عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حجة الإسلام الغزالي

الغزالي وعلم المنطق

درس الغزالي علم المنطق دراسة منهجية معمقة حتى فاق علماءه المؤسسين له، وقد بدأ الغزالي ناقداً للمنطق ثم أخذ بتجويزه، وجعله أداة إسلامية يستعان بها في الفقه والاجتهاد، وجعله علماً إسلامياً منهجاً ومصطلحاً وطبعه بسمات العقلية الإسلامية
وقد كتب الغزالي في المنطق كتباً كثيرة منها:
- معيار العلم.
- محل النظر في المنطق.
- القسطاس المستقيم.




ثالثاً: الغزالي وعلم الفقه:
كان الإمام الغزالي متبعاً لمذهب الإمام الشافعي في الفقه، وقد دافع عن تقديمه للشافعي على غيره من الأئمة في كتابه المنخول
ولكنه لم يكن متبعاً للشافعي بدون دليل فهو أحياناً يختار رأياً يخالف فيه ظاهر المذهب، وهذا يدل على أنه كان إذا ظهر له الدليل فهو معه سواء أكان مخالفاً للشافعي أو موافقاً له.

يقول الشيخ أبو زهرة: ( قد يقول القائل: إن الغزالي كان شافعياً وقد اختار أن يكتب فقه الشافعي ويدونه، أهو مقلد أم غير مقلد؟.
ونقول في الإجابة عن ذلك: ( إن الغزالي كان شافعي المذهب لاشك في ذلك، ولكن الفارق بينه وبين غيره أنه لم يقبل أقوال الشافعي إلا أنه قد ارتضى منهاجه، فقد ارتضى الأصول التي قررها، وصدقه في الروايات التي رواها، لأنه عدل ثقة، وارتضى منهاجه في الاستنباط، ووجد الأقيسة التي انتهى إليها صحيحة سليمة من كل الوجوه، فكان لابد أن يسلم معه بالنتائج التي وصل إليها، وبذلك لا يكون قد قبل بلا حجة، بل قبله بحجة ودليل )
وقد كتب الغزالي في آخر كتابه ( المستصفى ) فصلاً في ( وجوب الاجتهاد على المجتهد، وتحريم التقليد عليه ) فهو يشعر بأنه كان يذهب إلى ما ذهب إليه الشافعي عن اجتهاد واقتناع
وقد ألف الغزالي في المذهب الشافعي عدة كتب منها:
- البسيط في المذهب.
- والوسيط المحيط بآثار البسيط.
- والوجيز في الفقه.
- وخلاصة المختصر.
وتعد كتبه الفقهية الحلقة الوسطى في تطور التصنيف في المذهب الشافعي، فمن المعلوم أن كتب الشافعية عبارة عن حلقات متصلة:

أولها: كتب الشافعي وأصحابه كالمزني والبويطي.
والثانية: كتب إمام الحرمين الجويني وتلميذه الغزالي.
والثالثة: كتب الشيخين الرافعي والنووي.
والرابعة: كتب أصحاب الشروح والحواشي من المتأخرين
وقد سجل أبو جعفر الطرابلسي هذا المعنى بقوله:
هذب المذهب حبرٌ أحسن الله خلاصه.
ببسيط وسيــط ووجيز خلاصتـه
@ وفي فترة عزلة الغزالي، وهي الفترة التي ألف فيها الإحياء جاء بأسلوب جديد في الفقه خرج فيه عن الأسلوب التقليدي فقد مزج بين الفقه والسلوك في آن واحد، فالصلاة عنده ليست مجرد ركوع وسجود، ولكنها أيضاً خشوع بين يدي الله تعالى.
والمعاملات ليست مجرد بيع وشراء وربح ولكنها قضاء لحوائج المسلمين ونصح لهم.
وبهذا خطا الغزالي خطوة واسعة في كتابة الفقه بأسلوب جديد يستشعر القارئ معه النظرة الكلية للفقه الإسلامي تلك النظرة التي تتعامل مع الإنسان كله: جسماً وروحاً، عقلاً وفكراً
@ كما أن الغزالي خالف إمامه الشافعي في بعض المسائل في كتابه الإحياء:

فقد رجح مذهب مالك في أقسام المياه على مذهب الشافعي وأيده بثمانية أدلة
كما أنه رجح جواز بيع المعاطاة خلافاً للشافعي
رابعاً: الغزالي وعلم الأصول:
سأفرد له إن شاء الله بحثاً كاملاً.
خامساً: الغزالي والتصوف:
قال الغزالي في المنقذ: (ثم إني ، لما فرغت من هذه العلوم ، أقبلت بـهمتي علىطريق الصوفية وعلمت أنطريقتهم إنما تتم بعلم وعمل ؛ وكان حاصل علومهم قطع عقباتالنفس. والتنـزه عن أخلاقهاالمذمومة وصفاتها الخبيثة ، حتى يتوصل بـها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله )
(وكان العلم أيسر عليّ من العمل. فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعةكتبهم مثل: (( قوت القلوب )) لأبي طالب المكي ( رحمه الله ) وكتب (( الحارث المحاسبي )) ، والمتفرقات المأثورة عن ((الجنيد)) و (( الشبلي )) و (( أبي يزيد البسطامي )) [ قدس الله أرواحهم ] ، وغيرهم منالمشايخ ؛ حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية ، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم ، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات) .

وقال: (فعلمت يقيناً أنـهم أرباب الأحوال ، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته ، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم ، بل بالذوق والسلوك.).
ويقول: (وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادةالآخرة إلا بالتقوى ،وكف النفس عن الهوى ، وأن رأس ذلك كله ، قطعُ علاقة القلب عنالدنيا بالتجافي عن دارالغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكُنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال،والهرب منالشواغل والعلائق)

..............................

يتبع مع : موقفه من الفلاسفة والباطنية:




__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس