عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العباءة "الديرية"


العباءة "الديرية" ليست حديثة العهد عندنا، فمنطقتنا عربية الأرض منذ فجر التاريخ، والعباءة كانت أهم ألبسة العرب في باديتهم تتساوى في هذا اللباس النساء والرجال، وإلى الآن الكثير من نساء "الدير" يفضلن العباءة على الكثير من مظاهر الحضر والترف، ولا تقبل بديلا عنها مهما كان.



حول هذا الموضوع قالت السيدة "أمل الناصر" في حديث عن العباءة "الديرية":

«العباءة "الديرية" لها جذور كجذورنا ولونها أسود، لكن هذا لا يمنع النساء من الملاءمة بين ما ترتديه تحتها وبين لونها، فهي تستر المرأة وتخفي جسدها البدوي بعباءة جميلة وبهية مشعة مثل أيقونة ماس على صدر" الفرات"، هذه العباءة تكسب المرأة "الديرية" الرضا عن نفسها وقوة شخصيتها وتسعى لأن تكون عروس الصحراء بحق وحقيقة.

أما عباءات الرجال فهناك السوداء والبيضاء والزرقاء و(أم سيور) وهي تكون بعرض يقارب العشرة سنتيمترات ويمتد اللون بالعرض المذكور من الأعلى إلى الأسفل ويتجاوز اللونان، وفي القرى تكون العباءة من الوبر أو الصوف الأبيض وتميل إلى السواد أو إلى اللون الكموني كلون وبر الجمال أو بيضاء شفاف



وتسمى العباءة السمكية قليلا (النايل) أما الرفيعة التي تكاد أن تشف عن جسم لابسها فهي (الخاجية) أو (الشالة)وتخرج أطراف العباءة من الأعلى مما يلي الرقبة والصدر إما بخيوط حريرية من لون العباءة أو بخيوط سوداء، وقد تزين بثقالات من الذهب تسمى (بلابل)».



«هذه العباءة "الديرية" التي انتشرت في منطقتنا والتي أصبحت ميزة لنسائنا يتسمن بها ويعرفن بانتسابهن للفرات، وكذلك "فالعراقيات" يلبسن العباءة فهي لباس مابين النهرين ولا تختلف عن عباءة "الديريات" إلا بطريقة ارتدائها، "فالعراقيات" يخرجن أيديهن من فتحة ردن العباءة أما "الديرات" لا يخرجنها منها» .

كما قالت السيدة "هناء الصالح" : «أصبحت قاعدة عريضة من النساء تهتم بتصميمات العباءات "الديرية" لأنها جميلة ومريحة وتضفي إحساسا بالبهجة على كل من ترتديها،احتلت العباءات التي ترتديها المرأة "الديرية" مكانة كبيرة ومميزة جداً، في عالم الموضة والأزياء، فهي تارة تزين بقطع الكريستال البراقة وتارة باللآلئ، وقد تطرز أيضاً بزهرات من الساتان أو بالأقمشة المزركشة، فكلما زاد بريقها تألقت أكثر فأكثر، وأصبح لها ألوان وموديلات مختلفة أدخلت عليها إلا أن العباءة التقليدية تبقى الاميز والافضل برأيي».

السيد "ماجد الحطاب" صاحب محل لبيع العباءات :

«قد ظهرت في الفترة الأخيرة أشكال فريدة من العباءات، ويتراوح سعرها ما بين (1000 و5000) ليرة حسب القماش وعادة يكون من (الحبر الأصلي) وبالرغم من الأفكار اللا متناهية في تزيين العباءة، يبقى الأمر الثابت هو لونها الأسود، أما بالنسبة للأقمشة التي تصنع منها العباءات، فتبقى قماشة الكريب الأكثر رواجاً وقد طغت العباءة


الحديثة على العباءة الديرية التقليدية، وأصبحت ترتديها جميع النساء بمختلف الأعمار، بينما انحصرت العباءة الديرية على النساء الأكبر سنا فقط، أما نساء اليوم فيفضلن العباءة الحديثة الأقرب إلى العباءة الخليجية هي التي تملأ المحلات الآن، أما العباءة الديرية التقليدية فهي تفصل تفصيلاً».



إن العباءات في الآونة الأخيرة، أخذت تحتل مساحات واسعة، وتعددت أشكالها وأنواعها ومسمياتها، واختلفت تماماً عمّا كانت عليه في الماضي. حيث كانت تسير على نمط رتيب، وتتخذ شكلاً شبه موحد، ولكن مع تقدم الزمان وتطور الموضة أخذت العباءات تتغير شيئاً فشيئاً، إلا أن العباءة السوداء العادية التقليدية تبقى هي الأصل هي العادات والتقاليد، أما ما نجده اليوم من عباءات مزركشة وملونة، فقد أضيفت إليها الآن الكثير من الفنون والتفاصيل المتنوعة للترويج فقط.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس