عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني

الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 150
فالاذواق المعنوية والانوار الايمانية التي هي ضمن دائرتنا كافيتان ووافيتان لنا.
تحياتنا الى الاخوة جميعاً فرداً فرداً ونهنئهم بعيدهم السعيد.
الباقي هو الباقي
سعيد النورسي
***

[الحاجة الى رسائل النور]
ان مباشرة هؤلاء الشيوخ الطيبين الاميين بالكتابة بعد تجاوزهم الاربعين من العمر. وتفضيلهم لها على اي شئ آخر لأجل خدمة رسائل النور، وكذا تلقي اولئك الاطفال الابرياء الدرس من رسائل النور، وما استنسخوه من رسائل...
ان سعي هؤلاء جميعاً سعياً جاداً في هذا الزمان ليبين بوضوح ان رسائل النور فيها من الذوق المعنوى والنور الجاذب بحيث تعجز الوسائل المستعملة في المدارس لحث التلاميذ على القراءة والكتابة أمام هذا الذوق والانشراح والسرور الذي تمنحه رسائل النور، حتى تدفع اولئك الاطفال والشيوخ الى هذا العمل الجاد.
وكذا تبين هذه الحالة: ان رسائل النور تترسخ ولن يقتلعها اي شئ كان بفضله تعالى بل ستدوم الى الاجيال المقبلة باذنه تعالى.
ان سعي هؤلاء الشيوخ الاميين ضمن دائرة رسائل النور كهؤلاء التلاميذ الاطفال الابرياء، وقسم من الرعاة، وفي هذا الزمان بالذات وتحت هذه الظروف العصيبة، وتفضيلهم ذلك السعي على اى شئ آخر يبين ان:
الحاجة الى رسائل النور في هذا الزمان اكثر من الحاجة الى الخبز، بحيث ان الفلاحين والرعاة يرون الحاجة الضرورية في حقائق رسائل النور اكثر من الحاجات الدنيوية الضرورية.
***


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 151
[ماتكسبه رسائل النور طلابها]
حقيقة كُتبت لاخواني في قسطموني بعثتها اليكم علّها تفيدكم!
ان الذي تطلبه رسائل النور ثمناً لما تكسبه طلابها الصادقين الثابتين من مغانم ومكاسب عظيمة جداً ومن نتائج عظيمة جليلة هو: الوفاء الخالص الكامل والثبات الدائم الذي لا يتزعزع.
نعم ان الايمان التحقيقي الذي يمكن ان يُكسَب خلال خمس عشرة سنة تُكسبه رسائل النور في خمسة عشر اسبوعاً والى بعضهم في خمسة عشر يوماً. يشهد على هذا عشرون الفاً من الشهود بتجاربهم في غضون عشرين سنة.
وكذا تُكسب رسائل النور كل طالب من طلابها ثواب الوف الدعوات الخالصة المقبولة التي تلهج بها ألسنة الطلاب كل يوم، وكذا الاعمال الصالحة التي انجزها الوف من اهل الصلاح والتقوى، وذلك حسب دستور الاشتراك في الاعمال الاخروية.
والدليل على انها تجعل كل طالب حقيقي صادق ثابت من حيث العمل في حكم ألوف الاشخاص ما ورد من الاخبارات الثلاثة ذات الكرامة عن الامام علي رضي الله عنه وكراماته الغيبية وكذا بشارات الشيخ الكيلاني (قدس سره) وتقديره للعاملين، واشارات القرآن المبين من ان اولئك الطلاب الخالصين يكونون من اهل السعادة ومن اهل الجنة. فتلك الاشارات والبشارات دليل وأي دليل. نعم ان كسباً كهذا يستحق ذلك الثمن بلاشك.
وما دامت الحقيقة هي هذه، فينبغي للقريبين من دائرة رسائل النور من ارباب العلم واهل الطريقة واصحاب المشارب الصوفية الانضمام الى تيار النور، ليمدّوه بما لديهم من رأسمال سابق، والسعي لتوسيع دائرته وحث طلابه وبث الشوق في نفوسهم، واذابة الانانية والقائها كقطعة ثلج في حوض الماء السلسبيل للجماعة ليغنم ذلك الحوض الكوثري كاملاً. والاّ فمن يفتح نهجاً جديداً ويسلك طريقاً آخر، يضرّ هذه الجادة القرآنية المستقيمة القويمة من دون ان يشعر، ويتضرر هو بنفسه أيضاً، بل قد يكون عمله نوعاً من العون للزندقة دون شعور منه.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 152
حذار.. حذار.. ايها الاخوة من ان تقذفكم التيارات الدنيوية ولاسيما السياسية منها ولاسيما التيارات التي تلفت الانظار نحو الخارج، الى التفرقة، اذ تجعلكم بعد ذلك عاجزين ضعفاء امام الفرق الضالة المتحدة... فحذار ان يجري فيكم حكم ذلك الدستور الشيطاني والعياذ بالله: "الحب في السياسة والبغض في السياسة" بدلاً من الدستور الرحماني (الحب في الله والبغض في الله) 1 اذ عندها تعادون اخاً لكم هو في الحقيقة كالملاك وتولون الحب لرفيق في السياسة وهو كالخناس وتبدون الرضا لظلمه، وتشاركونه في جنايته ضمناً. فحذار حذار من هذا!
نعم ان السياسة الحاضرة تفسد القلوب، وتدع الارواح الحساسة في عذاب. فالذى يروم سلامة القلب وراحة الروح عليه ان يترك السياسة.
نعم، ان كل انسان في الوقت الحاضر، على الكرة الارضية قاطبة، له نصيبه من المصائب الجارية إما قلباً او روحاً او عقلاً او بدناً، ويعاني من العذاب والرهق ما يعاني، ولاسيما اهل الضلالة والغافلين حيث انهم غافلون عن الرحمة الالهية الشاملة والحكمة السبحانية الكاملة. فمن حيث انسانيتهم وعلاقتهم بالبشرية يتعذبون بالالآم الرهيبة المفجعة التي تعانيها البشرية في الوقت الحاضر، فضلاً عن آلامهم أنفسهم، ذلك لانهم قد تركوا وظائفهم الحقيقية وامورهم الضرورية واعاروا سمعهم بلهفة الى مالا يعنيهم من صراعات سياسية وشؤون آفاقية، وحوادث خارجة عن طوقهم، ويتدخلون فيها حتى جعلوا أرواحهم حائرة وعقولهم ثرثارة، وسلبوا من أنفسهم الاشفاق والرثاء عليهم، حسب قاعدة "الراضي بالضرر لا ينظر له" اي من يرضى لنفسه الضرر لا يستحق النظر اليه برحمة. فلا يُرثى لهم ولا يُشفق عليهم، فهم الذين قد سببوا نزول البلاء بهم.
انني اخال انه في خضم هذه الاهوال والحرائق التي نشبت في الكرة الارضية لا يقدر على الحفاظ على سلامة قلبه وراحة روحه الاّ أهل الايمان وأهل التوكل والرضى الحقيقي ومنهم اولئك الذين انضموا الى دائرة رسائل النور بوفاء تام. فهم مصانون من تلك الاهوال اكثر من غيرهم. وذلك لانهم يرون اثر الرحمة الالهية وزبدتها
_____________________
1 صحيح البخارى 1/8 وصحيح مسلم برقم 37، 38 ابو داود كتاب 39 باب 2؛ مسند ابن حنبل 2/237، 292.



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 153
ووجهها في كل حادثة وفي كل شئ، لمشاهدتهم الامور بمنظار نور دروس الايمان التحقيقي الذي تلقوه من رسائل النور. فهم يشاهدون في كل شئ كمال الحكمة الالهية، وجمال عدالتها، لذا يجابهون المصائب - التي هي من اجراءات الربوبية الالهية بالبشر - بالتسليم التام لأمر الله فيبدون الرضى به، ولا يقدّمون شفقتهم على الرحمة الالهية كي يقاسوا العذاب والألم.
وهكذا بناء على هذا، فالذين يريدون تذوق السعادة واللذة حتى في الحياة الدنيوية - فضلاً عن الحياة الاخروية - يمكنهم ان يجدوها في دروس رسائل النور الايمانية والقرآنية.
تنبيهان نابعان من خاطرتين وردتا في هذه الايام:
الاول:
لقد فكرت في السيدات اللائي انتسبن الى رسائل النور في هذه المدينة، انهن ثابتات لا يهزّهن شئ كغيرهن من السيدات. واذا بهذا الحديث (عليكم بدين العجائز) 1 اُخطر على قلبى: اي عليكم باتباع الدين الخالص والعقيدة الراسخة التي لدى العجائز في آخر الزمان.
نعم ان العجائز من السيدات ضعيفات وذوات حسّ مرهف وعطف وحنان، لذا فهن اكثر حاجة من غيرهن الى ما في الدين من سلوان ونور يفيض بالشفقة والى إلتفاتة رحمانية تتقطر بالرحمة والى نقطة استناد ونقطة استمداد، الموجودة كلها في الدين.
فالثبات الكامل من مقتضى فطرتهن. لذا فان رسائل النور التي تفي بتلك الحاجة إيفاءً تاماً في الوقت الحاضر، تجد الانشراح في أرواحهن وتستقر في قلوبهن اكثر من أي شئ آخر.
التنبيه الثاني:
لقد جاءني اشخاص مختلفون عديدون في هذه الايام، حسبتهم قد أتوني لامور الآخرة. ولكن فهمت انهم قد اتوني للاستشارة والدعاء لهم بالتوفيق في امور
_____________________
1 الديلمي من حديث ابن عمر بلفظ: »اذا كان آخر الزمان واختلفت الاهواء فعليكم بدين البادية والنساء« ومسنده واه ( الدرر المنثرة للسيوطي).



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 154
التجارة او يراجعوننى لرفع الكساد وعدم التوفيق في اعمالهم ولينجوا من الخسارة والاضرار.
ففكرت:
ماذا اعمل مع هؤلاء وماذا اقول لهم؟ فخطر على القلب فجأة:
لا تكن أبلهاًً، ولا تتكلم ببلاهة، فتدعهم في بلاهتهم. لان الذي اُلقيتْ عليه مهمة تحضير مضادات لسموم الثعابين وهو منهمك بدفعها عن الناس، لو ترك مهمته وسعى لمعاونة من هو بين الثعابين ومعرّض لهجمات الذباب - مع وجود معاونين له كثيرين - انما هو ابله بلاشك. والذي يستنجد به أبله ايضاً. وتلك المحاورة ايضاً محاورة بلهاء.
نعم، ان الأضرار الطفيفة الموقتة للحياة الدنيوية الفانية القصيرة بالنسبة للحياة الاخروية الخالدة انما هى كلسع الذباب. بينما أضرار الحياة الاخروية هى كلدغ الثعابين.
***

[مسائل ستة اشخاص]
باسمه سبحانه
(وان من شيء الاّ يسبح بحمده)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعدد كلمات القرآن وحروفه.
اخوتي الاعزاء الاوفياء الميامين. ويا اخواني الاقوياء النشطين الثابتين في خدمة القرآن!
لقد اصبح ستة اشخاص - النجار احمد في البدء واخرهم أنا - مداراً لمسائل، كل على حده بناء على اخطار معنوي.
الاول:
في رسالة النجار احمد وهو الفعال والنشط جداً من طلاب رسائل النور ومدرستها يذكر انه:


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 155
اتى صبي صغير برئ يبلغ العاشرة من العمر من قرية على مسافة يومين تاركاً قريته وماله، ووفّق الى كتابة رسائل النور، مع انه لم يسبق له الكتابة من قبل. فكما ان هذا كرامة لرسائل النور فهو زهرة خارقة لطيفة للمدرسة النورية.
نعم، ونحن نقول ايضاً: كما ان انفتاح الأزهار الجميلة في شتاء مادي قارس، قدرة الهية خارقة. فان تفتح الف زهرة لطيفة جميلة وثمار الجنة في شجرة ساو - اى قرية ساو - في الشتاء المعنوي الرهيب لهذا العصر لاشك انه معجزة رحمة وكرامة عناية ربانية لهذه البلدة وإكرام الهي خارق لطلاب النور. نحن نعتقد هكذا ونتضرع اليه تعالى ونتوجه له بالشكر العميم.
وجاء في رسالة النجار احمد: ان الطلاب النشطين في القرية يذكرّون بالطلاب المضحين القدماء الناشئين في المدارس الشرعية القديمة، مما منحنا وطلاب النور سروراً بالغاً.
انه لجميل جداً تلك المعاونة المعنوية التي تقدمها سيدات المدرسة النورية وطالباتها بأورادهن القرآنية واذكارهن وبدعواتهن لأصحاب الاقلام الساعية للاستنساخ. وفي هذا إرشاد للسيدات في هذه المناطق.
ليرضَ الله ابداً عنهم وعنهن وعن جميع طلاب تلك المدرسة وعن استاذهم.
الشخص الثاني ومسألته:
قال لي يوماً احد طلبة النور من الشباب الحافظ للقران الكريم مثل ما يقوله الكثيرون.
- يزداد عندي مرض النسيان يوماً بعد يوم؛ فماذا أفعل؟
قلت:
لا تنظر نظر الحرام ما استطعت. لأن "النظر الحرام يورث النسيان" كما يروى عن الامام الشافعي رضي الله عنه 1.
_____________________
1 لعل المقصود:
شكوتُ الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي
وقــال: اعلم أن العلمَ نورٌ ونورُ اللهِ لا يؤتى لعـاصي! المترجم



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 156
عم! ان النظر الحرام كلما ازداد بين المسلمين ثارت شهواتهم النفسانية، فيتولد منها الاسراف والافراط، حتى قد يضطر المرء الى الاغتسال عدّة مرات في الاسبوع الواحد، مما ينجم عنه ضعف في قوة الحفظ كما هو معلوم لدى الطب.
ومما جعل انتشار مرض النسيان هذا عاماً شاملاً للجميع هو شيوع التبرج والتكشف في هذا العصر ولاسيما في بلدان المناطق الحارة مما سبب كثرة النظر الحرام الذي يولد الاسراف والافراط. حتى تجد الجميع يشكون من النسيان، كل على قدر اصابته به.
ولعل طرفاً من تأويل الحديث الشريف الذي أنذر عن نزع القرآن الكريم من الصدور في آخر الزمان، يتحقق بازدياد هذا المرض.
بمعنى ان هذا المرض سيشتد وطؤه، ويحُول دون حفظ القرآن الكريم، فيتحقق عندئدٍ تأويل الحديث. ولا يعلم الغيب الاّ الله.
الشخص الثالث ومسألته:
انه شخص ذو علاقة وطيدة معنا يشكو مرّ الشكوى في أغلب الاوقات طالباً العون وقائلاً: "لا استطيع ان اصبح رجلاً بمعنى الكلمة بل فسدت وتضعضعت كلما مرّ الزمان فلا استطيع ان أرى نتائج خدماتي المعنوية".
ونحن نقول له:
ان هذه الدنيا دار عمل وليس موضع أخذ الاجرة، فثواب الاعمال الصالحة وثمراتها وانوارها تمنح في البرزخ والاخرة. وان جلب تلك الثمرات الباقية الى هذه الدنيا وطلبها في هذه الدنيا يعنى جعل الاخرة تابعة لهذه الدنيا. وعندها ينثلم اخلاص تلك الاعمال الصالحة ويذهب نورها.
نعم ان الثمرات لا تُطلب ولا تنوى قلباً، بل يُشكر عليها اذا ما منحت للحث.
نعم، ان هذا العصر - كما ذكر في بضع رسائل - قد غرزحب الحياة الدنيوية في الانسان واجراه في عروقه فجرحه جروحاً بالغة حتى ان شيخاً هرماً وعالماً وتقياً صالحاً يطلب اذواق الحياة الاخروية في الدنيا لجريان حكم الاذواق الحياة الدنيوية فيه اولاً.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 157
الرابع:
شخص له علاقة معنا يشكو كالكثيرين، انه فقد اذواقه واشواقه التي كان يجدها في اوراده سابقاً عندما كان منتسباً الى الطرق الصوفية والآن يغلب عليه النوم والضيق. فقلنا له:
كما ان الفساد الذي يعتري الهواء يولد ضيقاً في الانسان ولاسيما فيمن له حساسية في الصدر كذلك يفسد الهواء المعنوى احياناً، ولاسيما في هذا العصر الذي ابتعد عن المعنويات، ولاسيما في البلدان التي شاعت فيها الاهواء النفسانية والشهوية، ولاسيما بعد انقضاء الشهور الثلاثة المحرمة والشهور الثلاثة المباركة التي يتصفى فيها الهواء المعنوي بصحوة العالم الاسلامي وتوجه عموم الناس الى الله. وبانقضاء تلك الشهور وتوقف ذلك التوجه العام تجد الضلالات الفرصة سانحة، للتأثير على افساد الهواء، تحت مضايقات الشتاء، وانكسار تسلط الحياة الدنيوية والاهواء النفسانية، فيغلب على الانسان النوم والنعاس بدلاً من الشوق والذوق لدى قراءة مثل هذه الاوراد القدسية في اثناء انحسار الشوق الاخروي لدى اهل الايمان والاسلام ولاسيما بمجئ الربيع وانكشاف الحياة الدنيوية.
بيد أن الاعمال الصالحة والامور الاخروية التي ترافقها المشقات والمصائب والمضايقات - رغم فقدها للاذواق - هى أسمى واجزل ثواباً، حسب مضمون (خير الامور احمزها) 1 لذا ينبغى للانسان الشكر مسروراً ومتجملاً بالصبر لأمله في زيادة الثواب من خلال ذلك الضيق والمشقات.
الخامس:
يبرر احد طلاب النور، عدم سعيه لرسائل النور لازدياد هموم العيش.
فقلنا له: لانك لاتسعى لرسائل النور ازدادت عليك هموم العيش. لأن كل طالب في هذه المناطق يعترف - وأنا كذلك اعترف - انه كلما سعينا لرسائل النور وجدنا السهولة في الحياة والانشراح في القلب واليسر في المعيشة.
_____________________
1 ذكر في اللآلئ عقبة ان مسلماً روى في صحيحه قول عائشة: انما اجرك على قدر نصبك وهو في نهاية ابن الاثير مروي عن ابن عباس بلفظ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الاعمال أفضل؟ قال: أحمزها. (اقواها وأشدها) (باختصار عن كشف الخفاء 459).



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 158
السادس:
هو هذا السعيد الضعيف. إن ما ينشرح لها كل الناس ويرغبون فيها ويطلبونها من الاحترام والتوقير والمحبة والمجالسة - خارج نطاق رسائل النور - ثقيلة عليّ واتألم منها وتولد فيّ الازعاج.
واظن ان المزايا الرفيعة لرسائل النور والخصال الراقية جداً لشخص طلابها المعنوي لو وضعت - تلك المعاني الضخمة كالجبال - على كاهل شخص ضعيف عاجز مثلي قد بالغ في سلوك طريق العجز، فانه ينسحق تحتها وينقبض من تلك الامور.. هكذا فهمت.
الراجى دعواتكم والمشتاق اليكم
اخوكم
سعيد النورسي
***

[العلاج الوحيد: رسائل النور]
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
لا تتألموا من حادثة التعرض لنا التى وقعت حديثاً. لان رسائل النور تحت العناية الإلهية. وثبت بتجارب عديدة، انه لم يحدث لحد الآن ان نجت طائفة من الطوائف العاملة في خدمات جليلة بمشقات قليلة مثلنا...
اعلموا وليعلم اولئك ايضاً! كما ان الصدقة تدفع البلاء فان رسائل النور وسيلة لدفع الآفات السماوية من الاناضول ورفعها ولاسيما من اسبارطة وقسطموني.
نعم ان رسائل النور سبب من اسباب نجاة الاناضول من مهالك الكرة الارضية وعقابها. وكأنها سفينة نوح (عليه السلام) بحيث جعلت الاناضول في حكم الجودي. لان الطغيان الناشئ من ضعف الايمان يجلب المصيبة العامة على الاكثر. فرسائل النور التي تقوي الايمان أصبحت وسيلة لدى الرحمة الالهية لدفع تلك المصيبة العامة خارج دائرتها. فهؤلاء، اهل الدنيا واهل الاناضول، عليهم الاّ يتعرضوا


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 159
لرسائل النور حتى ولو لم ينخرطوا فيها. فلو تعرضوا لها فعليهم ان يفكروا بنشوب الحرائق وحدوث الطوفان وانتشار الطاعون المنتظر قريباً وليعودوا الى رشدهم.
ولما كنا لا نتعرض لدنياهم فهناك احتمال قوي في نزول البلايا عند تعرضهم - الى هذا الحد وبلا مبرر - لآخرتنا.
ألا فليعلم اهل السياسة علماً قاطعاً رغم اننا لا علاقة لنا بهم: ان العلاج الوحيد لانقاذ الامة في هذه البلاد وفي هذا العصر من الفوضى والارهاب ومن التردي المريع والتدني الرهيب هو اسس رسائل النور...
وليعلم اولئك الابرياء - واستاذهم - الذين تعرضوا لمضايقات من جراء هذه الحادثة ان الذي يرابط تحت ظروف صعبة ينال ثواب عبادة سنة، وان ساعة تفكر ايماني حقيقي في حكم سنة من الطاعة، فنسأله تعالى ان تنال مضايقاتهم مثل هذا الثواب. لذا عليهم ان يقابلوا امثال هذه الحوادث بالفرح والسرور بدلاً من القلق والتألم.
***

[خدمتنا تسعى لإنقاذ النظام والأمن]
جاءنى موظف مسؤول، له علاقة معنا ومع السياسة ومنشغل بمراقبتنا كثيراً فقلت له:
اننى لم اراجعكم منذ ثماني عشرة سنة، ولم اقرأ صحيفة واحدة من الصحف، وها قد مرت ثماني شهور لم أسأل ولو مرة واحدة ما يحدث في العالم، ولم اعر سمعي الى الراديو الذي يُسمع هنا منذ ثلاث سنوات. كل ذلك كي لا يلحق ضرر معنوى بخدمتنا السامية.
والسبب في ذلك هو:
ان خدمة الايمان وحقائق الايمان هى اجلّ من كل شئ في الكون. فلا تكون أداة لأي شئ كان. فان خدمة القرآن الكريم قد منعتنا كلياً من السياسة. حيث ان:
اهل الغفلة والضلالة في هذا الزمان الذين يبيعون دينهم للحصول على حطام الدنيا ويستبدلون بالالماس القطع الزجاجية المتكسرة يحاولون اتهام تلك الخدمة الايمانية بانها اداة لتيارات قوية خارج البلاد وذلك للتهوين من شأنها الرفيع.


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس