عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #9
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 485
سامية ليست لي، ولا أنا أملكها. وانما هي سجايا رفيعة يقتضيها ذلك المقام الرفيع وتلك الوظيفة الجليلة. فكل ما ترونه من اخلاق وفضائل من هذا النوع فهي ليست لي، وانما هي خاصة بذلك المقام، فلا تنظروا الي من خلالها.
الشخصية الثانية:
حينما أتوجه الى بابه تعالى واتضرع اليه، ينعم علي سبحانه شخصية خاصة في أوقات العبادة بحيث أن لتلك الشخصية آثاراً ناشئة من أساس معنى العبودية، وذلك الاساس هو معرفة الانسان تقصيرَه أمام الله وادراك فقره نحوه وعجزه أمامه والالتجاء اليه بذل وخشوع، فأرى نفسي بتلك الشخصية أشقى وأعجز وأفقر وأكثر تقصيراً امام الله من أي أحد كان من الناس، فلو اجتمعت في ذلك الوقت الدنيا برمتها في مدحي والثناء عليّ لا تستطيع أن تقنعني بأنني صالح وفاضل.
ثالثتها:
هي شخصيتي الحقيقية، أي شخصيتي الممسوخة من سعيد القديم وهي عروق ظلت من ميراث سعيد القديم. فتبدي أحياناً رغبة في الرياء وحب الجاه وتبدو فيّ اخلاق وضيعة مع المبالغة في الاقتصاد الى حدّ الخسة حيث انني لست سليل عائلة ذات جاه وحسب.
فيا أيها الاخوة!
لن أبوح بكثير من المساوئ الخفية لهذه الشخصية ومن أحوالها السيئة، لئلا انفركم عني كلياً.
وقد اظهر سبحانه وتعالى عنايته الرحيمة فيّ بحيث يسخر شخصيتي هذه التي هي كأدنى جندي، في خدمة أسرار القرآن التي هي بحكم أعلى منصب للمشيرية وأرفعها. فله الحمد والمنة الف الف مرة.
فالنفس أدنى من الكل، والوظيفة أسمى من الكل.
الحمد لله.. هذا من فضل ربي.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 486
(هذه جملة سجّلتها المحكمة في القرار بتخوف شديد ضدنا والحال ان تلك الجملة الشديدة التي كُتبتْ قبل خمس عشرة سنة قد عدّلت الى هذه الصيغة).
"اخوتي! مراعاة لمشاعر الابرياء والشيوخ، لاتثأروا لي ممن يقتلني ظلماً، فحسبهم عذاب القبر والسقر".
ينبغي ان تحملهم هذه الفقرة الآتية على الانصاف:
"انكم ترون ان لنا خلافاً ومعارضة كلية معكم، ومعاملاتكم القاسية شاهدة على ذلك. فانتم تضحون بدينكم وآخرتكم في سبيل دنياكم. ونحن بدورنا مستعدون على الدوام للتضحية بدنيانا في سبيل ديننا، وفي سبيل آخرتنا، وهذا هو سر المعارضة التي بيننا حسب ظنكم.
ولاجرم ان التضحية ببضع سنين من حياتنا التي تمضي في ذل وهوان في ظل حكمكم القاسي قساوة الوحوش لنكسب بها شهادة خالصة في سبيل الله، تعدّ ماء كوثر لنا. ولكن استناداً الى فيض القرآن الحكيم واشاراته، اخبركم يقيناً بالآتي لترتعد فرائصكم:
انكم لن تعيشوا بعد قتلي، فان يداً قاهرة ستأخذكم من دنياكم هذه التي هي جنتكم وانتم مغرمون بها، وتطردكم عنها، وتقذف بكم فوراً الى ظلمات ابدية، وسيقتل بعدي رؤساءكم الذين تَنمرَدوا وطغوا قِتلة الدواب، ويُرسَلون اليّ، وسأمسك بخناقهم امام الحضرة الإلهية، وسآخذ حقي منهم بإلقاء العدالة الإلهية اياهم في اسفل سافلين.
ايها الشقاة الذين باعوا دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا!
ان كنتم تريدون ان تعيشوا حقاً فلا تتعرضوا لي ولاتمسّوني بسوء، وان تعرضتم فاعلموا ان ثأري سيؤخذ منكم أضعافاً مضاعفة.
اعلموا هذا جيداً ولترتعد فرائصكم!
الشعاع الرابع عشر - ص: 487
واني آمل من رحمة الله سبحانه ان موتي سيخدم الدين اكثر من حياتي، وان وفاتي ستنفلق على رؤوسكم انفلاق القنبلة، وستشتت رؤوسكم وتبعثرها.
فان كانت لكم جرأة، فتعرضوا لي، فلئن كان لكم ما تفعلونه بي، فلتَعلمُنّ ان لكم ما تنتظرونه وتلاقونه من عقاب.
* * *
(هذه الفقرة اوردتها المحكمة لإدانتي والحال انها تتهمهم بالافراط)
يرد في الرسائل :
"دخل مصطفى كمال ديوان رئاسة الجمهورية بآنقرة وهو على اشد الغضب وقال له : "اننا دعوناك الى هنا لتقدم لنا افكاراً راقية وآراء قيمة، ولكنك ما ان أتيت كتبت اشياء حول الصلاة، فاوقعت فيما بيننا الاختلاف والتفرقة" وردّ عليه سعيد: "ان من لا يصلي خائن وحكم الخائن مردود".
ثم أبدى مصطفى كمال نوعاً من الاسترضاء له متراجعاً عن غضبه وحدته. وعلى الرغم من انه - اي سعيد - قد جرح مشاعر مصطفى كمال وخرق مبادءه الاّ ان مصطفى كمال لم يمسّه بسوء.
وانها لكرامة ساطعة لرسائل النور وقوة عظيمة خارقة لشخصها المعنوي ولطلابها الروّاد والابطال في المستقبل ان يخشى منها قواد جبابرة كما كانوا يخشون من سعيد القديم."
* * *

(فقرة ألزمت المحكمة وجعلتها مسؤولة مع انها اتخذت ضدنا في القرار)
يذكر - في الرسائل - "اننا لسنا مع زعيم اصدر حسب هواه اوامر باسم القانون ونفذها بقوة لتحويل جامع ايا صوفيا الى دار للاصنام ، وجعل مقر المشيخة العامة
الشعاع الرابع عشر - ص: 488
ثانوية للبنات، لسنا معه فكراً ولا موضوعاً، ولا من حيث الدافع ولا من حيث النتيجة والغاية. ولا نجد انفسنا ملزمين بقبول امر كهذاً".
ويكتب في عريضته المؤرخة 29/8/948
"ورد هذا الفكر الى قلبي: انه ضروري جداً لصالح الامة ولنفع البلاد ان تحافظ الحكومة عليّ حفاظاًً تاماً وتمدّ يد المعاونة اليّ. الاّ انها تضيق الخناق عليّ، مما يومئ الى ان الذين يحاربونني هم منظمة الزندقة السرية وقسم من منظمة الشيوعية الذين التحقوا بهم، هؤلاء قد قبضوا على زمام الامر في عدد من المناصب الرسمية المهمة في الدولة ، فيهاجمونني ويجابهونني. اما الحكومة فاما انها لا تعرف بهم او تسمح لهم. وياترى اي ذنب واي جريرة في ان تنتقد او تضمر عدم المحبة لرجل حوّل جامع اياصوفيا الذي هو مبعث الشرف الابدى لأمة بطلة، والدرة الساطعة لخدماتها وجهادها في سبيل القرآن، وهدية تذكارية نفيسة من هدايا سيوف اجدادها البسلاء.. حوّ له الى دار للاصنام وبيت للاوثان وجعل مقر المشيخة العامة ثانوية للبنات؟
* * *
(هذه الفقرة هي أقوى فقرة ظنت المحكمة انها تنزل العقاب بسعيد. وهو الكلام الذي اطلقه سعيد في محكمة دنيزلي تجاه اعدائه المتسترين الاّ ان المحكمة قد فهمتها خطأ بل خطأ كلياً انها فقرة ضد الدولة والحكومة تماماً واظهرتها سبباً لانزال العقاب بي.)
لقد اطلق على قسم من القوانين الحديثة للدولة التي سنّت هذه القوانين الانقلابية ووضعتها موضع التنفيذ اسم "الاستبداد الكفرى الاعتباطي" وعلى الجمهورية اسم "الاستبداد المطلق". وعلى النظام اسم "الارتداد المطلق" وعلى الشيوعية والمدنية اسم "السفاهة المطلقة"
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 489
(فقرة كتبت في قرار المحكمة باعجاب وتقدير)
ويذكر: ان لكتابة رسائل النور فوائد دنيوية واخروية كثيرة جداً، منها:
1- الجهاد المعنوي تجاه اهل الضلالة.
2- مساعدة الكاتب لاستاذه على نشر الحقائق.
3- خدمة المسلمين من حيث الايمان.
4- كسب العلم بالقلم.
5- القيام بعبادة فكرية التي تعدل ساعة منها احياناً سنة من العبادة.
6- حسن الخاتمة ودخول القبر بالايمان.
وكذا لها خمس انواع من الفوائد الدنيوية:
1 - البركة في الرزق.
2- الانشراح والسرور في القلب.
3- اليسر في العيش.
4- التوفيق في الاعمال.
5 - الاشتراك في ادعية طلاب النور جميعهم ، لكسبه فضيلة طالب العلم.
وسيدرك شباب الجامعة هذه الامور عن قريب وستحوّل الجامعة الى مدرسة نورية.
* * *
(انه لمحير ان تعدّ هذه التضحية الخالصة جرماً وذنباً)
ان احدى الخطتين اللتين حاكهما المنافقون المتسترون في جنح الظلام هي التهوين من شأني. وكأن قيمة الانوار الرفيعة لرسائل النورتسقط بهذا من عليائها.
والثانية: هي بث القلق والاضطراب في صفوف طلاب النور. وكأنهم بهذا يعيقون انتشار رسائل النور.
لا تقلقوا يا اخوتي! ان حقيقة سامية افتدتها ملايين الرؤوس فداء لها رؤوسنا نحن الضعفاء ايضاً.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 490
(لقد اعترضوا على واحد من الاسباب التسعة الداعية الى تسمية رسائل النور بهذا الاسم. فقالوا: اننا لانرى من تسمّى باسم "نور" من بين طلابه الممتازين، وكما اجبنا عنه في الهامش فان كلاً من "نورى بنلي ونورى الساعاتي" من الممتازين في خدمة النور حاليا، بمعنى انهم لا يجدون ما ينتقدوه ولكنهم يضطرون الى التشبث بحجج جزئية تافهة)
انه يذكر في الكلمة السادسة والعشرين:
ان سبب اطلاق اسم رسائل النور على مجموع الكلمات (وهي ثلاث وثلاثون كلمة) والمكتوبات (وهي ثلاثة وثلاثون مكتوباً) واللمعات (وهي احدى وثلاثون لمعة) والشعاعات (وهى ثلاثة عشر شعاعاً) هو: ان كلمة النور قد جابهتني في كل مكان طوال حياتي، منها: قريتي اسمها: نورس.
اسم والدتي المرحومة: نورية.
اسم استاذى في الطريقة النقشبندية: سيد نور محمد.
وأحد اساتذتي في الطريقة القادرية: نور الدين.
وأحد اساتذتي في القرآن: نورى .
واكثر من يلازمني من طلابي من يسمّون باسم نور (ومن العجيب ليس بين طلاب النور الممتازين من يسمى بـنوري).
واكثر ما يوضح كتبي وينورها هو التمثيلات النورية.
واكثر ما حل مشكلاتي في الحقائق الالهية هو: اسم "النور" من الاسماء الحسنى.
ولشدة شوقى نحو القرآن وانحصار خدمتي فيه فان إمامي الخاص هو سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 491
( ان رسالة "الهجمات الست" وذيلها قد كتبت قبل عشرين سنة لمجابهة تعدٍّ ظالمٍ شديد. وهي رسالة في غاية الخصوصية والسرية، وقد مرّت بين يدي محاكم كثيرة. وكتبت في حالة سورة غضب انتابتني في اثناء الحرب العالمية الثانية. وهي اذ تبين ذلك الغضب والحدة حقاً، الاّ ان مصادرتها وكأنها قد كتبت حالياً وعدّها ذنباً وجريرة، بُعدٌ عن العدالة عظيم)
تستهل مقدمة ذيل "الهجمات الست" بالآتي:
كتب هذا الذيل (للتداول الخاص)، لتجنُّب مايرد في المستقبل من كلمات الاهانة وشعور الكراهية، اي؛ لئلا يصيب بصاق اهانتهم وجوهنا، او لمسحه عنها عندما يقال: تباً لرجال ذلك العصر العديمي الغيرة!
وكتب تقريراً ولائحة لترن آذانٌ صمّ، اذان رؤساء اوروبا المتوحشين المتسترين بقناع الانسانية.. ولينغرز في العيون المطموسة، عيون اولئك العديمي الضمير الجائرين الذين سلطوا علينا هؤلاء الظلمة الغدّارين.. وليُنزل صفعةً كالمطرقة على رؤوس عبيد المدنية الدنية التي اذاقت البشرية في هذا العصر آلاماً جهنمية حتى صرخت في كل مكان: لتعش جهنم!
لقد حدثت في الفترة الاخيرة اعتداءات شنيعة كثيرة على حقوق المؤمنين الضعفاء، من الملحدين المتخفين وراء الأستار، واخص بالذكر اعتداءهم عليّ تعدياً صارخاً، باقتحامهم مسجدي الخاص الذي عمّرته بنفسي، وكنا فيه مع ثلة من رفقائي الاعزاء، نؤدي العبادة، ونرفع الاذان والاقامة سراً. فقيل لنا: لِمَ تقيمون الصلاة باللغة العربية وترفعون الاذان سراً؟
نفد صبري في السكوت عليهم: وها أنذا لا أخاطب هؤلاء السفلة الدنيئين الذين حرموا من الضمير، وليسوا أهلاً للخطاب، بل أخاطب اولئك الرؤساء المتفرعنين في القيادة الذين يلعبون بمقدرات الأمة حسب أهواء طغيانهم. فأقول:
يا أهل الالحاد والبدعة! اني أطالبكم بالاجابة عن ستة اسئلة.
الشعاع الرابع عشر - ص: 492
السؤال الاول:
ان لكل حكومة، مهما كانت، ولكل قوم، بل حتى اولئك الذين يأكلون لحم البشر، بل حتى رئيس أية عصابة شرسة، منهجاً واصولاً ودساتير، يحكمون وفقها.
فعلى اي اساس من دساتيركم وأصولكم تتعدّون هذا التعدي الفاضح. اظهروه لنا. ام انكم تحسبون اهواء عدد من الموظفين الحقراء قانوناً؟ اذ ليس هناك قانون في العالم يسمح بالتدخل في عبادة شخصية خاصة! ولايسنّ قانون في ذلك قطعاً.
* * *

(انه ليبعث على الاسف اتخاذهم جملة او جملتين من رسالة "الاشارات السبع" ذريعة لمصادرتها وحجة علينا مع انها رسالة قديمة وخاصة وسرية وتتضمن حقيقة قوية ورصينة بحيث تستحق ان تعلن لصالح الحياة الاجتماعية على البشرية جمعاء والعالم اجمع).
ان أحمق الحمقى في الدنيا هو من ينتظر من امثال هؤلاء الملحدين السفهاء الرقي وسعادة الحياة.
ولقد قال أحد هؤلاء الحمقى، وهو يشغل منصباً مهماً: اننا تأخرنا لقولنا: الله.. الله.. بينما اوروبا تقدمت لقولها : المدفع.. البندقية!.
ان جواب امثال هؤلاء: السكوت حسب قاعدة: "جواب الاحمق السكوت" ولكننا نقول قولاً لاولئك العقلاء الشقاة الذين يتبعون بعض الحمقى:
ايها البائسون! هذه الدنيا انما هي دار ضيافة..
فما دام الموت موجوداً، وان المصير الى القبر حتماً، وان هذه الحياة ماضية راحلة، وستأتي حياة باقية خالدة، فان قيل : المدفع.. البندقية مرة واحدة فلابد من القول ألف مرة: "الله.. الله"
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 493
(ان ما يوجب الحيرة، ان جملة من "اللمعة السادسة عشرة" وهي لصالحنا، حوّلوها الى جملة ضدنا، وابدوا رغبة في مصادرة تلك الرسالة القيمة)
من اللمعة السادسة عشرة:
ان مصيبة الحرب وبلاءها، ضرر بالغ لخدمتنا القرآنية... ان القدير ذا الجلال الذي يطهّر وجه السماء الملبّد بالغيوم ويبرز الشمس الساطعة في وجه السماء اللامع خلال دقيقة واحدة، هو القادر ايضاً على ان يزيل هذه الغيوم السوداء المظلمة الفاقدة للرحمة. ويُظهر حقائق الشريعة كالشمس المنيرة بكل يسر وسهولة وبغير خسارة.
اننا نرجو هذا من رحمته الواسعة، ونسأله سبحانه الاّ يكّلفنا ذلك ثمناً غالياً. وان يمنح رؤوس الرؤساء العقل ويهب لقلوبهم الايمان. وهذا حسبنا، وحينها تتعدل الامور بنفسها وتستقيم.
ما دام الذي في ايديكم نور، وليس هراوة وصولجاناً، فالنور لايُعارَض ولايُهرَب منه، ولا ينجم من إظهاره ضرر. فلِمَ اذاً توصون اصدقاءكم بأخذ الحذر وتمنعونهم من ابراز رسائل نيّرة كثيرة للناس كافة؟.
مضمون جواب هذا السؤال باختصار هو:
ان رؤوس كثير من الرؤساء مخمورة، لايقرأون، واذا قرأوا لايفهمون، فيؤولونه الى معنى خطأ، ويعترضون ويهاجمون. لذا، وللحيلولة دون الهجوم ينبغي عدم اظهار النور لهم لحين افاقتهم واسترجاع رشدهم.
ثم ان هناك غير منصفين كثيرين، ينكرون النور، أو يغمضون اعينهم دونه، لأغراض شخصية خاصة، أو خوفاً أو طمعاً..
ولأجل هذا اوصى اخوتي ايضاً ليأخذوا حذرهم ويحتاطوا للأمر، وعليهم الاّ يعطوا الحقائق احداً من غير اهلها، والاّ يقوموا بعمل يثير اوهام اهل الدنيا وشبهاتهم عليهم.
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 494
(ان الحجاب أمر قرآني، و قد آُجيب عنه جواباً شافياً في الرسائل. علماً ان هذه الرسالة قد كتبت سابقاً وقاسينا العقاب بسببها. ولكن رغم هذا اتخذوها ذنباً اقترفناه واعتبروها حجة علينا، ثم ان بداية حقيقة جليلة وردت في رسالة "الشيوخ" و "مرشد الشباب" تلك الحقيقة القيمة النافعة للناس كلهم، جعلوها جريرة لنا ومبررا لمصادرة تلك الرسالة.. كل ذلك يدل على انهم لا يجدون ما يتذرعون به للانتقاد والجرح).
في اللمعة الرابعة والعشرين، بعد الايضاح ان الحجاب امر قرآني يقول: "ولقد طرق سمعنا: ان صباغ أحذية قد تعرض لزوجة رجل ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهاراً جهاراً في قلب العاصمة "انقرة"! أليس هذا الفعل الشنيع صفعة قوية على وجوه اولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من اعداء العفة والحجاب؟"
وفي اللمعة السادسة والعشرين الخاصة بالشيوخ :
"ففي ذات يوم من الايام الاخيرة للخريف، صعدت الى قمّة قلعة انقرة، التي اصابها الكبر والبلى اكثر مني، فتمثّلت تلك القلعة امامي كأنها حوادث تأريخية متحجرة، واعتراني حزن شديد وأسى عميق من شيب السنة في موسم الخريف، ومن شيبي انا، ومن هرم القلعة، ومن شيخوخة الدولة العثمانية العلية، ومن وفاة سلطنة الخلافة. فاضطرتني تلك الحالة الى النظر من ذروة تلك القلعة المرتفعة الى اودية الماضي وشواهق المستقبل.
فالماضي أوحشني بدلاً من ان يسلّيني ويمنحني النور.
والمستقبل تراءى لي على صورة مقبرة كبرى مظلمة لي ولأمثالي وللجيل القابل، فأدهشني عوضاً من ان يؤنسني.
ثم نظرت الى زمني الحاضر، فبدا ذلك اليوم لنظري الحسير ونظرتي التأريخية على شكل نعش لجنازة جسمي المضطرب كالمذبوح بين الموت والحياة.
* * *
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس