عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2009
  #2
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: الولاية حجة الرسالة.....

فما دامت العدالة الإلهية تحكم على وفق هذا الميزان، وان الحقيقة تراها عين الحق، فلا ريب ان حسنات الطريقة التي هي ضمن دائرة السنة المطهرة لهي ارجح من سيئاتها.


ولا ادل على ذلك من احتفاظ اهل الطريقة بايمانهم اثناء هجوم اهل الضلالة، حتى ان منتسباً اعتيادياً مخلصاً من اهل الطريقة يحافظ على نفسه اكثر من اي مدّع كان للعلم. اذ ينقذ ايمانه بما حصل عليه من الذوق الروحي في الطريقة وبما يحمله من حب تجاه الأولياء، فحتى بارتكابه الكبائر لا يكون كافراً وانما يكون فاسقاً، اذ لا يلج صفوف الزندقة بيسر، وليست هناك قوة تستطيع ان تجرح ما ارتضاه من ولاء تجاه سلسلة اقطاب المشايخ الذين ارتبط بهم بمحبة شديدة واعتقاد جازم، وحيث ان الضلالة لا تستطيع ان تفند او تفسد ما لديه من الثقة والاطمئنان بهم، فلن تحل ما لديه من الثقة والرضا بهم، ولن يدخل الكفر والالحاد ما لم يفقد تلك الثقة بهم. فالذي ليس له حظ من الطريقة، ولم يشرع قلبه بالحركة، من الصعوبة بمكان - في هذا الوقت - ان يحافظ على نفسه محافظة تامة امام دسائس الزنادقة الحاليين، ولوكان عالماً مدققاً.


بقي امر آخر هو انه لا يمكن ان تدان "الطريقة" ولا يحكم عليها بسيئات مذاهب ومشارب اطلقت على نفسها ظلماً اسم " الطريقة" وربما اتخذت لها صورة خارج دائرة التقوى بل خارج نطاق الاسلام.


فلو صرفنا النظر عن النتائج السامية التي تُوصل اليها الطريقة سواء منها الدينية او الاخروية او الروحية، ونظرنا فقط الى نتيجة واحدة منها ضمن نطاق العالم الاسلامي نرى ان "الطريقة" هي في مقدمة الوسائل الايمانية التي توسع من دائرة الاخوة الاسلامية بين المسلمين وتبسط لواء رابطتها المقدسة في ارجاء العالم الاسلامي.


وقد كانت الطرق الصوفية وما زالت كذلك احدى القلاع الثلاث التي تتحطم على جدرانها الصلدة هجمات النصارى بسياساتهم ومكايد الذين يسعون لاطفاء نورالاسلام.. فيجب ألاّ ننسى فضل اهل الطرق في المحافظة على مركز الخلافة الاسلامية "استانبول" طوال خمسمائة وخمسين سنة رغم هجمات عالم الكفر


وصلِبية اوروبا. فالقوة الايمانية، والمحبة الروحانية، والاشواق المتفجرة من المعرفة الإلهية لاولئك الذين يرددون "الله.. الله.." في الزوايا والتكايا المتممة لرسالة الجوامع والمساجد، والرافدة لهما بجداول الايمان حيث كانت تنبعث انوار التوحيد في خمسمائة مكان، لتشكّل بمجموعها اعظم نقطة ارتكاز للمؤمنين في ذلك المركز الاسلامي


الصفحة : 573.








:extra61:



التعديل الأخير تم بواسطة صبا الجمال ; 03-18-2009 الساعة 09:40 PM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس