الشاي وابريقه .. رحلة طويلة عبر التاريخ
الشاي وابريقه .. رحلة طويلة عبر التاريخ
الجاي أو الشاي من التركية عن الفارسية : هو نبات من فصيلة الكامليات يتخذ من مغلي ورقة مع السكر شراب دافئ لذيذ و قيل التتر يطبخون الشاي بالملح لا بالسكر و يأكلون معه البصل و قد لا يجاريه في انتشار شربه في الأرض شراب آخر و أجوده السيلاني و بعض الصيني .
و الجاي عرفته الصين و استعملته قبل الميلاد بألفين و سبعمئة سنة و منها انتقل إلى اليابان و لم تتعود شربه إلا في القرن التاسع الميلادي ومن اليابان انتقل إلى الهند و منه إلى أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي و قيل في أواسط القرن السابع عشر و لتناوله قديما طقوس و عادات و أوقات محددة من النهار .
و أول ما عرف في إنكلترا سنة 1650 ثم استعمل في فرنسا من العقاقير الطبية سنة 1356 إلى أن عم استعماله فيها شرابا سنة 1814 و حرمه في أول عهده رجال الدين .
و الجايخانه من التركية من جاي المشروب المتقدم ذكره و دان بمعنى دار يريدون محل شرب الجاي و هي مقهى صغير سميت بذلك على التغليب .
هذا عن شراب الشاي أما ماذا عن ابريق الشاي فقد أعد الزميل ياسر حمزة دراسة قيمة نشرت في جريدة الثورة نستقيها لاستكمال تاريخ هذا الشراب وأدواته.
لم يستخدم إبريق الشاي مباشرة بعد اكتشاف الشاي ففي البدايات استعملت قدور الطبخ العميقة لغلي وريقات الشاي ثم تطور الأمر و أصبحت هذه الوريقات تطحن بعد تجفيفها لتصبح بودرة الشاي توضع في كوب مع الماء المغلي .
إلا أن الناس و مع مرور الزمن توقفوا عن استخدام بودرة الشاي و بدؤوا باستخدام أوراقه الكاملة و نقعها و مع بداية هذا التحول في استخدام الشاي ظهرت الحاجة لاستخدام أباريق الشاي التي صممت خصيصا بهدف النقع .
و يرجع تاريخ أباريق الشاي إلى سلالة أسرة مينغ الحاكمة في الصين حوالي القرن الخامس عشر و أول من ابتدع إبريقا للشاي هو خزاف من مقاطعة يكسنغ على بعد أميال من شنغهاي و كان خشنا و غير مصقول من الحجر البني و الأحمر .
و يقال إن الشكل الحالي لأباريق الشاي تأثر بشكل كبير بدلة القهوة العربية التي ظهرت في الصين من خلال الرحلات التجارية بين الوطن العربي و الصين لتجارة الحرير من خلال طريق الحرير .
و حين قام التجار الهولنديون بجلب الشاي إلى أوروبا في عام 1610 شاركت أباريق الشاي أيضا في الرحلة و كانت صغيرة في حجمها و ذات قاعدة عريضة بأنبوب و مقبض .
و مع نهاية القرن السادس عشر بدأ الصينيون بصناعة أباريق الشاي الأنيقة من البورسلان ذي الرسومات الزرقاء و البيضاء كما تم إنتاج البورسلان في أوروبا في بداية القرن السابع عشر في ألمانيا ثم في فرنسا و بريطانيا بعد فترة قصيرة من ذلك الوقت حيث بدأ إنتاج أباريق الشاي و أطقمها كما قام الإنكليزي جوشوا سبود بإدخال شكل مميز لأباريق الشاي الإنكليزية من خلال إدخاله مسحوقا من العاج على عجينة البورسلان .
و في القرن الثامن عشر بدأت تصاميم الأباريق تأخذ شكلا أكثر إبداعا و حداثة و أصبحت تقيم حسب الطراز و الذوق في موجة من الفن الفيكتوري الذي تأثر بدوره بانعكاسات النهضة في أوروبا و الفن الياباني و الصيني مع فن المغاربة و العرب في شمال إفريقيا ثم بدأت موجة استخدام التصميمات الفنتازية و غير المألوفة مع انطلاق الثورة الصناعية في أوروبا و ظهور فن الآرت ديكو فظهرت أباريق شاي مستوحاة من الآلات و السيارات و القطارات و أصبحت التصاميم أكثر عملية و فعالية لمتطلبات العصر .
و مع العام 1970 ابتكرت الأباريق التي على شكل حيوانات و زهور و نباتات مختلفة الشكل و التصميم و استمرت هذه الموجة الفنتارية إلى سنة 1980 حيث رجعت الكلاسيكية و الأناقة إلى تصميم إبريق الشاي و أصبحت الرسوم و الزخارف الفيكتورية الكلاسيكية مطلوبة من جديد.
__________________
بطيب طه طاب نسيمك يا طيبة