الموضوع: شهادة الحمير
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي شهادة الحمير

كان بمكة رجلٌ سَفِيه يَجْمَعُ بين الرجال والنساء فشكا ذلك أهل مكة إلى الوالي فغرَّبَهُ إلى عرفات ، فاتَّخَذَهَا منزلاً ودخل مكة مستتراً، فلقي حُرَفَاءَهُ من الرجال والنساء فقال: ما يمنعكم ؟ قالوا: وأيْنَ بِكَ وأنت بعرفات ؟ قال: حِمارٌ بِدِرْهَمَين وقد صِرْتُم إلى الأمْنِ والنُّزْهَة ، قالوا: نشهَدُ أنّك صادق ، وكانوا يأْتُونَهُ وكثر ذلك حتى أفسد على أهل مكة أحْدَاثَهُم وسُفَهاءَهم وحَوَاشيَهم ، فعادوا بالشِّكاية إلى أمير مكة فأرسل إليه فأُتِيَ به فقال: أيْ عَدُوَّ اللّه ! طردتُك من حرم اللّه فصِرْتَ إلى المَشْعَر الأعظم تُفْسِدُ فيه وتجمع الفُسَّاق ! فقال: أصلح اللّه الأمير ، يكذبون عليّ ويَحْسُدونني , قالوا: بيننا وبينه واحدةٌ قال: ما هِيَ ؟ قال: تجمع حميرَ المُكارِين وتُرْسِلها بعرفات ، فإن لم تَقْصِدْ إلى بيته لِمَا تَعْرِفُ من إتيان الخُرَّاب والسُّفَهاء إيّاه فالقول ما قال ، فقال الوالي: إنَّ في هذا لدليلاً وأمر بحمير فَجُمِعَتْ ثمّ أُرْسِلَتْ فَقَصَدَتْ نحوَ منزله فأتاه بذلك أُمَنَاؤُهُ ؛ فقال: ما بعد هذا شيءٌ: جَرِّدُوهُ فلمّا نظر إلى السّياط، قال: لابُدَّ من ضربي، أصلحَ اللّهُ الأميرَ ؟ قال: لابُدَّ منه ، قال: اِضْرِبْ فوا اللّه ما في هذا شيءٌ أشدّ علينا مِنْ أنْ تَسْخَرَ مِنَّا أهْلُ العِراقِ فيقولون: أهلُ مكّة يُجِيزُون شهادةَ الحمير , فَضَحِكَ الأميرُ وقال: واللّه لا أضْرِبُكَ اليوم وأمر بتخلية سبيله.


أمالي القالي
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس