عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2015
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي وصية لسيدي الشيخ محمد الهاشمي الشاذلي قدس الله سره

تعليقات - الشيخ محمد الهاشمي الشاذلي

من رسائل أهل الله لمريديهم
ما وجدتُ على مدى رحلة سلوكي إلى الله أسرع في الفتح و الوصول من صفاء سريرتك لإخوانك ، و من حب الخير لهم ، و من عدم الاستسلام لوساوس الشيطان فيهم ، و من مواساة مبتليهم ، و الانخراط بمودة مع فقيرهم ، و حسن معاملة الخلق بغض النظر عن غناهم و فقرهم .. فالفقير يحتاج لحنو أخيه الغني عليه و لو بكلمة طيبة وأو بمباسطة لطيفة إذ أحيانا يخجل الفقير من المبادرة و الإقدام على أخيه الغني خشية سوء فهم إقدامه عليه .. و كذا الحال و الشأن بين العالم و أخيه الجاهل ، و الكبير و الصغير ، و الأخ الأقدم و الأحدث في الطريق ..
و ثمة إشكال آخر .. قد يكون هناك اثنان من أخوَي الطريق من طبقة الأغنياء فيترفع أحدهما على الآخر ليظهر استغناءه عن أخيه و القاعدة القرآنية (إن الإنسان ليطغى .. أن رءاه استغنى)
و كما لم أجد طوال سلوكي أقرب في الفتح و تذوق مذاقات الطريق من حسن معاملة الأخ لأخيه .. ما وجدت في الإبعاد و القطيعة و ربما الطرد من الطريق من جفاء إخوانك و الابتعاد عنهم و الانطواء مع النفس و لو عن واحد منهم فربما كان هذا الواحد على قدر بينه و بين ربه و أنت لا تدري ، و ربما كان من أقطاب الوقت و أنت تفر منه و تشمئذ من لقائه ..
صنف آخر .. تمنى أحدهم لو استحوذ على شيخه عن دون أقرانه أو تمنى أن يكون له حظوة لديه ليست لإخوانه و هذا الشعور من أسباب انقطاع المدد إذ (لا يؤمن ) أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
و اسمع بأذن قلبك نصيحة حبيبك المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه '' أن المسلمَين إذا التقيا و تصافحا نزلت عليهما مائة رحمة .. تسع و تسعون منها لأكثرهما بِشرا''
و لما كان الصوفي ظاهره كباطنه فإذا صافح باليد .. صفح بالقلب فلا يكن حظك من أخيك مصافحة كف و قلبك في واد آخر ..
فاخسأ شيطانك و اتهم نفسك و أقبل على أخيك و أفسح له في المجلس و ناده بأحب ألقابه و لا تصغ لمن يكرهه و لا تطع فيه أعدى أعدائك .. أعرفتَ من هو أعدى أعدائك ؟ .. نفسك التي بين جنبيك ..
و اعلم تمام العلم أنه كم أوقف الجفاء و قلة الود و الوفاء سالكين كانوا محط أمل أهل الطريق فراحت البشارات و لم ينفعهم حسن الرؤى و المنامات و وقعوا فريسة الاغترار إذ اصطادتهم شباك (الاستدراج من حيث لا يعلمون ) لشؤم عُجبهم و لكونهم تعالوا على إخوانهم أو لم يؤدوا حق الوداد و الوفاء لهم ..
و إن أردت عون الله لك و تأييده فكن في عون أخيك فهذا مفتاحه فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ..
كرر قراءة هذه الرسالة و احرص على التحقق بما فيها و تطبيق معانيها .. فلولا خشية الإثقال لجعلتها وردا يجدد فيك أسرعَ أسباب فتحك و وصولك و يسارع في سيرك و إدخالك على ربك .
اللهم اعنا على التطبيق وحسن الاقتداء
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس