السَّلامُ جلَّ جَلاَلُه
"هو من سلمت ذاته عن النقائص، وصفاته عن العيوب، وأفعاله عن الشرور.
ولم يستحق هذا الوصف إلا الله، فإنه هو "السَّلامُ" والمتفضِّل بالسَّلام، وإليه يعود كل سلام.
ولو فهمت أفعاله تعالى رأيت"السلام" يتجلَّى في طواياها، وإن كان ظاهرها شراً عند من لم يقف على حقيقة الأمر.
فما من فعل من أفعاله سبحانه إلا وراءه حِكَمٌ تدلُّ على عين النعم، ومن فتح الله بصيرته ذاق سراً من أسرار القدر المصون، وقرَّت منه العيون، فالربُّ تعالى هو المسلِّم من الآفات، الدافع للبليات، الذي وهب للإنسان الجوارح، ليدفع بها الشدائد، وهو الذي سلَّمنا من الجوع بالغذاء، وسلَّمنا من المرض بالدواء، وسلَّمنا من الجهل بالعلم، وسلَّمنا من الجنون بالعقل والحلم، وسلَّمنا من الكفر بالتوحيد، وأنزل لنا القرآن المجيد، وزحزحنا من النار بالإيمان، وأنقذنا من الخطر، بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم دليل الحيران، فهو الهادي إلى "السلام". وهو الذي شرح صدورنا للإسلام، فتسليمنا بعنايته، وإسلامنا بهدايته، وسلامتنا بفضله وإحسانه، وهدانا بنوره، وظهور برهانه.
فكلُّ سلامة بين الأنام فهي من تجلِّي نور"السلام" ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللَّهُمَّ أنتَ السَّلامُ)، لأنه صفتك (ومنكَ السَّلامُ) لأنه مددك، (وإليك يعودُ السَّلامُ) لأن الأمر منك وإليك (1) .
فإذا رأيت سلامةً في بدنك فاشكر "السَّلام" الذي سلَّم.
وإذا رأيت " السَّلام" في دينك وعرضك، فاشهد "السَّلام" الذي تكرَّم." اهـ
اقتباس:====================== الحاشية ======================
(1) : روى البزار في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: وعن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح فطلعت الشمس قال: " اللهم أصبحت وشهدت بما شهدت به على نفسك، وأشهدت ملائكتك وأولي العلم ومن لم يشهد بما شهدت، فاكتب شهادتي مكان شهادته: اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام يا ذا الجلال والإكرام، أن تستجيب لنا دعوتنا، وأن تعطينا رغبتنا، وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي". انظر: مجمع الزوائد للهيثمي – كتاب الأذكار – باب ما يقول إذا أصبح وأمسى، الحديث رقم 16998." اهـ
( يتبع إن شاء الله تعالى مع: وقد سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إفشاء السلام .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات