عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2009
  #8
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

تنبيه :يستدل من يكفر المسلمين في مسألة الاستغاثة بقوله تعالى الذي يحكيه عن حال الكفار أنهم يقولون عن أصنامهم ((هؤلاء شفعاؤنا عند الله)) على أن تعلق كفار قريش بكونهم جعلوا الملائكة والأنبياء شفعاء كما أن المسلمين جعلوا الأنبياء والأولياء شفعاء .وهذا باطل لبطلان التصور الذي نتج عنه فساد الحكم .
فأما الآية فيأخذ حكمها بمعرفة ثلاثة أشياء:

الشيء الأول :يعلم حكمها بتمام معناها وتمام معناها يكون بذكر الآية كاملة غير مجتزئة عن سباقها وسياقها .
الشيء الثاني:بضم النصوص الأخرى في هذا المعنى ـ أي معنى الشفاعة ـ.
الشيء الثالث: ذكر أقوال العلماء في تفسير ذلك فلها تفسير محفوظ عن علماء الأمة رحمهم الله تعالى.
فأما الآية :فتمامها بذكر ما قبلها وبعدها حيث قال الله تعالى{ويعبدون من دون الله ما لا يضر هم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } قال الإمام البغوي في تفسيره :ومعنى الآية: أتخبرون الله أن له شريكاً، أو عنده شفيعاً بغير إذنه، ولا يعلم الله لنفسه شريكاً؟! { في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } انتهى كلام البغوي.
وجاء في تفسير القرطبي في تفسيرها (قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض) ..أي أتخبرون الله أن له شريكاً في ملكه أو شفيعاً بغير إذنه، والله لا يعلم لنفسه شريكاً في السموات ولا في الأرض، لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه.نظيره قوله: { أم تنبئونه بما لا يعلم في الارض } [ الرعد: 33 ] ثم نزه نفسه وقدسها عن الشرك فقال:{ سبحانه وتعالى عما يشركون } أي هو أعظم من أن يكون له شريك . انتهى من تفسير القرطبي.
وجاء في هذا المعنى آيات أخرى: فمنها قوله تعالى {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} قال الإمام الرازي في تفسيرها: ذكر المفسرون في هذه الآية قولين أحدهما : أن الذين يدعون من دونه الملائكة وعيسى وعزيراً ، والمعنى أن الملائكة وعيسى وعزيراً لا يشفعون إلا لمن شهد بالحق .. فأنزل الله هذه الآية يقول لا يقدر هؤلاء أن يشفعوا لأحد ثم استثنى فقال : { إلا من شهد بالحق } والمعنى على هذا القول هؤلاء لا يشفعون إلا لمن شهد بالحق.
والقول الثاني : أن الذين يدعون من دونه كل معبود من دون الله ، وقوله { إلا من شهد بالحق } الملائكة وعيسى وعزير ، والمعنى أن الأشياء التي عبدها الكفار لا يملكون الشفاعة إلا من شهد بالحق ، وهم الملائكة وعيسى وعزير فإن لهم شفاعة عند الله ومنزلة ، ومعنى من شهد بالحق من شهد أنه لا إله إلا الله .انتهى كلامه
ولا شك أن الكفار يعاندون في ذلك ويعتقدون أن لله أنداداً في الملك والتصرف والتدبير وإن كان هو أعلاها عزوجل ثم يعبدونها والعبادة لا يجوز أن تصرف إلا لله تعالى .
إذن تلخص مما سبق مسائل : فمنها:

1ـ أن المشركين عبدوا غير الله واعتقدوا أنهم شركاء لله في التصرف وفي استحقاق العبادة .
2ـ أن شفاعة الأنبياء والملائكة لا يمنع منها إلا الكفر وإلا فإن الله أذن أن يشفعوا للمؤمنين فقال تعالى{ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } والمعنى أن الملائكة وعيسى وعزيراً لا يشفعون إلا لمن شهد بالحق، و الذين شهدوا بالحق هم أهل لاإله إلا الله ولذا قال مقاتل: يعنى بالتوحيد من بنى آدم ، فذلك قوله : { وهم يعلمون } أن الله واحداً لاشريك له ، فشفاعتهم لهؤلاء .
3ـ أن الشفاعة على قسمين :

القسم الأول :شفاعة على وجه السببية دون مجاوزةلكونه سبب فقط لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله ،فهذه لا شرك فيها أبداً .

القسم الثاني :اعتقاد أن لهم شيء من خصائص الربوبية فيعتقد أنهم شركاء لله في ملكه من تدبير أو شفاعة أو غيرها من ما يملكه أويعبدهم بأي عبادة ويجعل عبادتهم شفاعة له عند الله جل جلاله . فهذا شرك مخرج من الملة وعليه ينزل قوله تعالى ﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ ففي اعقيدتهم عدة أشياء متلازمة :
[أنهم يعبدونهم من دون الله ]،[ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده ] [ثم بيّن أنهم مشركون بالله ]فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكاً في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
وكثير ممن يستدل بالآية على تكفير المستغيثين يورد الآية مجتزئة عن سياقها وسباقها فيورد منها ((وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)) ولا يذكر ما قبل ذلك ولا ما بعده مما يوضح معنى الآية .
والمشركون يعتقدون فيها بعض ما يعتقدونه في الله وبناء عليه عبدوها كآلهة أخرى تشارك الله تعالى بعض خصائصه ولذا فهم يقولون (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).وقال تعالى في بيان مقالهم يوم القيامة ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) فتأمل في قوله نسويكم برب العالمين . وتأمل فيما ذكرته من نصوص في المبحث الأول الدالة على الشرك في الربوبية ولذلك عبدوهم.
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس