عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2012
  #4
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: حياة أهل القبور

الرد على شبهات من ينكر سماع الأموات!احتج من ينكر سماع الأموات للأحياء بقوله تعالى{ وما أنت بمسمع من في القبور } وبهذا استدلوا على أن الأموات لا يسمعون الأحياء مطلقاً .وقالوا إن كل هذه النصوص الواردة في سماع الأحياء للأموات هي خاصة لاعامة ،فيقتصر فيها على خصوص السبب.!!

الجواب: أجاب علماء أهل السنة بالتالي :

1_ أن المراد بالسمع الممتنع هو سمع الهداية والخطاب بتكاليف الشريعة وليس السمع الحسي .ولذا تقول العرب احذر فلاناً ولا يسمع . أي لايطيع من ينصحه .

قال شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري: وقوله( وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) يقول: وما يستوي الأحياء القلوب بالإيمان بالله ورسوله، ومعرفة تنزيل الله، والأموات القلوب لغلبة الكفر عليها، حتى صارت لا تعقل عن الله أمره ونهيه، ولا تعرف الهدى من الضلال، وكل هذه أمثال ضربها الله للمؤمن والإيمان، والكافر والكفر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ثم أسنده عن عدد من الصحابة والتابعين.انتهى من تفسير الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى.
فإذن ليس في الآية ما يستدل به على أن أهل البرزخ لا يسمعون أهل الدنيا لأن الآية مُنصبة على معنى أخر وهو موت القلوب بالكفر والعياذ بالله.

وقال الإمام ابن جرير:في تفسير قوله تعالى ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ) قال: الهدى الذي هداه الله به ونور له، هذا مثل ضربه الله لهذا المؤمن الذي يبصر دينه، وهذا الكافر الأعمى فجعل المؤمن حيا وجعل الكافر ميتا ميت القلب( أومن كان ميتا فأحييناه ) قال: هديناه إلى الإسلام كمن مثله في الظلمات أعمى القلب وهو في الظلمات، أهذا وهذا سواء؟.انتهى من تفسير شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري.
وقال ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين وهم الأحياء، وللكافرين وهم الأموات، كقوله تعالى: { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها }. انتهى

وقال ابن كثير : وقوله: {إن الله يسمع من يشاء } أي: يهديهم إلى سماع الحجة وقبولها والانقياد لها { وما أنت بمسمع من في القبور} أي:كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم، وهم كفار بالهداية والدعوة إليها، كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم.انتهى كلام ابن كثير بحروفه.

فالمقصود هو سمع الهداية وليس السمع الحسي .

2_ أننا نعلم بالضرورة أن الكفار الذين كان يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسمعون سمعاً حسياً ولم يكن بسمعهم أي عائق يمنعهم من سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،ولذلك فليس وجه الشبه بين من في القبور وبين الكفار هو السمع الحسي بل هو سمع الاستجابة والهداية فقط ،فكما أن الميت لا يستجيب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام لأنه انتقل من دار التكليف إلى دار الجزاء فكذلك الكفّار لا يستجيبون ولا يهتدون إلى الإسلام.فالمقصود في الآيات هو سمع الهداية والاستجابة وليس السمع الحسي لأن السمع الحسي للكفار وللأموات ثابت بأدلة كثيرة.

3ـ إذا علمنا أن الآية التي استدلوا بها إنما هي في سمع الهداية لا السمع الحسي علمنا يقيناً لا شك فيه أنها لا تعارض الأدلة الكثيرة الدالة على سماع الأموات للأحياء والتي سقنا بعضاً منها .
4ـ أما دعوى أن جميع تلك الأدلة هي أدلة خاصة لأنها تعارض هذه الآية .فجواب ذلك :أنه قد سبق بيان أنه لا تعارض بينها ،وأن الآية ليس لها علاقة بالمسألة . والأدلة على عمومها في الدلالة على سماع الأموات للأحياء لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،والأصل هو بقاء العام على عمومه حتى يرد ما يخصصه ولا يوجد له مخصص يخصصه.

شبهة:قال المانعون :أن الميت في دار جزاء لا دار تكليف فلا يمكن أن يعاون الحي في شيء لأنه لا تكليف عليه في البرزخ؟

الجواب:أن ذلك من باب النعيم والثواب لا من باب التكليف ،كما أن أصحاب الجنة يسبحون لله تعالى من باب التنعم لا من باب التكليف ،وكما أن الأنبياء يصلون في قبورهم كما في قصة الإسراء وكما أنهم نفعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بما أشاروا عليه في قصة موسى عليه السلام في تخفيف الصلاة،ونحو ذلك.فإذن ليس معاونتهم للحي من باب التكليف ،بل هم يفعلونه سائر الخير من باب التنعم لا التكليف .
يتبع إن شاء الله تعالى
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس