عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 425
على ترك دعوتهم ولا التغلب عليهم. ولو لم يكن القرآن مانعاً عن الدفاع المادي فان طلبة النور - الذين كسبوا محبة جماهير هذه الامة وتقديرها، هذا التقدير الذي يُعد شيئاً حيوياً جداً في الامة - والذين هم متواجدون في كل مكان، لن يشتركوا في حادثة جزئية كحادثة الشيخ سعيد او حادثة (منمن) 1 اذ لو وقع عليهم - لاسمح الله - ظلم شديد الى درجة الضرورة القصوى وهوجمت رسائل النور فان الملاحدة والمنافقين الذين خدعوا الحكومة سيندمون لامحالة ندماً شديداً..
والخلاصة انه مادمنا لانتعرض لدنيا اهل الدنيا، فيجب عليهم الا يتعرضوا لآخرتنا ولا لخدماتنا الايمانية.
* * *
[ ادرج فيما يلي خاطرة قديمة وقصة دفاع لطيفة حول محكمة "اسكي شهر" بقيت مخفية حتى الآن ولم تدرج في المضابط الرسمية للمحكمة كما لم ترد في دفاعي امام تلك المحكمة ].
سألوني هناك:
- مارأيك حول النظام الجمهوري؟. فقلت لهم:
- تستطيعون ان تتأكدوا من كتاب "السيرة الذاتية" الموجود لديكم بانني كنت شخصاً متديناً ومن انصار النظام الجمهوري. وذلك قبل ان تأتوا انتم الى الدنيا.. هذا باستثناء رئيس المحكمة المتقدم في العمر. وخلاصة ذلك انني كنت آنذاك منزوياً - كحالي الآن - تحت قبة مقبرة (ضريح) خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء، وكنت اقوم باعطاء حبات الحساء الى النمل واكتفي بغمس الخبز في سائل الحساء. سألوني عن السبب فقلت: ان امة النمل وكذلك النحل تعيش في نظام جمهوري، وانا اعطي الحبات للنمل احتراماً لنظامها الجمهوري.
ثم قالوا: انت تخالف بذلك السلف الصالح. فاجبتهم:
- لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهورية في الوقت نفسه فالصديق الاكبر (رضي الله عنه) كان دون شك بمثابة رئيس جمهورية للعشرة المبشرة
_____________________
1 هي حادثة مفتعلة في الاغلب، دبّّرت من قبل حكومة مصطفى كمال اذ ادعت ظهور تمرد اسلامي انطلق من جامع في ناحية «منمن» كان يقوده شخص مختل العقل، وقد تم التنكيل باهالي تلك المدينة بقسوة، واستغلت الحادثة لضرب الشعور الاسلامي - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 426
وللصحابة الكرام. ولكن ليس تحت عنوان او شكل فارغ، بل كل منهم رئيس جمهورية متدين يحمل معنى العدالة الحقيقية والحرية الشرعية.
اذن فيا ايها المدعي العام ويا اعضاء المحكمة! انتم تتهمونني الآن بمعاداة فكر كنت أحمله منذ خمسين سنة.
اما ان كان سؤالكم حول الجمهورية العلمانية فان ما اعلمه هو ان معنى العلمانية هو البقاء على الحياد، فكما لاتتعرض مثل هذه الحكومة للملحدين ولاهل السفاهة بحجة حرية الضمير فيجب الا تتعرض لاهل الدين ولاهل التقوى . وانني الآن لا اعلم الاوضاع السياسية والاحوال التي تعيش فيها الحكومة الجمهورية لانني قد اعتزلت الحياة الاجتماعية منذ خمس وعشرين سنة، فان كانت قد دخلت في مرحلة مرعبة ومذهلة من العمل لحساب الملاحدة وبدأت بسن القوانين التي تدين من يعمل لآخرته ولايمانه والعياذ بالله فاني اقول لكم دون خوف او خشية انه لو كان لي الف نفس لما ترددت في التضحية بها في سبيل ايماني وفي سبيل آخرتي واعملوا انتم مابدا لكم، وسيكون آخر كلامي (حسبنا الله ونعم الوكيل).
ولو قمتم باعدامي ظلماً او بسجني مع الاشغال الشاقة فانني سارد عليكم بقولي:
انني وبفضل ما كشفته رسائل النور بصورة قاطعة لن اعدم، بل اسّرح واذهب الى عالم النور والسعادة. اما انتم يا اعداءنا المتسترين والمتخفين الذين تسحقوننا لأجل الضلالة فاقول لكم بانني متهئ لكي اسلم الروح باطمئنان وبراحة قلب. لانني اعلم وارى انه سيحكم عليكم بالاعدام الابدي وبالحبس الانفرادي المؤبد، لذا فان انتقامي منكم سيكون تاماً وكاملاً. هذا ما قلته لهم.
الاساس السابع:
استناداً الى بعض التحقيقات السطحية - التي جرت في اماكن اخرى - فقد اتهمتنا محكمة "آفيون" بالسعي لانشاء جمعية سياسية.
وانا اقول جواباً على هذا:
الشعاع الرابع عشر - ص: 427
اولاً: ان جميع من صادقني يشهد بانني لم اقرأ جريدة واحدة منذ تسعة عشر عاماً ولم استمع اليها ولم أسأل عنها وفي ظرف عشرة اعوام وخمسة اشهر لم اعرف من الاخبار سوى هزيمة المانيا والخطر الشيوعي، لم اعرف اي خبر آخر ولم يكن عندي فضول او رغبة للمعرفة.. اذن فمثل هذا الشخص لايمكن ان تكون له ادنى علاقة بالسياسة ولا الجمعيات السياسية.
ثانياً: ان رسائل النور البالغ عددها مائة وثلاثين رسالة، موجودة كلها في متناول اليد وامام الانظار، وقد اقتنعت محكمة "اسكي شهر" بانه لايوجد في رسائل النور اي هدف آخر واية غاية دنيوية عدا حقائق الايمان، لذا لم تتعرض إلا لرسالة واحدة او لرسالتين. اما محكمة "دنيزلي" فلم تتعرض لاية رسالة، كما ان جهاز الامن الضخم في "قسطموني" بالرغم من قيامه بالترصد والمراقبة الدائمة طوال ثمانية اعوام لم تجد من يتهمه سوى شخصين كانا يعاونانني في شؤوني وثلاثة اشخاص آخرين باسباب واهية، وهذا حجة قاطعة بان طلاب النور لايشكلون باي حال من الاحوال جمعية سياسية. اما ان كان مفهوم الجمعية عند الادعاء العام هو جماعة ايمانية تعمل لآخرتها. فاننا نقول جواباً له: لو قمتم باطلاق تسمية الجمعية على طلاب دار الفنون - الجامعة - وعلى اصحاب كل مهنة من المهن عند ذاك يمكن اطلاق اسم الجمعية - بهذا المفهوم - علينا. اما ان كان المقصود هو جماعة تقوم بالاخلال بالامن الداخلي ببواعث دينية فاننا نرد على ذلك بان عدم تورط طلاب النور طوال عشرين سنة باية حادثة مخلة بالامن الداخلي في اي مكان، وعدم تسجيل اي شئ ضدهم في هذا الخصوص لامن قبل الحكومة ولامن قبل المحاكم، لدليل ساطع على بطلان هذه التهمة. اما ان كنتم تتوهمون ان تقوية المشاعر الدينية ستؤدي في المستقبل الى الاخلال بالامن الداخلي وان هذا هو ما تقصدونه من توجيه تهمة الجمعية الينا فاننا نقول:
اولاً: ان جميع الوعاظ (وعلى رأسهم رئاسة الشؤون الدينية) يؤدون الخدمات نفسها.
ثانياً: ان طلبة النور ليسوا بعيدين فقط عن الاضرار بالامن والاخلال بالاستقرار بل انهم يعملون بكل قواهم وبكل قناعاتهم لحفظ الامة من الفوضى والفتن ويحاولون
الشعاع الرابع عشر - ص: 428
بكل جهدهم تأمين الاستقرار والامن، والدليل على هذا هو ما جاء في الاساس الاول اعلاه.
اجل! نحن جماعة هدفنا وبرنامجنا انقاذ انفسنا اولاً ثم انقاذ امتنا من الاعدام الابدي ومن السجن البرزخي الانفرادي المؤبد ووقاية مواطنينا من حياة الفوضى والسفاهة ومحافظة انفسنا (بالحقائق القوية الفولاذية الواردة في رسائل النور) من الالحاد الذي يروم القضاء على حياتنا في الدنيا وفي الآخرة.
الاساس الثامن:
انهم يقومون بتوجيه التهم الينا استناداً الى بعض الجمل المؤثرة الواردة في رسائل النور واستناداً الى بعض التحقيقات السطحية التي جرت في بعض الاماكن، ونقول نحن جواباً على هذا:
مادامت غايتنا محصورة في الايمان وفي الآخرة وليست في الصراع والنزاع والمبارزة مع اهل الدنيا، ومادام التعرض الجزئي القليل جداً الوارد في رسالة او رسالتين لم يكن مقصوداً من قبلنا. بل ربما ارتطمنا بهم عرضاً ونحن نسير نحو هدفنا، لذا لايمكن عدّه غرضاً سياسيا. ومادامت الاحتمالات والامكانات تعد شيئاً والوقائع شيئاً آخر. ذلك لان الاتهام الموجه ليس في اننا قمنا بالاخلال بالامن بل هو "يحتمل" او من الممكن ان نخل بالامن، وهو اتهام باطل ولامعنى له، ويشبه اتهام اي شخص باقتراف جريمة قتل لان من الممكن ان يقوم بذلك. علماً ان المحاكم في "اسكي شهر" وفي "قسطموني" وفي "اسبارطة" وفي "دنيزلي" لم تستطع العثور (بالرغم من تدقيقها الشديد) على اي دليل اتهام في الاف النسخ من الرسائل والمكاتيب المتبادلة بين عشرات الالاف من الاشخاص طوال عشرين عاماً. ومع ان محكمة "اسكي شهر" لم تعثر على شئ سوى رسالة صغيرة، فاضطرت باستعمال مادة قانونية مطاطة الى إلقاء المسؤولية علينا، ومع انها تصرفت بشكل يدين كل من القى درساً دينياً الا انها مع ذلك لم تستطع الا اصدار الحكم بادانة خمسة عشر شخصاً فقط من بين مائة شخص ولمدة ستة اشهر، ولو افترضنا ان شخصاً مثلنا كان بينكم وتم القيام
الشعاع الرابع عشر - ص: 429
بتدقيق عشرين رسالة من رسائله الخاصة التي كتبها في ظرف سنة واحدة.. لو تم هذا الا يمكن العثور في هذه الرسائل على عشرين جملة تضعه في موقف حرج وفي موقف المسؤولية؟ لذا فان العجز عن العثور على عشرين جملة حقيقية تدين صاحبها من بين عشرين الف نسخة من الرسائل والمكاتيب لعشرين الف شخص طوال عشرين سنة برهان قاطع على ان الهدف المباشر لرسائل النور هو الآخرة، ولا علاقة لها بالدنيا.
الاساس التاسع:
لقد سجل في قرار الادعاء لمحكمة "آفيون" المواد التى اوردها المدعى العام المنصف لمحكمة "دنيزلى"، وحكام التحقيق غير المنصفين والسطحيين فى اماكن اخرى - وبدلالة ما عوملنا من معاملات اثناء التحقيق، والمواد هى نفسها وابرزت المكاتيب من دون تاريخ يذكر، والمراسلات التى تمت خلال عشرين او خمس عشرة سنة او عشر سنوات، فتلك المواد اجيب عنها في الاساس الثالث والسؤال الثانى فى ادعائى، والتى تدور حول الشعاع الخامس والرسائل البالغة مائة وثلاثين رسالة ومكاتيب مرت بالتدقيق في محكمة "اسكى شهر" وقضينا عقابه وشملتها قوانين العفو، وبرأت ساحتها محكمة "دنيزلى" فالآن يحاولون ان يجدوا معاذير واهية من تلك الرسائل كى تكون مواد اتهام لنا.
فيا ترى ان الذى اخضع بخطاب منه ثمانى كتائب من الجيش في حادثة 31 مارت مع انهم لم يعيروا سمعاً لشيخ الاسلام ولا لكلام العلماء. هل يمكن ان يُقنع ويستغفل طوال ثمانى سنوات امثال هؤلاء الرجال فقط؟ فهل يمكن ان يقال انه تمكن فحسب من استغفال خمس رجال فى ولاية عظيمة، ولاية قسطمونى؟
فلقد اخرجتم جميع كتبى والرسائل الخاصة والسرية منها والعلنية فى "قسطمونى" وحوادث "دنيزلى". وبعد اجراء التدقيق عليها - لمدة ثلاثة اشهر - لم يعثروا فى تلك الولاية العظيمة على غير فيضى وامين وحلمى وتوفيق وصادق.
فهؤلاء الخمسة كانوا يعاونوننى في اعمالى الشخصية، ابتغاء وجه الله. وعثروا فى ظرف ثلاث سنوات ونصف السنة فى "اميرداغ" على ثلاثة اصدقاء، وبعثوهم اليّ.
الشعاع الرابع عشر - ص: 430
فلو كنت اعمل كما ورد فى تلك التحقيقات السطحية، لكنت استطيع استغفال خمسمائة شخص لا خمسة اشخاص او عشرة، بل لكنت استطيع استغفال خمسة آلاف شخص بل خمسمائة الف.
ابيّن ماقلته فى محكمة "دنيزلى" للحقيقة ولاظهار مدى خطئهم. وادناه اورد نموذجاً او نموذجين منها:
انهم يؤاخذوننا لقيامنا بجمع آيات كريمة من القرآن الكريم تعين على التفكر فى آيات الله - في الكون - تلك التى هِى منبع رسائل النور، وذلك اتباعاً لعادة اسلامية جرت منذ عصر النبوة. وسمينا مجموعة تلك الآيات: "حزب القرآن" أيمكن ان يقال لمن يقوم بمثل هذا العمل: أنهم يحرفون الدين..
ثم انى رغم مقاساتي سنة واحدة من العقاب النازل بي حول رسالة "الحجاب" التى عثروا عليها تحت اكوام الحطب والوقود، وقد استنسخت هذه السنة ونشرت.. نراهم يريدون ادانتنا بها.
ثم اننى لما اعترضت بكلمات قاسية على ذلك الشخص المعروف الذى تولى رئاسة الحكومة بانقرة، فلم يقابلنى بشئ، بل آثر الصمت. الاّ انه بعد موته اظهرت حقيقةُ حديث شريف خطأه -كنت قد كتبته قبل اربعين سنة - فتلك الحقيقة والانتقادات التى كانت فطرية وضرورية واتخذناها سرية، وعامة غير خاصة على ذلك الشخص قد طبقها المدعى العام بحذلقة على ذلك الشخص، وجعلها مدار مسؤولية علينا.
فاين عدالة القوانين التى هى رمز الامة وتذكارها وتجل من تجليات الله سبحانه، واين خاطر شخص مات وانقطعت علاقته بالدولة.
ثم اننا جعلنا حرية الوجدان والعقيدة التى اتخذتها حكومة الجمهورية اساساً لها، مدار استناد لنا. ودافعنا عن حقوقنا بهذه المادة، ولكن اتخذتها المحكمة مدار مسؤولية وكأننا نعارض حرية الوجدان والعقيدة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 431
وفى رسالة اخرى انتقدتُ سيئات المدنية الحاضرة وبينت نواقصها، فاسند اليّ في اوراق التحقيق شئ لم يخطر ببالى قط، وهو اظهاري بمظهر من يرفض استعمال الراديو 1 وركوب القطار والطائرة . فأكون مسؤلاً عن كونى معارضاً للرقى الحضارى الحاضر.!
فقياساً على هذه النماذج، يمكن تقدير مدى بُعد المعاملة عن العدالة. نأمل الا تهتم محكمة "آفيون" لما ورد فى اوراق التحقيق من اوهام وشبهات كما لم تهتم بها محكمة "دنيزلى" العامة ومدعيها العام المنصف.
واغرب من جميع ماذكر هو: ان الطائرة والقطار والراديو التى تعتبر من نعم الله العظيمة وينبغى ان تقابل بالشكر لله، لم تقابلها البشرية بالشكر فنزلت على رؤوسهم قنابل الطائرات.
والراديو نعمة إلهية عظيمة بحيث ينبغى ان يكون الشكر المقدم لاجله في استخدامه جهازاً حافظاً للقرآن الكريم يُسمع البشرية جمعاء. ولقد قلت فى "الكلمة العشرين" ان القرآن الكريم يخبر عن خوارق المدنية الحاضرة، وبيّنا فيها عند حديثنا عن اشارة من اشارات آية كريمة، بأن الكفار سيغلبون العالم الاسلامي بوساطة القطار. ففى الوقت الذى احث المسلمين الى مثل هذه البدائع الحضارية فقد جعلها بعض المدعىن العامين لمحاكم سابقة مدار اتهام لنا وكأننى اعارض هذه الاختراعات.
ثم ان احدهم قال: ان رسالة النور نابعة من نور القرآن الكريم، اى إلهام منه، وهى وارثة، تؤدى وظيفة الرسالة والشريعة. فاورد المدعى العام معنى خطأ فاضحاً ببيانه ما لا علاقة له اصلاً وكأن "رسالة النور رسول" وجعلوا ذلك مادة اتهام لي.
ولقد اثبتنا فى عشرين موضعاً فى الدفاع وبحجج قاطعة: اننا لانجعل الدين والقرآن ورسائل النور اداةً ووسيلة لكسب العالم اجمع، ولاينبغى ان تكون وسائل قطعاً. ولا نستبدل بحقيقة منها سلطنة الدنيا كلها. ونحن فى الواقع هكذا . وهناك الوف من الامارات على هذه الدعوى.
_____________________
1 لأجل تقديم الشكر لله تجاه نعمة الراديو، وهى نعمة الهية عظمى، فقد قلت: «ان ذلك يكون بتلاوة الراديو للقرآن الكريم كي يُسمع ذلك الصوت الندي الى العالم اجمع فيكون الهواء بذلك قارئاً للقرآن الكريم» - المؤلف.

الشعاع الرابع عشر - ص: 432
ولكن يبدو من سير الادعاء لمحكمة "آفيون" وفى قرارها المبني على تحقيقات اخرى:
اننا نبتغى الدنيا ولانسعى الاّ لحبك المؤامرات وكسب حطام الدنيا ونجعل الدين اداة لمواد خسيسة تافهة ونعمل على الحط من قيمته.. فيتهموننا على هذا الاساس.
فما دام الامر هكذا فنحن نقول بكل ما نملك :
(حسبنا الله ونعم الوكيل)

سعيد النورسى

* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 433
باسمه سبحانه
تتمة الاعتراض المقدم الى محكمة "آفيون"
ان مخاطبى فى هذا الاعتراض ليس محكمة "آفيون" ولا مدعيها العام، بل اولئك الموظفين العاملين هنا وفى دائرة التحقيقات ممن تساورهم الشكوك والاوهام والاغراض الشخصية فيتخذون مواضع ضدنا مستندين الى تحقيقات ناقصة واخباريات مختلقة استند اليها مدّعون عامون ومخبرون ومتحرون فى اماكن اخرى.

اولاً: ان اطلاق اسم الجمعية - التى لا تخطر على البال - ولا اصل لها اساساً، على طلاب رسائل النور الابرياء الذين ليس لهم اية علاقة بالسياسة. ومن ثم عدّ اولئك المساكين الداخلين في تلك الدائرة ممن ليس لهم غاية غير الايمان والآخرة، انهم ناشرو تلك الجمعية واعضاؤها الفعالون ومن منتسبيها، او جعل الذين قرأوا رسائل النور او استقرأوها او استنسخوها مذنبين ودفعهم الى المحكمة.. كل هذه الامور بُعد واضح عن العدالة.
والحجة القاطعة عليها هى:
ان الذين يقرأون مؤلفات ضارة كالسم الزعاف والتي تهاجم القرآن، كمؤلفات "الدكتور دوزى" وامثاله من الزنادقة، لايعدّون مذنبين حسب دستور حرية الفكر والحرية العلمية، بينما تعدّ ذنباً قراءة وكتابة رسائل النور التى تبين الحقائق القرآنية والايمانية وتعلّمها المحتاجين اليها حاجة ماسة والمشتاقين اليها وتوضّحها لهم وضوح الشمس الساطعة!
ثم انهم اتهمونا على بضع جمل فحسب وردت في رسائل اتخذناها رسائل سرية - لئلا تفسر تفسيراً خاطئاً وذلك قبل الاعلان عنها في المحاكم - علماً ان تلك الرسائل قد دققتها محكمة "اسكى شهر" - سوى واحدة منها- واتخذت
الشعاع الرابع عشر - ص: 434
مايستوجب الامر لها، ولم تعترض الا على مسألة أومسألتين من رسالة " الحجاب" وقد اجبت عنها في عريضتى وفى إعتراضى باجوبة قاطعة. وقلنا: "ان ما فى ايدينا نور ولا نملك صولجان السياسة" واثبتنا ذلك فى محكمة "اسكى شهر" بعشرين وجهاً.
وان محكمة "دنيزلي" قد دققت جميع الرسائل دون استثناء، ولم تعترض على اية رسالة منها.. ولكن اولئك المدعين غير المنصفين قد عمموا حكم تلك الجمل المعترض عليها التى لا تتجاوز جملتين او ثلاثاً على جميع الرسائل حتى صادروا مجموعة "ذو الفقار" البالغة اربعمائة صفحة لاجل صفحات منها فقط. وجعلوا قارئى الرسائل ومستنسخيها مذنبين، واتهمونى بأننى اعارض الحكومة واتحداها. اننى اُشهد اصدقائى القريبين منى والذين يقابلوننى اشهدهم مقسماً بالله: اننى منذ اكثر من عشر سنوات لا اعرف سوى رئيسين للجمهورية ونائباً واحداً فى البرلمان ووالي قسطمونى. فلا اعرف معرفة حقيقية احداً غيرهم من اركان الحكومة ووزرائها وقوادها وموظفيها ونوابها، وليس لى الفضول لمعرفتهم. الاّ ان شخصاً او شخصين اظهرا قبل سنة علاقة نحوى فعرفت عن طريقهما خمسة او ستة من اركان الحكومة.
فهل من الممكن لمن يريد مبارزة الحكومة الاّ يعرف من يبارز. ولايتحرك فيه الفضول لمعرفتهم، ولايهتم بمن يواجههم، أهم اعداء ام اصدقاء؟
يفهم من هذه الاحوال انهم يختلقون معاذير لا اصل لها قطعاً. فمادام الامر هكذا: فاننى اقول لاولئك الظلمة غير المنصفين ولا اخاطب هذه المحكمة:
اننى لا اعير اقل اهتمام بما تعتزمون انزاله بي من عقاب، مهما بلغت درجته من الشدة والقسوة. لاننى على عتبة باب القبر، وفى السن الخامسة والسبعين من عمرى، فهل هناك سعادة اعظم من استبدال مرتبة الشهادة بسنة او سنتين من حياة بريئة ومظلومة كهذه؟
ثم اننى موقن كل اليقين ولايخالجنى ادنى شك فى ان الموت بالنسبة لنا تسريح وتأشيرة دخول الى عالم الطمأنينة والسعادة. ولنا آلاف البراهين من رسائل النور على ذلك، وحتى ان كان الموت اعداماً ظاهرياً لنا فان مشقة ساعة من الزمان تتحول بالنسبة لنا الى سعادة ومفتاح للرحمة وفرصة عظيمة للانتقال الى عالمالبقاء والخلود.
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس