عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012
  #67
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على الطهارة عند النوم وننوي القيام للتهجد كل ليلة ولا ننام على حدث إلا لضرورة شرعية أو غلبة نوم، وكذلك نواظب على قراءة الأذكار الواردة عند النوم وعند الاستيقاظ لكون الحق تعالى يحب ذلك لا لعلة أخرى إلا أن يصرح بها الشارع، كالحفظ من الشياطين حتى يصبح نحو ذلك، وقد جربوا فوجدوا الأذكار عند النوم من أعون الأمور على قيام الليل وخفته على القلب والجوارح، وهذا العهد يتأكد العمل به على الأكابر من العلماء والصالحين الذين يحبون مجالسة الحق تعالى والوقوف في حضرته مع الأنبياء والملائكة وخواص عباده، فإن الأذكار قُوت أرواحهم، والطهارة سلاحهم، وفيه أيضا زيادة الوقوف في حضرة الله تعالى في عالم الغيب، فإن الروح إذا فارقت الجسد بالنوم وهي على طهارة أذن لها في السجود بين يدي الله حتى يستيقظ، وإذا فارقت الجسد محدثة وقفت بعيدة عن الحضرة ففاتها العبادة الروحية المجردة عن الجسد كالملائكة، فافهم فهذا من سر النوم على طهارة.

وأما سر النوم على وتر فإنه أمر يحبه الله، فإذا نام أحدنا أو مات كان آخر عهده عملا يحبه الله تعالى فيحشر مع المحبوبين الذين لا يعذبهم الله على ذنب أبدا كما أشار إليه قوله تعالى: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم}

أي فلو كنتم محبوبين له ما عذبكم فافهم، فهذا من سر حكمة نوم العبد على وتر سواء كان من عادته التهجد أم لا وبهذا أخذ الأكابر من أهل الله، وقالوا أرواحنا بيد الله ليس في يدنا منها شيء، فلا نعلم هل ترد أرواحنا إلينا بعد النوم أم لا، وكان على ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فكان يوتر قبل أن ينام. وكان عمر بن الخطاب ينام على غير وتر ويقول: أوتر إذا استيقظت. وكان علي رضي الله عنه ينام على وتر، فإذا استيقظ تطهر وصلى ركعة فردة وأضافها إلى ما قبل النوم فيصير شفعاً ثم يصلي ما كتب له ثم يوتر، وهي حيلة في عدم الوتر في الليلة مرتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا وتران في ليلة).

فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوتر أبي بكر وعمر قال:(حذر هذا - يعني أبي [أبا ] بكر - وقوي هذا) يعني عمر

فقوله: حذر هذا إشارة لكمال أبي بكر وسعة علمه بالأخلاق الإلهية وقوله: قوي هذا إشارة إلى نقص مقام عمر في المعرفة عن أبي بكر، هكذا قاله أبو الحسن الشاذلي. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا).

زاد في رواية لابن ماجه: (لم يصب خيراً، فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين).

وقافية الرأس: مؤخره ومنه سمي آخر بيت الشعر قافيه.

وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعاً: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).

وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعاً:(ثلاثة يحبهم الله عز وجل ويضحك إليهم ويستبشر بهم، فذكر منهم، والرجل له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل يذر شهوته ويذكر ربه ولو شاء رقد)

وفي رواية للإمام أحمد وأبي يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه وفراشه من بين أهله وحبه إلى صلاته، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي ثار عن وطائه وفراشه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي) الحديث.

وفي رواية للطبراني: (إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته، ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول: فإني قد أعطيته ما رجاه وأمنته مما يخافه) الحديث.

وروى الطبراني مرفوعاً: (من نام إلى الصباح فذلك رجل بال الشيطان في أذنه)

قلت: وقد وقع لبعض أصحابنا ذلك فقام والبول سائح من أذنيه على رقبته فغسله بحضرتي، وكان يعتقد أن ذلك معنى من المعاني، فينبغي لمن يؤمن بهذا الحديث إذا نام إلى الصباح أن يغسل أذنه من بول الشيطان وإن لم يراه.
وروى ابن ماجه والترمذي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعاً:(يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)

وروى الطبراني مرفوعاً: (عليكم بصلاة الليل ولو ركعة).

وفي رواية له بإسناد حسن مرفوعاً:(شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس).

وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي مرفوعاً: أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل>>.

والأحاديث في ذلك كثيرة نحو حديث: (عليكم بقيام الليل فإنه مقربة إلى ربكم ومكفرة لسيئاتكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد). رواه الطبراني.

وسيأتي في عهد صيام رمضان حديث أحمد والطبراني والحاكم مرفوعاً: (إن القرآن يشفع في حامله، ويقول: يا رب شفعني فيه فإني منعته النوم بالليل) والله تعالى أعلم. " اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس