عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق


الملاحق - ملحق بارلا، ص: 30
عمي العزيز!
ابين لكم ايضاً هذا: انه بفضل رعايتكم وغيرتكم وهمتكم صُنت نفسي عن كل ما يمسّ آخرتي بسوء ويضرها من اعمال وافعال. وما ازال كذلك بفضل الله. ومع انني لاقيتُ كثيراً من ويلات الدنيا التافهة، وتجرعت غصصها، وشاهدت كثيراً من ملذاتها وافراحها ايضاً، وامضيتها كلها.. ولكني رغم كل ذلك ما نسيت قطعاً - وفي اي وقت كان - ان كل هذا هباء في هباء. وان لذائذ الدنيا كلها وافراحها التي ليست لله، عاقبتُها وخيمة وهي الذل والعذاب الشديد. بينما متاعب هذه الدنيا التي يعانيها المرء في سبيل الله إنفاذاً لأوامره الجليلة تفضي الى لذائذ واثوبة دائمة.
ولما كنت اعتقد الامر على هذه الصورة فقد استطعت بفضل الله ان اصون نفسي من المفاسد. فهذا الشعور وهذه التربية انما ترسختا في كياني وذهني وخيالى بفضل ما بذلتموه فيّ من جهد. ولكوني اعرف الحقيقة هكذا فاني صابر محتسب لله تجاه كل ما اقاسيه واكابده.
والآن يا عمي العزيز ويا استاذي القدير!
ان مجاهدة نفسي الامارة بالسوء، وعدم الانصياع لرغباتها المؤلمة العاقبة اضطرتني الى الزواج. فأنا الآن في راحة من جميع النواحي بفضل الله وكرمه ولطفه ورحمته تعالى عليّ. حيث لا اختلط مع الآخرين لئلا اسمع المكروه، ولئلا تتسرب فيّ خصال فاسدة، لذا اقضي اوقاتي بعد الدوام الرسمي في البيت شاكراً لله تعالى.
وبعد، فيا عمي العزيز! ان استاذي العظيم ومرشدي الاكبر هو ما استشعره واتحسسه من الآية الكريمة:
(اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون) (يس: 65). فهي التي ايقظتني من نوم الغفلة ومنعتني من ارتكاب الشرور والمفاسد عقب ارشاداتكم لي.
واني لاعتقد ان ذلك اليوم قريب جداً 1 وان دعائي دوماً "اللّهم لا تخرجنا من الدنيا الاّ مع الشهادة والايمان"، وان عقيدتي التي اؤمن بها هي 2: آمنت بالله
_____________________
1 انه لجدير بالملاحظة: انه يخبر عن وفاته - المؤلف.
2 انه يعلن انه سيرحل من الدنيا بالايمان - المؤلف.



الملاحق - ملحق بارلا، ص: 31
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى والبعث بعد الموت حق. اشهد ان لا إله الاّ الله واشهد انّ محمداً عبده ورسوله 1
ابن اخيكم
عبدالرحمن
***

بمعنى ان "الكلمة العاشرة" قد اصبحت له بمثابة مرشد حقيقي بحيث رفعته الى مرتبة الولاية مباشرة فأنطقته بهذه الكرامات الثلاث.
لقد فارقني قبل ثماني سنوات. ثم استطاع الحصول على "الكلمة العاشرة". ومثلما يقول في مستهل رسالته، انه استفاد منها استفادة عظيمة وطهّر نفسه من لوثات متراكمة طوال ثماني سنوات.
ويقول في موضع آخر من رسالته - التي طويت - بياناً لشوقه الى "الكلمة العاشرة":
ارسل اليّ جميع ما ألّفته من "الكلمات" لأكتب من كل منها ثلاثين نسخة ولأستكتبها، كي تنشر ولا تضيع.
وهكذا فقد فقدتُ وارثاً بطلاً مثل هذا الوارث البطل. فإلى روحه الفاتحة.
سعيد النورسي

***
_____________________
1 ان ذكره - في رسالته الاخيرة - الكلمات الايمانية التي ينطقها المرء لدى لفظه انفاسه الاخيرة يشير الى انه قد انقذ ايمانه ببطولة من قبضة هذه الدنيا وانه سيتركها هكذا - المؤلف.



الملاحق - ملحق بارلا، ص: 32
ذيل
المكتوب السابع والعشرين
[لذة العجز والفقر]
"فقرة للسيد خلوصى"
ان كل فرد مؤمن يعرف ببصيرته ما هو جميل حقاً، كل حسب درجة فهمه وذوقه، الاّ ان اللذة الكامنة في العجز والفقر، وفي السمو الذي تنطوي عليه الشفقة والتفكر، لا يقاس بشئ اطلاقاً.
انني اتضرع الى الرب اللطيف الكريم ان يرينا هذه النتيجة السامية وهي ان ييسر لكثير من البصائر رؤية القطع الألماسية التي تستخرجونها من خزينة القرآن الخاصة وتدلّون عليها بتعابيركم الرفيعة، وإفاقة الغافلين الثملين، ونجاة الحائرين، ويدخل الفرح في قلوب المؤمنين، ويدفع الملحدين والكفار والمشركين الى دائرة الصواب ونطاق العقل والإنصاف..
ايها الاستاذ المحترم! انكم مهما بالغتم في تقديم الشكر الى الله العلي القدير، فهو في موضعه!
ان ما وفقكم الله اليه بالعجز والفقر للوقوف بباب قصر القرآن العظيم والاخذ من خزينته الخاصة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت، فتستخرجون ما تشاهدونه - وما يؤذن لكم منها - من جواهر، الواحدة تلو الاخرى. وتتدبّرون فيها انتم اولاً ثم تقولون: ايها الناس! انظروا الى المولى الكريم الذي فتح لكم ابواب مضيفه وخلق العوالم برحمته العميمة وبرأكم بحكمته وارسلكم الى هذا العالم.. ذلكم رب العالمين.. الذي بيّن لكم الحكمة في الخلق والقصد من مجيئكم الى هنا، والمهمة التي كُلفتم بها، وكل ما تقتضيه العبودية من وظائف وخدمات.. وامثالها من الامور التي بيّنها قبل الف وثلاثمائة سنة بوساطة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فأنا بدوري ابلغكم تلك


الملاحق - ملحق بارلا، ص: 33
الاوامر الرفيعة وتلك الاحكام المقدسة، بلسانكم انتم بحيث تقدرون على فهمه فاستمعوا اليها.
فان كنتم ذوي عقل وصواب وذوي بصائر وقلب، وتتمتعون بالانسانية، فستفهمون الحقيقة وتردون الى حظيرة الايمان.
نعم يا استاذي المحترم!
انتم تبينون هذه الاوامر لا غيرها. ونحن بدورنا قد سمعنا - قدر المستطاع - تلك الاوامر عن كثب والحمد لله، وحثثنا اليها، لمشاهدتها واشهادها. فلقد ابرزتم لنا تلك القطع الالماسية وايقظتمونا من الغفلة وافهمتمونا الحقيقة، واصبحتم وسيلة خير الى معرفة الصواب. فليرضَ الله عنك الى الابد.
ونحن وان لم نكن قد نجونا بعد من شرور النفس الامارة واحابيل شياطين الجن والانس الاّ اننا نجد الذوق واللذة في الانهماك للعمل في حقل هذه الخدمة القرآنية المقدسة. فلئن قصّرنا في العمل ولم نتمكن منه بما يستحق هذه الخدمة الجليلة، فحسبنا اننا داخلون فيها والحمدلله، وانما الاعمال بالنيات.
خلوصي
***

[حول الكلمة الحادية والعشرين]
"فقرة من رسالة صبري كتبها لدى استنساخه للكلمات الاولـى والحادية والعشـريـن، والثانيــة والعشـرين".
ان جميع رسائل النور، بل كل منها، وكل موضوع من موضوعاتها، تحل ما لا يحصر من المشكلات. واعتقد ان هذا الامر مشهود ومسلّم به. لذا فلو اراد احد ان يتقرب من بحر هذه الانوار فان الكلمتين "الحادية والعشرين، والثانية والعشرين" كافيتان لازالة امراض القلب وتنوير الروح وبث الفرح والسرور فيها، وإن لم تصل يدهُ الى غيرها بعد.
علماً ان اُولى الكلمتين: مفتاح التوحيد.


الملاحق - ملحق بارلا، ص: 34
والشق الاول من الكلمة الحادية والعشرين مرقاة الى الجنة.
والشق الثاني منها صيدلية لا نظير لها لضماد جراحات الامراض القلبية، بحيث تخنس بإكسير ادويتها الوساوس التي قلّما ينجو منها انسان. فهو طريق خلاص وسبيل نجاة توصل الى شاطئ السلامة الابدّية، بما تفتح للقلب والروح من فيوضات ابدية للقرآن الكريم وانواره الخالدة غير المتناهية.
اما "الكلمة الثانية والعشرون" فانها ترسّخ العقيدة وترصّن الايمان ببراهينها ولمعاتها ودلائلها التي لا نظير لها.
صبري
***

[كيف تُقرأ الرسائل؟]
"هذه الفقرة من رسالة السيد رأفت" 1
ان "كلماتكم" رفيعة وسامية، ترشد السبيل امام الحائرين، ينبغي قراءتها بدقة وامعان مع تحليل فكري وعمل عقلي، لان الدلائل العقلية والموازين المنطقية التي تسوقونها لذيذة المذاق مع كونها تثير الاعجاب. حتى ان المرء كلما قرأها زاد شوقه لقرآءة اخرى، وشعر بلذة معنوية غير متناهية فيلازمها ملازمة لا يستطيع ان يتركها ويتخلى عنها.
ولهذا لا تكفي قراءتها مرة واحدة بل ينبغي قراءتها باستمرار.
رأفت

***

_____________________
1 هو العقيد المتقاعد رأفت بارودجي (1886 - 1975) لازم الاستاذ النورسي في بارلا وسجن معه في كل من سجن اسكى شهر (سنة 1935) ودنزلى (1943) وآفيون (1948) كان يتقن تعليم القرآن الكريم واصبح اماماً في مسجد باستانبول لحين وفاته رحمه الله رحمة واسعة.- المترجم.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس