الموضوع: قِفْ بالخضوع
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي قِفْ بالخضوع

قِفْ بالخضوع




هذه رائعة من روائع المحبّ سيدي عبد الرحيم البرعي رحمه الله :


قِفْ بالخضوع وَنادِ ربك يا هو = إِنَّ الكَريم يجيب من ناداهُ
واطلبْ بطاعته رضاه فَلَم يزل = بالجود يُرضى طالبين رضاهُ
واسأله مغفرة وَفضلاً إنّه = مبسوطتان لسائليه يَداهُ
واقصده منقطعًا إليه فكل من = يَرجوه منقطعًا إليه كفاهُ
شملت لطائفه الخَلائق كلّها = ما لِلخَلائق كافل إلا هو
فعَزيزها وَذَليلها وَغنيّها = وَفَقيرها لا يَرتَجون سواهُ
ملك تدين له المُلوك وَ يلتجي = يَومَ القيامة فقرهم بِغناهُ
هُوَ أوّل هُوَ آخر هو ظاهر = هُوَ باطِن لَيسَ العيون تَراهُ
حجبته أَسرار الجَلال فَدونه = تَقِف الظنون وَتخرس الأفواهُ
صمد بِلا كفء وَلا كَيفية = أَبداً فَما النظراء والأشباهُ
شهدت غَرائب صنعه بوجوده = لَولاه ما شهدت به لَولاهُ
وإليه أذعنت العُقول فآمنت = بالغيب تؤثر حبها إيّاهُ
سُبحان من عنت الوجوه لوجهه = وَله سجود أَوجه وَجباهُ
طوعًا وَكرهًا خاضعين لعزّه = فَله عليها الطوع والإكراهُ
سل عنه ذرّات الوجود فإنها = تدعوه معبوداً لها رباهُ
ما كانَ يعبد من إله غيره = وَالكلُّ تحت القهر وَهو إلهُ
أَبدى بحكم صنعه من نطفة = بشراً سويّاً جلَّ من سوّاهُ
وَ بَنى السَموات العُلا وَالعَرش وَالـ = ـكرسيّ ثم عَلا عليه عُلاهُ
وَدحا بساط الأَرض فَرشاً مثبتاً = بالرّاسيات وَبالنّبات حلاهُ
تَجري الرياح عَلى اختلاف هبوبها = عَن إذنه وَالفلك والأمواهُ
ربٌّ رَحيمٌ مشفقٌ متعطفٌ = لا يَنتَهي بالحصر ما أَعطاهُ
كَم نعمة أَولى وَكَم من كربة = أَجلى وَكَم من مُبتَلى عافاهُ
وإذا بليت بغربة أَو كربة = فادعُ الإله وَقل سَريعاً يا هو
لا محسن لظن الجَميل به يَرى = سوءاً وَلا راجيه خاب رجاهُ
وَلحلمه سبحانه يُعصى فَلَم = يَعْجَل عَلى عبدٍ عصى مَولاهُ
يأتيه معتذراً فيقبلُ عُذره = كَرَماً وَيَغفر عمده وَخطاهُ
يا ذا الجَلال وَذا الجَمال وَذا الكَرم = يا مُنعماً عمَّ الأنام نداهُ
يا من هو المعروفُ بالمَعروف يا = غوثاه يا مولاه يا مولاهُ
لي صاحب يَشكو الديون فاقْضِها = عنه وِبلّغه الَّذي يَهواهُ
واقبل توسلنا بفضل محمدٍ = وَبِمَنْ له وجه لديك وجاهُ
واشْدُدْ عُرَا عبَد الرَحيم برحمةٍ = إنّ الحَوادِثَ قَد قَصَمْنَ عُرَاهُ
وأنله من دنياه كلَّ كرامةٍ = وَقَهِ الذي يَخشاه في أُخرَاهُ
وأذقه بردَ رضاكَ عنه فَلَم يخبْ = مَنْ كان عينُك بالرضا تَرعاهُ
واقمعْ بحولك حاسديه وكنْ له = حرماً من المَكروه واحْمِ حماهُ
واغفرْ ذنوبَ أصولهِ وَفروعهِ = وَصِحَابه وَجَميع من آخاهُ
مالي إِذا ضاقَت وجوهُ مذاهبي = أَحدٌ ألوذُ بركنهِ إلا هو
ثمَّ الصَلاةُ عَلى النَبيِّ تخصُّهُ = وَتَعُمُّ بالخَيراتِ مِنْ وَالاهُ
ما صاحَ في عذب العَذيب مغرّدٌ = أَو لاحَ برقُ الأبرقينِ سناهُ


هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس