عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #23
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

مشــــاهد العارفيــــن



"من العارفين من أشهده الله رحمته التي وسعت الأشياء، ‏وتجلى له العطف الشامل لأهل الأرض والسماء، فهو يرحم ‏الديدان في طوايا الأرض فيعطيها الأرزاق.


ويعطف على الجنين في الأحشاء فيصوره كيف يشاء، ‏ويعطف الدابة على ولدها حناناً منه وكرما، ويقبل التوبة عن ‏عباده ويبدل سيئاتهم حسنات.‏


فمن كاشفه الله بسر رحمته فقال:" يا أرحم الراحمين" قال ‏له الحق :" إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك بوجهه، ما ذا ‏تريد؟. كما ورد في بعض الاثار ‏(1) .‏


ومنهم: من كاشفه الله بسر الألوهية، وتجلَّى له اسمه الجامع ‏لكل الأسرار العلية، فذلك هو الفرد الجامع، والنور الساطع، ‏لأن حضرة الألوهية حضرة الكمالات الذاتية، التي ينفعل لها ‏كل موجود في البرية.‏


والواصل إلى تلك الحضرة يكون قلبه مع الحق، وجسمه ‏مع الخلقن يعامل الله في المخلوقات ، وغض الطرف عن ‏العورات.‏


قال الأستاذ الجنيد (2)‏ رضي الله عنه: ‏

‏"إن لي ثلاثين سنة أعامل الحق بالأقوال والأعمال، والخلق ‏يظنون أني أعاملهم، وهم بحالي جهَّال".‏


فمن عرف الله فهو السعيد، يرى الذلَّ لله هو العزّ الدائم، ‏والفقر لله هو الغنى والغنائم.‏ يرى الموت عن حظه هو الحياة، يرى الضعف هو أكبر ‏جاه تسطع له أنوار العزة، وتلوح له سطوة الجبروت، فيفر ‏من العوالم إلى الحي الذي لا يموت، فإن قال: " يا الله!" لبَّاه ‏وحيَّاه.‏


قال الإمام أبو العزائم – رضي الله عنه وأرضاه -:

‏" إن سرَّ الاسم الأعظم في الاضطرار، وشهود الافتقار". ‏قال تعالى:‏‎ { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ‏السُّوء } (3)‏ ‏ ‏.‏


فاخلع من قلبك كل شيء ترتكن عليه، وأقبل بالاضطرار ‏إليه، وشاهد أنك الغريق في بحر الأهوال وأنه" المغيث" المنقذ ‏من الوبال.‏" اهـ96


اقتباس:========================= الحاشية ====================

(1) ‎ ‎‏: عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّ لِلَّهِ ‏تَعالى مَلَكاً مُوَكَّلاً بِمَنْ يَقُولُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قالها ثلاثاً قالَ لَهُ المَلَكُ: إنَّ ‏أرْحَمَ الرَّاحِمينَ قَدْ أقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ".رواه أبو داود والترمذي ، وقال: هذا حديث ‏حسن صحيح وابن ماجه (3828) ، والنسائي في الكبرى. وقال السخاوي بعد ‏تخريجه من طرق: هذا حديث حسن أخرجه أحمد في مسنده، وأبو داود الطيالسي، ‏والبخاري في الأدب المفرد، ورواه الدارقطني في الأفراد من طريق أخرى... الفتوحات ‏الربانية 7/191‏

(2) ‎ ‎‏: هو الجنيد بن محمد ، أبو القاسم الخزاز ، وكان أبوه يبيع الزجاج ، فلذلك كان يقال ‏له : القواريري ، أصله من نهاوند، ومولده ومنشؤه بالعراق ، وكان فقيهاً ، تفقه على ‏أبي ثور ، وكان يفتي في حلقته ، وصحب السري السقطي ، والحارث المحاسبي ، ‏ومحمد بن علي القصاب البغدادي ، وغيرهم ، وهو من أئمة القوم وسادتهم ، مقبول ‏على جميع الألسنة. توفي سنة سبع وتسعين ومائتين ، يوم السبت (وقيل توفي في آخر ‏ساعة من يوم الجمعة، ودفن يوم السبت ) رضي الله عنه ونفعنا به وبأمثاله في الدارين ‏‏.(انظر طبقات السلمي 155 ومابعدها ، وحلية الأولياء 10/255، طبقات الشعراني ‏‏1/98، المنتظم 6/105 ) .‏

(3) ‎ ‎‏: سورة النمل – الآية 62.‏" اهـ96




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: "وقد وردت أدعية كثيرة.... ) ‏
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس