عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #69
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وخير من نال الحظ الوافر من هذا الاسم هو سيدنا رسول ‏الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه سلَّم عقولنا من الخرافات، ‏وسلَّم أعراضنا من الدنس والدناءات، وسلَّم قلوبنا من الشرك ‏والسجود للصنم، وأشهد أرواحنا مال ذي الجود والكرم.‏


والوارث لأنوار اسمه "السلام" هو من سلم قلبه من الغش ‏والكبر، وكل العيوب الباطنة. وسلمت جوارحه الظاهرة من ‏المنكَرات، وسلمت روحه من شهود الأغيار والركون إليها، ‏وسلم من ضرره العباد.‏


وإذا لم يسلم العبد من نفسه ومعاصيها كيف يسلم منه ‏الخلق؟، ولكن طريق السلامة أن تجعل شهوتك وحظك ‏وهواك تحت قيادة العقل، وتجعل العقل تحت قيادة الشريعة مع ‏التسليم الكامل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ‏قال تعالى مبيناً دعاء السيد الخليل وولده:‏‎ { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا ‏مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } (1)‏ ‏ ‏.‏


والسلامة كلها في ترك المعارضة لأحكام الله تعالى، ‏والتسليم لقدرته، والرضا عنه. ‏


فالسلامة أن تلقي سلاحك في حضرة مولاك، والسلاح ‏هو التدبير، والجزع، وعدم الرضا ‏(2) .



الدُّعـــــــاءُ


‏" إلهي...إن كل سلام وتسليم وسلامة من كل خطر جسيم؛ ‏فهو من تجلِّي نور اسمك: السلام. فأشرق نور السلام في قلبي ‏حتى أسلم من الخصام، وتجلى بالسلامة لديني بالفضل والإكرام، ‏وواجهني بأنوار هذا الاسم حتى أتحقَّق بالتسليم والسلام والمسالمة ‏لجنابك في أحكامك الشرعية والقدرية. وسلِّمني من الأمراض ‏والآفات، والعاهات، والبليات، حتى تسمع آذان روحي خطابك ‏القديم:‏‎ { سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} (3)‏ ‏ ‏.وصلى الله على سيدنا ‏محمد وعلى آله وصحبه وسلم". " اهـ


اقتباس:======================= الحاشية ======================

(1)‏ ‎ ‎‏: سورة البقرة – الآية 128.‏

(2) ‎ ‎‏: وقد قال سيدي العارف بالله تعالى أبو الحسن الشاذلي: ترددت هل ألزم القفار ‏للطاعة والأذكار أو أرجع إلى الديار لصحبة الأخيار فوصف لي شيخ برأس جبل – ‏يقصد مولاي عبد السلام بن مشيش - فوصلت لغاره ليلاً فبت ببابه فسمعته يقول: ‏اللّهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك ففعلت فرضوا وأنا أسألك عني اعوجاج ‏الخلق حتى لا يكون لي ملجأ إلا أنت!. فقلت: يا نفس انظري من أي بحر يغترف هذا ‏الشيخ؟. فأصبحت فدخلت عليه فأرهبت من هيبته فقلت: كيف حالكم، فقال إني ‏أشكو إلى اللّه من برد الرضا والتسليم كما تشكو من حر التدبير والاختيار!. فقلت: ‏أما شكواي من حرهما فذقته، وأما شكواي من بردهما فلماذا، قال أخاف أن تشغلني ‏حلاوتهما عن اللّه تعالى. قلت: سمعتك الليلة تقول كذا فتبسم وقال عوض ما تقول ‏سخر لي خلقك، قل: كن لي. تراه إذا كان لك لا يفوتك شيء فما هذه الجبانة؟!.‏

(3) ‎ ‎‏: سورة يس – الآية 58.‏" اهـ 4/288



( يتبع إن شاء الله تعالى مع: المـُؤْمِنُ جلَّ جَلالُهُ ‏...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس