عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #41
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"الرتبة الثانية من مراتب الولاية: أن يتنـزَّل إلى رتبة بطن ‏أمه، فيشاهد أنه كان ماء مهيناً في ظلام الأحشاء، وقد تولاَّه ‏‏"الولي" بأنوار الأسماء، فيتجلَّى له نور "البصير،"السميع".‏


فإذا تنـزَّلت إلى هذا المشهد، وخلعت الأنانية والحيثية، ‏ورجعت إلى أصلك واجهتك هذه الأسماء، وتجمَّلت بمعانيها، ‏وهذه رتبة من مراتب الأولياء، الذين تجمَّلوا بالعطاء، وسبحوا ‏في بحار الأسماء، وانجلى لهم أصلهم؛ وهو الماء، فرجعوا إليه ‏شهوداً وذكراً، فرفع الله لهم بين العوالم قدرا..... يقول ‏أحدهم: "الله" وهو مستحضر أنه "المصوِّر، الجميل، السميع، ‏البصير، المحيي ، النافع " فيرجع إلى أصله فيفوز بوصله.‏


المرتبة الثالثة: تتنـزَّل إلى رتبة التراب، فيشهدك الحق أنك ‏كنت متفرقاً في عناصر الوجود، فجمع الله حقيقتك من ‏تراب، ولحم، وفاكهة، وحوَّلها إلى منيّ هو أصلك، وعند ‏ذلك يتجلَّى لك أنوار اسمه تعالى:" الحكيم، الخبير، المحيط، ‏الحفيظ، اللطيف، القريب، الرحيم".‏


فمتى دخلت في هذا المشهد، وخلعت الأنانية، وذكرت ‏الله مستحضراً معاني الأسماء، فانياً عن كل ما أحاط بك، أو ‏نسب إليك من الآلاء، انفعلتْ لك الحقائق، وفُزتَ بالدقائق، ‏وتشهد أن الأسماء التي تولَّتك في تلك المواطن، هي التي ‏تتولاَّك هناك.‏


فإذا ذكرت الله وأنت تلاحظ تلك المعاني الخفية، تاركاً ‏المظاهر البشرية، شاهدت الأمر على ما هو عليه، فإن الأسماء ‏التي تولَّتك في تلك المواطن هي التي تواجهك الآن بالأسرار.‏


وجميع التطورات في نظر الله واحدة، والذي حجبك هو ‏الأنانية (1) ‏.‏


المرتبة الرابعة: أن تتنـزَّل من رتبة الأرض إلى رتبة العدم، ‏وتفهم معنى قوله تعالى"‏ {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ ‏شَيْئًا }‏(2) ‏ ‏. ‏


فترى العدم على أصله لم يتحوَّل، وترى نور القدم تجلَّى، ‏فأبرز العدم في صورة الوجود، وعند ذلك يصبح العبد مشرقاً ‏لشمس الحقيقة، إماماً لكل أهل الطريقة (3) ‏.‏" اهـ


اقتباس:============================= الحاشية =============================


(1) ‏: الأنانية : هي الحقيقة يضاف إليها كل شيء من العبد كقوله: روحي، ونفسي، ‏وقلبي، ويدي، ومالي.... .‏


(2) ‎ ‎‏: سورة مريم – الآية 9.‏


(3) ‎ ‎‏: الطريقة: هي السيرة المختصَّة بالسالكين إلى الله تعالى من قطع المنازل والترقِّي في ‏المقامات. وقيل: العمل هو حركة الجسم والقلب والفكر، فإن تحرَّك بما يوافق الشريعة ‏سمي طاعة. وإن تحرك بما يخالف الشريعة سمي معصية، لذلك أجمعوا على أن الشريعة: ‏لإصلاح الظواهر، والطريقة: لإصلاح الضمائر، والحقيقة: لإصلاح السرائر. ‏ " اهـ 165




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: العلم كلُّه في العالَم كلِّه..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس