عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 130
بمعنى ان جسم الدجال اضخم من عيسى عليه السلام بهذه الدرجة. وعلى هذا المعنى يلزم ان يكون طول الدجال عشرة امثال طول عيسى عليه السلام بل عشرين مثلاً.
فالمعنى الظاهري لهذه الرواية مناف لحكمة التكليف الالهي وحكمة الامتحان، مثلما لايوافق عادة الله الجارية في البشرية.
والحال انه ظهر معنى من المعانى الكثيرة لهذه الرواية ولهذا الحديث حتى في هذا الزمان. بما يسكت الزنادقة الذين يظنونها خرافة - حاش لله - وينبه العلماء الظاهريين المعتقدين الظاهر عين الحقيقة والذين مازالوا منتظرين تحقق الحديث، رغم مشاهدتهم لقسم من حقائقه.
نعم لقد ظهر حتى في هذا الزمان معنى من معانيه الكثيرة، تلك المعاني التي هي عين الحقيقة والانسجام التام مع الواقع.
والمعنى هو الاتي:
ان حكومةً تسعى لنشر الدين العيسوي وتحاول الحفاظ على عاداته المستمرة، تحاربها حكومة تعلن مساعدتها رسمياً للالحاد وللبلشفية، لاجل منافعها الخسيسة، بل تسعى للدعاية لها. وحكومة اخرى تنحاز الى بث الالحاد بين اوساط المسلمين وفي آسيا عامة لاجل منافعها الخسيسة الفاسدة وتحالف حكومات دساسة جبارة. فلو تمثل الشخص المعنوي للحكومة الاولى، وتجسم الشخص المعنوى للمتحالفين المنحازين للالحاد، لظهر معنىً من المعانى العديدة لهذا الحديث في هذا الزمان بجهات ثلاث. فان احرزت تلك الحكومة الغالبة النصر نتيجة الحرب ارتفع هذا المعنى الاشاري الى درجة المعنى الصريح، وإن لم تحرز النصر تماماً فهذا المعنى أيضاً هو معنى اشاري موافق.
الجهة الاولى: جماعة الروحانيين المتمسكين بالدين العيسوى الحقيقي، وفي مقابلهم الجماعة التي بدأت تروّج للالحاد، فاذا ما تجسمت تلكما الجماعتين بصورة انسان، فان الجماعة الاولى لا تصبح حتى بقدر طفل امام انسان بارتفاع منارة.
الجهة الثانية: حكومة تعد افرادها مائة مليون نسمة تعلن رسمياً: اننى سأزيل الالحاد واحمي الاسلام والمسلمين، تحارب حكومة تحكم اربعمائة مليوناً ومتحالفة


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 131
مع الصين وامريكا - أى باربعمائة مليون نسمة - هذه الحكومات متحالفة علناً مع البلاشفة. فلو تجسم المحاربون في الحكومة الاولى الذين ينزلون ضرباتهم القاصمة باولئك المتحالفين وتجسم الملحدون والمتحالفون معهم في شخص معنوي آخر، لظهرت صورة انسان صغير تجاه انسان بارتفاع منارة. هذا وقد ورد في رواية ان الدجال يحكم الدنيا، فهذه الرواية تعني ان الغالبية العظمى تميل اليه. كما هو واقع الآن!
الجهة الثالثة: ان حكومة لا تساوى مساحتها ربع مساحة اوروبا - وهي اصغر القارات الاربع - تحارب منتصرة حكومة تسيطر على اغلب بقاع العالم من آسيا وافريقيا وامريكا واستراليا، وان الحكومة الاولى تستند الى الدين وفي حلف مع دولة تدّعى الوكالة عن سيدنا عيسى عليه السلام، تجاه التيارات الالحادية المستبدة، وتنزل الاولى عليهم بالمظلات.
فلو تجسمت الاولى والاخريات وصوّرت بصورة انسان - كما كانت الجرائد ترسم الصور "الكاريكاتيرية" لاظهار قوة الدول ومكانة الحكومات - فان معنى من المعانى العديدة لما يخبر به الحديث الشريف سيظهر مطابقاً تماماً في جريدة الارض وفي صحيفة هذا العصر.
حتى ان معنى اشارياً لما يشير اليه الحديث من نزول شخص عيسى عليه السلام من السموات هو: ان طائفة ممثلة لسيدنا عيسى عليه السلام وتسلك سلوكه تنزل بمظلات من الطائرات كبلاء سماوى - بما لم يسمع به لحد الآن ولم يشاهد قط - خلف الاعداء مما يظهر المعنى المادي لنزول عيسى عليه السلام.
نعم ان مايفيده الحديث الشريف من نزول عيسى عليه السلام ثابت قطعاً الاّ ان المعنى الاشاري كما يشير باعجاز الى هذه الحقيقة فهو يشير الى معاني اخرى ايضاً.
عندما شرعت في كتابة بضعة اسطر حول هذه المسألة - بناء على سؤال "فيضي وأمين" وإصرارهما - انقاذاً لإيمان بعض العوام الضعفاء كتّبت مطولة خارج إرادتي. ولم ندرك حكمتها، فتركناها كما هي، لعل فيها حكمة ما، نرجو عفوكم وسماحكم اذ لم نجد متسعاً من الوقت لتصحيح هذا البحث وتدقيقه فظل مشوشاً.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 132
[صداقة الابطال]
باسمه سبحانه
(وان من شيء الاّ يسبح بحمده)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعدد حروفات القرآن
بارك الله فيكم، وجعلكم سعداء. إن سعيكم الجاد ونشاطكم المستمر يبث الشوق ويثير الهمم هنا وفي اماكن اخرى ايضاً. فحمداً لله بما لا يتناهى من الحمد ان فتوحات رسائل النور تتزايد يوماً بعد يوم. فان اهل الايمان يشعرون بجروحهم ويضمدونها برسائل النور...
لله الحمد إن طلاب النور في هذا الزمان الذين حظوا بالايمان الكامل ضمن السنة الشريفة، قد أخذوا مسلكاً يلفت اليهم انظار الاولياء والمرشدين. لذا فان المرشدين الحقيقيين الذين يظهرون في كل عصر سيحاولون بلاشك كسب طلاب النور الى صفهم، اذ لو كسب احدهم طالباً لرسائل النور فانه ينزله منزلة عشرين مريد.
ارسل الحقيقة التي بيّنتها لفيضي حول المشقات الحاصلة من خدمة رسائل النور وما فيها من مجاهدة وبذل، تجاه الاذواق والجاذبية المترشحة من الولاية، ارسلها لكم لعل فيها فائدة في تلك المناطق.
بلغوا سلامي الى اخوانى عامة فرداً فرداً.
اخي فيضي!
ان كنت ترغب ان تكون مثيل ابطال ولاية اسبارطة، عليك أن تشبههم وتكون مثلهم تماماً. فلقد كان معنا في السجن شيخ عظيم ومرشد مرموق ذو جاذبية من اولياء الطريقة النقشبندية - رحمه الله - جالَسَ ما يقرب من ستين من طلاب النور طوال اربعة اشهر وحاورهم محاورات مغرية لجلبهم الى الطريقة، الاّ انه لم يتمكن الاّ على ضم واحدٍ منهم الى صفه، وبصورة مؤقتة. أما الباقون فقد ظلوا مستغنين عنه وهو الولي الصالح، اذ كفتهم الخدمة الايمانية الرفيعة التي تقدمها رسائل النور، واطمأنوا بها. ولقد فقه اولئك الابطال بقلوبهم الواعية ورأوا ببصيرتهم النافذة الحقيقة الآتية:


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 133
ان خدمة رسائل النور هي انقاذ الايمان، اما الطريقة والمشيخة فهي تكسب المرء مراتب الولاية. وان انقاذ ايمان شخص من الضلال أهم بكثير واجزل ثواباً من رفع عشرة من المؤمنين الى مرتبة الولاية؛ حيث أن الايمان بمنحه للانسان السعادة الابدية يضمن له ملكاً أوسع من الارض كلها. أما الولاية فانها توسّع من جنة المؤمن وتجعلها أسطع وابهر. وكما ان رفع مرتبة انسان اعتيادي الى سلطان، أعظم من رفع عشرة من الجنود الى مرتبة القائد، كذلك الثواب اعظم واجزل في انقاذ ايمان انسان من الضلالة، من رفع عشرة من الناس الى مرتبة اولياء صالحين.
فهذا السر الدقيق هو الذي أبصرته القلوب النفاذّة لإخوانك في اسبارطة، وان لم تره عقول قسم منهم. ولهذا فضّلوا صداقة شخص ضعيف مذنب مثلي، على صداقة اولياء عظام بل على مجتهدين ان وجدوا.
فبناء على هذه الحقيقة:
لو ان قطباً من اقطاب الأولياء أو شيخاً جليلاً كالكيلاني، أتى الى هذه المدينة وقال لك سأرفع مرتبتك الى مرتبة الولاية في عشرة أيام، وذهبت اليه تاركاً رسائل النور، فلا تستطيع أن تصادق ابطال اسبارطة.
***

[ميزان دقيق في محاورة]
"محــاورة خطرت على الـقلب،كتبتها
لتقويم الافراط لدى قســـم من اخوتي
طلاب النور، لتعديل حسن ظنهم بي
بمايفوق حدي بكثير"
قبل حوالي خمسين سنة جرت بيني وبين اخي الكبير "الملا عبد الله" رحمه الله هذه المحاورة، سأوردها لكم:
كان اخي المرحوم من خواص مريدي الشيخ ضياءالدين (قدس سره) وهو من الاولياء الصالحين. واهل الطرق الصوفية لا يرون بأساً في الافراط في حب مرشدهم


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 134
والمبالغة في حسن الظن بهم، بل يرضون بهذا الافراط والمبالغة، لذا قال لي اخي ذات يوم:
- ان الشيخ ضياء الدين على علم واسع جداً واطلاع على ما يجري في الكون، بمثل اطلاع القطب الاعظم!... ثم سرد الكثير من الامثلة على خوارق اعماله وعلو مقامه.. كل ذلك ليغريني بالانتساب اليه والارتباط به. ولكني قلت له:
- يا اخي الكريم، انت تغالي! فلو قابلت الشيخ ضياء الدين نفسه لألزمته الحجة في كثير من المسائل، وانك لا تحبه حباً حقيقياً مثلي! لانك ياأخي الكريم تحب ضياء الدين الذي تتخيله في ذهنك على صورة قطب اعظم له علم بما في الكون! فأنت مرتبط معه بهذا العنوان وتحبه لاجل هذه الصفة. فلو رفع الحجاب وبانت حقيقته، لزالت محبتك له او قلت كثيراً!
اما انا - يا اخي- فاحب ذلك الشخص الصالح والولي المبارك حباً شديداً بمثل حبك له، بل أوقره توقيراً يليق به وأجلّه واحترمه كثيراً، لانه:
مرشد عظيم لاهل الايمان في طريق الحقيقة المستهدية بالسنة النبوية الشريفة. فليكن مقامه الحقيقي ما يكون، فأنا مستعد لأن أضحي بروحي لأجل خدمته الايمان. فلو اميط اللثام عن مقامه الحقيقي فلا اتراجع ولا اتخلى عنه ولا أقلل من محبتي له، بل اوثق الارتباط به اكثر، وأوليه محبة أعظم وابالغ في توقيره.
فانا اذن يا اخي الكريم احب ضياء الدين كما هو وعلى حقيقته. اما انت فتحب ضياء الدين الذي في خيالك 1. ولما كان اخي المرحوم عالماً منصفا حقاً، فقد رضي بوجهة نظري وقبلها وقدرها.
فيا اخوتي، أيها السعداء المحظوظون الذين يضحون بانفسهم في سبيل الله! ان مبالغتكم في حسن الظن بشخصي، وان كان لا يضركم بالذات، الا ان امثالكم ممن ينشدون الحق ويرون الحقيقة، ينبغي لهم ان ينظروا الى الشخص من زاوية خدمته للقرآن الكريم ومدى انجازه لمهامه نحوه، فلو كشف النقاب وظهرت امامكم هويتي
_____________________
1 لأنك تطلب لمحبتك ثمناً غالياً جداً، اذ تفكر ان يقابل محبتك ما يفوق ثمنك مئة ضعف، والحال ان اعظم محبة لمقامه الحقيقي تظل زهيدة جداً. (المؤلف).



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 135
الملطخة بالتقصيرات من قمة رأسي الى اخمص قدمي لأشفقتم عليّ ولتألمتم لحالي ولكن لئلا انفّركم من محبة الاخوة التي تربطنا، ولئلا تندموا عليها فلا تربطوا انفسكم بماتتصورونه من مقامات تضفونها عليّ وهي فوق حدي بكثير. فأنا لست سوى اخ لكم لا غير، وليس في طوقي ادعاء الارشاد والتوجيه ولا الاستاذية عليكم.. وكل ما في الامر هو اني زميلكم في تلقي درس الايمان. فلا تنتظروا مني همة ومدداً بل انا المحتاج الى معاونتكم وهممكم وأرجو دعواتكم المشفقة على تقصيراتي.
ولقد أنعم الله علينا جميعاً - بفضله وكرمه - واستخدمنا في أقدس خدمة واجلّها وأنفعها لاهل الايمان.. تلك هي خدمة القرآن. وندبنا للقيام بها على وفق تقسيم الاعمال فيما بيننا، فحسبنا استاذية وارشاد الشخص المعنوي النابع من سر اخوتكم واتحادكم.
فما دامت خدمة الايمان والقرآن أسمى من أية خدمة في هذا العصر، وأن النوعية تفضل الكمية، وان التيارات السياسية المتحولة المتغيرة واحداثها المؤقتة الزائلة لا اهمية لها امام خدمات الايمان الثابتة الدائمة، بل لا ترقى لمقارنتها ولا يمكن ان تكون محوراً لها، فينبغي الاطمئنان بما منحنا ربنا سبحانه وتعالى من مرتبة نورانية مفاضة علينا من نور القرآن المبين.
فيا اخوتي الاحبة! الثبات الثبات، الوفاء الوفاء...ان طريقنا في السمو والرقي هو الغلو في الارتباط والتساند فيما بيننا والسعي لنيل الاخلاص والاخوة الحقة، بدلاً من الغلو في حسن الظن والتطلع الى مقامات أعلى من حدنا.
***

[من وظائف السيد المهدى]
اخوتى الاعزاء!
كتبت لكم الفقرتين الآتيتين قبل يومين تتمة لما كتب لكم سابقاً من جواب حول حسن ظنكم النابع من وفائكم الخالص بما يفوق حدي بكثير جداً. إذ ان الحكمة في


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 136
جوابي السابق - قبل اسبوع - والذي يجرح الى حد ما حسن ظنكم المفرط، لرسالتكم المترشحة من وفائكم الخالص وهممكم العالية هي الآتية:
في هذا العصر تيارات قوية ومسيطرة الى درجة تستحوذ على كل شئ، وتستولي عليه، و تمتلكه لنفسها، و تسخره لأجلها، فلو أتى ذلك الذي يُنتظر مجيئه حقا في هذا العصر، فانني أرى انه يغيّر هدفه، ويجرّد نفسه من الأجواء والأحوال الدائرة في عالم السياسة، حفاظاً على أعماله من ان تغتصبها تلك التيارات.
ثم ان هناك ثلاث مسائل هي:
الحياة.. الشريعة.. الايمان
وأن مسألة "الإيمان" هي أهم هذه المسائل الثلاث وأعظمها في نظر الحقيقة. بيد ان "الحياة" و "الشريعة" تبدوان في نظر الناس عامة و ضمن متطلبات أوضاع العالم أهم تلك المسائل. ولما كان تغيير اوضاع المسائل الثلاث كلها دفعة واحدة في الارض كافة لا يوافق سنة الله الجارية في البشرية، فإن ذلك الشخص المنتظر لو كان موجوداً في الوقت الحاضر لأتخذ أعظم تلك المسائل و أهمها أساسا له دون المسائل الأخرى، وذلك لئلا تفقد خدمة الايمان نزاهتها وصفاءها لدى الناس عامة، ولكي يتحقق لدى عقول عوام الناس - الذين يمكن ان يُستغفلوا ببساطة - ان تلك الخدمة ليست اداة لأي مقصد آخر.
ثم ان معاول الهدم ومطارق التخريب تعمل منذ عشرين عاما مقترفة أشد أنواع الظلم وأقسى ضروب التعسف لإفساد الاخلاق حتى ضاعت الثقة والوفاء الى درجة لم يعد يوثق بشخص واحد من كل عشرة أشخاص، بل من كل عشرين شخصاً.
فتجاه هذه الحالات المحيرة لابد من ثبات عظيم وصلابة تامة ووفاء خالص وغيرة على الاسلام تفوق كل شئ.. وبخلافه ستبقى خدمة الايمان عقيمة بائرة، وتكون ضارة.
بمعنى ان أخلص خدمة وأسماها وأهمها وأولاها بالتوفيق هي الخدمة السامية التي يعمل فيها طلاب رسائل النور.
وعلى كل حال يكفي هذا القدر لهذه المسألة في الوقت الحاضر.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 137
[ختمة جماعية]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
اولاً: نبارك لكم ليلة الرغائب وشهر رمضان المقبل، ونسأله تعالى ان يجعل ليلة القدر خيراً لكم ولنا من الف شهر، ويُدخلها هكذا في سجل اعمالنا.
وقد عزمنا على ان ندعو حتى العيد بهذا الدعاء : "اللهم اجعل ليلة القدر في شهر رمضان خيراً من الف شهر لنا ولطلبة رسائل النور"
ولقد قمنا بتوزيع اجزاء مصحفين شريفين على كل طالب من طلاب النور الخواص هنا، بحيث يقرأ كلٌ منهم يومياً جزءاً مخصصاً له. وبهذا تُختم كل يوم - من ايام شهر رمضان المبارك - ختمتان للقرآن الكريم، في مجلس معنوي واسع جداً يضم اسبارطة وقسطموني معاً، يتوسطهما طلاب رسائل النور حيث يتصور كلٌ منهم نيّةً جميع الطلاب معه. نسأله تعالى أن يوفقنا في ذلك.
***

[الاشتراك في الاعمال الاخروية]
باسمه سبحانه
(وان من شيء الاّ يسبح بحمده)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بقدر حاصل ضرب عاشرات دقائق ليلة القدر في حروف القرآن.
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
اولاً: اهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك بملء روحي ووجداني وابتهل الى ارحم الراحمين تعالى ان يستجيب لدعواتكم التي ترفعونها في هذا الشهر المبارك.
ثانياً: ان شهر رمضان لهذه السنة له اهمية جليلة للعالم الاسلامي عامة ولطلاب النور ايضاً بمضمون دستور الاشتراك في الاعمال الاخروية، ذلك الدستور الاساسي الجاري بين طلاب رسائل النور. فان دخول ما يكسبه كل طالب من حسنات الى


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 138
دفتر حسنات اخوانه كاملة، هو مقتضى ذلك الدستور والرحمة الالهية. لذا تكون مغانم الحسنات عظيمة جداً وكلية لمن يدخل دائرة رسائل النور بصدق واخلاص، حيث يغنم كل واحد منهم ألوفاً من الحصص، نسأله تعالى ان يجعل ذلك الاشتراك كالاشتراك في الاموال الدنيوية - ولكن بدون انقسام ولا تجزئة - اشتراكًا كاملاً بدخولها كاملة في دفتر حسنات أخوانه كدخول ضياء مصباح في الوف المرايا. بمعنى ان طالباً من طلاب النور الصادقين اذا ما غنم حقيقة ليلة القدر وتمكّن من كسب المرتبة الرفيعة لشهر رمضان المبارك، نأمل أملاً عظيماً من سعة رحمته تعالى ان يملّك جميع الطلاب الصادقين تلك الغنيمة ويحظون بها.
***

[النساء في طريق النور]
اخوتى الاعزاء الاوفياء الابطال الميامين!
اولاً: ان كل اخ من اخواننا الخواص في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان، بمثابة الملائكة المالكين لاربعين الف لسان، اي له اربعون الف لسان معنوى - اى بعدد الاخوة - وذلك بالدستور الاساس، وهو دستور الاشتراك في الاعمال الاخروية - لذا فان ما يدعون اوما سيدعون من دعوات في هذا الشهر المبارك، نرجو من رحمته تعالى ان يكون مقبولاً بعدد تلك الالسنة. فهنيئاً لكم شهركم هذا شهر رمضان الحامل لهذه الماهية الفاضلة.
ثانياً: كان المفروض ان يكون الجواب كتاباً كاملاً لرسائلكم في هذه المرة، تلك الرسائل المتعددة المؤثرة السارة الحاملة للبشارات، الا ان ضيق الوقت حال دون ذلك فلا تتألموا من الجواب المقتضب...
فللّه الحمد ألف ألف مرة ان الامهات المباركات في تلك القرية وسيداتها - قرية ساو 1- قد عرفن رسائل النور ويقدرنها حق قدرها. فلقد ابكتني - وابكتنا جميعاً - بكاء فرح وسرور التضحية التي بذلتها اولئك السيدات العزيزات اخواتي في الآخرة المخلصات في نشر رسائل النور.
_____________________
1 قرية ساو: قرية قريبة من منفى الاستاذ النورسى »بارلا«. واهالى هذه القرية شيباً وشباباً رجالاً ونساءاًً خدموا الايمان عن طريق نشر رسائل النور واستنساخها. المترجم.



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 139
من المعلوم ان أهم اساس في مسلك رسائل النور هو الشفقة. وحيث ان السيدات هن معدن الشفقة ومنبعها، فقد كنت انتظر - منذ مدة - ان تُفهم ماهية رسائل النور في عالم النساء، والحمد لله فان السيدات هنا وحوالينا يعملن عملاً جاداً وبشوق وفعالية اكثر من الرجال، فاظـهرن انهن حقاً أخواتٌ مباركات في قرية ساو. فهذان الامران الظاهران فأل حسن في أن رسائل النور ستسطع وتنور وتفتح قلوب اولئك السيدات معادن الشفقة.
ثم ان الرعاة الشجعان لقرية ساو الذين ينقلون في جعبهم رسائل النور ليستكتبوها، قد أبدوا تضحية وبسالة كاولئك السيدات هناك. مما يثير الهمم ويبث الشوق في هذه المناطق ايضاً.
اننا نرغب في معرفة اسماء اولئك السيدات والرعاة كي يدخلوا باسمائهم الخاصة ضمن الطلاب الخواص...
***

[حادثتان ذات مغزى]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ابين لكم حادثتين لطيفتين لهما مغزى وبشارة.
اولاها: [مقابلة الذنوب المهاجمة]
تنبيه يحمل بشرى وردت من خاطرة يائسة، حيث ورد على خاطري في هذه الايام ما يأتي:
ان الذي يختلط بالحياة الاجتماعية، ما ان يمس شيئاً، الاّ ويجابه بالآثام والذنوب في اغلب الاحوال. فالذنوب تحيط بالانسان من كل جهة. تُرى كيف تقابل العبادة الخاصة للانسان وتقواه الخاصة هذه الذنوب جميعها؟ تأملت في هذا التفكير اليائس، حيث تذكرت اوضاع طلاب رسائل النور المندمجين في الحياة الاجتماعية، وفكرت في الوقت نفسه في اشارات قرآنية وبشارات الامام علي والشيخ الكيلاني حول نجاة طلاب رسائل النور وكونهم من اهل السعادة.

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس