عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #49
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على صلاة الجماعة في الصلوات الخمس وفيما تشرع فيه الجماعة من النوافل ولا نتخلف حتى تفوتنا الجماعة كلها أو بعضها، وإن جعل الشارع لمن خرج لها فوجدها قد انقضت مثل أجرها، لأن الشارع إنما جعل ذلك جبرا وتسكينا لخاطر من خرج للجماعة فوجد الناس قد فرغوا فتأسف وحزن فكان ذلك كالتعزية لصاحب المصيبة، وإلا فكيف يجعل من فرط في أوامر الله كمن فعلها وبادر إليها وترك أشغاله كلها لأجله تعالى، فافهم.

وهذا العهد يخل به كثير من سكان المساجد لا سيما المجادل الموسوس، فتراه يصبر حتى تفوته تكبيرة الإحرام مع الإمام، فيفرغ الإمام من قراءة الفاتحة أو السورة بعدها ثم ينوي ويركع ويقول: إنما أفعل ذلك لأني أتوسوس في قراءة الفاتحة. وذلك غير عذر شرعي، وكل ذلك من أكل الحرام والشبهات، فلا يزال أحدهم يأكل من ذلك ويقول ”الأصل الحل” حتى يظلم قلبه فلا يصير يرتسم فيه شيء من الأفعال والأقوال لتلف القوة الحافظة، ولو أنه سلم قياده لشيخ صادق من أهل الطريق لعلمه طريق الورع وكسب الحلال حتى نار قلبه وصار كالكوكب الدري، فأدرك جميع ما يقع منه ولا يصير ينسى شيئا إلا في النادر.

وقد كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول:ما سمعت شيئا ونسيته، وذلك لشدة نورانية باطنه رضي الله عنه.

فاسلك يا أخي على يد شيخ يعلمك مراتب العبادات والاعتناء بأوامر الله عز وجل، وإلا فمن لازمك غالبا الشك فيما تفعله، وربما وقعت في التساهل أو فعلتها لعلة من غير إخلاص ليقال.

وقد وقع لفرقد السنجي رضي الله عنه أنه صلى في الصف الأول أربعين سنة فتخلف عنه يوما فوجد في نفسه خجلا من رؤية الناس له فأعاد الصلاة أربعين سنة، وقال: إنما كنت يا نفس تصلين في الصف الأول ليقال، ثم اتخذ له شيخا، وسلك على يده فاعلم ذلك واعمل عليه، والله يتولى هداك.

- روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه مرفوعا: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل). وكلما كثر فهو أحب إلى الله تعالى.

قلت: ومن هنا واظب أهل الله تعالى على الصلاة في الجماعة الكبرى لكون الحق تعالى يحب صلاتنا فيها لا لعلة أخرى كما أنهم يحبون عفو الله عنهم لكونه تعالى يحب العفو لا لإدخال الراحة على أنفسهم بالعافية، فافهم. والله أعلم.

وروى البزار والطبراني مرفوعا بإسناد لا بأس به:(صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى وصلاة أربعة جماعة أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من مائة تترى). والله أعلم. " اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس