، وذهاب الرجس عنه، وما نزل بنا من قبلهم من الظلم، والجور، فننزله منزلة القضاء الوارد من الله تعالى، كالغرق، والحرق، ونحو ذلك، إذ لهم من الحرمة ما لسيدهم الذي نسبوا إليه، وقد قال تعالى: ( إِنَّ الَّذَينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ الله ) وقال عز من قائل: ( النَّبِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم ) .
فأما قوله تعالى: ( مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفاحِشَةِ ) .
فمقابله ( وَمَن يَقنُت مِنكٌنَّ ) .
نعم وهو تعليق حكم، بفعل هن بريئات منه.
نعم ولا يلوم من الوعيد المطلق نفوذه لا سيما في جان دليل فيه على خلاف ذلك.
وما توجه عليهم من الحدود، والتعزيرات، فأيدينا فيه يد الله، ونحن فيه معهم، كالعبد مع ابن سيده.
قال بعض العلماء: إذا كان الله تعالى وصى بأولاد الصالحين فقال: ( وَكانَ أَبوهُما صالِحاً ) فما ظنك بأولاد الأولياء، وإذا كان ذلك في أولاد الأولياء، فما ظنك بأولاد الشهداء، وإذا كان ذلك في أولاد الشهداء فما ظنك بأولاد الصديقين، وإذا كان ذلك في أولاد الصديقين فما ظنك بأولاد النبيين، وإذا كان ذلك بأولاد النبيين فما ظنك بأولاد المرسلين، وإذا كان ذلك بأولاد المرسلين، فما عسى أن تعبر به عن أولاد سيد المرسلين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( قدموا قريشا ولا تقدموها ) وقال: ( لا تؤذوني في عائشة ) وقال: ( لا تسبوا أصحابي، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
والصواب أن يزيد بن معاوية فيما صنع من كبار عصاة المؤمنين، إلا أن يصح أنه إنما فعل ذلك، تهاونا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكافر.
وكذلك الحجاج، ولا التفات لمن قال بكفره، وقد قال ابن سيرين رحمه الله: ويل للناس من الحجاج وويل للحجاج من الناس، وقال بعض السلف: إن الله ينتقم من الناس للحجاج، كما ينتقم من الحجاج للناس.

وما شجر بين الصحابة فاجتهادي والأحق علي، وكل في الجنة رضي الله عنهم.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس