عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #62
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقد روي أن الخليفة المأمون عند وفاته قال: دعوني أمرِّغ وجهي ‏على الأرض، ذُلاًّ لملك الملوك عساه يعطف على عبده المملوك!.‏ وقال: " يا من لا يزول ملكه! ارحم من زال ملكه!".‏


وقد ورد في الأثر: أن الملك العادل ظل الله في الأرض ‏يأوي إليه كل محتاج (1) ‏.‏


فمن رأى الملك العادل، تجلَّى له الملك الكبير، الذي هو على ‏كل شيء قدير.‏


وليس الملك في وسعة الدار والأملاك، ونفاذ الكلمة ، ولكن ‏الملك في أن تملك نفسك وهواك ، وتوقف جوارحك في حدود ‏الشريعة...

.‏
وقد قال بعض الملوك لرجل من الصالحين: ادعُ الله لي!.‏


فقال: أسأل الله أن يسهِّل لك رغيفاً تأكله، ويهوِّن عليك ‏خروج الفضلات، ويدفع عنك مضارَّ العفونات.‏


فقال له الملك: ادعُ الله دعوةً أعظم من هذه، فإن ذلك ‏ميسَّرٌ لجميع الناس.‏


فقال له: من أعطاه الله القوت، وسلَّمه من الأمراض، فهو ‏في أكبر النعم، ولكن أيها الملك ! إن لم تكن معترفاً بقدر ‏هذه الدعوة، فإن الله سيريك آية تجعلك تعترف بشكر ‏المنعم!.‏


فلمَّا تناول الطعام والشراب انحبس فيه البول والغائط، ‏فشعر الملك بألمٍ شديد، فاستحضر الأطباء وأسعفوه بكل ‏وسائل العلاج، فلم يفده، فقال: أحضروا لي الرجل الصالح ‏الذي وعظني . فأحضروه. فقال: ادعُ الله أن يفرِّج عني ما ‏نزل بي، فقد أشرفت على الهلاك.‏


فقال له: أيها الملك! إذا كنتَ عاجزاً عن دفع الضرِّ عن ‏نفسك، وجلبِ الخير لها، كيف تدفع عن غيرك، أو تجلب ‏الخير لها؟. إن الدَّافع النافع هو الله، يستوي عنده الملك ‏والمملوك. ‏


فقال الرجل: " اللهمَّ فرِّج عنه ليكون آيةً دالَّةً على ‏قدرتك" ؛ ففرَّج الله وشفاه.‏



الدُّعـــــــاءُ


‏" إلهي يا ملك العوالم، يا صاحب العزِّ الدائم، ذلَّت لعظمتك ‏رقاب الجبابرة، وارتعدت لهيبتك أرواح الكروبيين (2) ، تجلَّ لنا ‏بسرِّ اسمك الملك، وأمدَّنا بلطائفه حتى نملك نفوسنا، ونعدل في ‏جوارحنا، ونتصرَّف بأمرك في كل الشئون، يا من أمره إذا أراد ‏شيئاً قال: كن؛ فيكون.‏ وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ‏وسلم".‏

اقتباس:========================= الحاشية ======================

(1) ‎ ‎‏: قال العلامة المناوي في فيض القدير الجزء الرابع الحديث رقم:4820 - (السلطان ‏ظل الرحمن في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإن عدل كان له الأجر ‏وعلى الرعية الشكر وإن جار وحاف وظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر) ‏قال ابن عربي: من أسرار العالم أنه ما من شيء يحدث إلا وله ظل يسجد للّه ليقوم ‏بعبادة ربه على كل حال سواء كان ذلك الأمر الحادث مطيعاً أو عاصياً فإن كان من ‏أهل الموافقة كان هو وظله سواء وإن كان مخالفاً أناب ظله منابه في طاعة اللّه {وللّه ‏يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والأصال}‏ والسلطان ‏ظل اللّه في الأرض إذ كان ظهوره بجميع صور الأسماء الإلهية التي لها أثر في عالم الدنيا ‏والعرش ظل اللّه في الأرض في الآخرة فالظلالات أبداً تابعة للصور المنبعثة عنها ‏حساً ومعنى فالحسي قاصر لا يقوى قوى الظل المعنوي للصورة المعنوية لأنه يستدعي ‏نوراً مقيماً لما في الحس من التقييد والضيق ولهذا نبهنا على الظلّ المعنوي بما جاء في ‏الشرع من أن السلطان ظل اللّه فقد بان أن بالظلالات عمرت الأماكن وقد تضمن ‏الحديث من وجوب طاعة الأئمة في غير معصية والإيواء إليهم وبيان ما على السلطان ‏من حياطة رعيته ولهذا قال يأوي إليه كل مظلوم ليمتنع بعز سلطانه من التظلم ويرفع ‏من ظلامته ببرد ظله

‏ " تنبيه": عدُّوا من أخلاق العارفين مخاطبة ظلمة السلاطين باللين بأن يشهد أحدهم أن ‏يد القدرة الإلهية هي الآخذة بناصية ذلك الظالم إلى ذلك الجور وأن الحاكم الظالم ‏كالمجبور على فعله من بعض الوجوه وكصاحب الفالج لا يستطيع تسكين ‏رعدته.والحديث ذكره في مسند الفردوس بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما.‏

(2) ‎ ‎‏: عن أَبي العالية، أَنه قال: الكَروبيُّون: سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ ‏وإِسرافيل، هم الـمُقَرَّبُونَ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة: "كَرُوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ". ‏ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ: إِنه لَـمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى، ‏والأَول أَشبه؛ وقال في اللسان: والملائكة الكَرُوبِـيُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ ‏العَرْش. ‏ انظر: لسان العرب : مادة مادة كرب.‏"اهـ 4/266



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: القُدُّوسُ جَلَّ جلالُه..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس