الموضوع: شام مير امات
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي شام مير امات

ملكة أسطورية لآشور وبابل كانت زوجة الحاكم أومينوس ومن ثمّ للملك نينوس مؤسس امبراطورية بابل ونينوى، حاربت وهي أرملة حتى وصلت الى الهند وقامت ببناء قصر بابل وحدائقها المعلّقة، يبدو أن سامورامات SAMMURMAT زوجة شمشي حدد وولية عهد آشور بعد موته 810 ـ 823ق.م هي أصل تلك الأسطورة: وبالآشورية شمورامات واسمها بالآرامية شامورامات. ‏
كانت هذه البطلة الآشورية كملكة ذات عرش على البلاد وملكة جمال الآشوريين وانتشرت أسطورتها في بلاد اليونان وإيطاليا، ويُقال: إن أمها هي ديركيتو DERKETO آلهة عسقلان الفلسطينية السورية التي كانت تجمع بين وجه امرأة جميلة وجسم سمكة، وقد ولدتها ثمرة لحبها أحد الشبان السوريين، وعندما ولدتها نبذتها في الغابة وتوقّع الجميع موتها، إلا أن الحمائم عطفت عليها وأخذت تجلب إليها الحليب والجبن من المراعي المجاورة، الى أن اكتشفها رئيس رعاة الملك (نينوس) باني نينوى فتبناها الرعاة وشبّت فتاة جميلة ذكية، ولما شاهدها أحد قادة جيش الملك نينوى المدعو أومينوس أحبّها وتزوّجها، وبعد مدّة سار الملك مع أومينوس في إحدى الحملات لغزو بلاد الباكريين وحاصر عاصمتهم، وشعر بأن الغياب سيطول استدعى زوجته لتكون بجانبه، وقد أظهرت سميراميس في الحرب مواهبها إذ وضعت خطة لاقتحام المدينة، وقادت عملية الهجوم المظفّر وأُعجب الملك بها فانتحر أومينوس زوجها وتزوّج الملك الآشوري الذي حكم عام 2500 قبل الميلاد (مع سومر وسلالة أور) وولدت منه (نينياس) NINYAS الذي خلف أباه على العرش بعد موته، وقد أجرت إصلاحات كثيرة، وبنت قصر بابل العظيم وحدائقها المعلّقة، ونُسب إليها بناء العديد من الأوابد التي لم يُعرف بُناتها، ثم اتجهت نحو الفتوحات فاجتاحت بلاداً عديدة وبعيدة مثل مصر وأثيوبيا (الحبشة) وفي مصر تنبأ لها وحي آمون أنها سوف تهلك عندما يتآمر ابنها عليها، واتجهت بعد ذلك نحو الشرق فهاجمت الهند إلا أنها ردّت وجُرحت، وفي أثناء ذلك علمت بتحرّك ابنها وقيامه لسلبها السلطة فاستدعته وسلّمته الملك واختفت، ويُقال إنها تحوّلت الى حمامة. ويرى علماء الأساطير المحدثون أنها صورة من صور الآلهة الشرقية عشتار التي أشبهتها فيما بعد أفروديت عند اليونان وفينوس عند الرومان. ‏ ولكن كما ذكر بعض المؤرخين أنها ماتت منتحرة في بحيرة العمق ـ أنطاكية، ومن أعمالها العظيمة، بناؤها العديد من المدن وتجميل مدينة دمشق ومدينة بابل هي شامورام وشاميرام وشاميرامات وشامورمات. ‏ وكلّها تعني بالآرامية الحمامة المحبوبة، والسريانية السيدة الشامية الرفيعة القدر العالمية. ‏
إن سميراميس الأمة التي كانت قديماً في قصر نينوى فجلست على العرش خلال عيد عشتار وأبقاها الشعب على العرش، فعرفت كيف تحافظ على هذه السلطة الثابتة كنائبة وإلهة الشعب الآشوري بعد مماتها. ‏
وجاء في كتاب أسطورة سميراميس قولها: لقد منحتني الطبيعة جسم امرأة، لكن أعمالي تضاهي أعمال أقوى الرجال وأشدّهم بسالة، وقبلي لم يبصر أي آشوري البحار، وقد رأيت البحار الأربعة التي لم يدن منها أي شخص، وأجبرت الأنهار على الجريان حيث شئت، ولم أرغب في جريانها إلا داخل الأراضي المفيدة فجعلت الأرض خصبة حينما رويتها بأنهاري فنشأت مع شقّ الطرقات عبر الصخور التي لا توطأ. وفتحت لعرباتي الطرقات التي عجزت عن فتحها الحيوانات المفترسة، ووجدت خلال مشاغلي الزمن المناسب لملذاتي وحبّي. ولم أرغب في التزوج شرعياً أبداً لئلا أحرم من سيادة الملكية واخترت أجمل الرجال من جيشي وقضيت عليهم بعد أن حصلت منهم على هبتهم ص115 من كتاب نبوخذ نصّر لتابوي.
المراجع: ‏
1 ـ معجم الأساطير اليونانية الرومانية ـ وزارة الثقافة. ‏
2 ـ بناة ثقافتنا الحضارية: شخصيات من التاريخ لعبود قره ص47 ـ 48. ‏
3 ـ زنوبيا ملكة تدمر للعماد مصطفى طلاس ص159 ـ 160 حاشية رقم6. ‏
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس