عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 475
ان وجدت خمس كلمات ممنوعة في رسالة ما تحذف تلك الكلمات ويُسمح بنشر باقي الرسالة، لذا فنحن نطلب ضمان هذا الحق القانوني المهم لنا. وباسم جميع من يخدم القرآن والايمان ويسعى الى تحقيق الامن والنظام ويخدم هذا الوطن وهذه الامة عن طريق رسائل النور نطالبكم بانقاذنا من الظلم الواقع علينا من الذين يجعلون من الحبة قبة.
ثم ان رسالة "الهجمات الست" التي كتبتها قبل ثمانية عشر عاماً في ساعة غضب وحدّة، لتعرضي الى ظلم شديد.. هذه الرسالة لم ارها منذ ذلك الوقت وابقيتها سرية خاصة ولم اسمح بنشرها، ومع انها وقعت في أيدي ثلاث واربع محاكم، الا ان هذه المحاكم اعادتها الى اصحابها.
سعيد النورسي
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 476
"
رسـالة شـكر"
باسمه سبحانه

رسالة شكر اقدمها الى هيئة الخبراء في ديوان رئاسة الشؤون الدينية، ابين فيها "ثلاث نقط" لاعينهم بها على تصحيح انتقادات جزئية وردت فى تدقيقاتهم واجيب عنها بوضوح.

النقطة الاولى:
اننى اقدم شكرى الى اولئك العلماء الافاضل بثلاث جهات. فانا ممتن لهم بصفتى الشخصية:
اولاها: قيامهم بتلخيص ثلاث عشرة رسالة من مجموعة "عصا موسى" - مما سوى رسالة "الشعاع الخامس" - تلخيصاً يبعث على التقدير والاعجاب.
ثانيتها: ردّهم لما دار عليه اتهامنا وهو: انشاء طريقة صوفية، تشكيل جمعية، والاخلال بأمن البلاد.
ثالثتها: تصديقهم لدعواى في المحكمة، وهو ما قلته امام المحكمة: اذا وجد شئ من الذنب فانه يعود لي، فطلاب النور بريئون منه، ولقد سعوا في سبيل النور انقاذاً لإيمانهم. فاولئك الخبراء ينقذون ايضاًَ طلاب النور ويبرؤن ساحتهم ويسندون الذنوب اليّ. وانا بدوري اقول لهم: ليرضَ الله عنهم. الاّ انهم جعلوا كلاً من المرحوم حسن فيضي والمرحوم الحافظ على واشخاص من امثال هذين الشهيدين ووارثيهم شركاء بذنوبي. لذا فقد اخطأوا فى هذه الجهة. لان اولئك الميامين سابقون في خدمة الايمان وليسوا شركاء في الذنوب، وهم بريئون من اخطائى وذنوبي وقد ارسلتهم العناية الالهية معينين لى رأفةً بضعفي.
النقطة الثانية:
لقد اعترض اولئك الخبراء على روايات في " الشعاع الخامس" فقالوا عن بعضها ضعيفة وعن أخرى موضوعة، وخطّأوا تأويل قسم منها. وقد كتب الادعاء العام لمحكمة
الشعاع الرابع عشر - ص: 477
"آفيون" تقريره في ضوء ذلك، بينما اثبتنا واحداً وثمانين خطأً من اخطائه في قائمة تبلغ خمس عشرة صحيفة. فليطلع الخبراء الافاضل على تلك القائمة.
نقدم ادناه نموذجاً منها:
لقد قال المدعى: جميع تأويلاته مغلوطة، والروايات إما أنها موضوعة او ضعيفة.
ونحن نقول:
ان التأويل يعنى: ان هذا المعنى ممكن مراده من هذا الحديث، اى يحتمل هذا المعنى. اما ردّ امكان واحتمال ذلك المعنى - حسب علم المنطق - فيكون باثبات محاليته. بينما شوهد ذلك المعنى عياناً، وتحقق فعلاً فردٌ من كلية الطبقة الاشارية لمعنى الحديث، لذا لا يعترض على ذلك المعنى قطعاً، لان الحديث قد اظهر بلمعة اعجاز غيبي ذلك المعنى واشهد له هذا العصر. علاوة على ذلك فقد اثبتنا في تلك القائمة اخطاء المدعي من ثلاثة وجوه.
احدها:
ان الامام احمد بن حنبل الحافظ لمليون من الاحاديث الشريفة، وكذا الامام البخارى الحافظ لخمسمائة الف حديث، لم يجرآ على نفي تلك الروايات على اطلاقها . علماً ان اثبات نفيها غير ممكن منطقياً، وان المدعي نفسه لم يطلع على جميع كتب الاحاديث النبوية، وان الاكثرية العظمى لامة الاسلام في كل عصر قد انتظروا رؤية معانِى تلك الروايات، او فرداً من كلية معانيها، بل ان تلك المعانى قريبة من تلقي الامة بالقبول، وقد برز في الواقع افراد منها بذاتهم وشوهدوا عياناً..
لذا فان انكار تلك الروايات انكاراً كلياً خطأ من عشر جهات.
الوجه الثاني:
ان الرواية الموضوعة تعنى انها ليست حديثاً مسنداً عن فلان وعن فلان. ولايعنى ان معناها خطأ. ولما كانت الامة قد تلقتها بالقبول، ولاسيما اهل الحقيقة والكشف، وقسم من اهل الحديث واهل الاجتهاد، بل انتظروا تحقيق معانيها. فلابد ان لتلك الروايات حقائق متوجهة الى العموم كما هى في الامثال المضروبة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 478
الوجه الثالث:
انى اسأل: هل هناك مسألة او رواية لم يُعترض عليها في كتاب لعلماء مختلفين في المشارب والمذاهب. فمثلاً: ان احدى الروايات التى تذكر مجئ دجالين في الامة هى هذا الحديث الشريف:
(لن تزال الخلافة في ولدعمي - صِنْوِ أبي - العباس حتى يسلمّها الى الدجال) 1
هذا الحديث الشريف يخبر عن فتنة جنكيز خان وهولاكو، وان دجالاً سيظهر بعد خمسمائة سنة وسيهدم الخلافة.. وامثالها من الروايات الكثيرة التى تخبر عن اشخاص آخر الزمان، وعلى الرغم من ذلك فقد رفض بعض اهل المذهب الميامين او ذوو الافكار المفرطة هذه الروايات. وقالوا: انها رواية ضعيفة او موضوعة.. وعلى كل حال.
ان سبب اقتصارى على ما ذكرت مما ينبغى ان يطول هو حدوث زلزلتين هنا في الساعة التى كنت اكتب هذا الجواب، مثلما حدث اربع زلازل وقت شن الهجوم على رسائل النور وطلابها. والامر على النحو الآتى:
هو توافق حدوث زلزلتين اثناء ما كنت اعانى من ألم جراء عمليات جراحية اجراها تقرير الخبراء الذى سلّم لى مساءً فضلاً عن الحزن الذى غشانى من الانفراد وعدم اللقاء مع الآخرين.
نعم، لقد تسلمت تقرير الخبراء لرئاسة الشؤون الدينية بعد بقائى ثمانية شهور في السجن الانفرادى ومقاساتى المضايقات الشديدة، واذ انا منتظر ان يكونوا لى معينين، اذا - في الصباح - أجد انهم يعززون ادعاء المدعي، حيث ورد: "ان سعيداً قال: ان الزلازل الاربع الماضية هى من كرامات رسائل النور".
فمثلما كتبت في القائمة، اقول: ان رسائل النور من نوع الصدقة المقبولة التى تكون وسيلة لدفع المصائب، فمتى ما هوجمت تجد المصائب الفرصة سانحة امامها فتنزل، واحياناً تغضب الارض بالزلزال.
_____________________
1 انظر: كنز العمال 14/ 271 برقم 33436 ومسند الفردوس 3/ 447، مجمع الزوائد 5/186 جمع الفوائد 1/ 849

الشعاع الرابع عشر - ص: 479
فما ان عزمت على كتابة هذا، وقع زلزالان هنا 1 مما حملنى على ترك كتابة ذلك البحث، لذا ننتقل الى النقطة الثالثة:
النقطة الثالثة:
يا علماءنا المدققين المنصفين ذوى الحقيقة!
لقد دأب اهل العلم - منذ القديم - على عادة فيما بينهم، وهى وضعهم تقريظاً وثناءً - واحياناً مبالغ فيه - نهاية مؤلَّف جيد جديد. وفي الوقت الذى يبدى المؤلِّف امتنانه لاولئك المقرظين لا يُتهم حتى من قبل منافسيه انه يدّعى الاعجاب وحب الظهور. لذا فان كتابة عدد من طلاب النور الخواص الخالصين - كالمرحوم حسن فيضى والشهيد الحافظ على - تقاريظ بناء على عجزى وضعفي وغربتى وعدم وجود الاهل والاقارب وازاء هجوم اعداء كثيرين ظلمة وحثاً للمحتاجين الى النور، وعدّ تلك التقاريظ نوعاً من الغرور والاعجاب بالنفس، رغم احالتى ما يخصنى من المدح والثناء الى رسائل النور، ورغم عدم ردّى له رداً كلياً.. اقول اننى لم استطع ان اوفق بين تلقيكم ذلك المدح انه اعجاب بالنفس وبين ما تحملونه من دقة علمية وتعاون رؤوف وانصاف.. لذا فانا متألم من هذا. علماً ان اصدقائى الخالصين اصحاب التقاريظ لم تخطر ببالهم السياسة وشؤونها.
ولايقال لقولهم: ان رسائل النور في هذا الزمان يصدق عليها معنى فرد وجزئى من المعنى الاشارى الكلى، لان الزمان يصدّق ذلك. ولنفرض ان هذا الكلام مبالغ فيه كثيراً او خطأ، فهو خطأ علمى ليس إلاّ. فكل شخص يستطيع ان يكتب قناعته الشخصية. وانتم ادرى بالافكار المتباينة والقناعات المختلفة فى كتب الشريعة التى دوّنها اصحاب المذاهب الاثنى عشر ولاسيما اصحاب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية وما يقرب من السبعين من فرق دائرة علماء الكلام واصول الدين. والحال لم يحدث مسيس الحاجة الى اتفاق علماء الدين وعدم خوضهم فى مجادلات فيما بينهم مثل هذا الزمان. فنحن مضطرون الى نبذ الاختلاف في الامور الفرعية وعدم جعلها مدار المناقشات.
* * *
_____________________
1 حدث هذا الزلزال فى 18/9/1948 ضحوة يوم الجمعة. باسم طلاب النور فى سجن آفيون
(خليل مصطفى. محمدفيضى . خسرو).

الشعاع الرابع عشر - ص: 480
ثلاثة اسئلة اوجهها للعلماء المنصفين من الخبراء
الاول:
شخص يثنى على آخر بنية خالصة، أيكون الشخص المثنى عليه مسؤولاً، ولاسيما ان كان المثنى عليه لا يرضى بالثناء بكل قوته ويحيله الى غيره؟ الاّ انه لم يوبخ ذلك الصديق الحميم لئلا ينفر منه بل اكتفى بالقول: ان هذا الثناء فوق حّدي بمائة درجة. فهل يعدّ سكوته هذا اعجاباً بالنفس وتحرياً للمصلحة الذاتية؟..
السؤال الثانى:
فى غمرة الهجوم العنيف الذى يُشن على الدين حالياً، اذا ما ابدى احد طلاب النور العاشقين للحقيقة قناعته الشخصية الخاطئة، بخطأ علمى جزئى لاضرر فيه، هل يستحق هذه الاهانة والاستخفاف؟ علماً ان هناك مسائل دينية تقدر بضخامة الشم الرواسى.
وبينما ينتظر ذلك المثنى عليه تذكيراًً شفيقاً من علماء واساتذة من امثالكم على ذلك الخطأ، أوَ يجوز عقابه من قبل العدلية؟
السؤال الثالث:
ان رسائل النور التى تصدت منذ عشرين سنة لأعتى المعارضين الذين لايحصيهم العد وانقذت ايمان مئات الالوف من الناس وآزرت ايمانهم. أيليق انتقادكم لها في مسألة او مسألتين فيها؟
انى اذكّر اولئك العلماء الافاضل:
انهم انتقدوا المقدمة التى يستهل بها بحث الثناء لأحمد فيضي، وكأننى قد اثنيت بها على نفسى، علماً ان تلك المقدمة هى ردّى لذلك الثناء ورفعه. وقد رفعت فعلاً قسماً منه وصححت القسم الآخر، ولكن لضرورة الاستعجال لم اتمكن من اكماله ، فارسلت المقدمة كاملة الى احد اخوتى، وهم بدورهم وضعوها فى موضعها من ذلك البحث الذى اتخذناه بحثاً خاصاً جداً. ولكن اثناء ارسالهم لها الى اخ آخر قبضت عليها الحكومة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 481
فيا ترى ان تقريظاًَ علمياً وخاصاً جداً وهو بحث نابع عن قناعة وجدانية ولايتداول الاّ بين اصدقاء ليقوموا بتصحيحه تصحيحاً كاملاً هل يستحق هذا الاعتراض الشديد؟
ثم ان جمع رسائل خاصة للتهنئة والحث على العمل، والقيام بتجليدها حفاظاً عليها، فى مجلد او مجلدين، حصلت عليها الشرطة اثناء التحرى، هل يمكن استخراج الاحكام من مثل هذه الرسائل، ثم تكون محور سؤال وجواب ومن ثم محاوله الصاقها بالسياسة. أوَ يحتاج الامر الى هذا.. وما اشبه هذا الامر بمن لا يرى ثعابين مردة تهاجم القرآن لكنه في الوقت نفسه ينشغل بلسع البعوض!.. أليس الامر هكذا؟
ان ترك " سراج اوغلو" 1 الذى يعدّ الدين والتربية المحمدية سماً زعافاً، والانشغال بمجموعة "سراج النور" التي تبين الحقيقة واضحة كالشمس وهى البلسم الشافى لجراحات الانسانية جمعاء، ولا سيما الاحتجاج بوجود تأويلات لاحاديث ضعيفة في رسالة في ختامها الا يكون عوناً على مصادرتها؟
اننا مع عدم امتعاضنا من انتقاداتكم الجزئية ننتظر منكم ايها العلماء الافاضل ضماداً لجراحاتنا وتكونوا اعواناً لنا بقوة فراستكم.
الموقوف
سعيد النورسى
* * *
_____________________
1 رئيس الوزراء في ذلك الوقت.- المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 482
باسمه سبحانه
مقدمة
"
الفقرات المذكورة ادناه"

لغرض تقديم شئ من المساعدة الى محكمة التمييز الموقرة التي فسختْ لصالحنا قرار إدانتنا من قبل محكمة "آفيون" واوردت دلائل صائبة ذات حقيقة ، نشير - باختصار- الى قسم من اخطاء وردت في القرار المذكور، فندرجادناه تلك الفقرات المستلة من الرسائل الخاصة السرية، التي عدّتها المحكمة ذنباً لإدانتنا. فنبين اخطاءهم ونضع الذين ادانونا في موضع المسؤولية.
فمثلاً: لقد كتبوا في ختام القرار ما يشبه قائمة تضم جميع ذنوبي لأجل انزال اشد العقوبات بي:
" نذكر مما رفضه سعيد النورسي من مواد: إلغاء السلطنة والخلافة".
فهذا خطأ وسهو في الوقت نفسه، لان ما كتبته في لمعة " الشيوخ" هو الآتي: "لقد احزنتني وفاة سلطنة الخلافة" وقد اجبتُ عن استفسار محكمة "اسكي شهر" قبل خمس عشر سنة عن هذا جواباً ألزمهم الصمت. فالذي يعدّ خاطرة لا اهمية لها ذنباً، ومرت عليها هذه المدة المديدة، ونالت من قرار العفو والبراءة ما نالت.. أقول ان الذي يعدّها ذنباً هو الذي يكون مذنباً.
ولأجل اسناد هذا الذنب الموهوم، ذكر القرار ما اوردتُه في احدى اللمعات وفي رسالة المعجزات الاحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام، الحديث الشريف الآتي:
(الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً عضوضاً وفساداً وجبروتاً) 1
_____________________
1 صحيح: عن سفينة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(الخلافة بعدي في امتى ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك) رواه احمد والترمذي وابو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه (صحيح الجامع الصغير برقم 3336 قال المحقق: صحيح)(الفتح الرباني للساعاتي 23/10) وفي (سلسلة الاحاديث الصحيحة 4600) بعدة سياقات.

الشعاع الرابع عشر - ص: 483
وقد كتبتُ في رسالة قديمة ان هذا الحديث الشريف يبين ثلاث معجزات غيبية مستقبلية ولكن جاء في القرار كأنه ذنب اقترفته: "ان سعيداً قد قال في رسالة: سيكون فساداً وجبروتا بعد الخلافة".
يا اعضاء هيئة الخبراء السطحيين!
ان الذي يعدّ بيان اعجاز حديث شريف يخبر باشارة غيبية عن حادثة ستقع في زماننا هذا يسري دمارها في الارض كلها، وعن فساد عظيم مادي ومعنوي يدب في البشرية كافة.. اقول ان من يعدّ هذا ذنباً هو المذنب مادة ومعنى.
وكتبوا ايضاً "ومن ذنوبه: انه يعدّ المنجزات الثورية (حركات الانقلاب) بدعة وضلالة والحاداً، فيعدّ اغلاق التكايا والزوايا والمدارس الدينية، واقرار العلمانية، ووضع اسس القومية بديلاً عن مبادئ الاسلام، وفرض لبس القبعة، ورفع الحجاب، وفرض كتابة الحروف اللاتينية بديلاً عن الحروف القرآنية، واداء الاذان والاقامة باللغة التركية، وإلغاء دروس الدين في المدارس، ومنح المرأة حقوقاً في الميراث كالرجل وإلغاء تعدد الزوجات، وامثالها من الاعمال.. يعدّ كل ذلك بدعة وضلالة والحاداً.. فلا شك انه متهم بالرجعية".
يا اعضاء هيئة الخبراء العديمي الانصاف!
ان كان بمقدوركم انكار ما يأمر به القرآن الكريم الذي هو إمام سماوى مقدس لثلاثمائة مليون في كل عصر، ويضم مناهج سعاداتهم جميعاً، وهو الخزينة المقدسة الحاوية على اسرار الحياتين الدنيوية والاخروية، يأمر في كثير من آياته الكريمة بصراحة تامة بما لا يحتمل التأويل، بالحجاب وقواعد الميراث ويسمح بتعدد الزوجات، ويدعو الى ذكر الله، ويحث على تدريس علوم الدين ونشرها والحفاظ على الشعائر الدينية.. وان كان بمقدوركم إدانة جميع مجتهدي الاسلام والقضاة وشيوخ الاسلام.. وان كان بمقدوركم انكار تقادم الزمان على تلك الرسائل وقرار عدة محاكم لها بالبراءة وقوانين العفو الصادرة بحقها وانكار وجه سريتها وخصوصيتها.. وان كان بمقدوركم رفع حرية الضمير والمعتقد وحرية الفكر من البلاد ومن الحكومات.. وانكار كون مخالفة تلك الرسائل مخالفة فكرية وعلمية فحسب..
الشعاع الرابع عشر - ص: 484
اقول ان كان بمقدوركم هذا فاعتبروني مذنباً بتلك الامور. وإلاّ تكونون انتم المذنبون الرهيبون في محكمة العدالة والحق والحقيقة.
سعيد النورسي
* * *

(فقرة ادلينا بها وكتبتها المحكمة باعجاب وحيرة ضدنا مع انها ضدهم)
"وانا اقول لمحكمة وزارة العدل الموقرة!
ان ادانة من يفسّر اقدس دستور إلهي وهو الحق بعينه، ويحتكم اليه ثلاثمائة وخمسون مليوناً من المسلمين في كل عصر في حياتهم الاجتماعية، خلال الف وثلاثمائة وخمسين عاماً. هذا المفسر استند في تفسيره الى ما اتفق عليه وصدق به ثلاثمائة وخمسون الف تفسير، واقتدى بالعقائد التي دان بها اجدادنا السابقون في الف وثلاثمائة وخمسين سنة.. اقول: ان إدانة هذا المفسر قرار ظالم لابد ان ترفضه العدالة، ان كانت هناك عدالة على وجه الارض، ولابد ان تردّ هذا الحكم الصادر بحقه وتنقضه"
* * *

(فقرة كتبتها المحكمة في قرارها باعجاب وتقدير وكأنها تكون مادة ضدنا، والحال انها تدينهم)
يبحث سعيد النورسي في المكتوب السادس والعشرين عن نفسه ويقول:
"إن في اخيكم هذا الفقير ثلاث شخصيات كل منها بعيدة عن الأخرى كل البعد، بل بعداً شاسعاً جداً.
أولاها:
شخصية مؤقتة خاصة خالصة لخدمة القرآن وحده، بكوني دلالاً لخزينة القرآن الحكيم السامية. فما تقتضيه وظيفة الدعوة الى القرآن والدلالة عليه من اخلاق رفيعة
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس