بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س1 يقول سيدي البوزيدي رحمه الله : ( ان نفسي لم تزل صغيرة وأنا ابن ثمانين سنة ، وأنها تأمرني بأنواع المخالفات كما كانت تأمرني في عصر الشباب )
فهل هذا يعني ان النفس تبقى امارة الى ان يموت صاحبها ؟

ج هذا صحيح فان النفس لا تموت مثلها مثل الحية اذا صار الشتاء تبقى تحت التراب او الثلج فاذا جاء الصيف خرجت تدور فان وجدت انسانا تلدغه



س اذا كيف نفهم ترقي النفس من الامارة الى اللوامة الى المطمئنة ؟

ج صاحب الايمان يبقى غالبا على نفسه بايمانه فهو الذي يلومها لا هي التي تلومه
فالنفس امارة بالسوء وذاته تصبح لوامة او مطمئنة والا لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر (( الشيخ الزاني )) ؟. معناه لم تمت تلك النفس رغم تقدم السن
الذي لم يعرف نفسه لم يعرف ربه
هذه الامور تعرف بالطريقة اما بدونها فلا لا يعرف الشخص نفسه الا بمعرّف
وهذا المعرّف عليه ان يتمسك بالاكمل وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم حينذاك تقف على بعض الامور بقدر ما كتب الله لك من امور السير والسلوك

وقال حفظه الله في موطن اخر : النفس لا تخرج من خباثتها حتى تخرج الروح من الجسد لان الله وصفها بانها امارة بالسوء وهي اشد من سبعين شيطاناً
وما يقولونه عن النفس بانها تصبح لوامة ومطمئنة فهذه الاوصاف لصاحبها وليست لها فالنفس لا تلومه بل هو الذي يلومها وكذلك المطمئنة ففي هذه الحالة صاحبها يقوى عليها ولا تقوى عليه عندئذ تطمس فصاحبها طمسها وداس عليها حتى صارت تقبل لومه مثال :
انسان يمشي في الطريق ونفسه تقول له : انظر الى هذه المرأة فاذا كان ايمانه قويا يلومها ويقول لها ان الله يراقبنا

اذا غلبت الطبيعة الملكية على الطبيعة البشرية يكون المؤمن غالبا على نفسه يلومها ويضرب عليها وهي تكون اسيرة له
اما اذا كانت الطبيعة البشرية هي الغالبة فانه يكون اسيرا لنفسه من لا يعرف ان نفسه اخبث من نفس فرعون فهو لايعرفها فالشيطان لم يصل الى سيدنا ادم الا عن طريق نفسه فاخرجه من الجنة
والشيطان خرج عن امر الله بسبب نفسه فقال .. انا .. انا . هذه انانية حصل معها الكبر والغرور فطرد
وهكذا النمروذ وفرعون وغيرهم صاروا هكذا بسبب النفس




من كتاب سوانح قلبية لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات