عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #12
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 190
فلا تلبس الكائنات صورة مأتم موحش، بل تتحول - امام ناظريه - الى جماعة متحابّة، اذ في كل زاوية تجاوب. وفي كل جانب تحابب. وفي كل ناحية تآنس.. لا كدر ولا ضيق.
هذا هو شأن الحزن العاشقي.
وسط هذا المجلس يستلهم الانسان شعوراً سامياً، لا حزناً يضيق منه الصدر.
الأدبان.. كلاهما يعطيان شوقاً وفرحاً.
فالشوق الذي يعطيه ذلك الأدب الأجنبي؛ شوق يهيج النفس، ويبسط الهوس.. دون ان يمنح الروح شيئاً من الفرح والسرور.
بينما الشوق الذي يهبه القرآن الكريم؛ شوق تهتز له جنبات الروح، فتعرج به الى المعالي.
وبناءً على هذا السر:
فقد نهت الشريعة الغراء عن اللهو، وما يُلهي.. فحرّمت بعض آلات اللهو، واباحت أخرى.
بمعنى:
ان الآلة التي تؤثر تأثيراً حزيناً حزناً قرآنياً وشوقاً تنزيلياً، لا تضر. بينما ان أثرت في الانسان تأثيراً يتيمياً وهيّجت شوقاً نفسانياً شهوياً. تحرم الآلة.
تتبدل حسب الاشخاص هذه الحالة..
والناس ليسوا سواء.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 191
[الكسب المعنوي الجماعي]
باسمه سبحانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ان الدليل القاطع على ان كل طالب صادق لرسائل النور سيكسب ذلك الكسب الخارق النابع من سر ليلة القدر والتي يكسب فيها المرء ثلاثاً وثمانين سنة من عمر معنوى، ومن سر الاخلاص والتساند والاشتراك في الاعمال الاخروية الجارية بين طلاب رسائل النور، هو:
الاحتمال القوي ان لا يكسب ذلك الكسب الخارق واحدٌ او اثنان او عشرة او عشرون، بل مئات ضمن دائرة النور التي تضم اربعين الفاً بل مائة الف من المؤمنين الحقيقيين الخالصين. فبسر الاخلاص وبدستور الاشتراك في الاعمال الاخروية نتوجه نحن وانتم كذلك الى هذه الحقيقة - حقيقة ليلة القدر - فنفترض انفسنا ضمن جميع الاخوة وكل منّا يتكلم باسم الجميع في هذا الشهر المبارك فنقول بصيغة الجمع: أجرنا، ارحمنا، واغفرلنا، ووفقنا، واهدنا، واجعل ليلة القدر في هذا الشهر شهر رمضان خيراً في حقنا من ألف شهر. وننوى في كل دعاء ضمن "نا" ضمير الجمع جميع اخواننا. وعليكم معاونة اخيكم هذا الضعيف بالذات في وظيفته المرهقة بتلك النية الخاصة.
***

[لِمَ ننشغل برسائل النور وحدها؟]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
اننى في هذا الشهر المبارك شهر رمضان في الوقت الذى احتاج فيه الى نسيان الدنيا والى عدم النظر الى الامور الآفاقية الخارجية الاّ انهم - مع الاسف - ألجأوني الى النظر اليها احياناً. نسأله تعالى ان يجعل هذا النظر نوعاً من العبادة حيث ان نيتنا فيه الخدمة الايمانية.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 192
نعم، كما انهم يتعرضون لكم فانهم باساليب مختلفة يُشعرون تعرضهم لنا. ولكن شكراً لله تعالى ان تعدّيهم علينا يؤدي الى خلاف مقصودهم، فيعين فتوحات رسائل النور.
وقد ذكر الطالب البطل "نظيف" ان اعتراض الشيخ في استانبول قد اصبح وسيلة لفتوحات رسائل النور وسطوعها، وان الاعتداء على حقوقنا، في امور طفيفة هنا وهناك تورث مثل هذه النتيجة.. ولكن وجدوا في الوقت الحاضر وسيلة لا تخطر على بال لترويع بعض العلماء الضعفاء وأهل التصوف والقاء الفتور في قلوبهم تجاه رسائل النور.
فهم يقولون: ان سعيداً لا يقتني كتباً اخرى لديه، بمعنى انه لا يعجبه تلك الكتب بل لا يعجبه حتى كتب الامام الغزالي فلا يجلب اليه مؤلفاته.
فبهذه الكلمات العجيبة التي لا معنى لها يكدّرون اذهان الناس. ألا ان الذين يروجون مثل هذه الاشاعات انما هم اهل الزندقة، ولكن يجعلون العلماء الساذجين وبعضاً من اهل التصوف وسيلة لذلك.
ونحن نقول تجاه هذا:
حاش لله مائة مرة حاش لله... ان مهمة رسائل النور وطلابها هى الحفاظ على مسلك استاذهم حجة الاسلام الامام الغزالى، والذود عنه ما وسعهم وانقاذه من هجمات أهل الضلالة.. وهو استاذي الوحيد الذي يربطني بالامام علي رضي الله عنه، ولكن في زمانهم لم يكن هجوم الزندقة الرهيبة يزعزع اركان الاسلام. لذا فالاسلحة التي استعملها اولئك العلماء المحققون الاجلاء، والمجتهدون العظام حسب عصورهم في المناظرات والمناقشات العلمية والدينية لا يُحصل عليها بسرعة، بل يحتاج الى وقت، ولا تُقهر أعداء هذا الزمان قهراً تاماً. الاّ ان رسائل النور باستلهامها القرآن المبين قد وجدت اسلحة يمكن الحصول عليها بسرعة، وهى قوية نافذة، وفي الوقت نفسه تمزق العدو وتجعلهم شذر مذر، لذا لا تُراجع مصانع اسلحة اولئك الافذاد السامين الميامين. لان القرآن الكريم الذي هو مصدرهم جميعاً ومنبعهم ومرجعهم واستاذهم قد اصبح استاذاً كاملاً لرسائل النور. فضلاً عن ذلك فالوقت ضيق ونحن ضعفاء، فلا نجد متسعاً من الوقت كي نستفيد من تلك الآثار النورانية،


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 193
علاوة على ذلك فان هناك مئات الاضعاف من امثال طلاب رسائل النور ينشغلون بتلك الكتب وهم يؤدون تلك الوظيفة ونحن اودعناها لهم. والاّ - حاش وكلاّ- فنحن نحب تلك الآثار الطيبة الميمونة لاساتذتنا السامين اولئك بقدر ما نحب ارواحنا وكياننا، ولكن لكل منا دماغ واحد ويد واحدة ولسان واحد، وتجاهنا الوف المتعدين والوقت ضيق. وحيث أننا شاهدنا آخر سلاح اوتوماتيكي أمامنا وهو براهين رسائل النور، اضطررنا الى الاكتفاء بذلك السلاح والاعتصام به.
***

[ما يسوق الى الرياء وما يمنع منه]
اخوتي الاعزاء الخالصين المخلصين ويا رفقائي الحقيقيين الجادين في خدمة القرآن!
لمناسبة انتشار رسالة "الاخلاص" حوالينا وفي ولاية اسبارطة ولمناسبة حدوث حادثتين طفيفتين، ورد خاطر قوي الى القلب. ستكتب ثلاث نقاط تخص الرياء:
اولاها:
ان الرياء لا يدنو من الفرض والواجب والشعائر الاسلامية واتباع السنة النبوية الشريفة واجتناب الحرام. فاظهار هذه الامور ليس من الرياء قطعاً، الاّ اذا كان الشخص قد جُبل على الرياء مع ضعف شديد في الايمان. بل إن اظهار العبادات التي تمس الشعائر الاسلامية اجزل ثواباً من اخفائها بكثير، كما بيّنها حجة الاسلام الامام الغزالي رضى الله عنه.
وعلى الرغم من ان اخفاء سائر النوافل له اثوبة كثيرة فان النوافل المتعلقة بالشعائر الاسلامية ولاسيما في مثل هذه الاوقات التي راجت فيها البدع، وكذا اظهار التقوى التي هي ترك الحرام ضمن هذه الكبائر المنتشرة، لها أثوبة عظيمة اكثر من اخفائها، ناهيك ان يتقرب منها الرياء.
النقطة الثانية:
هناك اسباب عديدة تسوق الانسان الى الرياء. منها:
السبب الاول: ضعف الايمان: ان الذي لا يفكر بالله يعبد الاسباب ويتخذ وضع الرياء بحبه اظهار نفسه للناس. فطلاب رسائل النور لا يعيرون اهمية ولاقيمة


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 194
للاسباب ولا للناس من حيث العبودية كى يقعوا في الرياء في عبوديتهم باظهارها لهم. وذلك لانهم يتلقون درساً ايمانياً تحقيقياً قوياً من رسائل النور.
السبب الثاني: ان الحرص والطمع يسوقان الانسان - من زاوية الفقر والضعف الانساني - الى جلب توجه الناس وتلبّس أوضاع متكلفة للرياء والظهور.
ولما كان طلاب النور يحصلون على عزة الايمان باسترشادهم بدروس (رسائل النور) كالاقتصاد والقناعة والتوكل على الله والرضى بقسمته، فانها باذن الله تمنعهم عن الرياء والعجب والتنازل لمنافع الدنيا.
السبب الثالث: ان حرص الانسان على الشهرة، وحب الجاه، وطلب نيل المقامات، والتفوق على الاقران وامثالها من الاحاسيس والمشاعر، وكذا التظاهر بمظهر حسن رفيع وتقمص طور اشخاص عظام لا يليق به، وجلب انظار الناس واعجابهم نحوه بما هو فوق حدّه وطاقته، وما شابهها من أنواع التصنع والتكلف في الاعمال.. كلها تسوق الى الرياء.. ولكن لما كان طلاب رسائل النور قد حوّلوا "انا" الى "نحن" أي تركوا الانانية ودخلوا ضمن دائرة الشخصية المعنوية للجماعة ويسعون في اعمالهم باسم تلك الشخصية، أي يقولون "نحن" بدلاً من "أنا".. وكما قد نجا أهل الطرق من الرياء بوسائل قتل النفس الأمارة والأخذ بقاعدة: "الفناء في الشيخ" و"الفناء في الرسول".. فان احدى تلك الوسائل هي "الفناء في الاخوان"، أي اذابة الشخصية الفردية في حوض الشخصية المعنوية لاخوانه وبناء أعماله على وفق ذلك، أقول: انه كما قد نجا أهل الحقيقة بتلك الوسائل من ورطة الرياء ينجو باذن الله طلاب النور بهذا السر أيضاً.
النقطة الثالثة:
انه لا تعد من الرياء والعجب قط تلك الأطوار والاوضاع الرفيعة التي يقتضيها مقام اداء الواجب الديني، وجعل الناس يتقبلونه قبولاً حسناً. اللّهم الاّ اذا كان الشخص يسخّر تلك الوظيفة الدينية طوع انانيته ويستغلها لأغراضه الشخصية.
فإمام الجامع، يجهر بالاذكار، كجزء من واجبه في اقامة الصلاة واداء الاذكار، ويُسمِعها الآخرين، وهذا لا رياء فيه قط، ولكن اسماعها الناس خارج نطاق واجبه، ربما يداخله الرياء، فان اخفاءها اكثر ثواباً من الجهر بها.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 195
لذا فان طلاب النور الحقيقيين، اثناء ادائهم لواجب نشر الوعي الديني، واثناء قيامهم بعباداتهم اتباعاً للسنة النبوية، واثناء التزامهم بالتقوى التي هي اجتناب الكبائر.. انما يُعدّون مكلفين مأمورين في سبيل خدمة القرآن. فنسأل الله تعالى الاّ يداخل أعمالهم تلك، الرياءُ. الاّ من دخل ضمن دائرة رسائل النور لغرض آخر غير خدمة القرآن.
***

[حول وظائف السيد المهدي]
.. ان الذي تنتظره الأمة وسيأتي في آخر الزمان، له مهام ثلاثة، وان أهم وظيفة من هذه الوظائف الثلاث وأعظمها وأجلها هي نشر الايمان التحقيقي وانقاذ الايمان من الضلالة..
أما وظيفته الثانية: فهي تنفيذ الشريعة الغراء وتطبيقها، فبينما لا تعتمد الوظيفة الاولى على القوة المادية بل ان سندها هو القوة المعنوية من اخلاص ووفاء وقوة العقيدة، فان هذه الوظيفة تحتاج الى قوة مادية عظيمة مرهوبة الجانب، وسلطة ذات شأن، كي يتمكن من تنفيذها.
اما وظيفته الثالثة: فهي خدمة الاسلام باعلان الخلافة الاسلامية مستندا الى الوحدة الاسلامية، والاتفاق مع الروحانيين النصارى - الذين يلتحقون به خدمة للايمان - فهذه الوظيفة يمكن تطبيقها بسلطة عظيمة وقوة هائلة وملايين الفدائيين المضحين.
ان الوظيفة الاولى أسمى وأعلى من الوظيفتين التاليتين بدرجات، الا انهما يبدوان في نظر عامة الناس ولاسيما العوام، أسطع وأبهر وأوسع منها لما لهما من جاذبية.
خلاصة الكلام:
ان اطلاق اسم "المهدي" الى أي شخص في الوقت الحاضر، يورد الى الذهن الوظائف الثلاث دفعة واحدة، فيحصل الخطأ، وقد يجرح الاخلاص.. وتضعف


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 196
قوة الحقائق لدى العوام شيئاً ما، و تنقلب اليقينيات المدعمة بالبراهين الى الظن الغالب للقضايا المقبولة، فلا يظهر لدى الحائرين من المؤمنين التغلب المبين على الضلالة العنيدة والزندقة المتمردة. وعندها يبدأ أهل السياسة بإثارة المخاوف والشكوك ويشرع قسم من العلماء بالاعتراض...
***

"
كتب لمناسبة تعديل حسن الظن المفرط لعالم فاضل نحو الاستاذ لعل فيه فائدة لكم"
الى العالم الفاضل، والاخ العزيز الصادق، حشمت أفندي!
لقد قرأنا بتقدير و اعجاب رسالتكم الكريمة حول المجدد، ونقلناها الى استاذنا وهو يقول:
نعم! انه ينبغي لهذا العصر من مجدد له شأنه ليقوم بتجديد الدين والايمان، وتجديد الحياة الاجتماعية والشريعة، و تجديد الحقوق العامة والسياسة الاسلامية.
ولكن أهم تلك الوظائف، هو التجديد في مجال المحافظة على الحقائق الايمانية فهي أجل وأعظم تلك الوظائف الثلاث. لذا تبقى دوائر "الشريعة" و "الحياة الاجتماعية والسياسية" في الدرجة الثانية والثالثة والرابعة بالنسبة لدائرة الايمان.
هذا وان الأهمية البالغة التي وردت في الحديث الشريف حول تجديد الدين، انما هي باعتبار التجديد في الحقائق الايمانية، ولكن نظراً لان أفكار عامة الناس، والذين حصروا همهم في الحياة الدنيا تتوجه أول ما تتوجه الى الحياة الاجتماعية الاسلامية والسياسة الدينية التي تبدو اكثر أهمية من غيرها وأوسع واعظم مدى، لما لها من جاذبية وهيبة في السلطة والحكم، فترى ان هؤلاء ينظرون بتلك العدسة ومن تلك الزاوية الى الامور ويفسرونها في ضوئها.
ثم انه يبدو بعيداً جداً، بل يكاد يكون غير ممكن اجتماع هذه الوظائف الثلاث كلها في شخص واحد، أو في جماعة واحدة، في هذا العصر، وعلى الوجه الاكمل، ومن دون ان تعيق احداها الاخرى. بل قد لا تجتمع أصلا تلك الوظائف الا


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 197
في "السيد المهدي" الذي يمثل الجماعة النوارنية لآل البيت النبوي في آخر الزمان، وفي الشخص المعنوي لجماعته.
فللّه الحمد بما لا يتناهى من الحمد؛ ان دفع الشخص المعنوي لطلاب رسائل النور وحقيقتها - في هذا العصر - لأداء وظيفة التجديد من حيث المحافظة على الحقائق الايمانية.
وهي منذ عشرين سنة تؤدي تلك الوظيفة المقدسة بنشرياتها المؤثرة والفاتحة للقلوب صادةً صولات الزندقة القوية الرهيبة وغارات الضلالة منقذة ايمان مئات الالوف من اهل الايمان، والشاهد على ذلك اكثر من اربعين الفاً من الشهود.
يقول استاذنا:
لا ينبغى ان يكون شخصي العاجز الضعيف موضع النظر وتحميل كاهلي هذا الثقل العظيم بما يفوق حدي بالوف المراتب. وهو يخصكم بالسلام، ونحن بدورنا نخصكم بالسلام ومن له علاقة برسائل النور هناك.
من طلاب رسائل النور
امين، فيضي، كامل
***

[يد القدر ويد الانسان في الحادثة]
انه قاعدة اساس في رسائل النور: ان في كل حادثة يد الانسان ويد القدر معاً، ولكن الانسان يظلم حيث ينظر الى السبب الظاهرى، بينما القدر يعدل لانه يرى السبب الخفى لتلك المصيبة.
ولقد ثبت بتجارب ان يد العناية الالهية ورحمته تعالى موجودة في كل المصائب التي نزلت برسائل النور لحد الآن.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 198
[فتوى أمين الفتوى]
ان السيد "علي رضا" اكبر علماء استانبول واكثرهم تحرياً وبحثاً والذي تولى في أغلب الأوقات منصب مفتي الانام، وهو أمين الفتوى السابق، بعد ما شاهد الشعاع الاول المتضمن للارشادات القرآنية ورسالة الآية الكبرى وامثالها من الرسائل قال للحافظ أمين وهو من طلاب رسائل النور القديرين:
"لقد خدم بديع الزمان الدين الاسلامي اعظم خدمة في هذا الزمان، وان مؤلفاته صائبة جداً، ولم يتيسر لأحد اخراج أثر كهذا في مثل هذا الزمان الجدب، اذ ترك الدنيا ونبذها. وهو قمين بالتهنئة والتبريك بكل الوجوه. وان رسائل النور مجددة للدين. نسأله تعالى ان يوفقه للخير. آمين".
وقد دافع عن عدم اطلاق اللحية لدى البعض سارداً قصة سلطان العلماء من آباء جلال الدين الرومي ثم قال:
"ولبديع الزمان ايضاً بمثل هذا، اجتهاد بلا شك، فالمعترضون لا يملكون الحق.."
وأمر العالم مصطفى: اكتب ماقلته:
"اخصّ سلامي الكامل لبديع الزمان مع الاحترام والتوقير له. وانا في دعاء مستمر لكم لتكملوا مؤلفاتكم. لا تتألم من تعرضك لانتقاد بعض علماء السوء، اذ الاشجار المثمرة ترشق بالاحجار لنيل الثمار، مثل مشهور. استمروا في جهادكم. نسأله تعالى ان يوفقك في مقصودك عاجلاً. وفي أمانة الله وحده وحفظه.
علي رضا
امين الفتوى السابق"
هكذا قضى عالم جليل ومدقق فاضل وصاحب الكلام في هذا الزمان من حيث الشريعة والقرآن الكريم. فعلى طلاب رسائل النور الاّ يبوحوا باسم ذلك العالم - أخذاً بالحذر - وعدم الاعلان عنه، بل يضموه في ادعيتهم.
سلامنا الى جميع الاخوة.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 199
[ اسـس العمل مع المعترضين]
باسمه سبحانه
(وان من شىءٍ الاّ يسبح بحمده)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائماً
لما كان أولياء الله الصالحون لا يمكنهم ان يعرفوا الغيب - إن لم يلهمهم الله سبحانه تعالى - حيث لا يعلم الغيب الاّ الله؛ لذا فان اعظم ولي صالح لا يستطيع ان يطلع على حقيقة وواقع الحال عند ولي آخر، بل ربما يعاديه لعدم علمه بحقيقته، وما حدث فيما بين بعض العشرة المبشرين بالجنة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، خير دليل على هذا. وهو يعنى ان وليين اثنين اذا ما انكر أحدهما على الآخر، فان ذلك لا يسقطهما من مقام الولاية ومنزلتها الاّ اذا كان هناك أمر يخالف مخالفة كلية لظاهر الشريعة. لذا:
اتباعاً لدستور الآية الكريمة
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) (آل عران: 134).
وحفاظاً على ايمان المؤمنين من التصدع، وذلك بالمحافظة على حسن الظن القائم بينهم وبين شيوخهم أو رؤسائهم.
وبناء على ما يلزم من انقاذ الاركان من طلاب النور المخلصين من سَورة الغضب المضرة - مع كونها محقة - على اعتراضات باطلة.
واجتناباً لما يستفيد منه أهل الالحاد من هذه الخصومة بين طائفتين من أهل الحق بجرح الطائفة الاولى بسلاح الاخرى واعتراضاتها، وتهوين شأن الثانية بدلائل الاولى ثم دحرهما معاً.
على طلبة النور حسب الأسس المذكورة:
الاّ يواجهوا المعارضين بالحدة والتهور، ولا يقابلوهم بالمثل. بل عليهم ان يكتفوا بالدفاع عن انفسهم فحسب، مع اظهار روح المصالحة، والاجابة بوضوح عن نقاط الاعتراض، حيث ان الأنانية في عصرنا هذا قد تطاولت واشرأبت بعنقها حتى أصبح كل شخص لا يريد ان يذيب انانيته - التي هي كقطعة ثلج بطول قامته - ولا يرغب في تغييرها بل يسوّغ لنفسه ويراها معذورة دائماً. وها هنا ينشأ النزاع

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس