عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #67
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وقد سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إفشاء ‏السلام، لأنه يغرس المودَّة في القلوب، ويجعل صاحبه متواضعاً ‏محبوباً (1) ‏.‏


ومعنى "السلام عليكم" يعني: الأمان لكم. فقد سلمتم من ‏أذانا وشرِّنا.‏


والسلام بمنـزلة العهد علينا لكم، وهو عنوان سرِّنا ، فإذا ‏ألقيت السلام علىالإخوان فاحذر أن تضمر السوء لأحد من ‏أهل الإيمان، فتصير منافقاً ظلوماً، وتبوء بالخسران، وتصبح ‏ملوماً (2)‏ ‏.‏" اهـ


اقتباس:======================= الحاشية =====================

(1) ‏ روى الشيخان وغيرهما: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ ‏قال تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

وروى مسلم وأبو ‏داود والترمذي وابن ماجه: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا ‏أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

وروى البزار بإسناد جيد ‏مرفوعا: (دب إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة ليست ‏حالقة الشعر ولكن حالقة الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا ‏تؤمنوا حتى تحابوا ألا أحدثكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم).

وروى ‏الطبراني مرفوعا: (ثلاثة يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس ‏وتدعوه بأحب أسمائه إليه).

وروى الترمذي وقال حديث حسن صحيح مرفوعا: ‏‏(أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).

وروى ‏الطبراني بإسناد جيد: عن أبي سبرة قال: (قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني ‏الجنة، قال: "إن من موجبات المغفرة بذل السلام، وحسن الكلام".

وروى الشيخان ‏وغيرهما مرفوعا: (حق المسلم على المسلم ست فذكر منها رد السلام).

وروى الطبراني ‏‏عن الأغر، أغر مزينة، قال: كنا إذا طلع الرجل من يعيد بادرناه بالسلام قبل أن ‏يسلم علينا.

وروى أبو داود والترمذي وغيرهما مرفوعا: (إن أولى الناس بالله من ‏بدأهم بالسلام ).

وروى أبو داود والترمذي والنسائي مرفوعا: ( إذا انتهى أحدكم ‏إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى أحق من الآخرة). وزاد ‏رزين العبدري: ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم فيما خاضوا من ‏الخير بعده.‏

وروى أبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه ‏وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه السلام ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏عشر، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد فجلس فقال النبي صلى الله عليه ‏وسلم عشرون، ثم جاء آخر، فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد فجلس فقال ‏ثلاثون، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال أربعون، ‏قال هكذا تكون الفضائل. والله تعالى أعلم.‏

‏وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام بيننا على العدو والصديق ‏من المسلمين ، ومعنى السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنت يا رسول ‏الله في أمان مني أن أخالف شرعك، فكان المسلم عليه يقر عينه صلى الله عليه وسلم ‏بذلك، وإلا فالأكابر من الناس كالسلطان آمنون من شر الأصاغر فليفهم. اعلم أن ‏الأكابر لا يهجرون أحدا إلا لمصلحة فهم يتركون السلام عليه تقبيحا لصنيعه وهم في ‏الباطن يحبونه محبة أهل الإسلام لبعضهم بعضا، فحكمهم كالطفل مع والدته تخوفه ‏ليرجع عن الفعل الرديء خوفا أن يتربى عليه وهي راحمة له في الباطن محبة له، وربما ‏نخسته بالإبرة في يده حتى يخرج دمه، فإياك أن تظن بهم أنهم تركوا السلام أو البشاشة ‏لإنسان لحظ نفوسهم.

وروي عن سيدي علي الخواص رحمه الله أنه كان يقول ‏لسيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنهما : إذا مررت على عدوك فسلم عليه ‏واجهر له بالسلام، بحيث تصدع قلبه إن كنت تعلم من دينه أن يغلب نفسه ويرد ‏عليك السلام، وإلا فترك السلام عليه أولى لئلا توقعه في معصية بترك الرد الذي هو ‏واجب، وهو منزع دقيق فليتأمل. وقال مرة أخرى: البداءة بالسلام سنة، وهي أكثر ‏ثوابا من الرد، وإن كان واجبا، لا سيما بين المتشاحنين، فإن المبادرة لزوال الشحناء ‏واجبة، والسلام طريق إليها، وهو مستثنى من قاعدة أن ثواب الواجب أفضل من ثواب ‏السنة، والله أعلم.‏


(2) ‎ ‎‏: روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم؟ ‏قالوا: يا رسول الله ..من أبو ضمضم ؟ قال: كان إذا خرج من منـزله يقول:"اللهم ‏إني تصدّقت بعرضي على عبادك". أخرجه أبو داود في سننه ، والضياء عن أنس بن ‏مالك رضي الله عنه . وابن السني في عمل اليوم والليلة ، والديلمي في مسند ‏الفردوس كلهم عن أنس (كنز العمال 3/374 الحديث 7011 ، 7025 ، ‏‏7026 ) . فلا يضمر لأحد من المسلمين إلا كل صفاء وخلوص ، وصدق ونصح ، ‏فيحسن الظن بكافتهم ، ويسيء الظن بنفسه، فيلاحظ أفعاله بعين الازدراء ، وأقواله ‏بعين الافتراء ، ويعتقد أنه شر الخلق ، فيرى الكبير خيراً منه لأنه عرف الله تعالى ‏وأطاعه قبله ، ويرى الصغير خيراً منه ،لأنه أقل منه معصية .‏

وقال المشايخ : إذا ظهر لك من أخيك عيب فاطلب له سبعين باباً من العذر ، فإن ‏اتضح لك فبها ، وإلا فعد على نفسك باللوم ، وقل : بئس الرجل أنت حيث لم تقبل ‏سبعين عذراً من أخيك ! .‏" اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: وقد سلَّم سيدنا عيسى [ ] على نفسه عند ولادته .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس