عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 465
ان الذين يتهمون طلاب النور - الذين تنحصر علاقتهم الاخروية الخالصة برسائل النور وبمؤلفها، ويحاولون تحميلهم مسؤولية تشكيل جمعية سياسية، بعيدون كل البعد عن العدالة والحقيقة. اثبت ذلك قرار التبرئة لثلاث محاكم بثلاث جهات. فضلاً عن هذا نقول:
ان جوهر الحياة الاجتماعية الانسانية ولاسيما للامة الاسلامية واساسها هو: وجود محبة خالصة بين الاقرباء، ووجود رابطة وثيقة بين القبائل والطوائف ووجود اخوة معنوية وتعاونية نحو اخوته المؤمنين ضمن القومية الاسلامية، ووجود علاقة فداء نحو قومه وجنسه ووجود التزام قوي ورابطة قوية لاتهتز مع الحقائق القرآنية التى تنقذ حياته الابدية، ومع ناشرى هذه الحقائق، وامثالها من الروابط التي تحقق اساس الحياة الاجتماعية، وان انكارها لايؤدي الا الى قبول الخطر الأحمر الذي يتربص بنا في الشمال والذي يبذر بذور الفوضى ويحاول القضاء على الاجيال وعلى القومية ويجمّع اطفال الناس هناك ويضعهم تحت تصرفه ويحاول ازالة شعور القرابة وشعور القومية وافساد المدنية البشرية والحياة الاجتماعية افساداً تاماً، اقول انه بذلك الانكار وذلك القبول يمكن اطلاق اسم الجمعية على طلاب النور، لذا فان طلاب النور الحقيقيين يظهرون علاقاتهم المقدسة مع الحقائق القرآنية ويظهرون ارتباطهم الذي لا ينفصم مع اخوانهم في الحياة الآخرة، ولانهم يتقبلون برحابة صدر اية عقوبة تقع عليهم بسبب هذه الاخوة فانهم يعترفون بهذه الحقيقة كما هي في حضور محكمتكم العادلة، ولا يتدنون عند الدفاع عن انفسهم الى درك الحيلة والنفاق والكذب.

الموقوف
سعيد النورسي
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 466
ذيل تتمة الاعتراض
المقدم الى الادعاء العام لمحكمة آفيون
اولاً: اُبيّن للمحكمة: ان هذا الادعاء الجديد ايضاً مبني على ادعاءات قديمة لمحكمة "اسكي شهر" و"دنيزلي" ومبني على التقرير المقدم من قبل خبراء سطحيين بعد تحقيقاتهم العابرة. وقد ادعيت في محكمتكم: إن لم اثبت مائة خطأ في هذا الادعاء فانا راضٍ بانزال عقاب مائة سنة من السجن بي وها أنا الآن اُثبت دعواي. إن شئتم اقدم لكم الجدول المتضمن للاخطاء التي تزيد على المائة.
ثانياً: عندما اُرسلتْ اوراقنا وكتبنا الى آنقرة من محكمة "دنيزلي" كتبت لإخوتي - في غضون ترقبى وقلقي على صدور قرار ضدنا - الفقرة التي في ختام بعض دفاعاتي، وهي:
إذا استطاع موظفو العدالة الذين يدققون رسائل النور بهدف النقد والتقييم، أن يقووا ايمانهم وينقذوه، ثم حكموا عليّ بالاعدام، اشهدوا بانني قد تنازلت لهم عن جميع حقوقي. لاننا خدام الايمان ليس الاّ. وان المهمة الاساس لرسائل النور هي: تقوية الايمان وانقاذه. لذا نجد انفسنا ملزمين بالخدمات الايمانية، دونما تمييز بين عدوٍ وصديق، ومن غير تحيّز لأية جهة كانت.
وهكذا.. ايها السادة اعضاء المحكمة، استناداً الى هذه الحقيقة، وفي ضوئها، فقد استطاعت رسائل النور بحقائقها الناصعة وبراهينها الساطعة ان تستميل نحوها قلوب الكثيرين من اعضاء المحكمة وحملتهم على التعاطف معها. فلا يهمني بعدُ ما تريدون فعله، وما تقررون في حقي.. افعلوا ما شئتم فاني مسامحكم.. ولن اثور او اغضب عليكم إطلاقاً. و هذا هو السبب في انني تحملت أشد انواع الأذى والجور والاستبداد والتعرض والاهانات المتكررة التي اثارت اعصابي والتي لم اقابَل قبلُ بمثلها طوال حياتي كلها.. بل انني لم ادعُ على احد بالشر او السوء.
وان مجموعات رسائل النور التي بين ايديكم لهي دفاعي غير القابل للجرح او الطعن، وهي خير دليل على زيف جميع الادعاءات المثارة ضدنا.
الشعاع الرابع عشر - ص: 467
انه لمثير للعجب والحيرة: انه في الوقت الذي دقق علماء اجلاء من مصر والشام وحلب والمدينة المنورة ومكة المكرمة وعلماء من رئاسة الشؤون الدينية، مجموعات رسائل النور ولم ينتقدوا منها شيئاً، بل استحسنوها وقدروها حق قدرها. وفي الوقت الذي حملت الرسائل مائة الف من اهل الحقيقة على التصديق بها رغم الظروف الصعبة المحيطة، ورغم ما اعانيه من الاغتراب والشيخوخة وقلة النصير، وفضلاً عن الهجمات الشرسة المتلاحقة.. اقول في الوقت الذي تقدّر الرسائل هكذا، اذا بالذكى(!) الذي استجمع علينا ادعاءات واهية يتفوه بخطأ فاحش ينم عن سطحيته وسطحية نظرته للامور، اذ قال: ان القرآن الكريم عبارة عن مائة واربعين سورة!.. هذا الشخص نفسه يقيّم رسائل النور فيقول: "ان رسائل النور مع انها تحاول تفسير القرآن الكريم وتأويل الاحاديث الشريفة الاّ انها لا تحمل ماهية علمية وقيمة راقية من حيث تقديمها المعرفة الى قرائها". ألا يفهم من تنقيده هذا انه بعيد كل البعد عن القانون والحقيقة والحق والعدالة!.
و اشكو اليكم ايضاً:
لقد اسمعتمونا الادعاء العام كاملاً طوال ساعتين والذي ادمى قلوبنا لما فيه من اخطاء تربو على المائة سجّلناها في اربعين صفحة. الاّ انكم لم تفسحوا لي مجال دقيقتين من الزمان كي اجيبه في صفحة ونصف الصفحة رغم اصراري على ذلك، لذا اطالبكم باسم العدالة بقراءة اعتراضي بتمامه.
ثالثاً: ان لكل حكومة معارضين. فلا يسمح القانون بالتعرض لهم ماداموا لم يخلّوا بالنظام. أفيمكن لي ولأمثالي ممن اعرضنا عن الدنيا ونسعى للقبر أن ندع السعي للحياة الباقية على وفق المسلك الذي سلكه اجدادنا الميامين طوال الف وثلاثمائة وخمسين سنة وبهدي تربية قرآننا العظيم، وفي ضوء دساتير يقدّسها ثلاثمائة وخمسون مليوناً مؤمناً في كل عصر، ثم ننشغل بحياة دنيوية قصيرة فانية وننقاد لقوانين ودساتير غير اخلاقية للمدنية السفيهة، بل قوانين جائرة وحشية كما هي في البلشفية، وننحاز اليها تحت ضغوط اعدائنا ودسائسهم؟ فليس هناك قانون في العالم كله ولا انسان يملك ذرة من الانصاف يُكره الآخرين على قبول هذا بذاك.
الشعاع الرابع عشر - ص: 468
إلاّ اننا نقول لاؤلئك المعارضين: اننا لم نتعرض لكم فلا تتعرضوا لنا!
وهكذا بناء على هذه الحقيقة: اننا لسنا مع زعيم اصدر اوامر حسب هواه باسم القانون، لتحويل جـامع ايا صوفيا الى دار للاصنام وجعل مقر المشيخة العامة ثانوية للبنات.. لسنا معه فكراً ولا موضوعاً ولا من حيث الدافع ولا من حيث النتيجة، ولا نجد انفسنا ملزمين بقبول امرٍ كهذا.
والواقع انه بالرغم من حياة الاسر والتشرد التي عشتها خلال هذه السنوات العشرين ، والتي ذقت فيها الواناً من العذاب، وتعرضت لأقسى وأشنع اساليب الظلم والاستبداد، ومع ان هناك مئات الالوف من اخواني النوريين الاوفياء، فاننا لم نتدخل في الامور السياسية ولم تُسجّل حادثة واحدة تدل على تعرضنا للأمن او اخلالنا بالنظام.
ان ما اتعرض له في اخريات ايامي هذه، من الاهانات المتكررة والمعاملات الظالمة التي اُقابل بها، وحياة الاغتراب والتشرد التي اعيشها والتى لم أر مثلها من قبل جعلني املّّ الحياة.. انني سئمت الحرية المقيدة، تلك الحرية التي يحدها التحكم ويعقلها الجور والاستبداد. لقد رفعت اليكم طلباً لا لإطلاق سراحي وتخفيف عقابى وإبراء ساحتي، كما هو المألوف، بل لإنزال أشد العقاب بى واقساه، نعم أشده وأقساه لا أخفه وأهونه، ذلك لانه لا سبيل للتخلص من مثل هذه المعاملة العجيبة المنكرة سوى احد امرين: السجن او القبر. ان الطريق الى القبرمسدود امامى لا استطيع الحصول عليه لأن الانتحار محظور شرعاً، ثم ان الاجل سر خفى ، لا يدرك الانسان كنهه بَلَْهَ عن ان تطوله يداه، لذا فقد رضيت بالسجن الذي انا رهين اعتقاله وتجريده منذ حوالى ستة اشهر. 1 الاّ انني لم اقدم هذا الطلب في الوقت الحاضر نزولاً عند رغبة اخواني الابرياء.
رابعاً: انني خلال هذه السنوات الثلاثين من حياتي، والتي اطلقت فيها على نفسي اسم "سعيد الجديد" أدّعي فأقول: بانني قد بذلت ما وسعني الجهد لكبح جماح نفسي الامارة بالسوء، وصونها من العجب والتطلع الى الشهرة والتفاخر، بل قد جرحت اكثر من مائة مرة مشاعر طلاب النورالذين يحملون حسن ظن مفرط
_____________________
1 والحال نفسها تدوم بعد مضي سبعة عشر شهراً - المؤلف.

الشعاع الرابع عشر - ص: 469
بشخصي، يشهد على هذا ما كتبته في (رسائل النور) وحقائقها المتعلقة بشخصي، والمنصفون ممن يختلفون اليَّ بجد، والاصدقاء جميعاً. فأنا لست المالك لبضاعة النور، بل لست الاّ دلالاً ضعيفاً بسيطاً في حانوت مجوهرات القرآن.
كما انني بتصديق من اخواني المقربين، وبما شاهدوا من اماراتها العديدة، عازم على ألاّ أضحي بالمناصب الدنيوية وأمجادها الزائفة وحدها، بل لو أسند اليّ - فرضاً - مقامات معنوية عظمى، فانني اضحى بها ايضاً لخدمتي للايمان والقرآن خشية اختلاط حظوظ نفسي باخلاصي في الخدمة. وقد قمت بهذا فعلاً.
ومع ذلك فقد جعلت محكمتكم الموقرة، من مشاعر الاحترام التي ابداها نحوى بعض اخواني - نظير انتفاعهم برسائل النور كشكر معنوي من قبيل احترام زائد عن احترام المرء لابيه - مع رفضي وعدم قبولي لها، جعلتها مدار استجوابنا وكأنها مسألة سياسية وحملتم فريقاً منهم على التنكر لذلك الاحترام ، فيا عجباً ايّ ذنب واي جريرة في امتداح جاء على لسان الغير ولم يرض به هذا العاجز ولا يرى نفسه لائقاً بذلك؟
خامساً: انى اعلن لكم بصراحة تامة ان محاولة إلصاق تهمة الانتماء الى التكتلات والتجمعات والتدخل في الشؤون الداخلية، الى طلبة النور الذين لاعلاقة لهم بايّ وجه بالتحزب والتجمع والتكتلات والتيارات السياسية المختلفة، ماهي الاّ من وحي منظمة الزندقة المتسترة التي تعمل منذ اربعين سنة على هدم الاسلام ومحو الايمان، خادمة بذلك لنوع من البلشفية والتى سبّبت - هذه المنظمة - في تغذية روح التطرف والفوضى في هذه البلاد، سواء بعلم او بغير علم، واتخذت موقفاً مضاداً تجاهنا.
بيد ان ثلاث محاكم مختلفة قد اتفقت على تبرئة ساحة رسائل النور وطلبتها من تهمة الانتماء الى التكتلات، سوى محكمة واحدة، وهي محكمة "اسكى شهر" حيث حكمت عليّ بالسجن لمدة عام واحد، ولمدة ستة اشهر على خمسة عشر من اخواني من مجموع مائة وعشرين شخصا. ولعل الذي دفع محكمة "اسكي شهر" الى اتخاذ ذلك القرار يعود الى ورود فقرة كُتبت قديماً جاءت ضمن رسالة صغيرة تتعلق بمسألة واحدة وهي "الحجاب" وكان نص تلك الفقرة كما يأتي:
الشعاع الرابع عشر - ص: 470
"لقد طرق سمعنا: ان صباغ أحذية قد تعرض لزوجة رجل ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهاراً جهاراً في قلب العاصمة "انقرة"! أليس هذا الفعل الشنيع صفعة قوية على وجوه اولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من اعداء العفة والحجاب؟"
واذاً فان اصطناع الاسباب الواهية والاتهامات الباطلة ضد طلبة رسائل النور الآن، إن هو الاّ بمثابة الحكم ضد تلك المحاكم الثلاث، ومحاولة لإلصاق التهمة بها ووصمها بوصمة الخيانة والعار.
سادساً: لا يمكن المبارزة مع رسائل النور.. فقد اتفقت كلمة علماء الاسلام الذين اطلعوا عليها انها تفسير قيم صادق للقرآن الكريم، اي انها تنطوى على براهين دامغة لحقائقه الناصعة وهي معجزة معنوية من معجزات القرآن في هذا العصر، وسد منيع امام الاخطار والمهالك التي تتربص بهذه البلاد وبهذه الامة من الشمال.
فالواجب يقتضي من حيث الحقوق العامة ان تعمل محكمتكم الموقرة على الترغيب في هذه الرسائل بدلاً من تخويف طلابها وترغيبهم عنها، هذا ما نعلمه، بل ننتظره منكم.
ومن المعلوم ان عدم التعرض لكتب الملاحدة وبعض الساسة المتزندقين ومجلاتهم وجرائدهم - مع ضررها الفادح للأمة والبلاد والأمن العام - تحت ستار الحرية العلمية، يدفعنا حتماً الى القول والتساؤل: ما الجانب المحظور من التحاق شاب برئ يحتاج الى العون والمساعدة الى صفوف طلبة النور، كي ينقذ ايمانه وينجو من التردى في هاوية الاخلاق الذميمة؟ أفليس من الحكمة والعدل والواجب ان تحتضن الحكومة ووزارة المعارف (التربية) هذا العمل وتشجعه وتقدره حق قدره بدلاً من ان تعمل على مكافحته وعلى ملاحقتنا دون سبب؟
كلمتي الاخيرة: نسأل الله ان يوفق الحكام الى احقاق الحق واقرار العدل.. آمين
(حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم المصير)
الحمد لله رب العالمين.
سعيد النورسي
الشعاع الرابع عشر - ص: 471
كلمتي الأخيرة
اود ان ابيّن مايلي لهيئة المحكمة:
لقد ادركت من لائحة الاتهام ومن وضعي لمرات عديدة وطويلة في السجن الانفرادي بان شخصي هو الهدف في هذه المسألة، فقد لوحظ وجود مصلحة لتهوين شأني والنيل من شخصي. وقد زعم انني شخص ضار للادارة وللأمن وللوطن، وانني اسعى تحت ستار الدين الى مقاصد دنيوية ومن أجل نوع من السياسة، و ردّاً على هذا فانني ابيّن لكم بقطعية تامة:
من اجل هذه الاوهام ومن أجل محاولتكم محاربتي شخصياً لا تمدّوا يدكم بالاذى الى رسائل النور ولا الى طلاب النور الميامين لانهم هم الابناء المضحون في سبيل هذا الوطن وفي سبيل هذه الامة، والاّ سيلحق بهذا الوطن وبهذه الامة ضرر كبير وقد يكون ذلك سبيلاً الى خطر عليهما. واريد ان اؤكد لكم:
لقد قررت ان اقبل - في ضوء مسلكي الحالي - ايّ اذى واية اهانة وايّ عذاب وايّ عقاب موجه الى شخصي بشرط ألاّ يأتي اي ضرر الى رسائل النور والى طلابها بسببي، ففي هذا ثواب لي في الآخرة وهو وسيلة لانقاذي وخلاصي من شرور نفسي الامارة بالسوء. فبينما ابكي من ناحية فانني مسرور من ناحية اخرى. ولو لم يدخل هؤلاء الابرياء المساكين السجن معي من أجل هذه المسألة لكانت لهجتي في الدفاع شديدة جداً، وقد شاهدتم انتم ايضاً ورأيتم كيف حاول من كتب لائحة الادعاء البحث عن أسباب واهية ومعاذير باطلة فقدم جميع ما كتبته من كتب ومن خطابات سرية خاصة وغير خاصة في ظرف عشرين اوثلاثين سنة من حياتي كأننى قد كتبتها باجمعها في هذه السنة، وساق لبعضها معاني خاطئة وقدمها وكأنها لم تر ولم تدخل اية محكمة ولم يشملها اي قانون من قوانين العفو، ولم تتعرض لمرور الزمن.. كل هذا من اجل النيل مني، والحط من شأني. ومع انني ذكرت اكثر من مائة مرة باني اعترف بضآلة شاني وصغر قيمتي، ومع ان معارضي يحاولون بكل وسيلة النيل مني وتهوين امري إلا ان سبب محبة عامة الناس لي محبة اقلقت رجال السياسة يعود الى ان تقوية
الشعاع الرابع عشر - ص: 472
الايمان يحتاج في هذا الزمن وفي هذه الظروف حاجة ملحة وقطعية الى اشخاص لايضحون بالحقيقة - في موضوع الدين - من أجل اي شئ على الاطلاق ولا يجعل احدهم الدين وسيلة وآلة لاي غرض ولاي شئ، ولا يعطي لنفسه حظاً، وذلك لكي يمكن الاستفادة من ارشاداته في دروس الايمان وتحصل القناعة التامة به.
نعم، انه لم يحدث في اي ظرف من الظروف ان اشتدت الحاجة الى الخدمة مثلما بلغه في عصرنا هذا وذلك لأن الاخطار قد داهمتنا من الخارج بشدة وضراوة بالغتين. ومع اعترافي واعلاني بأن شخصي العاجز لا يكفي لسد هذه الحاجة او ملء ذلك الفراغ، فقد ذهب البعض الى الظن بان شيئاً من ذلك يمكن ان يتحقق على يدي، لا لمزية معينة في شخصي، بل لشدة الحاجة الى من يقوم بمثل هذا العمل ولعدم بروز احد بروزاً ظاهراً لتحمل تلك المسـؤولية العظمى.
ولقد تأملت منذ أمد طويل في هذه المسألة في حيرة وتعجب، اذ على الرغم من اخطائي وعيوبي الشخصية المدهشة، وعدم جدارتي للقيام بمثل هذا العمل الجليل باي وجه كان، فقد بدأت افهم الحكمة في التفات العامة وابدائهم ضرباً من مشاعر الاحترام نحوي. والحكمة هي:
ان الحقائق التي تحتوي عليها رسائل النور، والشخصية المعنوية التي يمثله كيان طلبتها، قد يمـمتا وجه تلك الحاجة شطرهما، ولا سيما في ظرف مثل ظرفنا ومثل وسطنا الحاليين، ومع ان حظي من الخدمة قد لايبلغ الواحد في الالف، فان البعض يعتقدون فيّ تجسيداً لتلك الحقيقة الخارقة وممثلاً لتلك الشخصية الامينة المخلصة فيبدون نحوى ذلك النوع من الالتفات.
والواقع ان هذا النوع من الالتفات بقدر ما هو ضارٌّ بي، ثقيل على نفسي ايضاً. حتى انني آثرت الصمت بغير حق على تلك الخسائر المعنوية، حفاظاً على الحقائق النورية وشخصيتها المعنوية. وربما يعود السبب في ذلك النوع من الالتفات الى اشارة مستقبلية للامام علي رضى الله عنه وللشيخ الكيلاني قُدس سره، ولبعض الاولياء الآخرين، بإلهام الهي الى حقيقة رسائل النور، وشخصية طلبتها المعنوية.. وما ذلك الاّ لكون تلك الرسائل مرآة صغيرة عاكسة لمعجزة القرآن المعنوية في عصرنا الحاضر.
الشعاع الرابع عشر - ص: 473
ولعل ذلك البعض قد اخذ شخصي الضعيف بنظر الاعتبار، لا لشئ الاّ لكوني خادماً لتلك الحقيقة الخارقة. ولقد اخطأت عندما لم اصرف التفاتهم الجزئي لشخصي بتأويل الى رسائل النور. والسبب في هذا يعود الى ضعفي وكثرة الاسباب التي قد تدفع مساعديّ الى الخوف. وما قبولي جزءاً مما يخصّ شخصي في الـظاهر إلاّ لإضفاء سمة الاعتماد وصبغة الثقة على اقوالي لا غير.
انني انذركم بالآتي:
لا داعي اطلاقاً للقضاء على شخصي الفاني الشارف على باب القبر. ولاداعي كذلك الى اعطاء مثل هذه الاهمية لوجودي. وانه مما يجب ان تعلموه جيداً هو ان المبارزة مع رسائل النور محاولة يائسة. انكم لن تستطيعوا مبارزتها، ولا تبارزوها. انكم لن تتغلبوا عليها. ولئن حاولتم مبارزتها، فلن تعودوا الاّ باضرار جسيمة على الامة والبلاد معاً، ولكن لن تستطيعوا تشتيت شمل طلبتها او تفكيك وحدتهم مهما حاولتم.. اذ ليس من السهل حمل احفاد وابناء اجدادنا البسلاء الذين ضحوا باكثر من خمسين مليوناً من الشهداء في سبيل الحفاظ على القرآن وحقائقه القيمة، على التنكر والنسيان لماضيهم المجيد، ولا الحيلولة دون بطولاتهم الدينية الرائعة التي كانت دوماً محط انظار العالم الاسلامي وموضع اعجابه. وحتى لو انسحبوا من الميدان فان اولئك الطلاب الاوفياء لن يتخلوا عن رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لتلك الحقيقة ولن يرضوا - بذلك التخلي - ان يصيب الضرر الوطن والامة والأمن.
وآخر قولي:
(فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)

* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 474
عريضة مرسلة الى مجلس الوزراء
لى رجاء مهم جداً
في خاتمة المجموعة المسماة "سراج النور" والتي تزيد عن ثلاثمائة صفحة توجد خمس عشرة صحيفة - وهي "الشعاع الخامس" -كتبت منذ زمن طويل كانت سبباً لصدور قرار من مجلس الوزراء بمصادرة تلك المجموعة وجمعها.
ان من الممكن اخراج هذا القسم الذي تُوهّم ضرره من مجموعة "سراج النور" التي ثبتت وتحققت فائدتها للجميع ولاسيما لاصحاب المصائب والبلايا وللشيوخ وللذين لديهم شكوك في نواحي الايمان، ثم السماح بماتبقى من الثلاثمائة صفحة للنشر، فباسم جميع من استفادوا من هذه المجموعة وسرّي عنهم من اصحاب المصائب والرزايا والشيوخ وباسم جميع المحتاجين الى الحقائق الايمانية نرجو من مجلس الوزراء السماح بنشرها.
وفي مجموعة "ذو الفقار" البالغة اربعمائة صفحة والتي كُتبت قبل ثلاثين سنة للرد على فلاسفة اوروبا وردت صفحتان فقط من تفسير آيتين حول الارث وحول تحجب النساء.
وورد سطر واحد حول المصارف في رسالة "اشارات الاعجاز" التي كتبت قبل ثلاثين سنة عند تناول اية (وأحل الله البيع وحرم الربا) (البقرة: 275).
وقبل ثلاثين سنة عندما كنت عضواً في "دار الحكمة" كتبت جواباً لستة اسئلة تقدم بها رئيس اساقفة الانكليكان لإنكلترا الى المشيخة الاسلامية وهناك سطر واحد فقط في هذه الاجابة لايسمح به القانون المدني الحالي.
اننا نرجو منكم اعادة مجموعة "ذو الفقار" الينا المصادرة بحجة وجود صفحتين وسطر واحد فقط فيها قيل ان القانون المدني الحالي لايسمح به، مع ان هذه الرسالة قوبلت في العالم الاسلامي باستحسان كبير واثبتت عملياً فوائدها الكبيرة لانها برهنت بشكل رائع على ثلاثة اركان ايمانية، فطلب اعادتها الينا من حقنا، ذلك لأنه
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس