عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2011
  #13
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في التصوف ، في الشأن العام و الخاص: ( مقدمات)

دراسات في التصوف ، في الشأن العام و الخاص: ( الولي و الخليفة)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه و بعد
يلتبس على القارئ الحق من الباطل ، فتكون فتنة. ليس بين الفهم و التأويل إلا حجاب النظر و الإستنباط ، و تأتي علوم السر لتقرر حقائقا هي في حذ ذاتها مستنبطة من الوحي. كما قلنا سابقا للوحي حضور في حياة الإنسان ، و في حركته عبر الأزمان.ويصير السؤال حينها عبثا حينما لا يصدق من هم على الإيمان أن التكريم الإلهي للإنسان لم يأت عبثا ، و أن هذا الإنسان له شأن كبير في المعرفة.
لعل الموضوع تشعب علي ، و كانت هناك عدة نقط في مسودتي أريد أن أنظمها و بقدر ما أسعلى إلى الترتيب إلا و أجد نصا آخرا من نصوص الشيخ الأكبر تنسخ ما قرأته سابقا ، أو طرحته عبر هذه المقالات. و لعل دراسة كتاب الفتوحات المكية تترك في القارئ نوعا من الطمأنينة و الإنشراح ، وكلما تابعت القراءة إلا ووجدت أطايب الكلام ، ودقائق الفهوم ، و تنوع الرحمات.
لكنني سرعان ما أردد السؤال : لم يستحسن الكثير هذه الفهوم ؟.أو لم لم تناقش بنوع من الهدوء.؟
قد تتفق فيما يقصه عليك ابن عربي قدس الله سره ، وقد تختلف معه بدءا من العناوين التي يبدأ بها أنظاره العرفانية ، وانتهاء بما يريد أن يقول للسالك المتذوق ، في صراحة أحيانا ، و في إشارة أو رمز في أغلب الأحيان. لكن الذي لا أظن أحدا يمكن أن يتمارى و هو يلقي بنفسه في خضم تراث ابن عربي قدس الله سرهى ، الذي تمتزج فيه علوم النقل و العقل و الذوق امتزاجا كبيرا ، لا يسعه إلا أن يعترف كرها أو طوعا بـأن ها هنا مستوى من المعرفة يفوق طاقات البحث و الدرس، و يقع وراء كل حدود التي وقف عليها جهابذة العلماء و المفكرين المسلمين.
يقول أحمد الطيب في تقديمه لكتاب الولاية و النبوة ل: علي شود كيفيتش ....ومشكلة تراث ابن عربي فيما أعتقد أمران :
الأول ، موسوعية هذا التراث ، وتنوع مجالاته و حقوله المعرفية ، و توزعه بين مئات المؤلفات ، مابين مجلدات ضخمة ، وكتب متوسطة ، و رسائل صغرى ، ومابين مطبوع و مخطوط ، ومابين صحيح النسبة و مشكوك في نسبته إليه و منحول.
و الأمر الثاني ، الغموض الشديد الذي يستحكم من وراء أجمل التعبيرات و أكثرها دقة و تحديدا على المستوى اللغوي و الدلالي ، مما يثير في ذهن القارئ ظنين متناقضين تمام التناقض ، فقد يحسن الظن بما يقول ، ثم يعود به بعد تأويل ميسور متكلف ، إلى المتعارف عليه من قواعد الإسلام ، و قد لايحسن الظن فيتوقف عند بعض المواضع ليكثف من حولها أبعادا و ظلالا من الإرتياب ، يتأدى منها في آخلر المطاف إلى هذا أو ذال من نصوص ابن عربي يصطدم و يتعارض مع هذا الأصل أو ذاك من أصول الأسلام). ص 8 ، من كتاب الولاية و النبوة عند الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي .
وقد نبه الشيخ الأكبر في أغلب مؤلفاته عن قصور اللغة و عجز ألفاظها وعدم و فائها بالإفصاح عن علوم المكاشفات و الأسرار و المخاطبات .ومن ثم فلا بد من الرمز و التلغيز و الإشارة و التلميح بقدر الوسع و الطاقة.لا يترك ابن عربي قدس الله سره قارئه نهبا لهذه الشكوك ، بل ينصحه بأن يصرف الألفاظ المشكلة عن ظاهرها و يطلب المعنى المخبوء ، فهو وحده المقصود بالعلم. لكن سرعان ما يتبادر إلى ذهن القارئ: لقد كان اللسان العربي المبين وعاءا للوحي و به جاء القرآن معجزا ، فكيف لا يكون اللسان غير عاجزا عن لغة القلب ؟.
وهو سؤال وجيه ، القرآن الكريم في علومه و إعجازه يخبرنا عن الوجود الإلهي ، وعن عالم الغيب ، وعن سنن الأولين و أخبار الآخرين ، وعن أسماء الله تعالى ، وملائكته و رسله عليهم السلام ن ويحدثنا عن الطمأنينة في الذكر ، وعن لذة عبادة الله ن وعن الآيات البينات في الكون النشور و اللوح المسطور.
فكيف عجز السالك إلى الله تعالى ، في وصف أسرار معراجه الروحي ، و في تبيان العلوم التي يتلقاها بفضل التعليم الإلهي ؟.
تجد في معنى الاصطلام جوابا لمن أراد أن ينهل من كلام القوم ، و يعني عدم قدرة المرتوي من جلال الله و جماله من التعبير بالأجمل و الأكمل و الأرفع ، بل بالمبهم و الملغز و الغامض ، ذالك راجع لما يرد على القلب من اللطائف ، يعجز العقل عن فهمها ، ثم كتابتها و تدوينها بلغة يفهما الجميع.يقول الشيخ الأكبر في هذا المعنى : ( ....الاصطلام في اصطلاح القوم و له يرد على القلب سلطانه قوي فيسكن من قام به تحته ، وهو أن العبد إذا تجلى له الحق في سره بصورة الجمال أثر في نفسه هيبة فإن الجمال نعت الحق سبحانه وتعالى و الهيبة نعت العبد ، و الجمال نعت الحق ، و الأنس نعت العبد ، فغذا اتصف العبد بالهيبة لتجلي الجمال فإن الجمال مهوب أبدا كان عن الهيبة أثر في القلب و خذر في الجوارح ، حكم ذلك الأثر اشتعال نار الهيبة فيخاف لذلك سطوته فيسكن ، و علامته فيه في الظاهر خذر الجوارح وموتها ، فإن تحرك من هذا صفته فحركته دورية حتى لايزول عن موضعه فأنه يخيل إليه أن تلك النار محيطة به من جميع الجهات فلا يجد منفذا فيدور في موضعه كأنه يريد الفرار منه إلى أن يخف ذلك عنه بنعت آخر يقوم به وهو حال ليس هو مقام) م/2 ص 521، الفتوحات المكية.
ومما يشكل على القارئ عند قرائته لكتاب الفتوحات المكية ن تلك الإشارات التي ترد على ابن عربي رضي الله عنه ، فيجدها في الظاهر تخالف قواع الإسلام ، مثل نسبة العبد إلى ربه ، أو مثلا ما يطلق عليه الدارسون اتحاد الوجود ، و اتصاف العبد بصفات الحق ، وتناسب الأسماء مع مقتضيات الصفات و غيرها من الكلمات التي توحي لقارئها نوعا من الكفر. يقول الشيخ الأكبر حول معرفته القلبية : ( ......فنحن في ارتقاء دائم و مزيد علم دنيا و برزخا و آخرة ، و الآلات المصاحبة لا تنفك في هذه المنازل و المواطن و الحالات عن هذه اللطيفة الإنسانية ،....) ص 493، م/2كتاب الفتوحات المكية.
وفي هذا الصدد يكرر الشيخ ابن عربي قدس الله سره هذه الحقيقة مرات ومرات يقول رحمه الله في الباب التاسع و الأربعون ومائة ، في معرفة مقام الخلق و أسراره : ( ...... ومع كون الحق كريما على الإطلاق فمن أسمائه المانع ، من اسمائه الضار ، ومن أسمائه المذل ، يغفر و يعذب من يشاء ، و ؤتي الملك و ينزع الملك و ينتقم و يجود ، وهو مع هذا التقييد في حق قوم دون قوم مطلق الصفة ، وكذ هي في الأنسان فهي خلق أصلي له لا تخلق ، و لايصح أن تعم افنسان هذه الأخلاق مع كونها مطلقة في حقه ، كما لم يصح أن تعم من الله في جميع الخلق مع كونه تعالى مطلق الوصف بها ، و لايصح في هذه الصفات الاستعارة إلا مجازا كما قلنا من حيث أنه تعالى كان بهذه الصفات وما كنا ، فلما كنا كنا بها لا اكتسبناها و لا استعرناها منه فإنها صفة قديمة لله أي نسبة اتصف بها الحق و لا العالم ، و الصفىة لابد لها من موصوف بها فأنها من حقيقتها لأن تقوم بنفسها ، و يؤدي القول باستعارتها إلى قيامها بنفسها و إلى خلو الحق عنها و إلى أن يكون الحادث محلا لوجود القديم فيه ن وهذا كله ما لايقول به أحد من العلماء بالله ، فجميع ما يظهر من الإنسان من مكارم أخلاق و سفاسف أخلاق كلها من جبلته و هي له حقيقة لا مجاز و لا معارة كما أنه سبحانه جميع ما سمى به الحق نفسه لا وما وصف به نفسه من صفاتن الأفعال من خلق و إماتة و منع و عطاء و جعل ومكر و كيد و استهزاء و فصل و قضاء و جميع ماورد في الكتب المنزلة و نطقت به الرسل من ضحك و فرح و تعجب و تبشش و قدم و يد و يدين و أيد و أعين و ذراع كل ذلك نعت صحيح فأنه كلامه تعالى عن نفسه و كلام رسله عنه وهو الصادق وهم الصادقون بالأدلة العقلية ، ولكن على حد ما يعلمه و على حد ما تقبله ذاته و ما يليق بجلاله لا يزد شيئا من ذلك و لا نحيله و لا نكفيه و لا نقول بنسبة ذلك كله إليه كما ننسبه إلينا نعوذ بالله ، فإننا ننسبه إلينا على حد علمنا به ، فنعرف كيف ننسبه و الحق يتعالى أن تعرف ذاته ، فيتعالى أن يعلرف كيف ننسب إليه ما نسبه إلى نفسه ، ومن رد شيئا أثبته الحق لنفسه في كتابه أةو لسان رسوله فقد كفر بما جاء به من عند الله وبمن جاء به و بالله ، ومن آمن ببعض ذلك و رد بعضه فقد كفر حقا ومن آمن بذلك و شبهه في نسبة ذلك إليه تعالى مثل نسبتها إلينا أو تو هم ذلك أو خطر على باله أو تصوره أو جعل ذلك ممكنا فقد جهل و ما كفر ، هذا هو العقد الصحيح من غير ترجيح ) . ص 238، 239 ، م/2 كتاب الفتوحات المكية.
لا شك ان هذه الكلمات الدالة على صحة معتقد الشيخ الأكبر رضي الله عنه تفحم من يتوهم أن الشيخ رحمه الله من الداعين الى اتحاد المخلوق بالخالق ، و حلول القديم في المحدث وهذا مما أنكره ابن عربي قفدس الله سره ، أن اللسان العربي لغة القلب ووعاء للوحي كما نص عليها الشيخ عبد السلام ياسين في كتابه الإسلام و القومية العلمانية : ( ...
إن الله عز وجل تحدى المشركين أن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن. قال تعالى : {أم يقولون افتراه، قل فاتوا بعشر سور من مثله مفتريات}[1].
في آية أخرى تحداهم سبحانه أن يأتوا ولو بسورة واحدة حيث قال جلت عظمته : { أم يقولون افتراه، قل فاتوا بسورة مثله}[2]. وكانت لبعض العرب مثل مسيلمة الكذاب محاولات سخيفة، وكان له قرآن زعم أنه حديث مثل حديث نبي قريش.
كان تحدي الخالق سبحانه لخلقه أن يأتوا بحديث مثل القرآن إبرازا للإعجاز في وسط قوم هم أهل الكهانة والسحر والشعر والقصص. فلو كان القرآن شيئا من هذا القبيل، ولو استطاع أن يكون هناك مثيل أكثر "مصداقية" من السخافات الصبيانية المضحكة إذن لثبت أن محمدا صلى الله عليه وسلم شاعر كالشعراء أو كاهن كالكهان. قال الله عز وجل يخاطب نبيه : {فذكر، فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون. قل تربصوا، فإني معكم من المتربصين. أم تامرهم أحلامهم بهذا، أم هم قوم طاغون، أم يقولون تقوله، بل لا يومنون، فلياتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين}[3].
ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم شاعرا لانتهت رئاسته وسلطته المعنوية بانتهاء حياته : {شاعر نتربص به ريب المنون}. وهذا بالضبط ما يعزمه ملاحدة العصر التطوريون الذين يرون في القرآن نصا تاريخيا صاحَبَ حركة ثورية ورَسَم إيديولوجيتَها. وذلك في تقديرهم شأن مضى وفات، وعلى الطليعة التقدمية أن تجهز على مخلفات تلك الحقبة التي لا تحب أن تموت بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم. الصلاة والسلام منا لذكر الحبيب. وبه وجب التنبيه).
كانت قريش، والعرب معها، لا تستطيع أن تضبط من أي ناحية يكتسب القرآن فعله المؤثر فيهم، فحاروا في تصنيفه مقارنة بإطارهم المرجعي : شاعر ؟ ساحر ؟ كاهن ؟ ! قال أنس أخو أبي ذر الغفاري لأخيه، وكان أنس شاعرا : "لقيت رجلا بمكة على دينك -وكان أبو ذر متألها قبل إسلامه- يزعم أن الله أرسله : قال أبو ذر : "فما يقول الناس ؟" قال : "يقولون شاعر، كاهن، ساحر." قال : "سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، وقد وضعته على أقوال الشعراء فلم يلتئم على لسان أحد أنه شعر. والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون".
روعة الأسلوب وجزالة اللفظ لعلها راعت كثيرا منهم. لكن تلك الروعة لا تكفي لتفسير الإعجاز القرآني. كما لا يكفي مناطا له وعلة ما فصله علماؤنا المسلمون حين ألفوا في الإعجاز القرآني وفصلوا أسبابه.
فهم يرجعون الإعجاز إلى أسباب أربعة :
1- جزالة اللفظ وبلاغة الأسلوب.
2- إخبار القرآن بأحوال القرون السابقة التي ما كان للعرب بها خبر.
3- إخبار القرآن بأحداث مستقبلية حدثت فعلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.
4- إخباره بعلوم كونية سابقة لاكتشاف البشر.
وقد يشيرون إلى التشريعات المعجزة السامية بكل مقياس.
بيد أننا نرى أن محاولة استكناه أسباب الإعجاز لن تنتهي إلى شيء يمكن أن نضع عليه أيدينا وكأن قد فرغنا من اكتشاف حقيقة القرآن. فالقرآن كلام الله عز وجل لفظا ومعنى ورسالة، وكل محاولة للتحليل والتركيب تؤدي إلى مزالق مثل التي سقط فيها العقلانيون المعتزلة في مقالاتهم في خلق القرآن. وقانا الله مواقع الزلل. القرآن كلام الله عز وجل تقمص لسانا بشريا. فإعجازه ذاتي، إعجازه من مصدره الإلهي، إعجازه من كون الفطرة البشرية عرفت فيه سطوة الألوهية وتعرفها، ما عدا من طبع الله على قلوبهم فأصمهم وأعمى أبصارهم. قال اللّه تعالى في حق المطبوع على قلوبهم من الكافرين : {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم : ماذا قال آنفا ؟ أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ) .
هذه اللغة العربية التي حملت القرآن، وحملت السنة، وحملت علوم المسلمين، وحملت حضارة عظيمة، هل بوسعها أن تحمل لمستقبل الأمة حضارة اليوم والغد وما يكون هذه الحضارة من مضمون تقني علمي مادي ؟ هل تبلغ هذه اللغة الشريفة اليوم وغدا رسالة تحرير الإنسان كما بلغت من قبل ؟
ما دام القرآن بين ظهرانينا لم يرفع فرسالة التحرير محمولة، واقتحام العقبة سماع مطلوب، والاستجابة له منشودة. على السماع والاستجابة مدار هذا الكتاب.
إن هذه اللغة الشريفة المشرفة بحمل القرآن وصحبته اكتسبت روحانية وقدرة على غزو القلوب ووصف مشاعر الإيمان ونبضات الإحسان. تلك الروحانية وتلك القدرة لا نجدها، وأنى توجد، في أي لغة غيرها. كل لغة غيرها منقوصة الأعضاء مبتورتها عديمة الكفاءة عن التعبير في ميدان الرحمة. وأذكِّر أنني أقصد بالرحمة من الله عز وجل إلى العبد، أقصد تلك العلاقة الإيمانية الإحسانية. أما ميدان الحكمة فالعربية فيها، ككل اللغات، محتاجة إلى الاقتباس، قابلة للإثراء. أقصد بالحكمة اجتهاد العقل وإنجازه لمقتضيات الرحمة.
إن قدرتنا على اقتحام العقبة، والعقبة تحرير وعدل وسيادة، تتوقف على اكتساب لغتنا الشريفة المحتد سلطان الكفاءة العملية، سلطان السيطرة على المكاسب العلمية البشرية، سلطان الصلاحية للاستقلال بتلك العلوم والسير بها قدما نحو القوة الحقيق بها من يستخلفهم الله عز وجل في الأرض.
ليس المشكل هو إسعاف المتعلم والمفكر بالعربية بالكلمات اللازمة، لكن المشكل أن نطور أداة للتعبير عن العصر دون أن نضيع بعيدا عن لغة القرآن، أن نسعف العقل بأداة إجرائية مع تقوية لغة القلب.
إن اللغة العربية ملك مشترك بيننا وبين القوميين العرب، ملك بين المليار مسلم وبين حفنة فاعلة نشيطة من المثقفين. هؤلاء يريدون أن يبدأوا بعلمنة العربية، بجعلها لغة عامة، وبعضهم يريدها عامية، تخاطب كل العقول، لا صلة لها بالدين. يريدونها لغة عقل متفتحة على العقلانية الكونية، مندمجة فيها. لا يرون لها مستقبلا ما لم تكتسب المرونة من تطليق المفاهيم الدينية الغبية واعتناق الواقع الإجرائي المتطور.
نحن نريد عكس كل هذا، يريده كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وإن كان لسانه العادي أعجميا. فمن الأداة اللغوية، ومن المواجهة بين المطلبين المتناقضين، ترتسم أمامنا إشكالية الصراع بين ثقافات علمانية مادية وبين رسالة الإسلام، وتنفتح أمامنا آفاق ليس الإثراء الفعلي للغة فيها أهون من مقاومة تغريب لغتنا وعلمنتها وبترها. ).كتاب الإسلام و القومية العلمانية.
نسأل الله أن يرحمنا آمين
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس