عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2008
  #1
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي سلمت للباري ..... قصيدة وفاء عهد وأداء وعد



سلمت أمري للباري
لنسمع هذا الحديث أولاً : (( يا غلام ! ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، و اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، و أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، و أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك , أو أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك ، و أن قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ، و إذا اعتصمت فاعتصم بالله ، و اعمل لله بالشكر في اليقين ، واعلم أن الصبر على ماتكره خير كثير ، فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا وأعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن .)) } الطبراني في كتابه الدعاء دار الكتب العلمية تحقيق : عبد القادر عطا ص34 {
بعد هذا الحديث أهدي هذه القصيدة لكل قلب أثقلته الأحزان , وأبكته صروف الأيام , ولم يحالفه النسيان ..............
أعلل بها نفسي وأضعها بين يدي قلبي ..... نعم قلبي بل وأغلى من قلبي عله يفرح بعيده الثاني ولا يعيد نفس مرارة عيده الأولني .
إليك وإلى كل الذين أنّت أقلامهم صارخة بالحزن أقول :

سلمت للباري

سَلَّمنا الأمرَ لِبَارينا
ورضِينا ما يقضي فينا

جبَّارٌ قد ملكَ الأخرى

وأقامَ الدُّنيا والدِّينا


يُمْضِي الأقدارَ بقولةِ كُنْ
فتقولُ الدنيا لبَّيْنَا

يؤتي من شاءَ المُلكَ وإن
ينْزِعْهُ فمنْ ذا يُؤْتِيْنَا

والأمرُ لهُ والنهيُ له
ولنا الطَّاعاتُ لهادِينا

خلقَ الأكوانَ ودبَّرَها
لولاهُ لما قامتْ حِيْنَا

فجبالٌ خُضْرٌ وبِحَارٌ
والسَّهْلُ يفيضُ رَيَاحِيْنا

كمْ مِنْ جَبَّارٍ نَازَعَهُ
أمسى في أمْسِ المَاضِيْنَا

فأَتَاهُ عذابٌ من تَحْتٍ
فوقاً وشِمَالاً ويمينا

وغدا في قبضَةِ مُنْتَقِمٍ

لم يلقَ نصيراً ومُعِينا

ما في الدنيا مُلْكُ المَولى
حتى ما تَحْوِي أيدينا

بلْ حتَّى الرُّوحُ وأنفُسُنا
إنْ شئْنَا هذا وأَبَيْنَا

ومصيرُ الكُلِّ إليهِ غداً
مِنْ بعدِ رُفاتٍ يُحْيِيْنا

وعلى الرَّحْمَنِ توكَّلْنَا
وإليهِ نرفعُ أيدينا

مستغْنٍ عنَّا بِغِنَاهُ
ولَهُ تَغْبَرُّ نَوَاصِينا

ليسَتْ تنفعُهُ طاعَتُنَا
ليستْ تؤذِيْهِ معَاصِيْنا

فَيُعِزُّ أهالي طاعَتِهِ
ويُذِلُّ أُنُوفَ العَاصِيْنَا

كمْ قَلَّبَ ليلاً ونهاراً
وَبَرَا الأَفْلاكَ العَالِيْنا

كمْ أَخْرَجَ منْ حَيٍّ مَيْتَاً
ومِنَ الأمواتِ سَيُحْيِيْنا

مَلَكَتْ أنوارُ
أفئِدَةَ القَوْمِ السَّاعِيْنَا

هامُوْا في عِشْقِ جَلَاْلَتِهِ
ونَسُوا أموالاً وبَنِيْنَا

يا عاقلُ وَحِّدْ خالِقَنَا
واحذَرْ مِنْ شركِ البَاغِيْنَا

عَظِّمْ مولاكَ ولا تَرْضَى
إلا دينَ الباري دينا

كُنْ عبدَ اللهِ ولا تَرْجُو
إلاهُ عبيداً فانينا

والبَسْ أثوابَ الفقْرِ له

وتذلَّلْ حتَّى يُعْلِيْنَا

راقبْهُ سراً أو جهراً

فله أسرارُ خَوَافِيْنَا

صُنْ نفسَكَ عن ذنْبٍ وهوى
فالنفسُ هواها يُرْدِينا

وإذا حُزْتَ الدنيا طُرّا
وملَكْتَ نفيساً وثمينا

فاحذرْ لا ترْكَنْ للدُّنيا
وصِلِ الآمالَ بِمُغْنِينا

ثِقْ فيما قد وَعَدَ المولى
أكثرَ مما في أيديْنَا

واللهُ بَرَانا أحراراً
سخَّرَ ذا الكونَ ليُرْضِيْنا

سخِّرْهُ لطاعةِ خالِقِهِ
وادخُلْ في حزْبِ النَّاجِينا

لا تَقْبَلْ ذُلَّاً لِغَنِيٍّ
فاللهُ غَنِيٌّ يكفينا

يا مالكَ أملاكِ الدُّنْيَا
والأخرى جئنا راجينا

ندعو بقلوبٍ راغِبَةٍ
فارْحَمْ أَنَّاتِ الدَّاعِينا

يا منْ قدْ أهلَكَ فِرعوناً
وأبادَ ثمودَ الطَّاغِينا

يا من هزَمَ الأحزابَ ومنْ
قَهَرَ الأقوامَ العاتِيْنا

أَشْهِدْنا بطشاً ذا بأسٍ
يَفْرِي أعناقَ أعادِينا

حاشا أن يَغْلِبَنا
وَلِرُكنِكَ ربِّي تُؤْوِينا

واحفَظْنَا من كيدِ جنودٍ
للبغي بجندٍ تحمينا

وأَعِزَّ بنصرِكَ أُمَّتَنَا
قدْ طالَ الذُّلُّ بِوَادِيْنَا

وارزقْنَا مُلْكَاً لا يُعْلَى
لِنَسُودَ العالَمَ داعِيْنا

يا ربِّ أَجِرْنا من
واغْمُرْ بعطاكَ نَوَادِينا

وارزُقْنا مُلْكاً بِجِنَانٍ
غَنَّاءَ بِصُحْبةِ أَهْلينا

تَرضى عنا أبداً فيها
ونعيشُ بِقُرْبِكَ راضِيْنا

ونعيشُ بِقُرْبِكَ راضِيْنا



بهذا أكون قد وفيت وعدي طالبا من الكل الفرحة والسرور , والله الدنيا ما تستاهل , ولن يكون إلا ما قدره الباري .
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس