عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 108
تسألون عن صحتي وراحتي..
انني احمد خالقي الكريم حمداً لا يتناهى، اذ أسعفني بالايمان الذي هو دواء مقدس لكل داء واغاثني بدواء الرضا بالقضاء النابع من الايمان بالقدر. مما دفعنى الى الشكر ضمن الصبر، على الرغم من شدة برودة الشتاء هنا، ولاسيما في غرفتي، على الرغم من وحشة الغربة من جهات ثلاث، وضيق الامراض العصبية الثلاثة، على الرغم من الانفراد التام والعزلة الكاملة، وتعرضي لما لايتحمل من المشقات والمضايقات.
***

[ناشرو الرسائل]
اخوتي الاعزاء الاوفياء الخالصين!
انني احمد ربي الرحيم حمداً لا نهاية له، اذ خلق من امثالكم ناشرين لرسائل النور ومحافظين عليها ومالكين لها. وخفف العبء الثقيل الذي ارهق كاهل شخص ضعيف عاجز مثلي.
***

[رفض الافراط]
.....
انه لا يمكن قبول حسن الظن المفرط نحوي ومنحي مقاماً وأهمية تفوق حدي الف درجة، الاّ اذا كان باسم رسائل النور وخدمتها، وكونها داعية ودلاّلة الى جواهر القرآن الكريم.
نعم ليس لي حق قط قبول مثل هذا الظن الحسن باعتباري الشخصي الذي لا اهمية له اطلاقاً.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 109
[الصدقة تدفع البلاء]
اخوتي الاعزاء الصادقين الثابتين الموقرين!
ان توديعكم كتابة "الفهرس" الى الشخص المعنوي الناشئ من هيئتكم المتساندة، وعلى صورة توزيع الاعمال فيما بينكم عمل جميل جداً. فلقد وجدتم استاذاً حقيقياً ودائمياً لكم. فذلك الاستاذ المعنوي افضل بكثير من اخيكم هذا العاجز. بل لا يدع حاجة اليه.
اخوتي!
عندما قلقت من اجلكم بسبب أخذكم الى الخدمة العسكرية ونظرت الى حادثات الزمان خطر على قلبي ما يأتي:
ان الحضارة الاوروبية المؤسسة على اسس فاسدة، والتي تدّعى ان كل ما أتاها هو من عندها كإدعاء قارون
(انما اوتيته على علم عندى) (القصص: 78) فلا تشكر ربها التى احسن اليها بفضله وكرمه تعالى، والتى رجحت كفة سيئاتها على حسناتها حيث سقطت في الشرك بفكرها المادي الملوث. ان هذه الحضارة تلقت صفعة سماوية قوية بحيث ابادت محاصيل مئات السنين من رقيها وتقدمها، ودمّرتها تدميراً وجعلتها طعمة للنار. اذ قد نزلت بالحكومات الاوروبية الظالمة - لإهانتها العالم الاسلامي ومركز الخلافة واقرارها معاهدة سيـفر 1 - خسارة فادحة وانهزام كلي بحيث لا تستطيع الخروج من عذاب في الدنيا كعذاب جهنم، بل تضطرب وتصطرخ فيها. أجل ان هذا الانهزام، انما هو عقاب تلك الاهانة.
هذا ويقضي اشخاص محترمون هنا حكماً قاطعاً بان ولايتي "اسبارطة وقسطموني" وهما مركزا انتشار رسائل النور محفوظتان من الآفات السماوية بالنسبة لسائر الولايات. وان السبب في ذلك هو ماتورثه رسائل النور من ايمان تحقيقي وقوة في العقيدة والدين. اذ ان امثال هذه الآفات السماوية تنزل نتيجة
_____________________
1 معاهدة جائرة بحق الدولة العثمانية عقدت في سنة 1920 بينها وبين الحلفاء وهي شبه استسلام لتلك الدول حيث المضايق تحت اشراف لجنة دولية واقتصادياتها تسيرها الحلفاء وغيرها من البنود المجحفة. - المترجم.



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 110
سيئات تنشأ من ضعف الايمان. فلقد ثبت في الحديث الشريف (الصدقة تدفع البلاء) 1 فتلك القوة الايمانية ايضاً تدفع تلك الآفات حسب درجتها.
***

[سعيد صعيد]
يا سعيد! كن صعيداً، في نكران تام للذات، وترك كلي للأنانية، وتواضع مطلق، كالتراب. لئلا تعكر صفو رسائل النور وتقلل من تأثيرها في النفوس.
***

[مسألتان]
اخوتى!
لقد اخطرت الى قلبي في هذه الايام مسألتان. احداهما تخص طلاب النور والاخرى تخص اهل الدنيا. فأكتبهما لكم لأهميتهما.
المسألة الاولى: [امارتان على حسن الخاتمة]
ان هناك بشارات سامية وقوية - في الشعاع الاول - حول دخول طلاب النور الصادقين الاوفياء القبر بحسن الخاتمة، وانهم سيكونون من أهل الجنة.
كنت انتظر منذ مدة دليلاً قوياَ يسند هذه المسألة العظيمة جداً، وهذه البشارة الكبرى. فللّه الحمد والمنة خطرت امارتان دفعة واحدة على القلب.
الامارة الاولى:
لقد قضى اهل الكشف والتحقيق ان الايمان التحقيقي كلما ارتقى من علم اليقين الى حق اليقين يستعصي على السلب، فلا يُسلب. وقالوا: ان الشيطان لا يستطيع ان يورث احداً في سكرات الموت الاّ إلقاء الشبهات بوساوسه الى العقل فحسب. اما
_____________________
1 "صدقة السر تطفئ غضب الرب" رواه الطبراني في الصغير، وروى الترمذي عن أنس مرفوعاً: أن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء. وقال الترمذي: حسن غريب وصححه ابن حبان. وعند الطبراني: الصدقة تسد سبعين باباً من السوء. ورواه الخطيب بلفظ: الصدقة تمنع سبعين نوعاً من انواع البلاء أهونها الجذام والبرص (كشف الخفاء 1593 باختصار).



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 111
هذا النوع من الايمان التحقيقي، فلا يتوقف في حدود العقل فحسب بل يسرى الى القلب والى الروح والى السر والى لطائف اخرى فيترسخ فيها رسوخاً قوياً بحيث لا تصل يد الشيطان اليها ابداً. فإيمان امثال هؤلاء مصون من الزوال باذن الله.
ان احدى طرق الوصول الى هذا الايمان التحقيقي هو بلوغ الحقيقة بالولاية الكاملة بالكشف والشهود، وهذا الطريق إيمان شهودي يخص اخص الخواص.
أما الطريق الثاني فهو تصديق الحقائق الايمانية بعلم اليقين البالغ درجة البداهة والضرورة، وبقوة تبلغ درجة حق اليقين، وذلك بفيض سر من اسرار الوحي الالهي من جهة الايمان بالغيب وبطراز برهاني وقرآني يمتزج فيه العقل والقلب معاً.
فهذا الطريق الثاني هو اساس رسائل النور، وخميرتها، وروحها وحقيقتها. نعم ان طلابها الخواص يشاهدون ذلك، بل اذا مانظر الآخرون ايضاً بانصاف فانهم يرون أن رسائل النور تبين استحالة الطرق المخالفة للحقائق الايمانية، وانها غير ممكنة وممتنعة.
الامارة الثانية:
ان دعوات خالصة كثيرة جداً ومقبولة ترفع دوماً ليُرزق طلاب النور الصادقون حسن الخاتمة واكتساب الايمان الكامل. فهي دعوات كثيرة الى درجة لا يجد العقل مجالاً لعدم قبول اياً ما في تلك الادعية.
فمثلاً: ان خادماً لرسائل النور وطالباً من طلابها يدعو خلال اربع وعشرين ساعة مائة مرة لحسن خاتمة طلاب النور ونيلهم السعادة الابدية، ويدعو خلال تلك الادعية ما يقرب من ثلاثين مرة على الاقل في اليوم الواحد، لسلامة ايمانهم وحسن عقباهم ودخولهم القبر بايمان. فهو يدعو بتلك الادعية ضمن اكثر الشروط استجابة وقبولاً للدعاء.
ثم ان مجموعة الادعية المرفوعة من قبل الطلاب انفسهم، وهم يتعرضون - من حيث الايمان - في هذا الزمان للهجمات من جميع الجهات. تلك الادعية التى يدعو بها كلٌ لإخوته الآخرين، والتى يلهجون بها بألسنتهم البريئة لسلامة ايمانهم وايمان اخوتهم... اقول ان مجموع تلك الادعية قوية الى درجة لا تردّها رحمة الرحمن العظيمة وحكمته الواسعة. فلو أفترض ردّ جميع تلك الادعية وقبول دعاء واحد منها، كفاه قبولاً لدخول كل طالب من الطلاب القبر بسلامة الايمان، ذلك لأن كل دعاءٍ يرفع من قبلهم هو دعاء متوجه الى الجميع.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 112
المسألة الثانية: [حكمة انهزام الدولة العثمانية]
لقد ظهر في الوقت الحاضر جزء من جواب سعيد القديم الناطق باسم هذا العصر عن السؤال الذى اورده مجلس مثالي روحاني يتشاورون فيما بينهم مصير العالم الاسلامي، وذلك في "حوارفي رؤيا" المنشور في كتاب "السانحات" 1 والمطبوع قبل عشرين سنة.
فقد قال ذلك المجلس المعنوي في ذلك الوقت: ما الحكمة في انهزام الدولة العثمانية في هذه الحرب التي انتهت باندحار الألمان؟
وقال سعيد القديم جواباً: لو كنا منتصرين لكنّا نضحي بكثير من المقدسات الدينية في سبيل الحضارة الاوروبية - كما ضحت بها بعد سبع سنوات - ولكانت تطبّق بالقوة والاكراه وبسهولة تامة النظام المطبق في الاناضول في العالم الاسلامي، ولاسيما في الحرمين الشريفين ويعمم باسم المدنية الاوروبية. ولهذا سمح القدر الالهي بانهزامنا في الحرب بفضل العناية الالهية حفاظاً على تلك الاماكن المباركة.
وبعد مرور عشرين سنة على هذا الجواب تماماً سئلت ايضاً في الليل، كالذي في الحوار: في الوقت الذى هناك منبع عظبم لنصر سياسي في الاوساط الدولية، وهو البقاء على الحياد و استرجاع الملك الضائع، وانقاذ مصر والهند وجلبهما الى الاتحاد معنا، فما الحكمة من اختفاء هذا المنبع العظيم عن انظار هؤلاء الاذكياء بل الدهاة حتى سلكوا طريقاً ضاراً فانحازوا الى عدو مشكوك في امره (الانكليز) مضطرب لا يوثق به ولافائدة ولاجدوى من الانحياز اليه 2.
سئلت هذا السؤال، وكان الجواب الوارد من جانب معنوي هو:
ان الجواب الذى اجبته عن سؤال معنوى قبل عشرين سنة، هو جواب هذا السؤال بالذات أى:
اذا ما اُلتزم جانب الغالب المنتصر لكان النظام المطبق هنا يطبق في العالم الاسلامي والاماكن المقدسة، وينفذ هناك باسم المدنية الدنية، ضمن نشوة الانتصار، دونما مقاومة تذكر.
_____________________
1 المنشور ضمن مجموعة "صيقل الاسلام".
2 كانت الحكومة التركية آنذاك منحازة الى الانكليز تحت غطاء الموقف الحيادي من الحرب، وانحازت الى جانبها فعلاً قبل انتهائها بقليل حيث اعلنت الحرب على الالمان - المترجم.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس