عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2009
  #2
ابو محمد
مشرف قسم التراث والتاريخ
 الصورة الرمزية ابو محمد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 43
معدل تقييم المستوى: 0
ابو محمد is on a distinguished road
افتراضي رد: انتفاع الاموات بما يوهب لهم من الخيرات

وفي المسألة أحاديث أخرى ، لكنها واهية الأسانيد :

منها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قـال: « من مر على المقابر ، وقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}إحدى عشرة مرة ،ثم وهب أجره للأموات ، أُعْطِيَ من الأجر بعدد الأموات » . خرَّجه الخلاَّل في "القراءة على القبور" والسمرقندي في "فضائل قل هو الله أحد" والسِّلَفِي .
ومنها حـديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قـال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم:« مَنْ دخـل المقـابر،ثم قرأ فاتحة الكتاب و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، ثم قـال: اللهم إني قد جعلتُ ثوابَ ما قرأتُ من كلامِكَ لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات ، كانوا شُفَعاء له إلى الله تعالى » . خرَّجه أبو القاسم الزنجاني في " فوائده " .

ومنها حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « مَنْ دخل المقابر ، فقرأ سورة يس ، خفَّف الله عنهم ، كان له بعددِ من فيها حسنات » . خرَّجه عبد العزيز صاحب الخلاَّل .

قال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزئه الذي ألَّفه في هذه المسألة : " وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة ، فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً ، وأن المسلمين ما زالوا في كل في كل مصر وعصر يجتمعون ويقرأون لموتاهم من غير نكير ؛ فكان إجماعًا " ا هـ .

وجاءت السنة بقراءة سورة ( يس ) على الموتى ، في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ »رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم .
قال القرطبي في "التذكرة " : " وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته ، ويحتمل أن تكون عند قبره " ا هـ .
قال الحـافظ السيوطي في "شرح الصدور" : " وبالأول قال الجمهور كما تقـدم في أول الكتاب ، وبالثاني قال ابن عبد الواحد المقدسي في الجزء الذي تقدمت الإشارة إليه ، وبالتعميم في الحالتين قال المحب الطبري من متأخري أصحابنا " ا هـ .
وقال ابن حجـر الهيتمي في "الفتاوى" : " أخذ ابن الرفعة وغيره بظاهر الخبر ، وتَبِعَ هؤلاء الزركشيُّ فقال : لا يَبْعُدُ – على القول باستعمال اللفـظ في حقيقته ومجازه – أنه يُنْدَبُ قراءتها في الموضعين " ا هـ .
كما جاء الشرع الشريف بقراءة سورة الفاتحة على الجنازة ؛ وذلك لأن فيها من الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها ، كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أُمُّ القرآنِ عِوَضٌ عن غيرها ، وليس غيرُها عِوَضًا عنها » رواه الدارقطني وصححه الحاكم ، وبوَّب لذلك الإمام البخاري في صحيحه بقوله (باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجَنَازَةِ ) ، وهذا أعم من أن يكون في صلاة الجنازة أو خارجها : فمن الأحاديث ما يدل على أنها تُقرأ في صلاة الجنازة ، ومنها ما يدل على أنها تُقرأ عند الدفن أو بعده كحديث ابن عمر السابق عند الطبراني وغيره ، ومنها ما يدل بإطلاقه على كلا الأمرين ؛ كحـديث أم عفيف النهدية رضي الله عنها قـالت : « بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بايع النساء ؛ فأخذ عليهن أن لا تُحَدِّثْنَالرَّجُل إلا مَحْرَمًا ، وأَمَرَنَا أن نقرأ على مَيِّتِنا بفاتحةِ الكتاب » رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت : « أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ » رواه ابن ماجه .

[/b]

يتبع ان شاء الله
ابو محمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس