عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #50
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نصلي مع الجماعة العظمى دون الصغرى ولا نقنع بالصغرى ونترك الكبرى إلا لعذر شرعي، ومتى خالفنا ذلك استغفرنا لله تعالى من تركنا فعل ما هو الأحب إليه، فاعلم أنه ينبغي أن يكون الباعث لنا على صلاة الجماعة محبة الحق تعالى لها لا طلب الثواب، فإذا ذلك علة تقدح عندنا في الإخلاص، وما ساق الله تعالى أحدا من عباده إلا خير بالثواب الأخروي إلا لعلمه تعالى بأن ذلك الأحد ليس من أهل الإخلاص، لكونه يعبد الله على علة وحرف، ولو أنه وصل إلى مقام الإخلاص لم يحتج إلى ذكر ثواب، بل كان يبار لفعل ذلك امتثالا لأمر الله تعالى، ولا يتوقف على معرفة الثواب في ذلك، هذا كله حال السلوك فإذا تم سيره ورجع كشف له عن جميع ما فيه من الأجزاء ووجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه، وهناك يرى فيه جزءا يطلب الثواب على عبادته وإن وصل إلى أعلى مراتب السلوك. ولما كان هذا الجزء يضعف حتى لا يكاد يظهر له عين، ربما ظن بعضهم أنه صار يعبد الله خالصا إخلاصا كليا لخفاء ذلك الجزء عليه، والحال أنه باق ولكن عسكر جيش العبودية قوي عليه فأفهم، فإن هذا من لباب المعرفة.

وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام: (ومن أظلم ممن عبدني لجنة أو نار لو لم أخلق جنة أو نارا ألم أكن أهلا لأن أطاع ) اهـ. فلكل مقام رجال.

واعلم أنه قد يكون للفقراء أعذار باطنية فربما تخلفوا عن الخروج لصلاة الجماعة فلا ينبغي لأحد المبادرة إلى الإنكار عليهم إلا بعد أن يتعرف ذلك العذر منهم، فربما غلب عليهم حال قاهر منعهم من الخروج، والمنهي عنه إنما هو تخلف العبد عن صلاة الجماعة لشغل دنيوي أو مفضول مع قدرته على الخروج،
وهؤلاء لو ضرب أحدهم بسيف ما قدر على الخروج بل يرون ضرب السيف أهون على أحدهم من خروجه من بيته أو خلوته عند غلبة الحال عليه، ولا يعرف ذلك إلا من ذاقه.

وقد كان سيدي الشيخ مدين لا يخرج من بيته إلا لصلاة العصر فقط مع أن المسجد على باب داره، وكذلك سيدي محمد الغمري، وكذلك سيدي علي المرصفي فقيل لسيدي مدين في ذلك، فقال ربما يكون الفقير في بيته في حال جمعية قلب مع الله تعالى أقوى من جمعيته معه إذا خرج اهـ.


فسلم يا أخي للقوم، وفي القران العظيم: {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خير لهم}. مع كون الصحابة إنما نادوه طلبا لإرشادهم في أمور دينهم، فلولا أنه صلى الله عليه وسلم كان في حال جمعية خاصة مع الله تعالى لكان قدم الخروج لتعليم الناس أمور دينهم، وكذلك القول في كل ورثته من بعده لا ينبغي لأحد أن ينكر عليهم إذا لم يخرجوا للصلاة إلا إذا علم رجحان خروجهم على مكثهم في بيتهم، فإن هناك يتعين عليهم الخروج على الفورفتنبه يا أخي لذلك، فإن لكل مؤمن حظا من مقامه صلى الله عليه وسلم. {والله عليم حكيم}


- روى أبو داود مرفوعا: (الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة)


وفي رواية لأبي داود أيضا: (صلاة الرجل في الفلاة تضعف على صلاته في الجماعة).


وفي رواية لأبي داود أيضا: (فإن صلاها بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها كتبت له صلاته بخمسين درجة)


القي بكسر القاف وتشديد الياء: هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أخرى لأبي داود.


وروى أبو يعلي مرفوعا: (ما من عبد يقوم بفلاة من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض./


وفي حديث لأبي داود والنسائي مرفوعا: (يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن ويصلي فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويصلي يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة


والشظية: رأس الجبل. والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس